تسجيل الدخول

خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المعرفة الأول التي عقدت أمس في دبي بحضور عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية والدكتور أكمل الدين إحسان اوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي والسيدة أمة العليم السوسوة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وبحضور أكثر من ٣٠٠ شخصية فكرية وثقافية وإعلامية عربية..
وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اليوم الدعوة لنخب العقول العربية والمفكرين والمبدعين سواء ممن هم داخل دول المنطقة أو المغتربون خارجها، لصهر جهودهم في بوتقة مشتركة تساهم بشكل فعال في بناء القدرات المعرفية في العالم العربي إيذاناً بمولد مرحلة جديدة من مراحل العربي والإسلامي المشترك، معززا تلك الدعوة بالإعلان عن إطلاق باقة من المبادرات والمشروعات النوعية المبتكرة التي ستمثل الخطوات الأولى على درب التطوير المعرفي المنشود في المنطقة.
ودعا سموه المفكرين والكـُتـّاب والأدباء والباحثين والمبدعين والموهوبين لتقديم أفكارهم ومشاريعهم الجديدة واعداً إياهم بكل الترحيب والاهتمام والدعم. وشدد سموه على أهمية التفاؤل في مسيرة التنمية في المنطقة واستشهد بمقدمة ابن خلدون التي تحدث فيها عن قيمة التفاؤل في حفز جهود البشر محذراً من خطورة التشاؤم وداعياً العرب للتشبث بطلب الخير والتحلي بالعزيمة والإرادة لتحقيق الطموحات التنموية المنشودة سواء على مستوى الفرد أم المجتمع.
وقال سموه:إنه أورد قيمة مصداقية الذات في القدرة على الإنجاز في كتابه «رؤيتي» الذي ضمن خلالها حقيقة أن الكون يوفر الوسائل وعلى البشر أن يؤمنوا بالصدق بأنفسهم حتى يتمكنوا من استخدام تلك الوسائل بالشكل الصحيح، ولا يستسلموا للتفكير السلبي الذي يؤدي إلى الفشل المحتوم.
وأضاف: «أقول لمن أخبرني بأنني أحرث في البحر عندما أعلنت إطلاق هذه المؤسسة، أقول له إن هذه المؤسسة ستنجح كما نجحنا في استخراج اللؤلؤ والمرجان والجزر من البحر».
وقد أعلن نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر عن إطلاق أكثر من خمس وعشرين مبادرة ستعمل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على تفعيلها من خلال حشد العقول والطاقات العربية وتشجيع الإبداع والابتكار، والاستثمار في البنى الأساسية اللازمة لتيسير نجاحها.
وأشار سموه إلى أن تلك المبادرات تسعى إلى إفادة الأمة العربية قاطبة في ظل كون المؤسسة مشروعاً تنموياً يملك رؤية واضحة وهدفاً محدداً هو الإسهام في جهود بناء المعرفة في العالمين العربي والإسلامي.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المعرفة الأول لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم اليوم في دبي بمشاركة عدد كبير من أعلام الفكر والخبراء والباحثين والمعنيين بقضايا التعليم والمعرفة في المنطقة من أجل رصد واقع ومستقبل العمل المعرفي في المنطقة في ضوء تحديد مجمل الفرص والتحديات للوقوف على أنجح صيغ التعاطي معها بالأسلوب الذي يضمن تحقيق نهضة معرفية جديدة في المنطقة تعزز من جهود التنمية الشاملة بها.
وتضمنت المبادرات التي أعلنها سموه إطلاق «تقرير المعرفة العربي» وهو تقرير سنوي سيصدر بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ويهدف إلى تحليل واقع المعرفة في المنطقة ويحدد أهم الخطوات اللازمة للتغلب على المعوقات التي تواجهها ويصف كيفية الارتقاء بها، إضافة إلى برنامج تحسين جودة التعليم العالي الذي سيتم أيضاً بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للجودة والاعتماد وصولاً إلى مؤسسة عربية مستقلة تتبع أفضل المعايير الدولية.
كما أعلن سموه عن شبكة الأبحاث العربية التي ستنطلق في شهر كانون الثاني المقبل وستتولى تمويل الأبحاث وفتح قنوات فعالة للتعاون بين العلماء والدارسين العرب، مشيراً إلى أن الشبكة ستستهل عملها بمشروعين أساسيين هما: شبكة الإدارة العامة، والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية إضافة إلى إعلان سموه لشبكتين أخريين هما شبكة معلمي المدارس التي ستعنى بإعداد وتأهيل المدرسين، وشبكة تدريب طلاب الجامعات التي ستعمل كحلقة وصل بين طلاب الجامعات الباحثين عن فرص التدريب العملي، والشركات العربية الباحثة عن الخريجين الواعدين.
وتتضمن قائمة المبادرات أيضاً برنامج البعثات الذي يستهدف نخبة المهنيين العرب الشبان الراغبين في دراسة الماجستير في أكثر الجامعات تقدماً في العالم، وبرنامج الرواد الذي سيركز على خريجي الجامعات المتفوقين والراغبين في مواصلة الدراسات العليا في إحدى الجامعات العربية الأكثر تقدماً في مجال تخصص الخريج.
ومع إدراك مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدور المرأة في المجتمع، تضمنت مبادراتها برنامج الماجستير الإلكتروني للنساء الذي يخدم النساء الطموحات اللواتي تحول التزاماتهن العملية والعائلية دون الالتحاق بالمعاهد والجامعات لاستكمال الدراسات العليا.
وشلمت المبادرات التي أعلنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأسيس برنامج المهارات القيادية العربية وهو برنامج يهدف إلى بناء القدرات في مجال قيادة المؤسسات والأفراد والمجموعات، وسيخصص للطامحين والمؤهلين من الشبان العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى برنامج رواد الأعمال الذي سيتم تنفيذه مع الجامعات الراغبة في إكساب طلابها مهارات إطلاق أعمالهم ومشروعاتهم باستثماراتهم الخاصة، حيث أشار سموه إلى أن المؤسسة ستنظم من خلال البرنامج مسابقة بين أفكار المشاريع الجديدة، مؤكدا عزم المؤسسة على دعم كل فكرة تثبت جدواها.
وبهدف تشجيع الطلاب على الابتكار، وتسهيل تطبيق الابتكارات الجديدة في الحياة العملية، أعلن سموه إطلاق برنامج حاضنات الأعمال في الجامعات الذي سيعمل مع حاضنات الأعمال الموجودة في الجامعات وسيساعدها على تطوير قدراتها، وسيدعم إنشاء حاضنات جديدة في الجامعات الراغبة في ذلك، وسيربط بين الابتكارات وصناديق التمويل وقطاعات الأعمال.
كما تضمنت المبادرات النوعية التي أطلقها الشيخ محمد ابن راشد آل مكتوم في مستهل مؤتمر المعرفة في دبي، تأسيس صندوق المحتوى العربي الإلكتروني الذي يسعى إلى تطوير المحتوى العربي على شبكة الإنترنت.
وفي مجال العمل الخيري، أشار سموه إلى تأسيس برنامج صناعة الخير الذي يهدف إلى تطوير قدرات المانحين، سواء كانوا أفراداً أم جمعيات أو هيئات خيرية، على إنشاء المشاريع الخيرية الإنتاجية للمساهمة في تحويل متلقي المساعدات إلى منتجين يعتمدون على أنفسهم.
