يجب أن نعود إلى الإسلام الأول الذي لم يكن فيه لا شيعة ولا سنة
03-04-2015, 09:42 PM

يواصل السيد نور الدين بوكروح إجاباته عن أسئلة حول الراهن السياسي الوطني وواقع المحيط الإسلامي، وكيف انقلب الغرب على تيارات "إسلام لايت" التي دعّمها في بداية ثورات ما سُمي الربيع العربي. كما اعترف نورالدين بوكروح صراحة أنّه فشل في تجسيد أفكاره السياسية التي نادى بها في بداية التعددية السياسية في الجزائر، لأنّها ببساطة أفكار سابقة لأوانها، ولأنّه لم يكن يوزّع صكوك الغفران لدخول الجنة على الجزائريين، كما أنّه لم يدّع امتلاك تفويض من السماء.

ويُطلق نورالدين بوكروح عيارات نارية باتجاه السلطة والمعارضة على حد سواء لعدم امتلاكهما رؤى واضحة بخصوص مشروع المجتمع المستقبلي للشعب الجزائري، وهذا ما يجعل استمرار مسلسل التخبُّط السياسي متواصلا في مواجهة الرهانات الملحّة التي تكاد تعصف بالمستقبل.



هذه الفكرة المتعلقة بالقرآن وفهم القرآن أحالتني على ما وقع بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الشهيرة حينما طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من المملكة العربية السعودية، على اعتبار أن أغلب الذين نفذوا تلك الهجمات على برجي التجارة العالمية سعوديون، حذف آيات الجهاد وتعديل برامجها الدراسية..، هل يرى نورالدين بوكروح أنّ صدامنا مع الآخر يكمن في صلب وحقيقة الدين أم في فهمنا لهذا الدين؟

في فهمنا للدين. قلت لك إنّ القرآن لا يتغيّر، ولا يمكن تعويضه أو تبديله. أنا أتوجّه إلى المثقفين والمفكرين، وليس إلى عامة الناس. عندما تعيد النظر إلى الأمور بحسب ترتيب الوحي مثلما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تجد أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قضى 13 سنة دون أن يتبنّى فكرة الجهاد التي لم تأت إلا بعد أن هاجر، وصار الأنصار والمهاجرون يواجهون مؤامرات من اليهود والمنافقين، فكان لا بدّ أن يدافع عن نفسه، ولمدة 13 سنة، لم يأمر الله سبحانه بالجهاد والقتال، بالرغم من أنّ المسلمين عاشوا طيلة هذه المدة في مكة تحت الاضطهاد، وإنما كان يأمرهم بالصبر والإحسان إلى الكافرين، لكن لما وجد الإسلام نفسه في خطر كان لابد عليه أن يُميّز بين المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي.

وهكذا ما دمنا اليوم في صدام مع العالم بسبب هذا الإرهاب الذي يستند إلى القرآن ويقدّم مبررات له في شكل آيات من القرآن ويقول بأنها آيات السيف ويبرّر بها الجهاد ضد الكفار، نحن أمام فوضى متأتية من تأويل للقرآن، وهي رؤية كرّسها سيد قطب وأبو الأعلى المودودي، وهما اللذان قدما نظرية سياسية حول ماهية الدولة الإسلامية في القرن العشرين الذي أطلق عليه سيد قطب "جاهلية القرن العشرين"..، من هنا ظهر هذا التصور الذي يقوم اليوم بتفكيك الدول الإسلامية ويحطم كل ما بناه المسلمون حديثا منذ عهد الاستقلال، وحاولوا من خلاله المساهمة في كتابة التاريخ المعاصر، ها هم اليوم يتقاتلون فيما بينهم، وهذه هي الإشكالية التي أطرحها في مقالاتي، ولن يطول الزمن حتى يقوم الغرب بسنّ قوانين تضيّق علينا وتحاربنا كمسلمين.



