الغنوشي في زيارة خاطفة للجزائر
27-06-2016, 08:38 PM

حمد لهوازي

صحافي بموقع الشروق أونلاين ، متابع للشأن السياسي والوطني


أجرى رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، الأسبوع الفارط، زيارة خاطفة للجزائر التقى فيها مسؤولين جزائريين.
وكشفت مصادر سياسية لصحيفة "العرب" اللندنية، أن الغنوشي وصل إلى الجزائر العاصمة، على متن طائرة خاصة أمنها له رجل أعمال يملك شركة طيران تونسية.

وذكرت المصادر المُقربة من مجلس شورى حركة النهضة، أن الغنوشي توجه فور وصوله مطار هواري بومدين الدولي، مباشرة إلى قصر "المرادية"، حيث عقد فيه اجتماعا مع عدد من مستشاري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استمر لساعتين.

ولم تخرج تفاصيل حول هذا الاجتماع، غير أن تسريبات قالت إن الاجتماع تناول الأزمة السياسية التي تشهدها تونس على وقع مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأضافت أن هذه الزيارة المفاجئة التي تأتي بعد زيارة العاصمة الفرنسية، تندرج في سياق الزيارات التي يقوم بها راشد الغنوشي بعد فشل الجولة الثانية من المشاورات حول مبادرة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وتأتي هذه الزيارة الخاطفة، فيما دخلت الأزمة السياسية التونسية خلال الأسبوع الماضي مرحلة الاشتباك الواسع ضمن منحنى الخلافات المتصاعدة بين الرئاسة والأحزاب والمنظمات الوطنية حول المبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية التي طرحها الرئيس الباجي قائد السبسي في 2 جوان الجاري.

وقال محللون، إن موقف راشد الغنوشي من مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي، إزاء بقاء رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد، أو رحيله، تغيّر مباشرة بعد زيارتي باريس والجزائر، حيث قطع الغنوشي التردد الذي اتسمت به مواقفه السابقة، وأصبح يدعو صراحة إلى بقاء الحبيب الصيد في منصبه.

وألقى هذا التغيير الواضح في موقف رئيس حركة النهضة الإسلامية بظلاله على المشاورات الجارية حول المبادرة المذكورة، حيث بلغ الاستقطاب ذروته، على وقع إصرار حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لحركة نداء تونس على رفض الرضوخ لقواعد اللعبة السياسية الجديدة، والإمعان في الهروب إلى الأمام من خلال التمسك بضرورة رحيل الحبيب الصيد قبل عيد الفطر.

وانتقد بعض الملاحظين الاتجاه نحو تدويل الأزمة السياسية في تونس، حيث قال المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت، "إن حل الأزمة السياسية التونسية أصبح خارج حدود البلاد، وهو يُطبخ حاليا لدى الدوائر الإقليمية والدولية".

واعتبر ثابت في تصريح لـ"العرب"، أن زيارة الغنوشي للجزائر "لم تكن مفاجئة للأوساط السياسية التي تُدرك جيدا أن اللعبة السياسية في تونس أصبحت بعد 14 يناير2011 تخضع لتقلبات المشهد الإقليمي والدولي وتفاعلاته".

وذهب منذر ثابت إلى حد القول إن "ارتهان تونس شبه الكامل للدوائر الإقليمية والدولية المؤثرة، وللغطاء الإستراتيجي الأميركي، والخضوع للإملاءات السياسية الأجنبية أصبح واضحا للجميع".

وربط مراقبون الزيارة التي يقوم بها حاليا لتونس وفد من الكونغرس الأمريكي، من ثمانية أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بتزايد التدخل الإقليمي والدولي في الأزمة التونسية الراهنة.

وأكدت مصادر أن دانيال روبنستين سفير أمريكا لدى تونس الذي كثف خلال الأسبوع الماضي من اتصالاته ومشاوراته مع مسؤولي الأحزاب التونسية، أبلغ البعض منهم أن مسؤولا كبيرا من الخارجية الأمريكية يُنتظر وصوله إلى تونس خلال الأسبوع الجاري لبحث ما وصفه بـ"الانفلات السياسي" الذي تشهده البلاد
.