"لعنة" الطفلة ترحّل 200 "حراق" إفريقي من بشار
27-03-2016, 04:33 PM

حيدبي عبد الوهاب



غادر في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة إلى السبت، ما يقارب 200 رعية إفريقي مركز تجمعهم بمحلات الرئيس بحي غراسة ببشار، وسط إجراءات أمنية مشددة، وهو ما خلف ارتياحا وسط المحتجين الذين رفضوا فض الاحتجاج إلا بمغادرة الأفارقة للمكان.
كان حي غراسة ببشار، قد شهد مواجهات عنيفة بين مواطنين محتجين ورعايا أفارقة تحصنوا داخل مقر إقامتهم بمحلات الرئيس، بعد محاولة بعض الرعايا الأفارقة الاعتداء جنسيا على طفلة قاصر ذات 9 سنوات لولا إنقاذها من طرف بعض المواطنين.

ما جعل سكان الحي والأحياء المجاورة يثورون غضبا ويشنون هجوما على التجمع السكني للرعايا الأفارقة بغية إجبارهم على مغادرة المكان ومن دون رجعة، وصعب الحضور الكثيف للمحتجين من مهمة قوات مكافحة الشغب التي تعاملت بحكمة مع الوضع، خوفا من انزلاقات أخرى.

ومع حلول الظلام حاول رجال الأمن تفريق المحتجين باستعمال الغازات المسيلة للدموع ما جعل المحتجين يدخلون في اشتباكات معهم، لكن سرعان ما هدأت الأوضاع بعد تدخل العقلاء.

وانتظرت قوات الأمن رفقة رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى غاية منتصف الليل من أجل مباشرة عملية إخلاء المكان من الرعايا الأفارقة والذين تم نقلهم نحو محطة المسافرين، حيث توجه ما يقارب 50 رعية نحو ولاية أدرار، فيما تفرق ما يقارب 150 آخرين نحو ولايات أخرى، وكانت مغادرة الأفارقة طوعية، ولم يكن الأمر يتعلق بعملية ترحيل، لأن هذه العملية تتم بتوجيه من العاصمة .

وكشفت مصادر "الشروق" أن الحادث تسبب في توقيف شخصين وجرح 48 شخصا من بينهم 10 من رجال الشرطة و34 من الرعايا الأفارقة و4 من المحتجين كلهم تم إسعافهم بمصلحة الاستعجالات بمستشفى 240 سرير ليتم تسريحهم فيما بعد لعدم خطورة الإصابة.

فيما تم الاحتفاظ بسيدتين من الرعايا الأفارقة، كانتا حاملتين حيث قدمت لهما الرعاية الطبية قبل أن يتم تسريحهما صبيحة أمس.

وقد خلفت مغادرة الرعايا لمركز تجمعهم ارتياحا كبيرا وسط المواطنين، خاصة أن المكان كان يعد ضمن المناطق السوداء بسبب كثرة الأعمال المشبوهة التي كانت تمارس به، من رذيلة ومخدرات وتزوير الأوراق النقدية.

وفي السياق ذاته، عقدت السلطات الولائية اجتماعا للبحث في قضية التعامل مع الرعايا الأفارقة خاصة أن أمر ترحيلهم من عدمه يعود للمصالح العليا في البلاد وفي مقدمتها وزارة الداخلية، كما سيتم مناقشة مشكل محلات الرئيس التي باتت تشكل خطرا بالنظر إلى الوضعية التي آلت إليها.

وفي هذا الشأن أكد رئيس البلدية في تصريح للشروق أن مصالح البلدية ستحقق بخصوص أصحاب المحلات ممن تورطوا في كرائها للرعايا الأجانب على أن تسحب منهم رخصة الاعتماد لمنحها لأشخاص آخرين يرغبون في العمل، كما ستقوم بتطهير كل قوائم محلات الرئيس الموجودة عبر كامل تراب البلدية وليس فقط بحي غراسة.

رئيس البلدية أضاف أن مصالحه كانت قد باشرت مؤخرا في عملية التحقيق في وضعية محلات الرئيس، غير أن الحادثة ستسرع اتخاذ الإجراءات التي ستكون حازمة وصارمة حسبه.