ملحدون موحدون!!؟
11-04-2018, 02:32 PM
ملحدون موحدون!!؟
عمار يزلي


كثيرا ما صرت أطالع مقالات هنا وهناك بين الفينة وأخرى، في صحفنا الوطنية “المفرنسة” وحتى المعربة، وعلى صفحات الفيسبوك: مقالات ومواقع وصفحات تدعو إلى الإلحاد وتشجع عليه، أو في:" أنحس الأحوال": تتحامل على الإسلام من حيث يريد أصحابها التظاهر بالتحامل على “الإسلاميين”!، يدخل هذا ضمن حرية التعبير حسب رأيهم طبعا!!؟.
هؤلاء المساكين من:" الأدباء والمتعلمين والمثقفين والبعض ممن يعتقد أنه ضمن زمرة انتلجانسيا البلد"، ولبلادتهم، يتصورون أن الإلحاد:" حرية وتحرر وفكر متنور ومستنير":(مستنير بالظلمة.. نعم!)، كما أنه تحرر وعقلانية، بينما المؤمنون كلهم: جهلة وأميون ومتخلفون وغير عقلانيين وخرافيين، وبالتالي: لا يمكن أن يكونوا علميين ولا علماء!، حتى كلمة “علماء الدين” عندهم، نعت نكرة، لأنهم يرون: أن العقلانية والعلمانية والعلمية هي: دين الإنسان الحر العاقل المفكر، دينهم يعني!!؟، هذه البلاهة، نبذها السابقون واللاحقون، لأنهم يحاولون من خلال عقل قزم، عبارة عن شرارة نور مجهرية: وهبها لنا الخالق ليفضلنا ويميزنا بها على كثير من مخلوقاته غير العاقلة، فإذا بالبعض منا ـ قليلون هم ولله الحمد ـ يأخذون هذه النعمة التي هي هذه الهبة النورانية المجهرية التي تتمثل في العقل، يأخذونها ليحاجوا بها مانح هده الشرارة: وهو العقل الأعظم، ونور السماوات والأرض!، إنهم يأخذون من الخالق جزيء مجهري من “الأمانة” التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها!، فصار هذا العبد غير الشكور، يعتقد أنه أكثر عقلانية ممن منحه ذلك الجزيء المتناهي في الصغر من العقل!!؟، أي عقل صغير ووضيع هذا الذي يلحد ويجدف في العقل الأعظم الذي خلقه ووهبه هذا العقل الذي به يبرهن على عدم وجود العقل الأكبر!!؟.
هذا الملحد، إنما ينفي وجود عقله هو، فهو يبرهن على نفسه بأنه غير عاقل، أي مجنون أو حيوان!، وأعتقد أن كثيرا من هؤلاء الفلاسفة والمتفلسفين على كبرهم، فهموا في آخر حياتهم فقط هذه الحقيقة!!؟.
الحقيقة التي تنجلي أمام الأعين والأبصار غداة اقتراب لحظة فراق المادة التي كانت تسجن العقل والروح!!؟.

مساكين هؤلاء الروائيين والأدباء، والحق أنه يجب أن نشفق عليهم وندعو لهم بالتوبة والرحمة قبل الموت، لأنه لا رحمة لميت ناكر لوجود الله:
[إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا].
أين هؤلاء من أمثال:(طوماس هوبز: الفيلسوف الملحد ) الذي قال عند موته:" أنا على وشك القفز في الظلام، ولو كنت أملك العالم في هذه اللحظة: لدفعته لشراء يوم واحد في الحياة!!؟".
وأين هؤلاء من:( فولتير) الذي قال هو الآخر قبل وفاته لطبيبه المعالج:
" لقد أهلكني الرب والناس، وسأعطيك نصف مالي إذا أبقيتني على قيد الحياة 6 أشهر فقط، أنا ميت، وسأصل إلى الجحيم".
وأين هم من:( دافيد هيوم: المؤرخ الاسكتلندي) حين قال عنه المقربون منه ساعة وفاته:" كان يصيح عند موته قائلا: النيران تحرقني بلهيبها".
ثم آخر وليس أخيرا:
ما قول هؤلاء الملحدين الدعاة له، بل الداعين إلى تكوين جمعية الملحدين الجزائريين والعرب في قول زعيمهم التاريخي:(فرانسيس نيوبارت: رئيس نادي الملحدين البريطانيين) الذي راح يقول عند موته:
" لا تقولوا لي لا يوجد إله، فأنا في حضرة الإله، ولا تقولوا لا توجد جهنم، فأنا الآن أحس أني أنزلق فيها تعسا، فوفروا كلامكم، فأنا الآن أضيع، إنها النار التي لو عشت ألف سنة لكذبت بها، ولو مضت ملايين السنين لما تخلصت من عذابها.. آه آه.. إنها النار".