أنت ترى أنّ المشكلة تقع على عاتق المسلمين، وأنهم هم السبب فيها، لماذا لا تكون العقدة على الطرف الآخر الذي تسمّيه الغرب، لأنّ الغرب في القرن الواحد والعشرين بدأ يستشعر من خلال مفكّريه ومحلّليه وخبرائه أنّ الخطر بعد إفلاس الحضارة الغربية سيأتي من الإسلام؟

هل تعتقد أنّ داعش هي الإسلام..، هل ترى أنّ طالبان هي الإسلام؟



داعش يمكن أن تكون صنيعة هذا الغرب..، هذه الحركات الإرهابية فيها ما يقال، وهي لا تمثل المسلمين الذين يتجاوز عددهم اليوم مليار مسلم؟

لماذا هذا المليار من المسلمين لا يتبرؤون من هذه الحركات..، لماذا علماء الإسلام اليوم لا يتبرؤون من هذه الجماعات؟ نحن اليوم في عصر يجمع قوى كبرى مثل الصين، روسيا، الغرب، ويجمع ديانات وحضارات مختلفة، وما يقف في ذيل جميع ما ذكرت هو الإسلام. الهندوس سبقونا، البوذيون والصينيون أيضا، اليهود، الأمم الغربية..، لماذا نحن فقط نتربّع على ذيل ترتيب الشعوب اقتصاديا وفكريا؟..



كيف ترى الحل لمعضلة انقسام المسلمين وتقاتلهم، وهل توجد برأيك وصفة لهذا المرض الذي استشرى في أوصال الأمة؟

منذ تسعينيات القرن الماضي، أي منذ انهيار المعسكر الاشتراكي الشيوعي، ظهرت في أمريكا مدرسة تسمّى المحافظون الجدد، بينهم صاموئيل هنتنغتون صاحب كتاب "صراع الحضارات" الذي يؤكد فيه أن الخريطة الإيديولوجية العالمية في المستقبل تضم النظام الفكري الليبرالي الديمقراطي من جهة، والنظام الصيني والروسي من جهة أخرى، والعالم الإسلامي الذي ينظرون إليه من خلال تركيا وإيران على اعتبار أنهما دولتان تعبّران عن كل الحضارة الإسلامية.

لكن اليوم نرى أنّ العدو الأول لإيران هم العرب والعكس، وكل استراتيجيات دول الخليج متّجهة ضد إيران لخوفهم من أن تمتلك هذه الأخيرة السلاح النووي، وتدخل في حروب معهم. إذن أنا لا أنكر أن هناك دائما مناورات عبر التاريخ، وهي عبارة عن نوع من المنافسة التي تقتضي أن تتغلب على الخصم، والخصم يحاول بدوره توسيع رقعة الخلافات التي يحمها الخصوم، والمشكل بين الشيعة والسنة يعود إلى زمن الخلافة الإسلامية الأولى، زمن علي بن أبي طالب ومعاوية، ومن الطبيعي أن يثيره الخصوم، الغريب لماذا نسقط نحن دائما في الفخ الذي ينصبه لنا الآخر المنافس ولا نقوم بتجاوز الخلافات بين الشيعة والسنة.

أنا أقترح اليوم على كل الدول العربية والإسلامية التي هي أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والتي وصل عدد أعضائها منذ تأسيسها سنة 1969 إلى اليوم 57 دولة بما فيها حتى تلك الدول التي تضم أقليات مسلمة مثل روسيا، والمبادرة التي أقترحها ممكن أن تتبناها الحكومة الجزائرية أو أي حكومة أخرى، تتقدم من خلالها بجدول أعمال لهذه المنظمة، التي لا تقوم سوى بإصدار بيانات الشجب والتنديد عندما يحاصر الصهاينة قطاع غزة، بالرغم من أنها أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة، من أجل فتح حوار لتوحيد العالم الإسلامي تشارك فيه كل دولة بوفد سيّد لمناقشة فكرة الوحدة مثلما تفعل المنظمة العالمية للتجارة التي عادة ما تفتح ملفات تدوم مناقشتها عشرات السنين. يجب أن نعود إلى الإسلام الأول، إسلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن فيه لا شيعة ولا سنة ولا مذاهب ولا اقتتال. إذن أنا قلت عوض أن تظل كل استراتيجيات العرب مبنية ضد إيران، وهذه الأخيرة تستولي على البلدان العربية الواحدة تلو الأخرى من العراق إلى سوريا إلى لبنان، وهذا إعلان لحرب قد تدوم ألف سنة في المستقبل، وإذا تطلّب النقاش حول توحيد المسلمين خمسين سنة فليكن ذلك لجسر الهوّة بينهم.



