تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
بويدي
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 21-01-2007
  • المشاركات : 3,462
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • بويدي is on a distinguished road
بويدي
مستشار
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
20-02-2007, 10:18 PM
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.. نجم سطع ثم أفل

يتفق الجميع على أن الثمار لا بد لها من أشجار التي هي سبب خروجها، وأن الأشجار لا بد لها من جذور تثبتها في الأرض، وتحمل لها ماء الحياة، وكل من يعرف تاريخ الجزائر الحديث يؤمن بأن الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي كان من ثمار شجرة الثورة الجزائرية المسلحة التي بدأت في عام 1954، وأن جذر هذه الشجرة هو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ومن ثم فإن هذه الجمعية جديرة بالنظر والدراسة والتحليل، وإن كان المقام لا يتسع إلا لبضعة سطور عنها، فإن واجب شباب الإسلام أن يراجعوا تراث هذه الحركة.

بادئ ذي بدء لا بد أن نوضح ثلاثة أمور:

أولاً: وضع الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي.

ثانيًا: موقف التيارات الإسلامية في الجزائر.

ثالثًا: موقف مؤسسي جمعية العلماء قبيل التأسيس.

أولاً: وضع الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي

كان مبدأ السياسة الاستعمارية الفرنسية ربط الدولة المحتلة بفرنسا، بروابط ثقافية واقتصادية فضلاً عن السياسية، وفي هذا الإطار تعمل على توطين فرنسيين في هذه البلاد، وتجعلهم يمسكون بمقاليد أمورها. ومن جانب آخر تعمل على تعليم أبناء هذا البلد تعليمًا يخضعهم لفرنسا شكلاً وموضوعًا. ولتحقيق هذه السياسة لا تتورع عن القيام بحرب إبادة لهذا الشعب، وهذا ما كان في الجزائر، فقد قام الاستعمار الفرنسي بالآتي (منذ عام 1830م):

إغلاق كافة المدارس الإسلامية (أُغلِقَت أكثر من ألف مدرسة).

القيام بحرب إبادة بما عرف باسم (الحرب المطلقة)، فقام بحرق الغابات والمحاصيل، والتخطيط للمجاعات، وإبادة مناطق المقاومة بشكل تام، ودفع السكان للحدود الصحراوية.

جعل اللغة العربية لغة ثانية في جميع مراحل التعليم، ومنع تدريس أي مقررات دراسية عن التاريخ الإسلامي أو الجزائري، أو جغرافية الجزائر، وجعل المقرر فقط دراسة تاريخ فرنسا، وجغرافيتها.

نع أي دروس دينية بالمساجد، وقد وافق فقط على تحفيظ القرآن في بعض المساجد -مع التضييق عليها- دون تفسير أو شرح.

لعمل على الفصل بين عنصر البربر والعنصر العربي، وذلك فيما عُرف باسم سياسة (الظهير البربري)، والسعي لتنصير البربر في ظل هذه السياسة.

الاستيلاء على كافة الأوقاف المحبوسة على التعليم، وتنشيط المؤسسات التبشيرية في كافة مناطق الجزائر.

هذا قليل من كثير، وفي المراجع الفرنسية نفسها ذِكر لوقائع تعتبر كافة جرائم الحرب بجانبها شيئًا يسيرًا.

ثانيًا: موقف التيارات الإسلامية في الجزائر:

نستطيع أن نحصر هذه التيارات في ثلاثة اتجاهات:

* الصوفية المقاتلة.
* الصوفية الخاضعة.
* العلماء.

أما عن اتجاه الصوفية المقاتلة، فقد ظهر منذ قيام الأمير عبد القادر الحسيني الجزائري بحركة المقاومة للاحتلال الفرنسي لمدة عشرين عامًا، واستمر حتى بعد قيام ثورة الأمير عبد الكريم الخطابي في مراكش، ونتيجة لسياسة الإبادة التي اتبعها الفرنسيون، فقد تقلص وجود هذا الاتجاه، إلا أنه عاد مرة ثانية مع بدء الثورة المسلحة.

أما الصوفية الخاضعة، فقد استغلها الفرنسيون لإظهار الإسلام بشكل يحض على التخلف والكسل والإيمان بالأساطير والخرافات، كما استغلوهم في فض الجماهير عن أي حركة فاعلة، أو دعوة للإصلاح أو المقاومة.

أما العلماء، فقد سيطر اليأس على الكثير منهم، فاتجهوا إلى بقاع أخرى، وعملوا في التدريس فيها، والقلة استقرت في الجزائر، تعمل -سرًّا- على تعليم الشباب والأطفال.

