الصراع في سوريا: انقسام القوى الكبرى حول وقف إطلاق النار
12-02-2016, 06:43 PM

أدى تصاعد القتال في مدينة حلب السورية إلى نزوح نحو 50 ألف شخص

تصطدم المساعي الأمريكية الرامية إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري في سوريا بمعارضة روسية قبل بدء محاولات إحياء مفاوضات السلام بشأن الصراع السوري.
وذكرت تقارير نقلا عن مسؤولين غربيين أن روسيا اقترحت وقف إطلاق النار في الأول من مارس / آذار، لكن الولايات المتحدة تعتقد أن موسكو تعطي نفسها والنظام السوري ثلاثة أسابيع لسحق المعارضين.
وتجتمع القوى العالمية في مدينة ميونيخ الألمانية في وقت لاحق لإجراء محادثات حول الصراع في سوريا.
وتأتي المناقشات وسط تحذيرات جديدة من الوضع الإنساني المتدهور.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن تصاعد القتال في مدينة حلب قد أدى إلى نزوح نحو 50 ألف شخص، مشيرة إلى أن طرق الإمداد والحصول على مساعدات قد قطعت، وهو ما يضع المدنيين تحت "ضغط هائل".
وقال مراقبون إن مقاتلين أكراد، تشير تقارير إلى أنهم مدعومون بغارات جوية روسية، تمكنوا من طرد مسلحين إسلاميين من قاعدة جوية عسكرية كانت تابعة للجيش السوري شمال حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الروسية شنت ما لا يقل عن 30 غارة ضد فلول القوات الإسلامية وإن المليشيات الكردية قد استولت على معظم قاعدة منغ الجوية.
وتقول تقارير نقلا عن وزارة الدفاع الروسية إن طائرات عسكرية روسية شنت 510 غارة جوية في سوريا خلال الأسبوع الماضي.
وتقول روسيا إن ضرباتها تستهدف ما تصفه بالإرهابيين، بيد أن القوى الغربية تقول إنها تستهدف جماعات المعارضة الرئيسية التي تقاتل ضد الحكومة السورية.
وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة الخميس، من أن أعداد اللاجئين قد تزيد إلى 600 ألف إذا استمر القصف الجوي.
وهاجم أردوغان الضغوط المتنامية على تركيا لفتح حدودها مع سوريا قائلا إن أنقرة ستتحلى بالصبر إلى حد معين، لكنها سوف تضطر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
"محاولة لتدمير المعارضة"
ومن المتوقع أن يضغط وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من أجل وقف إطلاق نار فوري ووصول عمال الإغاثة إلى حلب، عندما تلتقي روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران وقوى أخرى في مؤتمر ميونيخ.
لكن مسؤولين سوريين قالوا إنه لا توجد خطط محددة لتخفيف وطأة المعركة وإعادة حلب إلى سيطرة الدولة.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن بلاده لا تعتزم "الاعتذار" عن أي إجراء لها، متهما أعضاء آخرين في مجلس الأمن باستغلال الوضع الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية.
ويقول مسؤولون غربيون إن واشنطن لديها مخاوف بشأن اقتراح روسيا لوقف إطلاق النار، مشيرين إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، مساء الأربعاء: "النظام (السوري) وحلفاؤه لا يمكن أن يدعوا أنهم يمدون يد المساعدة للمعارضة في حين يحاولون باليد الأخرى تدميرها."
مخيمات تعاني من ضغط هائل
حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن القتال في بلدة أعزاز، بالقرب من الحدود التركية، قد ترك النظم الصحية "على وشك الانهيار".
واضطر الوافدون الجدد الفارون من القتال إلى البحث عن ملجأ في مخيمات تعاني سلفا من ضغط هائل، وفقا للمؤسسة الخيرية.
وتتعرض تركيا لضغوط لفتح حدودها أمام ما يقدر بنحو 30 ألف شخص فروا من القتال في حلب.
وقالت تركيا، استقبلت أكثر من 2.5 مليون لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس الماضية، الثلاثاء إنها سمحت لعشرة آلاف شخص بعبور حدودها "بطريقة تخضع للمراقبة". ولم تؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا.
وتقول الأمم المتحدة إن المساعدات قد تقطع عن أكثر من 300 ألف شخص إذا نجح الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية السورية والميليشيات المدعومة من إيران في حصار شرقي مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة.