"عقاقير تسمين الكباش" تحرم الجزائريين من استهلاك أضاحيهم
16-09-2016, 11:36 PM
حكيمة حاج علي صحافية بقسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي
تفاجأ الآلاف من المواطنين بإزرقاق اللحوم، بالرغم من أنهم احترموا سلسلة التبريد اللازمة، كما أكد جلهم خلال الشكاوى التي تقدموا بها على مستوى جمعية حماية وإرشاد المستهلك أنهم حرصوا على النظافة وعلى وضع اللحم في الثلاجة مباشرة بعد تقطيعه، إلا أنهم اصطدموا بتحول لون اللحوم إلى الأخضر القاتم أو الأزرق مع انبعاث روائح نتنة منها، وهو ما جعلهم يطالبون بفتح تحقيق في القضية التي تمس حياة الملايين من الجزائريين.
وحول الموضوع أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، أن هيئتهم تلقت الآلاف من الشكاوى التي تتعلق بازرقاق اللحوم، ابتداء من ثاني أيام العيد، وهي متواصلة لحد الساعة، مشيرا إلى أنهم بمجرد أن قاموا بنشر الخبر على الصفحة الخاصة بالجمعية على الفايسبوك، ذهلوا للتعليقات التي أكدت جلها تعرضهم لنفس المشكل، وهذا خلال اليوم الثاني للعيد، أي أن اللحوم لم تمر عليها مدة طويلة لنشك في سلسلة التبريد أو درجات الحرارة، موضحا أن بعض العائلات التي اشترت من نفس الموال، واجهت المشكل نفسه في حين كانت اللحوم سليمة عند العائلات التي اقتنت من موال آخر، مما يرجح عدة فرضيات على رأسها المواد الكيماوية أو الحقن التي حقنت بها الماشية.
وكشف زبدي أن بعض العائلات قامت بالتخلص من الأضحية بكاملها، بعد أن لاحظت ازرقاق بعض الأعضاء فيها، في حين تقدمت إحدى السيدات بشكوى لدى وكيل الجمهورية، تتهم فيها الجزار الذي اقتنت منه اللحم أنه قام بخداعها، بعد أن وضعت اللحم سليما في الثلاجة وأخرجته ثاني يوم مزرقا وبرائحة نتنة، موضحا أن معظم الشكاوى كانت من ولايتي قسنطينة والعاصمة، واحتلت ولايات شرق البلاد الصدارة في الشكاوى المقدمة. وطالب زبدي الوزارة بفتح تحقيق في القضية، لأن الجمعية تملك معلومات غير مطمئنة حول هذه الظاهرة، وهم حاليا بصدد القيام بتحقيقات على مستواهم تحت إشراف مجموعة من بياطرة المنظمة، إلا أنه على السلطات المعنية التدخل في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات.
وفي هذا الصدد أرجع البيطري "علاوة بوشملال" أسباب ازرقاق اللحوم بنسبة كبيرة إلى الغذاء الذي كان يقدم للماشية، على غرار أدوية تسمين الماشية وبعض التلقيحات المنتهية الصلاحية، مستبعدا فرضية إصابة الأضاحي بأمراض، لأن ذلك كان سيظهر عليها قبل الذبح وليس بعده، إلا أن ظاهرة ازرقاق اللحوم بعد ذبح الأضاحي ترتبط بشكل مباشر بفرضية تغذية الأنعام، داعيا المواطنين إلى التخلص من الأضاحي التي ازرقت لحومها لأن تناولها يشكل خطورة على صحتهم.