ثالثًا: موقف مؤسسي جمعية العلماء قبيل التأسيس:

توزع مؤسسو حركة جمعية العلماء على الاتجاهين السابقين، حتى ظهرت شخصية عبد الحميد بن باديس (1889-1940)، الذي قال له أبوه في صباه: "اكفني هَمَّ الآخرة أكْفِكَ هَمَّ الدنيا"، وذلك لما رأى من علامات النجابة والذكاء وحب العلم، وكانت نصائح شيوخه بين حث على الاستقرار خارج البلاد بعد استكمال عدته العلمية للتعليم، أو العودة إلى الجزائر لإنقاذ الأمة الإسلامية الجزائرية.

وكان اللقاء مع زميل كفاحه الشيخ البشير الإبراهيمي في رحاب المدينة المنورة، وكان التخطيط لإنقاذ إسلام وعروبة الجزائر، بل وعقيدتها وهويتها.

وعاد ابن باديس إلى الجزائر عام 1913، واستثمر قوة صلة والده بالسلطات الفرنسية، وبدأ في تفسير كتاب الله في المساجد، واندفعت إليه جموع الشباب والكهول، المتعلمين والجهلاء، حتى ضاقت بهم الطرقات حول المسجد، وقد كان والده عند وعده، فقام بحمايته، ودعمه، حيث لم ينشغل ابن باديس بتدبير قوته، أو تدبير نفقة بيته، أو تكاليف انتقالاته بين المدن.

وعاد البشير الإبراهيمي، وشارك في هذه الصحوة، واستنفر المشهد سائر العلماء، وكانت نواة العمل الجماعي "نادي الترقي" بالعاصمة، وكانت الخطوة التالية هي تنظيم العمل بشكل رسمي، فاجتمع أربعة نفر في "نادي الترقي"، هم: عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، وأحمد توفيق المدني، والطيب العقبي.

واتفق المجتمعون على توجيه دعوة إلى مجموعة من العلماء العاملين في الساحة الجزائرية، ولم توضع على الدعوات أي أسماء تجنبًا لحساسيات في نفوس بعضهم منهم، بسبب مهاجمة ابن باديس والبشير للصوفية الخاضعة في عدة مقالات ودروس.

واجتمعوا، وخرجت للوجود في عام 1928، ثم أخذت شكلها القانوني وفقًا للقانون الخاص بالجمعيات في مايو 1931، وقد استطاع البشير الإبراهيمي أن يصوغ القانون الأساسي لها دون تفريط في الأساسيات المتفق عليها بين العلماء، وبما يخدم الصحوة المنشودة، وفي ذات الوقت بما يتواءم مع القانون الرسمي، وأجمع الاجتماع على اختيار عبد الحميد بن باديس رئيسًا، والبشير الإبراهيمي نائبًا، رغم غياب الأول عن الاجتماع التأسيسي.

واستطاع ابن باديس أن يمرر الجمعية في كافة المناطق الجزائرية، وقد كان في زياراته حريصًا على زيارة الحاكم الفرنسي، وإقناعه أن الجمعية ومدارسها تعمل في إطار تحسين حالة الجزائري، ليستطيع أن يتعاون مع الفرنسي في ترقية حال البلاد.

أهداف ووسائل جمعية العلماء

ووفقًا لفكر ونظام الجمعية، فقد تجنبت أنشطتها السياسة، ووجهت جهودها إلى ميدان التعليم العربي، والهدف هو إحياء اللغة العربية بإنشاء المدارس العربية، وإحياء الإسلام بتطهيره مما غشيه من ضلالات العصور المتأخرة، وتحريره من السيطرة الاستعمارية، متمثلة في رجال الدين الرسميين والطرقيين (الصوفية الخاضعة).

وتحت هذين الأصلين الكبيرين تندرج أعمال الجمعية التي ذكر الأستاذ البشير الإبراهيمي أمهاتها في هذه البنود الثمانية:

1-تنظيم حملة جارفة على البدع والخرافات والضلال في الدين، بواسطة الخطب والمحاضرات، ودروس الوعظ والإرشاد، في المساجد، والأندية، والأماكن العامة والخاصة، حتى في الأسواق، والمقالات في جرائدنا الخاصة التي أنشأناها لخدمة الفكرة الإصلاحية.

2-الشروع العاجل في التعليم العربي للصغار، فيما تصل إليه أيدينا من الأماكن، وفي بيوت الآباء، ربحًا للوقت قبل بناء المدارس.

