التدهور إلى متى..؟؟
23-07-2012, 11:26 AM

..وأنا أقرأ على صفحات النت جانبا من متفرقات حول المفكّر "محمد أركون" وجدت كثيرا من الإشادات و التعليقات من طرف الفئة النخبوية ممّن درسوا عنه و من قرؤوا له، وكان أحد الأساتذة قد أسال بعض القِطر مستجلياً بعض جوانب حياته الإجتماعية و الفكرية معرّجا عن نشأته و أوساط عمله و نشاطه، وفي سياق ما ذكر أورد بأنّ محمّد أركون "مفكّر عربي خدم الفكر العربي في البحث عن مكامن الإيجاب و السلب للحضارة الإسلامية وكذا الغربية"، و عقّب أحدهم على ما ذكره الأستاذ بسطور عِجاف المعاني صارخا فيها و هو يقول "محمّد أركون ليس عربيا إنمّا أمازيغيا، وليس كلّ من يتكلّم العربية عربي" وكأنّ فيما ذُكر جريمة في النسب و كأن المفكّر المرحوم نُسب إلى غير أبويه..لماذا هذه الحساسية العَفنة ؟؟ لماذا هذا الشذوذ الفكري ؟؟ لماذا نلوك في الصغائر ؟؟ و إلى متى نظلّ نَذر اللّب و نسعى وراء الخُشاش ؟؟

أخي نحن أمازيغ عرّبنا الإسلام لم جاءنا بقناديله النورانية، نحن مزيج بين أمازيغية و عروبة شاهقتين، أخي ستُعدمون أنفسكم بإثارة النعرات في هذا الزمن الإنساني النّفيس، هذا الزمن الذي أجدر به أن يروج بيننا الإنصهار الأصيل، وكيف بعد هذه الأزمنة ان تتحدث عن أمازيغ و عرب في باب من الأبواب التي يحضُر فيها الفكر و الذكر والعلم و تروح بواقي الأشياء من الصغائر إلى الغياهيب.

أخي القارئ لقد عمل الإسلام أن تكون رسالته عالمية و ذلك تدبير من لدن حكيم عليم، لقد إستوزر الإسلام في أوقات من تاريخه أهل الذمّة إعترافا بالإبداع و إقراراً للإنجاز و حفظاً للصنائع و ترسيخاً للتساوي في العمل، وكان هذا في الأيام الحالكات من الحزازات. فكيف بنا اليوم نطرق أبوبا من المتافيزيقا و نحسبها تأصيلا للتاريخ، وإذا كنت تحفظ للتاريخ فالتاريخ بيّن لا غبار عليه على مرّ عصوره و لياليه.