تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2016
  • المشاركات : 191
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • أبو المجد مصطفى is on a distinguished road
أبو المجد مصطفى
عضو فعال
على رصيف الميترو
18-07-2017, 11:16 AM
على رصيف الميترو
استطاعت أن تهرب من ذكرياتي و تنسلخ من أفكاري بعد لأي..
ليس سهلا أن يتخلص المرء من أنوار البدر في ليلة حالكة.
نسيتها بعد وجع و ألم... سمية كانت صفحة مضيئة بين صفحات حياتي.
هاهي تظهر فجأة في محطة – الميترو - و تنتشلني من الحاضر لتقذف بي نحو الماضي البعيد.
نسيت ضوضاء الميترو و جلبة المسافرين و رائحة المطر التي تداعب أنفي.
نسيت كل تلك الأشياء و عانقني طيف سمية مرة أخرى.
انسلخت عشرون سنة من عمر كوكب الأرض. لكن سمية لا تزال فاتنة و غضة و متمردة مثل تفاح دمشق.
نسيت طعنات الماضي و انكساراته. و من هناك رجعت سمية مرة أخرى لتستقر بين أسوار عواطفي مثل الجميلة كليوباترة..
جميل أن ينتشي القلب مرة أخرى بكأس المحبة و العشق بعد سنوات من العطش و الظمأ.
منذ عقدين تقريبا كانت سمية أول غرام يطرق حيطان قلبي..
كانت صبية جميلة يوم تسللت إلى شرايني و عروقي بدون استئذان.
في تلك اللحظة الحميمية ولد بداخلي شاعر و رسام و كاتب و نحات و فنان و مخترع و و...يومها صنعت سمية مني إنسانا عظيما.
إنسان يتنفس ضوء القمر و يمحو ملحمة الصقيع و يرسم وردة متألقة فوق صفحة السماء...
منذ عقدين اتفقنا أنا و سمية على الزواج و إنجاب أكبر قدر من الأطفال. لقد كانت أحلامنا صبيانية أحيانا.
لكن سمية كسرت أحلامنا و نسفت مشاريعنا البريئة.
رمقتها ذات صباح مع زميلها في مقهى الجامعة. كانا يتبادلان وردتين حمراوين.
المشهد كان بمثابة خنجر صديء اخترق أحشائي..
و بعد عشرين عاما. ها هي سمية تظهر مرة أخرى على رصيف الميترو. جميلة و أنيقة رغم مرور السنوات..
نبض قلبي رغما عني. تبددت جراحاتي القديمة..و قفزت فوق أوجاعي .
في هذه اللحظة المقدسة أيقنت أن المرأة الوحيدة التي يمكن أن تقرأ أبجديات مشاعري هي سمية و حسب.
كانت جالسة هناك فوق المقعد تنتظر قدوم قطار الميترو...
شعرها المخملي مسترخي فوق كتفيها في وقار و سكينة.
و أناملها الجميلة تقلب صفحات كتاب سميك.
قررت أن أجدد العهد مع سمية. لكنني تقهقرت إلى الوراء مذعورا و تمتمت قليلا:
- ماذا لو لم تتذكرني سمية و أنكرتني و ربما صرخت في وجهي –
- بييييييييييييييييييييييييييييييب – صافرة القطارات بددت شرودي. و سمية لا تزال قابعة فوق المقعد الخشبي.
قلت بيني و بين نفسي متفائلا :
- ربما الأقدار هي التي دفعت سمية في طريقي حتى نلتقي مرة أخرى و يلتئم شمل العاشقين بعد سنوات الجفاء –
مشيت بهدوء صوب عشقي القديم. وقفت أمام سمية و صممت أن أطرق الأبواب مرة أخرى.
- صباح سعيد سمية – هتفت برباطة جأش.
أغلقت المرأة الكتاب و تطلعت نحوي بجفنين رائعين.
همست بيني و بين نفسي :
- لقد أمست سمية أكثر نضجا و أنوثة –
خيم صمت طويل بيننا..ثم انتصبت سمية و قد أشرقت الابتسامة من شفتيها و صافحتني قائلة :
- عزيزي حكيم. مصادفة جميلة حقا. لقد اشتقت إليك كثيرا –
ضغطت مليا على أصابعها الدافئة . لقد شعرت بفرحة عارمة و دفء يستطيع أن يذيب القطب المتجمد بأكمله.
و أحسست أن قرص الشمس قد استقر فوق يدي. و مستحيل أن يفلت مني مرة أخرى...
لقد كان صوتها رخيما و دافئا و حالما أيضا.
لكن صوتا –ذكوريا- يقطع علينا هذه النشوة الرائقة.
الرجل كان يتصبب عرقا و يضم صبيا إلى صدره و يحمل حقيبة ضخمة.
و خاطب سمية دون أن يحفل بي قائلا :
- معذرة على التأخر يا حبيبتي. فالحقيبة كانت ثقيلة جدا و الصبي يأبى المشي -

:1 3:
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رقيّة
رقيّة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 17-12-2016
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 347
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • رقيّة is on a distinguished road
الصورة الرمزية رقيّة
رقيّة
عضو فعال
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:42 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى