عصابات تستغل القصر في اللصوصية والتسوّل بورقلة
15-03-2016, 08:36 AM


محمد أمين



يعيش عدد من أطفال الأسر المعوزة بورقلة، ظروفا اجتماعية قاهرة أثرت بشكل كبير على حالاتهم النفسية والدراسية، حيث يستغل هؤلاء من طرف أشخاص مجهولين في التسوّل وعمليات السرقة، فيما يتعرض البعض الآخر إلى الاغتصاب، وهو ما حذرت منه عدة جمعيات، وهو الوضع الذي أضحى يستوجب على الجهات المعنية والجمعيات الناشطة في هذا المجال التدخل وتوفير الحماية لهم.
وجد بعض الأطفال منهم المتمدرسون الذين يعانون من مشاكل اجتماعية مزرية، أنفسهم في قبضة أشخاص يستغلونهم للقيام بأعمال شاقة مقابل أجر زهيد، فضلا عن استعمالهم في عمليات التسوّل لكسب استعطاف المواطنين لتحقيق الربح السريع على حساب البراءة، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في عائلات فقيرة تجد صعوبة في كسب رمق العيش، فيما وضع البعض الآخر ضمن خانة منفذي مخططات عصابات سرقة المنازل والمرافق العمومية تحت طائلة التهديد أو تقديم دنانير لاقتناء قطعة خبز يسدون بها جوعهم، وهي أساليب يتبعها أفراد العصابات لإبعاد الشبهة عنهم وضمان سير مخططهم الذي اتخذوه وظيفة لجلب المال، خاصة وأن التلاميذ على أبواب عطلة الربيع.

ويتعرض الأطفال الذين يبيتون في الشوارع، نتيجة الإهمال العائلي إلى شتى أنواع الضرب والاغتصاب من طرف مدمني المخدرات، فضلا عن إجبارهم على تعاطي أم الخبائث، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدل الجريمة في أوساط الأطفال والعنف الجسدي واللفظي داخل المؤسسات التربوية.

وحسب رأي بعض المختصين في علم النفس، فإن السبب يرجع إلى التفكك الأسري وانعدام قنوات الحوار بين أفراد العائلة الواحدة، فضلا عن عجز الأبوين عن توفير متطلبات فلذات أكبادهم، وهو ما يشعر الطفل بالنقص والحرمان، وتأثره بأقرانه من الطبقة المتوسطة والغنية، ناهيك عن اتباع بعض الآباء لأساليب التعنيف ضد أبنائهم.

وهو واقع مر يتخبط فيه هؤلاء الأطفال الذين فقدوا نعمة العيش في كنف عائلة هادئة بعيدا عن المشاكل الاجتماعية التي تعصف بعدد من الأسر الجزائرية، مما بات يستوجب على منظمات حماية الطفولة والجمعيات الفاعلة في هذا المجال التدخل السريع لتوفير الحماية لهذه الفئة وإنقاذهم من مخالب عصابات السرقة ومتعاطي المخدرات.