بالنسبة للإسلام السياسي الذي نجح في الوصول إلى السلطة بعد ما سُمي بثورات الربيع العربي ممثلا في تجربة الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس..، لطالما رافع الغرب من أجل تمكين "إسلام لايت"، وقد فازت مثلما أسلفنا بعض حركاته، لكنّ الغرب سرعان ما انقلب عليها، كيف تنظر إلى هذا الموضوع؟

أنا لا أهتمُّ بالأخبار اليومية، ولا إلى التقلبات اليومية، كل هذه الأحداث موضوعية، لكن أنا أنظر إلى إشكالية كيف لبست هذه الدولة الإسلامية هذا الثوب أو ذاك، وهو غير قابل للتنفيذ اليوم..العالم لا يمكن أن يتقبّل تصور سيد قطب أو تصور الإمام ابن تيمية أو ابن حنبل مرورا بمحمد بن عبد الوهاب، كل هذه الأفكار بالنسبة لي هي، مثلما أطلق عليها مالك بن نبي، أفكار ميّتة، وغير قابلة للتنفيذ.

أنا لا أقول إنّ الشيطان غير موجود أو أنّ الغرب لا يتربص بنا، ولكنّي أقول دائما لماذا لا ننظم أنفسنا لمواجهة ذلك ولنضمن لأنفسنا مكانة محترمة بين الشعوب والحضارات؟



أنت تردّد دائما أنّك تلميذ مالك بن نبي، وهنا أريد أن أسألك هل يصلح فكر مالك بن نبي اليوم ليكون نواة لقيام نهضة إسلامية؟

أخي الكريم لماذا اهتممت أنا بفكر مالك بن نبي؟ أولا لأنّه جزائري وأنا أيضا جزائري، ولأنّني شعرت بفخر كبير وأنا أطّلع على كتبه سنة 1968 التي طرح فيها أفكارا مهمّة، وقد كنت أصعد إلى المنصة لتقديمه وعمري 21 سنة، وكنت أرتعش من الحياء، وموضوعيا مالك بن نبي هو الوحيد بين المفكرين منذ عهد عبد الرحمن بن خلدون الذي قدّم منهجية حقيقية قابلة للتنفيذ لإنعاش الحضارة الإسلامية، وأول كتاب ألّفه هو "الظاهرة القرآنية" سنة 1947 قدّم له شيخ الأزهر محمد عبد الله دراز، ذلك الكتاب أراد من خلاله الرد على المستشرقين الذين طعنوا في نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من جهة أخرى يشكّل الكتاب أول محاولة لتفسير بعض الآيات من الزاوية العلمية، وأنت تعلم أنّ مالك بن نبي تلقّى تكوينا علميا، فهو مهندس في الكهرباء. أما كتابه الثاني "شروط النهضة" عندما تقرأه تجد فيه من الشروط التقنية لصناعة النهضة الكثير كالتعليم وكيف يمكن استغلال الإمكانات المادية القليلة للنهوض الحضاري، وهو ينطلق دائما من أمثلة من المجتمع الجزائري في ذلك الوقت. لقد كان ابن نبي إنسانا واقعيا يستلهم أفكاره من الإسلام ويزوّد نفسه بالتقنيات العصرية لبعث الحضارة الإسلامية من جديد، وهذا هو المنهج الذي أتبناه اليوم.