3-تجنيد المئات من تلامذتنا المتخرجين، ودعوة الشبان المتخرجين من جامع الزيتونة للعمل في تعليم أبناء الشعب.

4-العمل على تعميم التعليم العربي للشبان، على النمط الذي بدأ به ابن باديس.

5-مطالبة الحكومة برفع يدها عن مساجدنا ومعاهدنا التي استولت عليها، لنستخدمها في تعليم الأمة دينها، وتعليم أبنائها لغتهم.

6-مطالبة الحكومة بتسليم أوقاف الإسلام التي احتجزتها ووزعتها، لتصرف في مصارفها التي وُقِفَت عليها. (وكانت من الكثرة بحيث تساوي ميزانية دولة متوسطة).

7-مطالبة الحكومة باستقلال القضاء الإسلامي، في الأحوال الشخصية مبدئيًا.

8-مطالبة الحكومة بعدم تدخلها في تعيين الموظفين الدينيين.

أما الوسائل التي جعلت الجمعية تتوسل بها لتحقيق هذه الغايات، فهي الوسائل التي اتخذها ابن باديس وصحبه، منذ نشأت الحركة، ولكن قيام الجمعية جعلها أكثر تنظيمًا، وأشد نشاطًا، وأبلغ أثرًا، وهذه الوسائل تتلخص في إنشاء المدارس، واستخدام المساجد، وبنائها، وتأسيس الأندية، وتكوين الجمعيات، وإخراج الصحف والمجلات.

أما المدارس فقد أنشأت الجمعية خلال ثلاث سنوات، مائة وخمسين مدرسة، يتعلم بها ما يقرب من خمسين ألف تلميذ، كما يقول مؤلفا كتاب الجزائر الثائرة، وبعض هذه المدارس كان يعتبر -إلى جانب الغرض التعليمي- مركزًا من مراكز النشاط الاجتماعي، بما كانت تقيمه وتدعو إليه في نهاية العام وفي المناسبات الدينية، من حفلات حافلة بالخطب والشعر، كمدرسة الشبيبة الإسلامية في مدينة الجزائر.

وفي سبيل استخدام كل وسيلة لنشر التعليم العربي، اتجهت الجمعية إلى الزوايا القديمة، داعية إلى إصلاحها بحيث تكون ملائمة لروح العصر.

الصعوبات والمعوقات

لم تغفل السلطة الفرنسية عن نشاط الجمعية، وبدأت في التضييق على أعضائها منذ عام 1933، ووضعت كافة أعضائها تحت المراقبة، ومنعت إصدار تصاريح جديدة لمدارس الجمعية.

ولما كانت الإجراءات الفرنسية ضد الجمعية بغرض تحجيم حركة الجمعية حتى يخلو الطريق للصوفية، فقد واجهت الجمعية الصوفية في المساجد وبين جموع الناس، فاستيقظت الجزائر على حقيقة الصوفية الخاضعة وتهاونها مع المحتل.

وكانت المواجهة الثانية مع المؤامرات الفرنسية على هوية الجزائر في عام 1936، وذلك من خلال مشروع فرنسي يجعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ويتم تمثيلها في البرلمان الفرنسي، وظن البعض أن هذا المشروع قد يكون طريقًا للحصول على بعض حقوق الجزائر المهدرة، فشارك مجموعة من الجمعية على رأسهم ابن باديس في مؤتمر جزائري فرنسي في باريس لمناقشة المشروع، وكان حضورهم بشكل شخصي حتى لا يخالفوا قانون الجمعيات، واستطاع أفراد الجمعية توجيه القرارات النهائية بما يحفظ للجزائر عروبته، وإسلامه، وذاتيته، وصاغ ابن باديس رده على المشروع في قصيدة مفحمة.

