ما لم يقله أويحيى في دورة المجلس الوطني لـ"الأرندي"
20-01-2018, 01:52 AM


تحدث الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، عن كل شيء تقريبا، في دورة المجلس الوطني للحزب نهاية الأسبوع، إلا الأسئلة التي كان الجزائريون ينتظرون إجابات عنها، وهي تلك التي كانت محل جدل سياسي وإعلامي خلال الأسبوع المنصرم.
ما كان ينتظره الجزائريون من أويحيى هو موقفه من القرارات التي اتخذها هو وتدخل رئيس الجمهورية لإيقافها، ويتعلق الأمر بتجميد قائمة المستفيدين من امتياز حصرية تركيب بعض العلامات الأجنبية المختصة في صناعية السيارات، قبل أن يأتي الدور على واحد من أكثر القرارات إثارة للجدل، وهو ذلك المتعلق بخوصصة بعض المؤسسات العمومية، ثم تراجعه عن المشاركة في "صالون الطاقات المتجددة" بعد أن جرت التحضيرات على أساس ذلك.
أويحيى فضل الخوض في قضايا اعتبرها متابعون هامشية بالنسبة لتوجهات الأحداث، ولا سيما بعد أن أصبحت مسألة استمراره على رأس الوزارة الأولى محل مضاربات وتساؤلات، انطلاقا من تراجع هامش تحركه، بعد تدخل الرئيس بوتفليقة لوقف قرارات وقعها الوزير الأول. كما أن تراجع أويحيى عن مواجهة الصحافيين في "صالون الطاقات المتجددة"، لا يعني أن موعد المواجهة سيطول.
وإن تحدث الرجل الأول في القوة السياسية الثانية في البلاد، عن تدخل الرئيس لوقف بعض قراراته، في دورة المجلس الوطني لحزبه، إلا أن ذلك يبقى مجرد تسريبات موجهة لأهداف معينة، طالما أن كلام أويحيى بهذا الخصوص، كان في جلسة مغلقة وبعيدا عن أعين رجال الإعلام، ما يجعلها منقوصة القيمة من الناحية الإعلامية.
المتابعون قرؤوا في هجوم الرجل الأول في قصر الدكتور سعدان، على المملكة المغربية التي اتهمها بتصدير آلاف الأطنان من المخدرات عبر الحدود الغربية، واستحضاره لحادثة قديمة تعود إلى بداية الثمانينيات وهي المتمثلة في منع مولود معمري من إلقاء محاضرة في جامعة تيزي وزو، وكذا تجديد دعمه للرئيس بوتفليقة ومشاكسات الحزب الغريم، حزب جبهة التحرير الوطني.. ما هي إلا محاولة من أويحيى لإبعاد النقاش عن المسائل التي كان يفكر فيها الرأي العام وشغلت باله، لأن قضايا من هذا القبيل لاكها السياسيون ورددها الإعلاميون في أكثر من مرة ومن دون مناسبة.
وإن تحاشى أويحيى خلال اليومين الأخيرين، الخوض في قرارات الرئيس بوتفليقة التي أوقفت مسعاه بشأن الخوصصة، وكذا قائمة مركبي السيارات وبدرجة أقل تخلفه عن "صالون الطاقات المتجددة"، إلا أنه سيجد نفسه مضطرا للإجابة عنها عندما يواجه رجال الإعلام في الندوة الصحفية التي سينظمها اليوم بمقر الحزب، حيث يرتقب أن تتم محاصرته فيجد نفسه أمام حتمية الخوض فيها ردا على أسئلة الصحافيين المتوقعة.


محمد مسلم

مسؤول الملف السياسي بجريدة الشروق