مدن الفضاء
15-04-2018, 05:27 PM
إن استيطان الكواكب السيارة القريبة من الأرض ليس السبيل الوحيد لانتشار الجنس البشري في الكون، بل ستقتضي الضرورة مستقبلا صناعة (مدن كونية) لتكون مخابر للبحث العلمي، أو منصات انطلاق إلى الكواكب المأهولة، أو سكناً مؤقتاً للهجرة منها إلى أماكن أخرى أكثر ملاءمة في الكون.
لقد ظهرت طلائع هذه المدن في الفضاء فعلاً، فمختبر الفضاء الدولي (Skylab) يحوي مساحات جاهزة للسكن المريح، تعادل المساحة المتوسطة التي تشغلها أسرة في بيتها على الأرض، صحيح أن رواد الفضاء يعيشون في حالة انعدام الوزن، إلا أنها ليست بمشكلة، إذ يمكن تصميم المحطة ليتمتع سكانها بالجاذبية المطلوبة عن طريق تدويرها حول محورها بطريقة محسوبة.
لقد درست شركة (ماك دونل دوغلاس-McDonnell- Douglas Aircraft CORP) للطائرات إمكانية صنع جيل من محطات الفضاء التجارية التي تستوعب على متنها (400) نزيل، لتوضع في الخدمة في المستقبل القريب، ويلاحظ أن مثل هذه المحطات الكبيرة يمكنها تأمين جاذبية صناعية لركابها من خلال دورانها حول محورها، هذه الجاذبية تتناقص تدريجياً اعتباراً من أبعد نقطة عن المحور، لتصبح صفرا عنده، فإذا بدأ إنتاج مثل هذه المحطات تجارياً، لن يكون هناك مانع من زيادة حجمها بحيث يصبح قطر الواحدة منها عدة كيلومترات فتستوعب بضعة ألوف من الأشخاص.
تُستخدم المناطق البعيدة عن المحور في هذه المحطات للسكن، بينما تستغل المناطق القريبة من المحور والتي تضعف الجاذبية عندها للأغراض الصناعية، يمكن تصميم هذه المدن الكونية الصغيرة بحيث يتعرض كل جزء فيها لضوء الشمس (12) ساعة كل (24) ساعة، بما يشبه حدوث الليل والنهار على الأرض، كما يمكن أن تترك بعض أجزائها في مواجهة أشعة الشمس دوماً، لتغمر الحقول الصناعية فيها بالضوء والنور والدفء على مدار الساعة.
نتخيل سلسلة من هذه المدن الطائرة على شكل عجلات عملاقة، قطر كل منها حوالي (30) كيلومتراً، تسبح في أفلاك حول الشمس مستمدة منها الطاقة اللازمة لاستمرار الحياة على ظهرها، ومن وراء تلك المدن تسبح مركبات فضائية صغيرة وسريعة تنقل البضائع منها وإليها، كما تسبح القوارب التجارية السريعة خلف عابرات المحيط العملاقة عند دنوها من المرافئ على الأرض.
نموذج تخيلي لإحدى مدن الفضاء
يقترح البروفسور (جيرهارد أونايل) من معهد (برينستون) للفيزياء أن يكون شكل هذه المدن اسطوانياً، بدلاً من أن يكون دائرياً بطول (30) كيلومتراً، وقطر (8) كيلومترات، وأن تجهز من الداخل بطريقة تشعر ساكنيها أنهم يعيشون في بيئة تشبه الأرض، فتُنشأ فيها البحيرات والهضاب والحقول الصناعية، وتُدخل أشعة الشمس إليها عن طريق مرآة عاكسة تعمل بطريقة (أوتوماتيكية) محاكية في ذلك تدرج إشعاع الشمس بين كل شروق وغروب.
يقول (نايل):
" مع حلول عام 2074 سيبدأ عدد كبير من سكان الأرض بالارتحال إلى مدن الفضاء ليتمتعوا بالطاقة النظيفة بعيداً عن نقص الموارد والمواد الأولية، والتبعية للحكومات الأرضية".
إن مدن الأرض تعاني من التضاريس الوعرة التي تحدها من كل جانب، فمدينة لوس أنجلس الأميركية مثلاً محاطة بالجبال، مما يؤدي إلى اختناقها بالملوثات الناجمة عن عوادم السيارات، أما نيويورك فقد ضجت بكثافة سكانها الكبيرة، الذين دفعهم ضيق المساحة إلى العيش في شقق شامخة تناطح السحاب، أما الطبيعة الجبلية لليابان فقد دفعت مراكز الصناعات اليابانية إلى الاستقرار في ضواحي (طوكيو) نافثة ملوثاتها في أجواء المدينة.
إن التوسع في العمران على الأرض يعني القضاء على مساحات خضراء جديدة من المتنفسات الطبيعية التي بقيت لها، والحل الأمثل سيكون في الارتحال مستقبلاً إلى المدن الكونية التي ستقام بين الكواكب الداخلية للمجموعة الشمسية حيث سيتسنى لإنسان المستقبل تشييد ما شاء من المدن، وتكييف جغرافيتها بما يلائمه.
سيكون السفر من وإلى هذه المدن في المستقبل البعيد يسيراً كالسفر بين مدن الأرض حالياً، وستدفع نفايات هذه المدن الصحية والصناعية بعيداً نحو الشمس لتستقر وتتلاشى في أتونها الملتهب دون أن تخلف أية أضرار (بيئية)، وستبقى الشمس ساطعة على المدن الطائرة لا تحول بينهما الغيوم.