كان نجاح الجمعية في إحباط هذه المؤامرة دافعًا للسلطات الفرنسية إلى أن تجد من الوسائل ما يحطم بعضًا من شخصيات الجمعية، فدفعت الطرق الصوفية العميلة إلى مهاجمة ابن باديس، حتى إنها أطلقت عليه -أي الصوفية– "ابن إبليس"! كما دبرت سلطات الاحتلال اغتيال مفتي العاصمة ابن مكحول، واتهمت الطيب العقبي بقتله، ولم تحاكم الرجل أو تقبض عليه، وتركت الاتهام معلقًا، وذلك حتى تُشَوِّهَ سمعة الرجل وجمعيته، وهو ما دفع به إلى الاستقالة عام 1938.
...... بتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
ابراهيم3975
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2007
  • المشاركات : 2
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • ابراهيم3975 is on a distinguished road
ابراهيم3975
عضو جديد
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
20-02-2007, 11:15 PM
يا اخي كاتب الموضوع تتهم في الطرق الصوفية الخاضعة للاستعمار ونسيت اسم الشارع المسمى على اسم الامير عبد القادر في باريس اذا كان الامير عدوا فرنسا حقا فالماذا يسمون عنه الشارع
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
بويدي
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 21-01-2007
  • المشاركات : 3,462
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • بويدي is on a distinguished road
بويدي
مستشار
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
21-02-2007, 12:29 AM
أخي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
أعتقد أخي أن علماء الجميعة كانوا يحاربون ما يسمون أنفسهم بالصوفية و كانت قسمان :
ــ صوفية الوجدان و التعبد : وهؤلاء لم تكن الجمعية في عداء معهم أبدا لأن التعبد و الزهد لا يخالف الشريعة الإسلامية بتاتا
ــ صوفية الخرافات و التجهيل : و هؤلاء كانوا دعاة للجمود الفكري و نشر الفكر الخرافي حتى وصلت إلى الشرك و العياذ بالله مثل ما كان يفعل الجاهلية في أصنامهم من دعائها و الذبح لها و الندب و الاستغاثة بالأموات من دون الله تعالى و هذا الصنف هو الذي حاربه علماء الجمعية رحمهم الله تعالى و قد انبروا إلى تصفية العقيدة مما شابها من خرافات و بدع لا أصل لها في الدين
و الله أعلم أخي .
  • ملف العضو
  • معلومات
ابراهيم3975
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2007
  • المشاركات : 2
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • ابراهيم3975 is on a distinguished road
ابراهيم3975
عضو جديد
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
21-02-2007, 08:19 AM
من فظلك اخي اعطيني توضيح عن اسم الشارع المسمى عن اسم الامير عبد القادر في بارس
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عماد الدين الجزائري
عماد الدين الجزائري
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2006
  • الدولة : دزاير الله غالب
  • المشاركات : 121
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • عماد الدين الجزائري is on a distinguished road
الصورة الرمزية عماد الدين الجزائري
عماد الدين الجزائري
عضو فعال
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
21-02-2007, 08:33 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بويدي مشاهدة المشاركة
أخي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
أعتقد أخي أن علماء الجميعة كانوا يحاربون ما يسمون أنفسهم بالصوفية و كانت قسمان :
ــ صوفية الوجدان و التعبد : وهؤلاء لم تكن الجمعية في عداء معهم أبدا لأن التعبد و الزهد لا يخالف الشريعة الإسلامية بتاتا
ــ صوفية الخرافات و التجهيل : و هؤلاء كانوا دعاة للجمود الفكري و نشر الفكر الخرافي حتى وصلت إلى الشرك و العياذ بالله مثل ما كان يفعل الجاهلية في أصنامهم من دعائها و الذبح لها و الندب و الاستغاثة بالأموات من دون الله تعالى و هذا الصنف هو الذي حاربه علماء الجمعية رحمهم الله تعالى و قد انبروا إلى تصفية العقيدة مما شابها من خرافات و بدع لا أصل لها في الدين
و الله أعلم أخي .
كلامك كله صحيح فالاستعمار اراد ملا الجزائريين بالخرافات
  • ملف العضو
  • معلومات
خوجة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2007
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • خوجة is on a distinguished road
خوجة
عضو فعال
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
21-02-2007, 12:07 PM
الحركة الإسلامية في الجزائر ومنعطف السلفية الكبير




السلفية جذور ومنعطفات
يرجع ظهور الحركة السلفية الكبرى إلى شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى فيه المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله العقل الذي استطاع أن يحس بالمشكلة الإسلامية حينما أعلن أن المسلمين ابتعدوا عن مناهج السلف في تعاملهم في رسالتهم.

ولكن المنهج الذي طرحه ابن تيمية كسبيل للخلاص من أعباء القرون وأوزارها التي حجبت نور الشريعة وهداها كان منهاجا جزئيا قاصرا عالج الجانب الفقهي من المشكلة واعتقد أنه إذا ما حطم البدع والخرافات والفقه المذهبي يستطيع بذلك أن يحل المشكلة، وقد واصل تلامذته من بعده ذلك العمل كتلميذه ابن القيم الذي ثار على الفقه المذهبي وألف كتابه القيم إعلام الموقعين وأعلن فيه أن المقلد خارج عن زمرة العلماء، وقد اصطدمت تلك الأطروحات الفقهية بالواقع المتحجر فلم يترتب عليها أية تحولات اجتماعية تاريخية تُجدد الإسلام، وتنقذ المسلمين من سيرهم نحو السقوط الحضاري.

