"مسرحية إفريقية" بعنوان "نعم لحياتو.. رئيسا إلى مماتو"
06-02-2015, 07:17 PM

فاجأ أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بتوقيع بيان مساندة للرئيس الكاميروني عيسى حياتو، وتساءل الكثير من المتابعين عن محله من الإعراب، في وقت كان فيه اجتماع المكتب التنفيذي للكاف مخصصا في الأصل للنظر في العقوبات المقرر إصدارها على تونس والمغرب وغينيا الاستوائية، خاصة الأخيرة بعد فضيحة مباراة الدور نصف النهائي بينها وبين غانا، في كأس أمم إفريقيا 2015 الجارية بغينيا الاستوائية، قبل أن يتحول الاجتماع إلى "مبايعة" لحياتو ضد ما قال عنه المكتب التنفيذي للكاف إنه "تحامل إعلامي غير بريء" على رئيسه.

وجاء في بيان المكتب التنفيذي للكاف، والذي وصفه متابعون بـ"المسرحية الإفريقية"، أن أعضاء المكتب التنفيذي، من دون استثناء، بما فيهم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم والتونسي طارق بوشماوي، يعلنون "مساندتهم المطلقة وغير المشروطة ودون تحفظ لرئيس الكاف عيسى حياتو"، وتوضح المصطلحات التي حملها بيان الكاف، أن الأمر كان مدبرا ومفروضا وغير مخير بالنسبة لأعضاء المكتب التنفيذي، الذين وقعوا البيان الحامل لعبارات "الولاء أكثر من أي شيء آخر"، وشبهه متابعون بما يحدث لدى الأنظمة الدكتاتورية، وعدد البيان المذكور "انجازات حياتو"، وقال إنه "بالنظر إلى التطور الحاصل في كرة القدم الإفريقية وسمعة المنافسات القارية التي ارتفع عددها من 3 إلى 11، وارتفاع تمثيل الأفارقة في مختلف الهيئات الكروية الدولية والمنافسات الدولية منذ انتخاب حياتو سنة 1988 رئيسا للكاف.. نعلن دعمنا المطلق له"، ورفض بيان الكاف الاتهامات الموجهة لحياتو، خاصة بعد الفضائح المسجلة في كأس إفريقيا 2015، وجاء في هذا الشأن: "حياتو تعرض لحملة مغرضة من وسائل إعلام مناهضة له ونرفض أن يكون كبش فداء"، وتجاوزت المصطلحات المدونة في بيان المكتب التنفيذي المعنى "الرياضي" وربما حتى "السياسي" عندما ذكر فيه أن أعضاء المكتب التنفيذي يعترفون أن "كان 2015" نظمت بفضل "بصيرة" حياتو.

ويأتي موقف المكتب التنفيذي الإفريقي في الوقت الذي عرف فيه العجوز الكاميروني موجة انتقادات "عالمية" بعد الفضائح الكبيرة، التي تلاحقه منذ سنوات، والتي تضاعفت بشكل كبير خلال كأس أمم إفريقيا 2015، كان فيها منتخب البلد المنظم غينيا الاستوائية طرفا في كل مرة، وهو بلد صديق حياتو، الرئيس تيودور أوبيانغ الذي أنقذ الكاف من خطر عدم تنظيم النسخة الـ30 من كأس إفريقيا، على اعتبار أنه القائد الإفريقي الوحيد الذي استجاب لنداءات صديقه حياتو، وارتبطت غينيا الاستوائية بـ"فضيحة تحكيمية" أقصت تونس من الدور ربع النهائي وأهلت المنتخب المحلي، قبل أن تنفجر فضيحة أخرى بمالابو، أول أمس، في لقاء الدور نصف النهائي، بسبب الشغب الجماهيري، الذي يحدث لأول مرة في أغلى منافسة قارية، ما جعل إفريقيا والكاف محل "سخرية" غير مسبوقة في وسائل الإعلام العالمية.