عبر مالك بن نبي اكتشفت عالم الأفكار، وقمت بدراسة أولئك العلماء الذين ذكرهم في كتبه.

أعتقد اليوم باعتباري تلميذا لهذا المفكر أنّ الاحترام الذي يحظى به في كثير من دول العالم، ومنها إيران التي زرتها أيام الثورة الخمينية، ووجدت أنّ كتب مالك بن نبي تباع مترجمة إلى الفارسية، أنّه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهو القرآن. ليس هناك حضارة فعلت ما فعله الإسلام، وعبقرية هذا الدين استطاعت في 30 سنة التمكين له عبر كل القارات الثلاث التي اكتشفت حتى ذلك الحين وهي أوربا، آسيا وإفريقيا..



كانت لك تجربة تطبيقية لأفكار مالك بن نبي في حزب التجديد الجزائري سنوات التسعينيات من القرن الماضي، اليوم يُخيّل للناس أنّ انسحاب نورالدين بوكروح من حزب التجديد واعتزاله السياسة معناه أنّه فشل في تجسيد تلك الأفكار؟

عندما تقدّمت للنشاط السياسي سنة 1989 بعد أن كان نشاطي مقتصرا على الكتابة منذ سنة 1970، وكان كلما صدر لي مقال تلقّفه الناس داخل الجزائر وخارجها، واعتبروه مؤشرا على ظهور اتجاهات سياسية جديدة، لكن بحلول 1989 فكرت في الاتجاه إلى العمل السياسي، وكنت يومها قد عرفت الكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية من خلال مرحلة بوكروح الكاتب، فكان يتّصل بي فرحات عباس، بن يوسف بن خدة، أحمد بن بلة، أوعمران، حسين لحول، عبد الرحمن كيوان..،

كلُّ هذه الوجوه التاريخية تعرّفت عليها خلال سنوات السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث كنت يومها ناقدا لا يهادن للخيار الاشتراكي والمصائب التي جرّها على الجزائر. نعود إلى حزب التجديد، الناس اليوم يفهمون ما كنت أقصده من كلمة التجديد، لكن في ذلك الوقت طغى على الفكر الجزائري العصبيات التي ظهرت مع الانفتاح السياسي ممثلة في الأمازيغية والشرعية الثورية التي يدّعي أصحابها أنّهم مُلاّك أول نوفمبر والقيم الثورية، إضافة إلى الحركة الإسلامية. في ظل هذه الظروف دخلت معترك السياسة، وكنت شابا أتكلم لغة المنطق، واليوم أحمد الله أنّ المجتمع تفطن بعد مروره بمرحلة الإرهاب وما خلّفته من ضحايا، وبعدما رأى كيف أوشكت الأمة الجزائرية على الزوال، وكان البعض يومئذ يقول بأنّ ما حدث لم يكن من صنع الجزائريين، لم يصدّقوا أن يقوم جزائري بذبح جزائري آخر، لكن تبيّن اليوم بعد ظهور داعش وغيرها من الحركات الإرهابية، بأنّ المشكل يكمن في ذواتنا نحن.

أنا سعيد لأنّ عقل مجتمعنا تفتّح. لقد كنت على قناعة بأنّ الأفكار التي ناديتُ بها في ذلك الوقت سابقة لأوانها، ولم أكن أتوقع أن أحقق من خلالها نتائج انتخابية معتبرة، لأنّ الناس كانوا ينظرون إليّ على أنّني نخبوي، ببساطة لأنّني لم أعدهم بأنّ تصويتهم لصالحي سيدخلهم الجنة، كما لم أقل لهم بأنّني مفوّض من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، بل على العكس كنت أقول لهم بأنهم مخطئون، وأنّ تلك العصبيات ستأخذهم إلى الهلاك. لقد كتبتُ حول ظاهرة الإرهاب سنتان قبل أن تظهر في الجزائر، وهذا التحليل الذي رافعتُ عنه في ذلك الوقت تبنّاه حتى الدستور الجزائري فيما بعد حينما أكد على عدم استغلال الدين أو الأمازيغية أو غيرهما من القيم المشتركة بين الجزائريين في المجال السياسي، واختلفت مع الرئيس اليامين زروال حول هذا الأمر في ذلك الوقت..



