وزير العدل المصري يطالب بإبادة نصف مليون إخواني!
29-01-2016, 01:39 AM

ب.عيسى

صحافي، ومدير المكتب الجهوي لجريدة الشروق بقسنطينة

لم يحدث في تاريخ البشرية أن خرج وزير للعدل،عن القوانين التي من المفروض أنه هو من يرعاها، كما فعل وزير العدل المصري الحالي، "أحمد الزند"، الذي شغل الإعلام المصري في الأسابيع الماضية، عندما فاضت بعض التجاوزات التي قام بها على السطح، ومنها استيلاؤه بالقوة على أراض زراعية ملك لآخرين من فلاحي مصر البسطاء، وهي القضية التي تطرق لها الإعلام المصري التابع للنظام، أكثر من الإعلام المعارض لنظام السيسي، إلى درجة الحديث عن أوامر رئاسية بفتح تحقيقات حول القضية.
وحتى يهرب وزير العدل من التهم التي قال عنها في لقاء تلفزيوني على قناة صدى البلد بأنه بريء منها، ومنحته شهادة البراءة العدالة التي يرأسها!! اتهم في المقابل الإخوان بكونهم هم من يقومون بتشويه صورته، والنبش في تاريخ حياته وتاريخ أهله وقذفه بالسرقة!!!

ولأن عنوان البرنامج الذي تم بثه سهرة الأربعاء يحمل عنوان "على مسؤوليتي"، فإن وزير العدل المصري صار مسؤولا عن كلامه ومشوّها لمصر، التي بدأت تسترجع عافيتها في الأشهر الأخيرة، عندما داس كل القوانين، وأقسم بالله بأنه سيشرف بنفسه على إعدام الرئيس السابق محمد مرسي، بالرغم من أن أي رجل عدالة لا يمكنه أن يصدر حكما مسبقا، والمتهم لديه بريء حتى آخر ثانية من محاكمته، ثم حاول استمالة الجيش المصري الجريح الذي يفقد بين الحين والآخر رجالاته، عندما قال بأن ناره لن تنطفئ، إلا إذا قتل مئة ألف إخواني ثمنا لكل شهيد! من أفراد الجيش المصري، وهذا ما لم يقله الجيش المصري، بل وحتى عائلات الشهداء من ضحايا الفتنة التي ضربت مصر في السنوات الأخيرة!

وأثار هذا التصريح الذي وصف بغير المسؤول من أول مسؤول على جهاز العدالة، الانتقاد والخيبة ليس في مصر فقط، وإنما في أماكن عديدة من العالم، لأن الوزير بدا منتقما من اتهامه بالسرقة والاحتيال والاستيلاء على أراض زراعية، وليس مدافعا عن حق أفراد من الجيش راحوا ضحية فتنة مصرية، من المفروض أن يكون وزير العدل أول من يحاول إطفاءها، وليس اللجوء إلى إبادة قرابة نصف مليون مصري مقابل حادثة اغتيال أربعة جنود.

وانتقد التصريحَ محامون محسوبون على النظام المصري، الذين رؤوا بأن التقرب من السيسي ودفع التهم، لا يتم بمثل هذه التصريحات الإستئصالية، التي لم يحدث في تاريخ البشرية وأن أطلقاها أي مسؤول، حتى في الأنظمة الديكتاتورية والفاشية والنازية في أزمنة سابقة، فما بالك في العصر الحديث، حيث تسافر مثل هذه التصريحات عبر الشبكات العنكبوتية في كل بلاد العالم، كما حدث في تصريح الزند وزير العدل، الذي بدا بعيدا بسنوات ضوئية عن العدل عندما اختصره في نفسه.. ومنه الطوفان وليس بعده.