اميار يبحثون عن توسيع الصلاحيات .. ( ؟ ).
18-11-2017, 01:03 PM
السلام عليكم.

في ظل ظروف خاصة للبلاد و طبع للنقود و اقتصاد مهلهل. نسمع حديثا يدعو الي توسيع صلاحيات اميار منهم من استوقفوا و منهم من دخلو السجون و منهم المتابعون قضائيا . قال احدهم ( ان صلاحيات الاميار في فرنسا تكاد تنافس صلاحيات الرئيس ) لكنه نسي ان يسال نفسه ان كانت بلديته تشبه بلدية بوردو او نيس او نانث في ملفها السياحي و العمراني و الاجتماعي . و نسي ان من اميار فرنسا من حظروا الحجاب و البوركيني ..فهل يريدون مثل تلك الصلاحيات...؟
ان المير في بلادنا هو اعجز من المواطن في تنظيف بلديته كادنى مطلب صحي و هو عاجز حتى على التواصل مع مواطنيه بل و هو عاجز حتى على حسن التسيير فيما خوله له القانون الحالي من صلاحيات ..فكيف سيتعامل مع صلاحيات جديدة توصف بالواسعة ؟ ناهيك لو تحدثنا عن المستويات لكان للموضوع موضوعا مستقلا. بل هناك من صلاحيات المير ما هو غير مرغوب فيه في نظر المير نفسه اعطيك امثلة .. كم من الاميار من اسسوا مجالس ثقافية على مستوى بلادياتهم..؟ كم من مير عمل على تاسيس مكتبة للمطالعة العمومية على تراب بلديته..؟ كم من مير فتح متحفا بلديا لدعم السياحة في بلديته .؟ مع ان كل تلك الانشطة تندرج ضمن صلاحياته الحالية.
في نظر جل الاميار انهم ينتخبون فقط للتبع مشاكل المياه و مشاكل الاحياء و مشاكل توزيع قفة رمضان بالاضافة الى مصالح الصيانة و الحالة المدنية و ( فقط ) اما الحديث عن السياحة و الثقافة و الشؤون الاجتماعية و الظروف المعيشية في نظرهم هي مجرد زائدة دودية .لان في ثقافتهم خلق المواطن لياكل و يشرب و ياخذ سكنا .و ذلك هو الانشغال و ( فقط ) و نلاحظا كلنا ان جل حديثهم و وعودهم تنحصر في عناويين رنانة تعزف على وتر الشباب و السكن و البطالة .حتى البيئة و السياحة و الثقافة هي المغيب الكبير في جل حديثهم .
ماذا نرجوا من مير محدود المستوى .ضيق الفكرة عديم التجربة السياسية .يكاد لا يعرف حتى عدد المواطنيين على تراب بلديته .ماذا نرجوا من مير انتخبته القبلية و العرشية قبل الصندوق و افرزته مولاة هي نفسها لا تملك الا رؤياه و مستواه . الغريب جدا هو ظاهرة تغليب المصالح الخاصة على مصلحة الوطن و البلاد و العباد في كل استحقاق انتخابي حتى تحول المعيار الي ظاهرة يصفها بعض المغفلين بالصحية و العادية في انتقاء المجالس الشعبية.
تلك مغالطة كبيرة خاصة و نحن نمر بظروف خاصة و تحول اقتصادي خاص يعتمد على ملفات يسكت عنها جل اميارنا مثل السياحة و الثقافة و البيئة كانشغالات تاخذ طابع وطني و هي معايير تملي علينا انتقاء اميار لمرحلة جديدة ضمن المخطط الاقتصادي الوطني بالدرجة الاولى . الم يحن الوقت لانتقاء اميار يقدمون برامجا لحصد الاصوات لا طعاما و وعودا مزيفة .؟ الم يحن الوقت لوضع شروط المستوى التعليمي على الاقل لقيادة بلدياتنا ..؟ الم يحن الوقت لوضع قانون يوقف المير حتى في منتصف عهدته اذا تطلبت المصلحة الادارية و الوطنية ذلك ..؟
ان هذا الموضوع من باب المنطق يستثني اميارا ناجحون بالتاكيد لكنهم اقلية قليلة مقارنة بعدد البلديات على مستوى التراب الوطني .دعوتنا في النهاية هي ان نتعلم منطق البرامج و منطق الاخلاق و منطق اللا تعصب في انتقاء اميارنا لان المصلحة في النهاية لن تكن مجرد مصلحة بلدية و فقط انما هي مصلحة وطن برمته يشهد الله اننا لا نريد له الفشل و لو على مستوى اصغر بلدية فيه .فنجاح بلدياتنا هو نجاح وطن لم يسلمه لنا الشهداء لنعبث به او نقصر في حقه .. و اوجه عناية القاريء الكريم بان كاتب الموضوع غير مرشح و لن يترشح ابدا لانه من خدام الثقافة و ليس من خدام السياسة .لكن الوطن يهمنا جميعا . و الله من وراء القصد

من كتابات / العراب النبيل
التعديل الأخير تم بواسطة العراب النبيل ; 18-11-2017 الساعة 01:12 PM