علماء وأئمة ينتقدون تقديم الامتحانات قبل رمضان
03-02-2016, 02:58 AM

بلقاسم حوام

صحافي ورئيس قسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي

انتقد علماء وأئمة قرار وزيرة التربية، نورية بن غبريط، القاضي بتقديم جميع الامتحانات إلى ما قبل رمضان. وهو ما من شأنه، حسبهم، أن يرسخ لدى التلاميذ أفكارا خاطئة عن معاني الشهر الكريم، الذي لا يتناقض أبدا مع طلب العلم والاجتهاد والتمدرس.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم، أن الوزارة في قرارها تزعم أن شهر رمضان سيؤثر على التحصيل العلمي للتلاميذ ويعرقل سيرورة الامتحانات النهائية.

وهي أفكار خاطئة وهدامة من شأنها أن تزعزع قدسية هذا الشهر وسط المتمدرسين، الذين سيعتبرونه منافيا لطلب العلم والاجتهاد.

وهو عكس ما جاء به الإسلام وعرفه التاريخ، حيث شهد رمضان العديد من الانتصارات والفتوحات الإسلامية. وكان فرصة للتنافس على حفظ القرآن وطلب العلم.

وتساءل المتحدث عن الفرق ما بين رمضان وغيره من الشهور في تنظيم الامتحانات قائلا: "هل ستقدم الوزارة على تقديم الامتحانات كلما حل رمضان؟ هذا أمر غير معقول وغير قابل للتطبيق أصلا. وستدفع الوزارة ثمن أخطائها خلال الأعوام القادمة"..

وفي السياق ذاته، أكد مفتي المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ محمد الشريف قاهر، أن رمضان شهر عبادة وعلم ودراسة.

ولا فرق بينه وبين الشهور الأخرى في طلب العلم، منتقدا الأطراف التي تتخذ من رمضان ذريعة لترسيخ أفكار خاطئة لا تتماشى مع حقيقة هذا الشهر الكريم، الذي يجب أن يكون فرصة للاجتهاد أكثر . وهذا ما يجب ترسيخه لدى جيل اليوم وليس العكس .

ومن جهته، تأسف رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي، لقرار وزارة التربية، مؤكدا أنه يعود إلى مفاهيم شعبية خاطئة لدى الجزائريين مفادها أن رمضان شهر النوم والكسل والهروب من العمل..

وأردف المتحدث قائلا: "يجب أن نواجه الحقائق بشجاعة ونعود التلاميذ على الاجتهاد والفضيلة وطلب العلم في جميع الظروف. وليس تعويدهم على أن الصوم مناف للدراسة.

فهذا ما سيرسخ لديهم أن الدراسة في رمضان أمر صعب ومتعب ما من شأنه أن يؤثر على سيرورة الامتحانات في السنوات القادمة التي ستكون حتما في رمضان"..