"أنا مسلمة.. ولم أخطّط لتنصير مهدي"
05-12-2017, 06:10 AM


عصام بن منية


طوت السلطات القضائية بمحكمة مدينة الخروب، بولاية قسنطينة، مساء الإثنين، نهائيا ملف الطفل مهدي راني إبراهيم إيريك، بعد الضجة التي أحدثها خبر اختطافه من طرف والده قبل العثور عليه برفقة ولده بولاية بومرداس الخميس الماضي، وقد استلمت مساء أمس السيدة الفرنسية ابنها من وكيل الجمهورية لدى محكمة الخروب، وبحضور القنصل العام لفرنسا بعنابة.
عبّرت الأم الفرنسية السيدة جينفر بيرنز عن سعادتها بعد عودة طفلها البالغ من العمر ثماني سنوات إلى أحضانها بعد خمس سنوات كاملة من الفراق، بسبب تواجده برفقة والده في الجزائر، حسب ما أكدته في تصريحها الذي خصّت به "الشروق"، الإثنين، حيث ذكرت أن أنها تعرفت على والد الطفل في فرنسا وتزوجت معه دون توثيق ذلك بعقد رسمي، وأنجبت منه الطفل مهدي راني، قبل أن يفترقا، لتبدأ أطوار القصة سنة 2012، عندما فضل زوجها أخذ لطفل خفية عنها ـ حسبها ـ والسفر به إلى الجزائر، على الرغم من أن شهادة ميلاد الطفل، تحمل اسمها وليس اسم والده، وبعد محاولاتها العديدة في استعادة طفلها وديا، إلاّ أن زوجها رفض ذلك، وهو ما دفعها لأن ترفع ضده دعوى قضائية في الجزائر، انتهت سنة 2014 بالحكم لصالحها بحضانة طفلها مع استعادته. وهو الحكم الذي ظلّ تنفيذه معلقا، واستحال عليها استرجاع طفلها القاصر.
وأضافت السيدة أنها وبعد ذلك سعت بكل الطرق لاستعادة طفلها، وباشرت برفع دعوى أخرى، مع تكثيف اتصالاتها لدى السلطات الفرنسية والجزائرية، أسفرت عن إصدار مذكرة بحث دولية من طرف الأنتربول، عن زوجها لإلزامه بإعادة الطفل لحضن والدته، وما تبعه من إجراءات قضائية أخرى، انتهت بنشر بلاغ بحث من طرف وزارة العدل الجزائرية، الأسبوع الماضي، بناء على أمر من قاضي التحقيق بمحكمة الخروب، انتهى بالعثور على طليقها وابنها بولاية بومرداس ليتم نقلهما نهاية الأسبوع المنقضي إلى قسنطينة، أين تم إيداع الأب الحبس المؤقت، وتسليم الطفل لوالدته، بغرض إعادته إلى فرنسا.
السيدة جينفر بيرنز أكدت أن ابنها من أصول عربية ومسلم بالفطرة، وهي تسعى لتربيته في بيئة مسلمة في فرنسا، عكس الإدعاءات التي طالتها بعد اتهامها بمحاولة تنصيره، مضيفة أنها هي أيضا مسلمة وكانت قد اعلنت اعتناقها للدين الإسلامي بمسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة قبل عدّة سنوات وتحافظ على ممارسة كل الشعائر الدينية. ولم تفوت بيرنز فرصة لقائها بالشروق حتى توجه كل عبارات الشكر والتقدير للسلطات المدنية والأمنية وحتى المواطنين المتضامنين مع قضيتها كأم عانت خمس سنوات كاملة هجر طفلها الصغير، ووجهت تحية كبيرة للمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل والتي قالت أنه وفّى بوعده عندما استقبلها بمكتبه ووعدها بالتكفل بقضيتها وأن هذا الوعد تجسد باستلامها لابنها والسفر به إلى فرنسا.