كيف اختلفت مع الرئيس اليامين زروال حول هذا الأمر؟

في سنة 1996 كان هناك حوار لإثراء دستور 1989، وأنا طرحي منذ ذلك الوقت حين ألتقي المسؤولين في الدولة ألا ينظروا فقط ويهتمُّوا بالجانب الأمني وحده أو المصالح الآنية الضيّقة، وكنت أقول لهم دائما بأنّ تسامحهم مع الأحزاب التي تنشط باسم الدين خطأ فادح، أو حتى باسم الأمازيغية، وفي ديباجة الدستور تجد أنّ تلك المبادئ تمّ إدراجها، وهي المبادئ التي دافع عنها حزب التجديد..



أنت كمثقف هل ترى بأنّ الجزائر في حاجة إلى تعديل الدستور؟

لا. نحن في الجزائر لم نخضع أبدا للدستور، ولم تكن لهذه الوثيقة في حياة الجزائر المستقلة أي أهمية، اللهم إلا إذا استثنينا أنّ هذا الدستور كان دائما ذريعة لرئيس الجمهورية في مواجهة خصومه السياسيين. مشكلنا اليوم ما يزال مشكلا ذهنيا فكريا مرتبطا بتحديد ماهية مشروع المجتمع الجزائري الذي نريده، أما ما دون ذلك فما هو إلا تلاعبات سياسوية أنا تركتها وأتعفف عنها حاليا لأنّني كرهتها.. أنت قلت لي بأنّك فشلت في تجسيد أفكارك، أقول لك نعم، حينما تجد نفسك في مواجهة جدار من الإسمنت المسلح، فحتما ستفشل..



هل يجد نورالدين بوكروح نفسه اليوم في مقاربات السلطة للمشاكل المطروحة أم في مقاربات المعارضة؟

لا هذا ولا ذاك. أنا اليوم أتصرّف كفرد وكمواطن يحمل وعيا جزائريا. أنا مقتنع أنّنا لا نملك تصورات لا لحاضرنا ولا لمستقبلنا على كل المستويات، نحن نملك سياسة خاضعة لأشخاص. وأنا أتابع ما تقوم به المعارضة من خلال الإعلام فأجد أنّها صارت تجري وراء المجتمع، والمفروض أن يحدث العكس، بمعنى أن تكون المعارضة أو النخبة السياسية هي التي تصنع القضايا وتطرحها، والشعب يتبعها، وقضية عين صالح والغاز الصخري التي أثارها سكان هذه المنطقة دفعت المعارضة إلى أن ترفع شعارات "لا للغاز الصخري" عوض أن تبلور المعارضة هذه القضية قبل سكان عين صالح. نحن لا نملك نخبة سياسية استشرافية حاملة لأفكار وبرنامج مجتمع تقنع به الآخرين. أما عن سياسة الدولة فهي هروب إلى الأمام، ومن ثمّ أنا لستُ لا مع السلطة، ولا مع التلاعب السياسوي للمعارضة.



كنت تعتب على جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده أنهما اشتغلا بصفة فردية ما أدّى إلى فشلهما في تحقيق النهوض بالمجتمع الإسلامي، وأنت تؤكد أنّك تفضّل الاشتغال بصفة فردية؟

نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين الذي يميّزه هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي لم تتوفر لجمال الدين الأفغاني أو محمد عبده ولا حتى لمالك بن نبي، وأنا أستطيع التواصل مع الناس عن طريق هذه الوسائل والوسائط وبرامج التلفزيون والصحف، وأرى أنّ الناس يتفاعلون مع أفكاري، وهذا هو الحوار البنّاء.