غير أن هذا التيار ساح "دخل" في أرضية المجتمع الإسلامي حتى هيئ له أن ينبثق من جديد على يد المجدد الإسلامي محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الذي بعث أفكار ابن تيمية من جديد واتخذ منها سندا مرجعيا لتحطيم ركام التقاليد والبدع الزائفة التي تراكمت في عالم الإسلام عبر قرون الإنحطاط ولاشك أن ذلك كان عاملا هاما في تاريخ حركة الإسلام الإصلاحية مهد لها الطريق كما يرى مالك بن نبي لتنعكس فيما بعد في الميدان السياسي على يد باعث النهضة الإسلامية الحديثة ورائدها جمال الدين الأفغاني، والتي تركت أصداء قوية في عالم الإسلام لعل أهمها جهود محمد عبده وتلميذه رشيد رضا في مصر، والشيخ عبد الحميد بن باديس في الجزائر، وقد حاول جميع هؤلاء انتشال الإسلام من الخرافات والبدع وأوزار القرون التي ألصقت به وحجبت نوره عن العالمين.

وقد ساهمت تلك الجهود بشكل قوي في بعث الثورات التي قامت ضد الإستعمار، وانتهت بطرده من بلاد المسلمين غير أن الدول الوطنية التي ورثت الإستعمار اعتمدت الأطروحات السياسية الغربية بشقيها الرأسمالي والإشتراكي بدافع الظروف التاريخية التي حتمت مثل هذا الإختيار

ومع قضاء زعماء الحركة الإصلاحية الكبار ظهرت تيارات جديدة في العمل الإسلامي كانت أحسن تنظيما وأكثر جاذبية لجيل الشباب لعل ابرزها حركة الإخوان المسلمين التي انطلقت من مصر على يد زعيمها التاريخي الإمام حسن البنا رحمه الله وامتدت إلى أكثر من بلد عربي، وفي بعض أطروحاتها شيء من السلفية، ولكنها سلفية مهذبة وواعية، ورافق ظهور هذه الحركة التيار الحضاري الذي حاول إعادة صياغة الإسلام وفق أطروحات أكثر ملاءمة لطبيعة العصر، لم يبدأ منظما ولكن أخذ ينتظم بعد ذلك في شكل كيانات سياسية أو جمعيات ثقافية وعلمية في أكثر من بلد إسلامي وتزامن مع ذلك تحولات مماثلة قادها العلماء والمفكرون في أوساط المسلمين الشيعة تمخضت عن ثورة الخميني في إيران والتي غيرت موازين القوى في العالم وعجلت بظهور الإسلام السياسي على أكثر من صعيد مما أدى إلى صِدام ثقافي بين أتباع الحركة الوهابية في الخليج وبين المسلمين الشيعة، وغذى ذلك الحرب التي شنها العراق على إيران. كما استطاعت السلفية الوهابية أن تدخل أفغانستان، لينشأ فيها العرب الأفغان على يد عبد الله عزام الذي كان إخوانيا سلفيا، وهكذا نشأ تيار الحركة السلفية الجهادية التي اتخذت من العنف وسيلة للتعبير عن أفكارها ومواقفها.

كيف ظهرت الحركة السلفية في الجزائر؟

في الجزائر نشأ العمل الإسلامي الحركي في صورته المنظمة في الأوساط الجامعية بعد أن أقصي من الحياة السياسية العامة من قبل الوطنيين الذين رفضوا السماح باستئناف نشاط جمعية العلماء، وقاموا بحل جمعية القيم التي حاولت وراثتها، ويرجع الفضل في ظهور الصحوة الإسلامية الجامعية إلى جهود المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي استطاع أن يفتح ثغرة في الطريق المسدود بإقحام الفكرة الإسلامية بمحاضراته وندواته في أوساط النخبة الجامعية، وقد هيأت جهوده وتوجيهاته المناخ الثقافي المناسب لظهور التيار الحضاري الذي أطلق فيما بعد على نفسه عنوان البناء الحضاري وسماه بعضهم تيار الجزأرة.

