تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
كوكب الزهرة ... عالم الجحيم
28-02-2018, 08:35 PM
إن استيطان القمر لأهداف البحث العلمي، أو لإدارة مشاريع استثمار الثروة المعدنية، ستعترضه صعوبات جمة، اقتصادية وبيئية، إلا أنه سيخلق الحافز لدى إنسان المستقبل للانتقال إلى كواكب المجموعة الشمسية الأخرى، فالبيئة القمرية مهما أجري عليها من تعديلات لتطويعها في سبيل راحة السكان الجدد، ستبقى رتيبة مملة تتوالى عليها الأيام متشابهة، شهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، وسماء القمر الموشاة بملايين النجوم البراقة كالجواهر، ستفقد سحرها بتكرار المشهد كل يوم، و ستظهر الأرض ثقيلة في سماء القمر، لقد وجدها رواده الأوائل سفينة أحلامهم الزرقاء، لكن الأمر لن يبقى كذلك فإنتاجهم وأسواقهم المالية ستكون معلقة بالصناعات، وبأسواق التجارة والمال القائمة عليها، وقد يتوقف أي مشروع على القمر إذا لم يجد له سوقاً رائجة على الأرض، و لربما توقف الشركات الأرضية أعمالها على القمر بسبب الكساد أوالخسارة أو ما إلى ذلك من أسباب، لذلك ستتحول الأرض الحلم إلى عين ثاقبة ترصد نشاط العاملين على سطح القمر من السماء.
كذلك فإن النظام الذي سيطبق على ساكن القمر سيكون صارماً، ولن يستطيع مغادرة قاعدته إلا بعد ارتداء ملابس واقية معقدة في تصميمها، لو حدث شق صغير فيها، لتعرض من يرتديها إلى ميتة شنيعة. سيكون على ساكن القمر أن يراجع ساعته باستمرار للتأكد من كفاية ما يحمله من أوكسجين لازم للتنفس، والا تعرض للاختناق، أما من يستسلم هناك للمتعة والفراغ فسيجد من يهمس في أذنه أن كل ليتر يستهلكه من الأوكسجين يكلف إنتاجه الكثير من المال، فعليه ألا يضيعه هباء، إنه هناك ليعمل قبل كل شيء.
ستختلف النظرة على الأرض إلى هذه التجربة الكونية الجديدة، إذ أن عدم استقرار شعوبها بسبب الضغط الاقتصادي والبيئي والاجتماعي والفكري، سيكون دائماً دافعاً قوياً للهجرة. هذه الهجرة نشهدها الآن كل يوم من دولة إلى دولة، ومن قارة إلى أخرى، لكن، ومع تقدم المدنية مستقبلاً، ستكون الهجرة في اتجاه مخالف تماماً، ستكون إلى الكواكب الأخرى، بعيداً عن أغلال المدنية التي تزداد تعقيداً كلما ازدادت تطوراً ورقياً.
إن حلم المستقبل الإنساني يدور حول مدينة فاضلة تغطيها حقول القمح، وترويها ينابيع الكوثر، تلفها الغابات والبساتين، وينعش أجواءها الأوكسجين النقي الفواح بعطر الورود،
لا يوفر القمر بقفاره و وعره وكهوفه وجباله وسهله، ولو جزءاً يسيراً من هذا الحلم،
فلنبحث عنه في مكان آخر بين كواكب المجموعة الشمسية، ماذا لوانتقلنا إلى الكوكبين الأقرب إلى الأرض: المريخ والزهرة، لنلق نظرة عن كثب إلى الزهرة أولا:
تعتبر الزهرة توأماً للأرض من حيث الحجم، والكثافة، لكنها على النقيض من الأرض يمكن وصفها بالجحيم، إذ تتكون أجواؤها من (7) أجزاء في الألف من بخار الماء، ومن نسبة بسيطة من النتروجين، ونسبة أقل من مركبات الزئبق والكلور، أما بقية الغلاف الغازي والذي يشكل حوالي (90) بالمئة من هذه الأجواء، فعبارة عن غاز ثاني أكسيد الكربون الخانق، بالمقارنة فإن الغلاف الجوي للأرض يحوي ما نسبته (3) أجزاء بالألف من هذا الغاز فقط.



