مأساة عائلة يُكبّل أطفالها المعاقون ويأكلون فضلات الدجاج بالبليدة
27-03-2016, 11:33 PM

حسناء. ب

تتساءل والدة سارة، صابر ومجيد من ولاية البليدة، كيف لأبنائها أن يفرحوا ويحتفلوا باليوم العالمي للمعاقين وهم جياع، حفاة، لم يجدوا يدا تربت وتحنو على حالهم، يقضون أيّامهم المُرّة في انتظار فرج الله وصدقات الناس ..
انكسار ودمعة دونما إرادة تشكلت بأعين سارة "11 سنة"، وجدناها ممدة بفراش المرض ولم تعد تقوى على المشي بعد أن اشتد ألمها بسبب اعوجاج عمودها الفقري وأطرافها السفلى وبقائها دون علاج، وفعل الجوع فعلته بها ولم تقدر على الوقوف، وما إن ترى أحدا قادما نحوها حتى تغرز ناظريها في الأرض دون حراك وليس أمامها ما تتبلّع به غير البكاء، أما حال شقيقها الأصغر مجيد "6 سنوات" فيدمي القلب، فتجده مربوطا على مدار اليوم بحبل، حاملا الرضاعة ولا يتوانى في إيذاء نفسه ومن حوله بتصرفات غير محسوبة العواقب دون وعي أو إدراك منه.


تقول والدته إنها تضطر لتكبيله على مدار اليوم، خوفا من أن يتعرض لمكروه بسبب حالته المستعصية جراء إصابته بالتوحد والصمم والتخلف العقلي، فهي تمضي أوقاتها في مراقبته، وهو سبق وأن أضرم النار، وألقى بنفسه من فوق السطح وبحفرة الصرف الصحي، وإن ربطته خارجا فيتناول كل شيء تقع عليه يداه حتى فضلات الدجاج الموجودة بالخم المحاذي، في حين طُرد شقيقه من المدرسة بعدما ظهر عليه اضطراب في السلوك، وهو يقضي أيامه هائما في الشارع وغالبا ما تكبله إلى جانب أخيه.

أما أعباء كل العائلة التي اجتمع عليها الفقر المدقع والداء فهي ملقاة على عاتق والدتهم ورغم صغر سنها فقد حوّلتها هموم أبنائها إلى عجوز، عجّل الشيب إليها ورسمت التجاعيد على وجهها خطوط البؤس والشقاء، وهي تقف حائرة غير قادرة على التكفل بأبنائها وعجزت حتى عن توفير الحفاظات لهم، وقد اضطرتها الروائح غير الطيبة لأطفالها لغسيل ثيابهم الرثة بلا توقف والصابون هو الآخر يتوفر حينا ويغيب أحايين أخرى تقول محدثتنا، فهم يقتاتون من حسنات الناس ونار مطبخهم لم توقد منذ أمد بعيد والمنزل "المهددون بالطرد منه".

خالى من كل شيء غير كومة ثياب بالية وكيس حليب يتصدق به أحد الجيران لـ"مجيد"، والأم المغلوب على أمرها طافت الجمعيات الخيرية وطرقت أبواب المسؤولين، ولكن ما من مجيب لصرخاتها، ولمن يريد مساعدة هذه العائلة نضع بين أيديه رقم الأم: 0790135930