وفي السبعينات ظهر التيار الإخواني بجناحيه العالمي والإقليمي بتدخل جهات من الإخوان المسلمين في الكويت وفي سوريا، وتورط الإخوان بدافع عوامل الحزبية العمياء في صراع مع تيار النخبة الجامعية، وحدثت صدامات في الأحياء الجامعية في السبعينات والثمانينات كان الهدف منها إقصاء تيار النخبة من مواقع العمل المسجدي ليحل محلها التيار الإخواني الإقليمي خاصة ـ مما أدى ببعض الفعاليات الإسلامية التي كانت تطلق على نفسها عنوان الإتجاه الحيادي بالضغط على الجماعات الحركية الثلاث البناء الحضاري ـ والإخوان الإقليميون والإخوان العالميون للتوحد ضمن صيغة واحدة جرى ذلك بسنتين من الحوار قبل أحداث أكتوبر 88 تحت رعاية الشيخ أحمد سحنون وانتهى إلى طريق مسدود.

حدثت أحداث أكتوبر المذكورة التي صرح بعض المسؤولين والعلمانيين أنها كانت مفتعلة لتوريط التيار الإسلامي وحدث لهم مايريدون بسبب التناقضات والفوضى الفكرية التي كانت تسود الحركة الإسلامية بتنظيماتها المختلفة في الداخل

قبل أحداث أكتوبر كانت الحركة السلفية قد عرفت هي الأخرى طريقها إلى الجزائر عبر شخصيات كثيرة منهم من تعلم في السعودية وتأثر بشيوخها الوهابيين، غير أن الشخصية الأبرز كانت "علي بن حاج" الذي تبنى أطروحات السلفية اللامذهبية التي ورثت الحركة الوهابية واتخذ من مسجد السنة في باب الواد بالعاصمة المنبر المناسب لنشر أفكاره السلفية في أوساط الشباب المتدين من ذوي الثقافة المحدودة.

هذه توطئة عامة تجلي الظروف التي ظهرت فيها الحركة السلفية في الجزائر، والموضوع يحتاج إلى دراسة توضح تفاصيله وجوانبه المختلفة لتبصير الأجيال الإسلامية الراهنة بالجذور والأسباب والمنعطفات التي أدت إلى تنوع العمل الإسلامي إلى الصيغ التي سبق ذكرها.

السلفية والمعترك السياسي

كان علي بن حاج البوابة الكبرى التي دخلت عبرها السلفية الوهابية إلى الجزائر من موقع مسجد السنة في باب الواد كما سبق أن ذكرت، وقد زاد من شعبية علي بن حاج أنه كان لا يقتصر في دروسه وخطبه على الوعظ والإرشاد بل كان ينتقد السلطة بشكل حاد، ورغم خلافاته قبل أحداث أكتوبر مع عباسي مدني إلا أن الظروف التي أدت إلى ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عجلت بالمصالحة بين الرجلين، فقد وجد مؤسسو الجبهة الإسلامية المحظورة في شخصية عباسي مدني الوجه أو اللسان الذي يحسن الخطاب السياسي الذي يُمكن الجبهة من الإنتشار الواسع في الأوساط الشعبية والمثقفة، كما وجد عباسي مدني في علي بن حاج وجماعته قاعدة نضالية تؤهله لكسب المعركة السياسية مع خصومه وتمكنه في الضغط على الجماعات الحركية النخبوية التي حاولت تهميشه بسبب تهوره وارتجاليته والتي جعلته يورطها في أحداث 1982التي أدت إلى اعتقالات تركزت على رموز تيار البناء الحضاري خاصة.

ورغم الإفراج عنه وعن رفاقه بعد سنتين من السجن لم يعتبر عباسي من مواقفه الإرتجالية بل أقحم الحركة الإسلامية عبر تنظيم الجبهة الإسلامية المحظورة في الصدام مع السلطة معتمدا على الحركة السلفية كما قلت، وكان هو وفريقه من مؤسسي الجبهة يفتقدون إلى أبسط قواعد العمل الحركي والسياسي لأنه لم يسبق لهم الإنتظام في أي حركة إسلامية منظمة تعلمهم أساليب الممارسة السياسية الناجحة، وكيف يرسمون الخطط ويختارون الرجال.

وهذا في اعتقادي لاينقص من قيمة الرجل، فهو كان أستاذا محاضرا ناجحا دافع عن الإسلام وجادل الشيوعيين، وماحاور أحدا إلا أفحمه ولكن ماذكرناه نقائص في الرجل جعلته غير مؤهل لقيادة عمل سياسي إسلامي ناضج في وضع معقد كالوضع الجزائري، وهو ماجعله يسقط في المأزق الذي زج فيه هو وحليفه علي بن حاج بالتيار الإسلامي كان من أكبر نكباته أن فقدت الحركة الإسلامية النخبوية أعني البناء الحضاري أو الجزأرة وجهها المشرق المعبر الشيخ محمد السعيد رحمه الله.