وكشف سموه أن أبرز المبادرات التي ستتبناها مؤسسة محمد ابن راشد آل مكتوم تتمثل في مجمع المعرفة الذي وصفه بأنه سيكون القلب النابض للمؤسسة وأوجز رسالته في توفير مصادر المعرفة ونشرها وتسهيل الوصول إليها، ورعاية المشاركين في إنتاجها، والقادرين على الإنتاج، وخاصة من الشبان والشابات الموهوبين والمبدعين الذين يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وقال سموه: إن المجمع سيواصل رسالته من خلال عدد كبير من البرامج والمشاريع المعنية بالترجمة والنقل المعرفي وتشجيع التأليف باللغات الأجنبية، وتعزيز قدرات دور النشر العربية، إضافة إلى إصدار مجلة شهرية متخصصة في متابعة وعرض إصدارات دور النشر العربية والأجنبية، مشيراً إلى استهلال المؤسسة لخطوات إصدارها.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن المؤسسة ستكون بيتاً وسنداً للمبدعين والموهوبين من خلال:
أولاً: منح التفرغ للأدباء والباحثين والمفكرين، لتمكينهم من إنجاز مشاريع كتبهم وأعمالهم الجديدة.
ثانياً: جوائز الإبداع من أجل تكريم المبدعين في الآداب والأبحاث، سواء للأعمال الجديدة أم لمجمل الأعمال.
ثالثاً: برنامج ضيوف دبي: ينظم البرنامج استضافة المبدعين في دبي لفترات تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، يحلون خلالها علينا ضيوفاً معززين مكرمين.
رابعاً- منح نشر أعمال الشبان والشابات الواعدين، حيث تتكفل المؤسسة بنشر الأعمال الجديرة ودعم توزيعها على المستوى العربي.
خامساً- منح التراث، وتستهدف دعم أبحاث التراث الهادفة إلى الكشف عن جوهره الحقيقي وتقديمه بأسلوب حديث وجذاب لأجيالنا الجديدة وللعالم.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد نبه خلال كلمته الافتتاحية إلى آثار التخلف المعرفي على قوة ومناعة وتماسك المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى طبيعة ومستوى تفاعلها مع حراك العولمة الاقتصادي والسياسي والثقافي، وفرص نجاحها في تحقيق التنمية المستدامة وعلى إمكانيات انضمامها إلى القوى الجديدة الصاعدة إلى مراكز حضارية واقتصادية وعلمية متقدمة.
وقال: «تعرفون أيضاً أن التحدي الكبير في قضية المعرفة لا يقتصر على النقص في إنتاجها، ونوعية هذا الإنتاج، إنما يتعداه إلى الضعف والهشاشة في مكونات البنية الأساسية للمعرفة، وفي هياكلها وإداراتها وأنظمتها وثقافة العمل السارية فيها».
وأكد سموه قدرة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على تحقيق مجمل المشروعات التي وعدت بها وقال: «ستدخل مشاريع عديدة حيز التنفيذ على الفور، وسيتم تنفيذ المشاريع الأخرى خلال سنة على الأكثر، فقد وضعت المؤسسة أنظمة عمل تكفل حسن الإدارة والمتابعة، وستعمل مع لجان متخصصة تضم أبرز الكفاءات المسكونة بقضية المعرفة، والمشهود لها بالخبرة والنزاهة والإنجاز والسمعة الطيبة. كما ستدخل المؤسسة في شراكات برامجية مع الجامعات ومؤسسات الترجمة والنشر والأبحاث، ومع الجامعات الأهلية والمنظمات العربية والدولية ذات الصلة».
وقدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم توضيحاً شاملاً حول دور المؤسسة المنتظر والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها مشيرا إلى تطلعات المؤسسة التي تتجاوز حدود العالم العربي إلى الحدود الأكبر للعالم الإسلامي.
وحذر سموه من مغبة التراخي عن جدية في العمل وصدق العزم على التطوير المعرفي وقال: «إذا لم تنهض النخب بمسؤولياتها، فهي ليست جديرة بمواقعها ولا بالميزات التي تحصل عليها، ولا بالمكانة التي تحوزها. ليس لدينا في العالمين العربي والإسلامي وقت لغير العمل والإنتاج. إذا لم نبادر فسنبقى تابعين وهامشيين، وإذا لم يقم كل منا بواجبه فسنبقى الضعفاء في هذا العالم، والغرباء عن التيار العريض للحضارة الإنسانية، والمعرضين للمزيد من الأزمات والتدخلات والانكسارات والانشطارات».