صورة من مدار الكوكب يظهر فيها وقد لفته غيوم حمض الكبريت الكثيفة التي تحجب سطحه عن الرؤيا


صورة بالرادار لسطح الكوكب (بدون غيوم)

لقد تجمع ثاني أكسيد الكربون المنطلق من براكين الزهرة تدريجياً مع مرور السنين في غلافها الغازي، ولم تتوفر الفرصة لهطول الأمطار هناك، وإذابته ليتحد مع عناصر القشرة الصخرية، لقد أدى تجمع هذا الغاز وازدياد تركيزه، إلى ما يسمى بتأثير البيت الزجاجي (GREEN HOUSE EFFECT) أو (الدفيئة) فحصل في أجواء الزهرة ما يحصل في البيت الزجاجي المستخدم للزراعة الموسمية، الذي يحتفظ بقسم كبير من حرارة الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في داخله.
تنفذ أشعة الشمس المرئية خلال طبقات ثاني أكسيد الكربون الكثيفة التي تغلف الزهرة، فيمتصها سطحه، ثم يعكسها إلى الغلاف الجوي الذي يحتجزها بين طبقاته الكثيفة من غيوم وغازات، فترتفع درجة الحرارة على الكوكب.
لقد أكدت المعلومات التي بثتها سفن الفضاء الأميركية والسوفييتية التي حطت على سطح الزهرة أن درجة حرارة هذا السطح تبلغ حوالي (480‌‏) درجة مئوية، لذلك يتوقع العلماء أن تكون مساحات كبيرة من سطح الكوكب حمراء متوهجة من شدة الحر. كذلك فإن التركيز المرتفع لثاني أكسيد الكربون في أجواء الزهرة يؤدي إلى ارتفاع هائل في الضغط الجوي، يقدر بمئة ضعف مثيله على الأرض، وهو يعادل الضغط على عمق (75) متر تحت سطح البحر.


رسم تخيلي لسطح الزهرة

ما الذي جعل عالم الزهرة إذا جحيما؟
يتفق العلماء على أن الكواكب السيارة الخمسة المتجاورة: عطارد، والزهرة، والأرض والقمر، والمريخ قد نشأت من غمامة واحدة من الغبار أوالغاز الكوني، هذه الغمامة اندفعت من الشمس بتأثير قوة دورانها حول نفسها قبل أكثر من خمس مليارات سنة، إذ أن الكواكب المذكورة تتماثل في بنيتها مع بعضها، وتختلف في ذلك قليلاً عن بقية الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية، لكنها تتباين كثيراً في تركيب غلافها الجوي، فبينما يقل الضغط الجوي للأرض مئة مرة عن نظيره في الزهرة، نجد أنه يزيد مئة مرة عن الضغط الجوي للمريخ، وينقص الضغط الجوي لعطارد كثيراً عن نظيره في المريخ، أما القمر فلا غلاف غازي له بالتأكيد.
يوضح الجدول التالي، الذي يعقد المقارنة بين كتل الكواكب المذكورة، وبعدها عن الشمس، شيئاً من هذا اللغز:


[IMG][/IMG]