ستشاد المصانع على متن المدن الطائرة لتكفي سكانها احتياجاتهم، وسيكون لها أسطولها التجاري لتصدير الفائض من السلع، وستحصل على المواد الأولية اللازمة لصناعتها من الكواكب والأقمار القريبة منها، وستتمتع باستقلال سياسي تام.
لقد ظهرت طلائع هذه المدن في الفضاء فعلاً، فمختبر الفضاء الدولي (Skylab) يحوي مساحات جاهزة للسكن المريح، تعادل المساحة المتوسطة التي تشغلها أسرة في بيتها على الأرض، صحيح أن رواد الفضاء يعيشون في حالة انعدام الوزن، إلا أنها ليست بمشكلة، إذ يمكن تصميم المحطة ليتمتع سكانها بالجاذبية المطلوبة عن طريق تدويرها حول محورها بطريقة محسوبة.
لقد درست شركة (ماك دونل دوغلاس-McDonnell- Douglas Aircraft CORP) للطائرات إمكانية صنع جيل من محطات الفضاء التجارية التي تستوعب على متنها (400) نزيل، لتوضع في الخدمة في المستقبل القريب، ويلاحظ أن مثل هذه المحطات الكبيرة يمكنها تأمين جاذبية صناعية لركابها من خلال دورانها حول محورها، هذه الجاذبية تتناقص تدريجياً اعتباراً من أبعد نقطة عن المحور، لتصبح صفرا عنده، فإذا بدأ إنتاج مثل هذه المحطات تجارياً، لن يكون هناك مانع من زيادة حجمها بحيث يصبح قطر الواحدة منها عدة كيلومترات فتستوعب بضعة ألوف من الأشخاص.
تُستخدم المناطق البعيدة عن المحور في هذه المحطات للسكن، بينما تستغل المناطق القريبة من المحور والتي تضعف الجاذبية عندها للأغراض الصناعية، يمكن تصميم هذه المدن الكونية الصغيرة بحيث يتعرض كل جزء فيها لضوء الشمس (12) ساعة كل (24) ساعة، بما يشبه حدوث الليل والنهار على الأرض، كما يمكن أن تترك بعض أجزائها في مواجهة أشعة الشمس دوماً، لتغمر الحقول الصناعية فيها بالضوء والنور والدفء على مدار الساعة.
نتخيل سلسلة من هذه المدن الطائرة على شكل عجلات عملاقة، قطر كل منها حوالي (30) كيلومتراً، تسبح في أفلاك حول الشمس مستمدة منها الطاقة اللازمة لاستمرار الحياة على ظهرها، ومن وراء تلك المدن تسبح مركبات فضائية صغيرة وسريعة تنقل البضائع منها وإليها، كما تسبح القوارب التجارية السريعة خلف عابرات المحيط العملاقة عند دنوها من المرافئ على الأرض.
نموذج تخيلي لإحدى مدن الفضاء
يقترح البروفسور (جيرهارد أونايل) من معهد (برينستون) للفيزياء أن يكون شكل هذه المدن اسطوانياً، بدلاً من أن يكون دائرياً بطول (30) كيلومتراً، وقطر (8) كيلومترات، وأن تجهز من الداخل بطريقة تشعر ساكنيها أنهم يعيشون في بيئة تشبه الأرض، فتُنشأ فيها البحيرات والهضاب والحقول الصناعية، وتُدخل أشعة الشمس إليها عن طريق مرآة عاكسة تعمل بطريقة (أوتوماتيكية) محاكية في ذلك تدرج إشعاع الشمس بين كل شروق وغروب.
يقول (نايل):
" مع حلول عام 2074 سيبدأ عدد كبير من سكان الأرض بالارتحال إلى مدن الفضاء ليتمتعوا بالطاقة النظيفة بعيداً عن نقص الموارد والمواد الأولية، والتبعية للحكومات الأرضية".
إن مدن الأرض تعاني من التضاريس الوعرة التي تحدها من كل جانب، فمدينة لوس أنجلس الأميركية مثلاً محاطة بالجبال، مما يؤدي إلى اختناقها بالملوثات الناجمة عن عوادم السيارات، أما نيويورك فقد ضجت بكثافة سكانها الكبيرة، الذين دفعهم ضيق المساحة إلى العيش في شقق شامخة تناطح السحاب، أما الطبيعة الجبلية لليابان فقد دفعت مراكز الصناعات اليابانية إلى الاستقرار في ضواحي (طوكيو) نافثة ملوثاتها في أجواء المدينة.
إن التوسع في العمران على الأرض يعني القضاء على مساحات خضراء جديدة من المتنفسات الطبيعية التي بقيت لها، والحل الأمثل سيكون في الارتحال مستقبلاً إلى المدن الكونية التي ستقام بين الكواكب الداخلية للمجموعة الشمسية حيث سيتسنى لإنسان المستقبل تشييد ما شاء من المدن، وتكييف جغرافيتها بما يلائمه.
سيكون السفر من وإلى هذه المدن في المستقبل البعيد يسيراً كالسفر بين مدن الأرض حالياً، وستدفع نفايات هذه المدن الصحية والصناعية بعيداً نحو الشمس لتستقر وتتلاشى في أتونها الملتهب دون أن تخلف أية أضرار (بيئية)، وستبقى الشمس ساطعة على المدن الطائرة لا تحول بينهما الغيوم.
ستشاد المصانع على متن المدن الطائرة لتكفي سكانها احتياجاتهم، وسيكون لها أسطولها التجاري لتصدير الفائض من السلع، وستحصل على المواد الأولية اللازمة لصناعتها من الكواكب والأقمار القريبة منها، وستتمتع باستقلال سياسي تام.