كما ذاقت البلاد الويلات بسبب هذه الأخطاء مما لايحتاج إلى بيان أو تعليق، كما أن المسؤولية يتحملها جميع الذين صنعوا الأزمة وليس الإسلاميون وحدهم.

الحركة السلفية من جهاد الحكام إلى مطاردة الجن والشياطين

كانت الحركة السلفية التي شكلت قاعدة الفيس الأولى قد أصابها الغرور بسبب تسامح نظام الشاذلي بن جديد الذي فضّل عدم المواجهة مع الإسلاميين، وهو ماأدى إلى أن يركب سياسة الخطاب المتمرد على السلطة كل دعي، كانت الحركة السلفية تعتقد أنها على وشك استلام السلطة ولم تضع في حسابها أن أعداءها قد أوقعوها في الفخ، ودفعوا بها وبالتيار الإسلامي برمته إلى متاهة العنف التي يعرف الجميع فصولها ونهايتها، وحدث الصدام وكان السلفية أول المتخاذلين لأنهم لم يكونوا في مستوى الصراع وكان لابد أن ينهار هذا التيار وينقسم على نفسه وتضل به السبل ليتمخض عن تيارين مختلفين.

سلفية جهادية اختارت طريق العنف المسلح مع السلطة ثم انحرفت عن أهدافها السياسية لتتورط في مجازر الإرهاب ثم تحولت إلى جماعات من المجرمين تذكرنا بأعمال الخوارج ومسالك القرامطة والحشاشين فمن المسؤول عن الأفكار التي قادت كثيرا من الشباب في هذا المسار الخاطئ الضال؟ وسلفية أخرى أذهلها عنف النظام وماحدث من تجاوزات واعتقالات فآثرت التصالح والمسالمة معه وثارت على أفكار بن حاج ويحاضر دعاتها باستمرار ليؤكدوا على عدم جواز الخروج عن الحكام؟ وهي تطلق على نفسها السلفية العلمية وماهي كذلك، إنها سلفية علمانية تفصل الدين عن السياسة أو سلفية طرقية تدع مالله لله ومالقيصر لقيصر.

لاشك أن هذا التيار الأخير أقل ضررا من تيار العنف، لكنه ضيق الأفق لايملك رؤية واضحة وشاملة عن المشروع الحضاري الرسالي الإسلامي كما أن تشرذم الحركة السلفية وكثرة تناسلها يرجع إلى أنها لم تكن في يوم من الأيام بناء منسجما من الأفكار يؤهلها لقيادة أكبر حزب سياسي إسلامي في بلد استراتيجي كالجزائر لينقذه مما غرق فيه من فوضى وفساد، بل إن تيار السلفية بأجنحته المختلفة قدم خدمات مجانية لأعداء الإسلام بأطروحاته السطحية التي تقزم الإسلام في مظاهر جوفاء وقد انساق الفريق الأخير من السلفية وراء علماء السعودية من أمثال بن باز والعثيمين وانصرف نهائيا عن السياسة بعد هزيمته النكراء، بل صار يُبَدّع من يعمل فيها وهكذا من تطرف إلى تطرف آخر

وصار هم كثير من أتباع هذا الجناح مشغولين بالرقى والتعاويذ ومطاردة الجن والشياطين بعد أن هُزموا في ميدان النزال السياسي على أيدي شياطين الإنس الشاطرين وكثيرا ماقلت لهؤلاء لماذا لاتذهب هذه الجن إلى طواغيت العصر من أمثال جورج بوش وشارون وبوتين جزار الشيشان، أم أن الله العدل البر الرحيم لايسلط هذه الجن إلا على الغلابة والمستضعفين, لقد دوّخ هؤلاء السلفيون كثيرا من الشباب من ذوي الثقافة المحدودة وعقدوهم نفسيا بتلك الأوهام، وذلك مصير كل من يتنكر لمنطق العلم ومنطق السنن الإجتماعية والتاريخية التي تحكم تطور المجتمعات