لو كانت الأرض أقرب إلى الشمس بحوالي (16) مليون كيلومتر عما هي عليه الآن،لأدى ذلك إلى تجمع ثاني أكسيد الكربون في أجوائها، ولحصل لها ما حصل للزهرة من أثر (الدفيئة)، ولما وجدت الحياة أصلاً على سطح الأرض، ولوابتعدت الزهرة في مدارها عن الشمس مسافة (24) مليون كيلومتر، لأمكن لها أن تحتفظ بغلاف جوي مشابه لغلاف الأرض، و ربما تسنى لصنوف الحياة المختلفة، بما في ذلك الحياة العاقلة، الظهور على سطح الزهرة، أما بقية الكواكب الواردة في الجدول أعلاه، فلا يمكن لها أن تحتفظ بالأوكسجين اللازم لنشوء الحياة عليها أينما كان مدارها حول الشمس؛ بسبب ضعف حقول جاذبيتها الناشئ عن ضآلة كتلتها، ويبدوانه لكي يكون لكوكب ما جو مثيل لجوالأرض يحوي ما يكفي من الأوكسجين اللازم للحياة، فيجب أن تكون كتلته ضعف كتلة المريخ على الأقل.
أيضاً فإن الحياة العضوية بشكلها المعروف لا يمكنها أن تستمر وتزدهر إلا في درجات حرارة معينة ومحدودة، ولكي تظهر الحياة على أحد الكواكب، يجب أن يقع هذا الكوكب في مدار حول الشمس يؤمن له درجة الحرارة الملائمة، هذه المنطقة من المدار تسمى بالحزام الآمن (ECOSPHERE)، و بمعنى آخر أن يسبح الكوكب في مدار يقع بين الزهرة والمريخ، وهذا ما ينطبق على الأرض فقط بالنسبة للمجموعة الشمسية.
ترتفع الحرارة بعد الزهرة في اتجاه الشمس عن الحدود اللازمة لنشأة الحياة العضوية المعروفة، أما خارج الحزام بعد المريخ، وفي اتجاه الكواكب الخارجية للمجموعة الشمسية، فإن درجة الحرارة تنخفض إلى حد يجعل الحياة العضوية عنده مستحيلة.
بالرجوع إلى الجدول السابق، نجد أن الأرض قد اتخذت موضعاً ملائماً ضمن حدود الحزام الآمن المذكور، أقرب إلى المنطقة الحارة منه إلى الباردة، إن احتمال تغيير الأرض لمدارها يبدو مستحيلاً ما لم تحدث كارثة طبيعية أو صناعية تفوق التصور.
أما الزهرة، فتقع على حافة المدار الحار حول الشمس، وقد احتفظت لنفسها بغلاف غازي كثيف بسبب كتلتها المرتفعة نسبياً.
في البداية عندما تشكل كوكب الأرض والزهرة كان عالماهما متشابهين، إذ احتوت أجواؤهما الهيدروجين والأمونياك والميتان والماء، ولو تخيلنا مشاهداً يراقب الكوكبين في ذلك الحين لكان لابد له من أن يتوقع نشأة الحياة على الكوكبين معاً، لكن، وربما بعد نشأة الزهرة بمليار سنة، حصل اختلاف جوهري في سلسلة التطور بين العالمين، إذ ابتدأ ثاني أكسيد الكربون، بتأثير الحرارة المرتفعة التي تتلقاها الزهرة نتيجة قربها إلى الشمس، يتجمع في أجوائها، ببطء في البداية، ثم بسرعة أكبر كلما ازداد تركيزه، وكانت نتيجة ذلك بعد أربع مليارات سنة، عالم الجحيم الذي سبق وصفه على سطح الزهرة. أضف إلى ذلك أن الزهرة تدور حول نفسها مرة كل 243 يوما أرضيا، هذا الدوران البطيء يحرمها من أن يكون لها مجال مغناطيسي يحميها من الأشعة الكونية الضارة كما هو الحال على الأرض. أما سنة الزهرة فتبلغ 225 يوما أرضيا، أي أن اليوم هناك أطول من السنة.
تعود جميع الظواهر المرعبة على الزهرة إلى احتواء أجوائها على نسبة مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون، هذا الغاز الذي يتكون أساسا من ذرة الكربون وذرتين من الأوكسجين (CO2)، فلواستطعنا تحرير الأوكسجين من هذا المركب لتحول الغاز المميت، إلى مصدر الأوكسجين الذي لا غنى عنه لاستمرار الحياة و استصلاح الكوكب، فهل هذا ممكن؟
سنجد المزيد في الموضوع التالي: "يوم هطل المطر في الجحيم".

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2011
  • المشاركات : 6,141

  • القصة الشعبية 2 

  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • وائل (جمال) will become famous soon enoughوائل (جمال) will become famous soon enough
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
رد: كوكب الزهرة ... عالم الجحيم
28-02-2018, 10:06 PM
السلام عليكم .
شكرا جزيلا على الموضوع القيم استاذ.
لقد حذر مؤخرا هوكينج من ان الارض ستصبح مثل الزهرة ان لم يتم الحد من انتشار غاز ثاني اكسيد الكربون،ويقال ايضا ان كوكب الزهرة كان شبيها بكوكبنا قبل ان يخرج عن السيطرة،فغيوم حمض الكبريت التي تحبس حرارة الشمس على سطحها مشكلة احتباس حراري يؤدي بنا الى القول ان مصير كوكبنا سيكون شبيه بكوكب الزهرة .خاصة بما تقوله احصائيات درجات الحرارة خلال السنوات الاخيرة.
[IMG][/IMG]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
رد: كوكب الزهرة ... عالم الجحيم
01-03-2018, 02:14 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل (جمال) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم .
شكرا جزيلا على الموضوع القيم استاذ.
لقد حذر مؤخرا هوكينج من ان الارض ستصبح مثل الزهرة ان لم يتم الحد من انتشار غاز ثاني اكسيد الكربون،ويقال ايضا ان كوكب الزهرة كان شبيها بكوكبنا قبل ان يخرج عن السيطرة،فغيوم حمض الكبريت التي تحبس حرارة الشمس على سطحها مشكلة احتباس حراري يؤدي بنا الى القول ان مصير كوكبنا سيكون شبيه بكوكب الزهرة .خاصة بما تقوله احصائيات درجات الحرارة خلال السنوات الاخيرة.
شكرا أستاذ وائل على هذه المداخلة الهامة، فمستقبل الأرض مهدد فعلا بأن يؤول إلى ما آلت إليه الزهرة من جحيم إذا استمر هذا الاستنزاف الجائر للبيئة و طرح ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الصناعات الضخمة في الجو. للأسف فإن بعض الدول الكبرى مازالت تفضل تدمير الكوكب على إيقاف جشعها في استنزافه، و تهدد بالانسحاب من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة.
لكم اطيب التحية و التقدير.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:36 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى