"مصارن الحلوف".. حلال أيضا!
14-01-2018, 06:00 AM



جمال لعلامي


عندما تكشف القائمة الملغاة للسلع المستوردة، أن مستوردين كانوا يُدخلون، أو على الأقل كان مسموحا لهم بإدخال للجزائر "المصارن" وأفخاذ الضفادع ولحوم الحمير والبغال الطازجة وأحشاء وكبد "الحلالف"، فهنا يجب فتح تحقيق عاجل وعادل لتحديد المسؤوليات ومعاقبة "المرخصين" باستيراد "كلّ ما لذ وطاب" للمستهلكين في الجزائر، ولا نقول المستهلكين الجزائريين!
بمعنى، أن هؤلاء المستوردين ربما أدخلوا أحشاء الفقمات وكلاب وفيلة البحر و"مصارن" الثعابين وأرجل وأجنحة الدجاج والبط والإوز والجمال والماعز، للضيوف الأجانب، المقيمن هنا بالجزائر كعمال "زوافرة" بالورشات، أو إطارات بالشركات المتعددة الجنسيات، أو تلك التي تربطها اتفاقيات شراكة مع شركات عمومية أو خاصة!
لا يُمكن لأيّ عاقل، إلاّ أن يشكر الله ويصلي ركعتين، ثم يعبّر عن امتنانه للحكومة التي ألغت نحو ألف مادة وسلعة من الاستيراد، بعد سنوات من ترخيص حكومات "أخرى" لاستيراد ما لا تراه عينا ولم تسمع به أذنا جزائرية، وسيكون الشكر والحمدلة أكثر فائدة، إذا علمنا بأن "المصارن" وكبد الخنازير والحمير وحتى التماسيح والذئاب وغيرها من الحيوانات الأليفة والمتوحّشة، كانت تـُستورد لإكرام "ضيوفنا" وليس لاستهلاكنا المحلي!
.. "الله لا تربّح"، هذا النوع من المستوردين، إذا "وكـّلوا" إخوانهم الجزائريين ما حرّمه الله، وكانت البطون ترفض استقباله و"تتقيّاه" بمجرّد مشاهدته في البرامج التلفزيونية الغربية والغريبة، و"الله لا تربّحهم" وقد كبّدوا الخزينة العمومية الملايير بالأورو والدولار، وفق تعاملات بنكية "قانونية" في إطار التوطين البنكي، وتحت غطاء الاستيراد والتجارة الخارجية!
لو صُرفت تلك الملايير على الغذاء والدواء وما لا يُمكن الاستغناء عنه، خاصة إذا لم يكن منتجا محليا، لتقبّل الجميع الأمر حتى وإن كان مؤلما ومذلّا، أمّا وأن يستورد البعض من المبتدئين والمحترفين، "المصارن" وقلوب النمل ورئة الصراصير، فهذا ما لا يُمكن تفسيره، إلاّ بالاحتيال الذي سيطر لسنوات على عمليات الاستيراد، وهذا أخطر من إحباط الجمارك لاستيراد الحجر عبر حاويات باسم سلع أخرى بتمويل البنوك والإعفاء الجمركي والضريبي!
.."يا فرحي وسعدي"، وقد اكتشفنا بعد فوات الأوان، بأننا أكلنا ما أكلناه حدّ التخمة وحتى "الثمالة"، فهل نشكر هؤلاء المستوردين الذين "وكـّلونا" ما لم نكن نعرفه، أم نقاضيهم لأنهم "وكـّلونا" رغما عنـّا ومن دون إعلامنا بما كنا لا نريد أكله، فأصابونا في مقتل، وتعدّوا على "مصاريننا" بـ "مصارين" الخنازير والكلاب، ويا خوفنا، لو أنهم كانوا يغيّرون الوسم، أو يُضيفونه على واجهة السلع، ويكتبون "حلال"، بعدما شاع أن "لحم الحلوف حرام، مصارنو أو مرقو حلال".. أتوقف هنا حتى لا أجبركم على إفراغ ما أكلتوه قسرا!