واختتم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمته بالتأكيد على قيمة المؤتمر وأهميته معتبراً إياه الجمعية العمومية لقيادات المعرفة وروادها ومنتجيها. كما اعتبره الهيئة الاستشارية لمؤسسة محمد بن راشد، مشيراً إلى أمله في أن يواصل المؤتمر انعقاده بصفة دورية سنوية ليشارك في مراجعة خطط المؤسسة وتطويرها، وتقييم الأداء، وتقديم المبادرات، وإبداء الرأي في الأفكار والاقتراحات والمشاريع الجديدة، والإسهام في تنفيذها.
من جهته أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأمل عنصر مهم في حياة الأمم وبعثه ميزة يتمتع بها أصحاب الرؤية والاستشراف من القادة والزعماء.
وقال موسى في كلمة له في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المعرفة الأول الذي انطلق في دبي أمس إنه حين تعيش الأمم مرحلة تراجع وأزمات وحيرة كما هو الحال اليوم بالنسبة لأمة العرب يصبح الجو معتماً والفضاء داكناً وتمسي النفوس في حسرة.. وأعود إلى ذلك اليوم من صيف العام الماضي حيث عقد المنتدى الاقتصادي العالمي دورته الشرق أوسطية في الأردن في البحر الميت وحيث تحدث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن الحياة والإحياء وأطلق مبادرته الهادفة إلى تأسيس قاعدة معرفية صلبة تنشد تمكين جيل يقود الأمة إلى آفاق التقدم ويقيها شر الانفراط، وكم شعرت بالارتياح أن تحدث أحد الزعماء العرب أحد كبار المسؤولين العرب عن المعرفة والحاجة إليها وأرسل الرسالة الحقة أن المعرفة قوة فلنتبين الطريق إليها ولنعمل على الالتحاق بها والإمساك بأسبابها، وأنه لهذا الغرض خصص وقفة ثرية تؤسس لقواعد المعرفة أو كما قال «لبناء بيئة معرفية وتحفيز أجيال الغد لبناء مستقبل أفضل».
وأضاف: لقد أصبتم تماماً بمبادرتكم هذه فقد بلغ عدد الأميين عام 2006 في الوطن العربي في الفئة العمرية 15 عاماً فأكثر71 مليوناً من الأفراد أي نحو ربع تعداد العرب، هذا عن الأمية الأبجدية، أما الأمية بمعناها الأوسع فحدث ولا حرج، بل حدث مع كل الحرج، وفي هذا حديث طويل عن الميزانيات الفقيرة المخصصة للتعليم وضعف برامج التعليم وعن المستويات المنخفضة لمخرجات التعليم والنسبة المرتفعة للأمية بين النساء ناهيك عن وضع الجامعات في العالم العربي بين جامعات العالم بما فيها جامعات دول العالم الثالث.
وأوضح أن أرقام كل ذلك أصبحت معروفة ونتائجها جد خطرة، من هنا كان الاهتمام المتوازي بمبادرة إصلاح التعليم في العالم العربي التي قدمتها الأمانة العامة للجامعة العربية إلى القمة العربية فأقرتها ومبادرة المعرفة التي قدمتموها فكانت مصدر سعادة ومنطلق أمل أن تتزاوج القرارات بما يمكنها من التنفيذ ويساعدها على تحقيق أهداف المجتمع.
وأشار إلى أنه إذا كانت الأرقام في مجال التعليم تثير الكثير من التساؤلات فالأرقام في مجال المعرفة لا تقل إثارة أو استثارة، فمعدل الإنفاق والاستثمارات في البحوث والتطوير في العالم العربي معدل محدود يقترب من الصفر في نسبته إلى الناتج القومي.. ويتصل بذلك أن أصبح مستوى الإنتاج الفكري والعلمي المترجم إلى اللغة العربية ومنها من أقل المستويات في العالم بكل ما يعنيه ذلك من خلل في المستوى العام للمعرفة للأجيال المعاصرة والصاعدة.
