هؤلاء يبغونها عوجا!!؟
19-01-2017, 03:32 PM
هؤلاء يبغونها عوجا!!؟
سلطان بركاني

في تقريرها السّنوي عن واقع حقوق "الإنسان" في الجزائر، الصّادر بتاريخ 13/ 01/ 2017م المنصرم، لم تشر منظمة "Human Rights Watch" كعادتها أدنى إشارة إلى حقوق الإنسان السويّ السّائر على الفطرة في التزام دينه والاعتزاز به في كلّ وقت وكلّ مكان، لكنّها دافعت في المقابل– كعادتها دائما- عن حقوق "الإنسان" الذي تخلّى عن إنسانيته وتنكّب فطرة الله التي فطر النّاس عليها، واستنكرت على الجزائر: إهدارها لحقّه الذي تكفله له حقوق الإنسان العالمية!!؟.
كدأبها كلّ سنة، لم تشر منظّمة "هيومن رايتس ووتش" أدنى إشارة إلى حقوق العانسات وحقوق النّساء اللاتي يعانين التحرّش الجنسيّ ولا إلى حقوق الأرامل والمسنّات اللائي استوطنّ دور العجزة، لكنّها أفاضت في شجب إصرار الجزائر على منع وتجريم الشّذوذ الجنسيّ، على الرّغم من أنّ هؤلاء الذين تدافع المنظّمة عن حقّهم في التخلّي عن إنسانيتهم وآدميتهم، أصبحت لهم صفحات ومنتديات، يجاهرون من خلالها بأفعالهم الشّنيعة ويستنكرون على المجتمع: أنّه لا يريد قبولهم ولا الإقرار بحقّهم في العيش وفق ما اختاروه لأنفسهم!!؟.
كما استنكرت المنظّمة: إصرار قانون الأسرة الجزائريّ على اشتراط موافقة الوليّ لتزويج المرأة، وهو ما لا يشترطه في حقّ الرّجل، وشجبت إعطاء الحقّ للرّجل في الطّلاق من دون اللّجوء إلى المحكمة، في مقابل إلجاء المرأة التي تريد الطّلاق إلى الخلع والمرور على المحاكم، وهي– أي المنظّمة- بهذا تدعو الجزائر إلى التخلّي عن البقية الباقية من قوانين الأحوال الشّخصيّة التي ترتبط بالشّريعة الإسلاميّة، وتعويضها بقوانين مدنية تساوي مساواة مطلقة بين الرّجل والمرأة في الزّواج والطّلاق والميراث!!؟.
لا شكّ أنّ منظمة حقوق الإنسان: لا تعتمد في تقاريرها التي تصدرها على رأي الأغلبية الغالبة من النّساء الجزائريات اللاتي لا يجدن أيّ غضاضة في التزام أحكام الشّرع المطهّر في قوانين الأسرة والأحوال الشّخصية، لكنّها تعتمد على الوشايات والشّكايات التي ترفعها بعض الجمعيات النّسوية المعروفة بتوجّهاتها التغريبية المناهضة لكلّ ما له علاقة بالدّين، فلا غرابة بعد هذا أن تدافع المنظّمة عن حقوق الشّواذّ وتتنكّر لحقوق العانسين والعانسات، وتدافع عن حقوق المستغربات وتتنكّر لحقوق المؤمنات.
انحياز هذه المنظّمة إلى حقّ الإنسان المتخلّي عن إنسانيته، وتنكّرها لحقّ الإنسان السويّ في التزام الفطرة الإنسانية التي تحفظها الشّرائع السّماوية من تأثير الشّهوات والعقول المستعبدة للنّزوات: دليل على أنّها في نهجها هذا: لا تنشد ما فيه صلاح الحال والمآل وما يضمن استقرار المجتمعات، وإنّما هي: منظّمة تدافع عن حقوق موهومة صنعها شياطين الإنس والجنّ، ((الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا))، الذين يريدون للمسلمين أن يميلوا عن شريعة خالقهم التي فيها صلاح دينهم ودنياهم إلى أهواء ومبادئ أوحى بها شياطين الجنّ إلى أوليائهم من الإنس، ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا))..
هؤلاء يريدون للمجتمعات المسلمة: أن تنحدر إلى جحر الضبّ الذي انحدرت إليه كثير من المجتمعات الغربية التي فتحت الأبواب على مصاريعها للحرية الجنسية، وسمحت بزواج المثليين وقنّنته، وأعطت المرأةَ حرية اختيار الزّوج من دون تدخّل أيّ طرف آخر، وحرية الطّلاق من دون الحاجة إلى أيّ إجراءات تكبح جموح المرأة نحو الانتقام لنفسها لأتفه الأسباب، فنجم عن هذا تفكّك أسريّ يهدّد بانقراض المجتمع الغربيّ، ونتج عنه كثرة أطفال وشباب الشّوارع، فضلا عن الانحسار المطّرد لفئة الشّباب ما يهدّد هذه المجتمعات بالشّيخوخة، بسبب كثرة البدائل التي تحول دون الرّغبة في الزّواج وتكوين الأسرة.