حصنوا أنفسكم بأذكار الصباح والمساء.
18-03-2018, 09:18 AM

حصنوا أنفسكم بأذكار الصباح والمساء.
تدعو النصوص الشرعية، الواردة في الكتاب والسنه ، المسلم إلى المواظبة على أذكار الصباح والمساء لقوله تعالى: " وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ" ــ الأعراف (205) .
وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى هذه الأذكار في أحاديث صحيحة، حيث كان يداوم عليها، وإذا صلى الصبح جلس يذكر الله في مصلاه، حتى تشرق الشمس.
إن المواظبة عليها تحفظ المسلم، من شر ما خلق من الجن و الإنس، وتحميه وتقوي إيمانه وتقربه للمولى جل شأنه، وتغفر ذنوبه، وتنور بصيرته وتجعله قريباً من الله، منيباً إليه، ملتمساً رحمته ورضاه .
إن باب الأذكار من أوسع الأبواب، كما قال ( النووي) رحمه الله ، وذلك لما يشتمل عليه، من السور والآيات والاحاديث والأدعية المأثورة، كما ورد في كتابي ( الأذكار ورياض الصالحين) للنووي، وكتاب حصن المسلم . فعلى المسلم، أن يأتي بما تيسر له منها، بتؤدة وتأن وتعقل وتفهم، لينشرح صدره وتأنس روحه، ويرق قلبه، ولا ينبغي أن يُسْرِعَ بأذكاره ، حتى لا تصبح مجرد عادة، لا تليق بمقام الحمد والمناجاة والتضرع وإظهار الافتقار لله تعالى واللجوء إليه.

ومن آداب وشروط أذكار الصباح والمساء:
• أن تكون بصوت منخفض ، ولا يجهر بها في حضرة الناس، حتى لا يشوش عليهم ويؤذيهم كما قال تعالى: " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" ــ الأعراف (55).
• لا يشرع رفع اليدين حال الإتيان بأذكارالصباح والمساء، لأنه لم يرد في السنة، ما يدل على استحباب ذلك.
• أن يأتي المسلم بها منفرداً، فلا يشرع ذكرها مع الإمام أو جماعة . وإنما يباح له متابعة غيره إذا كان جاهلا بنطقها، وذلك من باب التعلم ، لكن لا يحصل له الثواب إلا بنطقها في أوقاتها.
• اختلف أهل العلم في وقتها فمنهم من قال: أذكار الصباح تبدأ من طلوع الفجر، إلى زوال الشمس. وأذكار المساء تبدأ من زوال الشمس إلى غروبها إلى أول الليل . ومنهم من قال أن أذكار الصباح تبدأ من طلوع الفجر، إلى شروق الشمس، وأذكار المساء من صلاة العصر إلى غروب الشمس. قياساً على قوله تعالى :" فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" ــ غافر (55).
• إذا انشغل الإنسان عنها بنوم ونحوه، أو نسيها شُرِعَ له قضاؤها بعد وقتها، كسائر النوافل (الفوائت)، عند زوال العذر، فهي عمل خير وذكر يحصنه وينال بركته.
• غير مؤقتة بمكان معين، فيشرع للمسلم الإتيان بها في الطريق والبيت والسوق وفي أي مكان ، والمرأة يشرع لها الإتيان بها، بعد صلاة الصبح والعصر.

سبحانك اللهم وبحمدك استغفارك وأتوب إليك اللهم اغفر لي ، وانفع به الجميع.