وقال موسى: «إذا انتقلت من مأساة التعليم العربي إلى المأساة الأخرى المسماة صراع الحضارات وجدنا أنفسنا في موقف لا يسر إذ نقف موقف المتهم من ممثلي حضارة آنية لم يكن لها من الجذور نصيب ولكنها قفزت بالعالم إلى آفاق هائلة من العلم والتكنولوجيا تكاد تناطح بها الكواكب والنجوم».
أقول: «نقف موقف المتهم لأننا لم نعد لمثل هذا اليوم عدته فلا نحن تسلحنا بالعلم ولا أخذنا بأسباب المعرفة بل لم تكن لدينا الرؤية اللازمة لأن نتطور مع الزمن ونعيش العصر ونسهم إسهام الشركاء في إقامة النظام العالمي».
وأضاف: «اليوم على سبيل المثال يواجه العالم تحديات جديدة في مناخه وبيئته ويتهدد بتنامي التيارات البحرية العالية والأعاصير العاتية مع الانهيار المتزايد لجبال الثلج في القطب الشمالي، الأمر الذي يمكن أن يدمر بلدان الشواطئ والجزر وهو أمر ليس ببعيد عن أراضي وشواطئ وجزر العالم العربي كما أنه ليس بعيداً زمنياً فالحديث يجري عن عقود ثلاثة أو أقل، فأين نحن من ذلك بل من مجرد العلم الواعي بذلك، إن التطوير والبحث والاستعداد أصبح أمراً وجوبياً علينا، وهذا ينطبق على مجال البيئة المتصاعد الأهمية وضرورة تحقيق المعرفة النووية في مجالاتها المختلفة التي ترتبط برفاهية الشعوب ونمائها علماً وحياة».
وقال موسى: «إننا نواجه تحديات إضافية وخاصة بمنطقة الشرق الأوسط على اتساعها، نواجه تحديات في العراق وفي فلسطين وفي لبنان وفي السودان وبالصومال، نواجه تحديات تتعلق بالوضع النووي وبالأمن الإقليمي.
نواجه تحديات تتصل بمحاولات إعادة تشكيل المنطقة لا حباً فيها ولا خوفاً عليها ولكن لتتماشى مع مخططات ماكرة وأفكار ممعنة في الأصولية الكارهة للإسلام والمسلمين وللعرب ومن يلوذ بهم، يريدون تغيير المنطقة بتقسيمها، يريدون إعادة تشكيلها بتمزيقها، وأصبحنا نعايش نظريات مثل الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الأوسع وما إلى ذلك.
وبالفعل فقد حدث الاتساع ولكنه اتساع الخرق على الراتق وإن لم يتسع الشرق الأوسط نفسه إنما هاج وماج ولا يزال».
وأوضح: إن بعض النظريات التي نعايشها ذكي وخبيث وبعضها الآخر يصل إلى حد الفكاهة والعبث، ولكن لن نتمكن من التفريق بين الطيب والخبيث إلا من منطلقات الوعي والفهم وحسن التقدير وهو ما لا يتأتى دون تملك أسباب المعرفة، داعياً إلى تحسين مستوى التعليم للحاق بالركب العالمي والقرن الحادي والعشرين في مختلف منطلقاته، والتعامل معه برصانة وثراء حضاري.
وقال: «إن هذا كله لجدير بأن يشكل أجندة المستقبل نلتزم بها جميعاً ونتعهد بإنجاحها في إطار زمني نستهدفه ونعمل على احترامه».
وأكد أن العالم الإسلامي كله ابتلي بتيارات تكاد تجره عنوة إلى قرون مضت على حين العالم كله يكاد يقفز قرونا إلى الأمام.. فطغت الشكليات والتفاهات والترهات على فكر أصبح يحتاج إلى إعادة تشكيل ليقوم على توازن واتزان الحفاظ على التراث وصيانة مبادئ الدين الحنيف وقواعده مع إعداد الفرد والإنسان في المجتمعات الإسلامية والعربية خصوصاً ليتمكن من المنافسة والفوز في سباق التقدم والانطلاق نحو المستقبل، ولهذا سلاح واحد هو التعليم الجيد والعلم المتقدم والمعرفة بكل آفاقها.
يذكر أن المؤتمر المعرفة يختتم أعماله اليوم بعد انتهاء آخر جلساته التي تحمل عنوان: نزيف الأدمغة .. هل من حلول عملية؟ يديرها الدكتور كلوفيس مقصود.
وكان المؤتمر قد شهد العديد من حلقات النقاش وجلسات العمل تمحورت جميعها حول الآليات التي يجب اعتمادها لتنمية «المعرفة» في العالم العربي ولتشخيص المشكلات والبحث عن حلول لها.



الثوابت الرئيسية لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم:


أولاً: مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم مؤسسة تنموية تملك رؤية واضحة وهدفاً محدداً، هو الإسهام في جهود بناء المعرفة في العالمين العربي والإسلامي.
ثانياً: تدرك المؤسسة أن التخطيط والتنظيم وحسن إدارة الموارد، والوعي على الترابط والتكامل في أدوار منتجي المعرفة هو من شروط تحقيق التنمية المعرفية المستدامة.
ثالثاً: تدرك المؤسسة أن بناء التراكم المعرفي هو سياق من التجديد والتطوير والتغيير والإصلاح الشامل... وهو عمليات متتابعة ومتداخلة في بيئة منفتحة ومواتية للإبداع والتجريب والابتكار.
رابعاً: تؤمن المؤسسة بأن المعرفة والحرية وجهان لعملة واحدة. وأن بناء مجتمعات المعرفة يتطلّب تطوير السياسات والتشريعات والإجراءات الضرورية لضمان حرية الفكر والبحث والنشر واستقلالية الجامعات ومراكز البحوث والدراسات، وحماية المفكرين والباحثين والمبدعين...
خامساً: ترتبط مشاريع المؤسسة وبرامجها المعرفية باحتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتركز على تحسين البنية التحتية للمعرفة، وتطوير قدرات العاملين فيها.
سادساً: تدرك المؤسسة الأدوار المنتظرة من قيادات ومؤسسات المعرفة، وستعطي أولوية لتحسين أداء المؤسسات وتطوير مهارات قياداتها في التخطيط الاستراتيجي وأساليب الإدارة الحديثة، وتكوين أجيال جديدة من القيادات الشابة.
سابعاً: لن تقبل المؤسسة في تنفيذ كافة مشاريعها وبرامجها بأقل من أفضل الممارسات العالمية، في الإنتاجية والجودة ومعدلات التنفيذ.
ثامناًً: سيتركز عمل المؤسسة على التخطيط والمتابعة والتحفيز، وستنفذ مشاريعها وبرامجها بالشراكة مع مؤسسات المعرفة، ومنتجي المعرفة، وستتابع التنفيذ وفق أعلى معايير الأداء الدولية.
تاسعاًً: تتبنى المؤسسة وتساعد وتمول المشاريع والمبادرات والبرامج ذات الجدوى المعرفية. وبالتالي هي ليست جمعية خيرية ولا صندوقاً للهبات والعطايا. وسيرتبط تمويل المشاريع المعتمدة بمعدلات الإنجاز ومستوى الجودة وتحقيق النتائج المحددة سلفاً.
عاشراًً: المؤسسة ليست منافساً لأي من المؤسسات الأخرى، وهي منفتحة على الجميع، ومستعدة للتعاون مع كافة العاملين في حقول المعرفة.

شكرا لك اخي ع طرح الموضوع

مشكوووووووووووووووووووووور