ثقافة التمائم والحروز

إن أكبر أسباب انهزام الحركة السلفية في ميدان النزال السياسي يرجع إلى هشاشة مرجعيتها الثقافية التي تعتمد على آراء الألباني وابن باز وكتب العثيمين تلك الكتب التي كثيرا ما وصفها صديق لي مرح بأنه تمائم وحروز، إن السلفيين يقدسون أولئك العلماء الذين يحفظون النصوص، ورصيدهم من فقهها قليل ويسفهون رموز العلم الشرعي كالغزالي والشعراوي والبوطي والقرضاوي الذين شرحوا منهاج الشريعة الصحيح لمن أراد أن يسير في طريق الله

وتلك الكتب أو التمائم إن صح التعبير لاتهتم إلا بسرد النصوص والحديث عن بعض السنن من شعائر العبادات، كما أنها تقزم النموذج الإسلامي في أشكال من العادات كإطالة اللحي وتقصير السراويل والعناية بالكحل والسواك، وتحجر أدمغة السذج من الأتباع الذين هم غالبا من ذوي الفهم المحدود من الشباب المتسرب من المدارس والجامعات ممن يعانون قصورا علميا أو عقليا،. .0. يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
خوجة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2007
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • خوجة is on a distinguished road
خوجة
عضو فعال
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
21-02-2007, 12:19 PM
الحركة الاسلامية في الجزائر و منعطف السلفية الكبير. ( الحلقة 2)



كما أنها تحارب الفطرة التي أودعها الله في الإنسان، تدعي أن وجه المرأة بدعة وأن صوتها عورة وأن الفنون جميعها حرام

وهكذا تقزمت السلفية في اتباع فاشلين معقدين نفسيا لايقوم بهم مجد ديني أو دنيوي، إنهم يفتون الآن بعدم جواز الخروج على الحاكم في عصر تبرح الديمقراطية وتعدد الآراء والأفكار ونسوا أنهم أول من دعا إلى هذا الخروج وأشعل نار الحرب ضد الحكام، إنها مواقف مغشوشة لاتستند إلى فقه صائب أو إيمان خالص ومثل هذا العوج الفكري يجب أن يحذر منه شبابنا لاأن يفسح له المجال ليزيف معالم وتعاليم الإسلام بينما توصد الأبواب في وجوه العلماء والدعاة والمفكرين

إنهم يتحدثون كثيرا عن أشراط الساعة ولايعلمون أنهم من هذه الأشراط حين توسد أمور الأمة كمنابر الوعظ والإرشاد إليهم وهم ليسوا أهلا له.

تقصير السراويل وتطويل الجلابيب

كذلك من رزايا السلفية على ديننا أنها تفتقد الحد الأدنى المطلوب من الذوق الجمالي الذي هو فطرة الله في الإنسان، ولايعنيها أن تقدم الشاب المتدين في صورة تجعله يشبه الرسم الكاريكاتوري لهذا الإسلام المزيف كما يرى الشيخ الغزالي رحمه الله كذلك تلبس البنات السلفيات الجلابيب الطويلة ويجرون بها أوحال الطريق، ولي صديق ناقش رسالة ماجستير في علم الحديث كنا نتحدث يوما في هذا الموضوع فقال لي بأسلوبه المرح? إن مصالح النظافة بالبلديات كفاها الآن هؤلاء السلفيات مؤونة تنظيف الطرق لأن جلابيبهن تؤدي ذلك الدور مجانا كما ينبغي فما الذي يدفع بناتنا إلى إهانة كرامتهن بمثل هذه المسالك الخاطئة المؤسفة.

أنا لاأتهكم بهؤلاء ولكن بعض العقول المتحجرة والنفسيات المريضة، المعقدة قد لاتنفع معها الأدوية والمسكنات ولكنها تحتاج إلى مبضع الجراح، لإزالة أورام الجهل والقصور العقلي والفكري، وقد لايصغي أمثال هؤلاء إلى النداء أو إلى النصيحة ولكنني على يقين أن الكلمة الصادقة الهادفة قد تنقذ الكثيرين من الشباب من مصيدة هذه الطرقية الجديدة التي تدعي أنها تحارب البدعة وهي لاتعلم أنها أخطر بدعة يعاني منها الإسلام في العصر الحديث كما يقول الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه ?اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية?، والذي نحترم علمه الغزير ونخالفه في بعض آرائه السياسية.

المآل التاريخي للحركة السلفية

مما سبق قد يقال أن الحركة السلفية كلها مساوئ وليس الأمر كذلك، فقد أنقذت الحركة السلفية بعض الشباب من أوحال الرذيلة والإنحلال والمخدرات ولكنها تسودها الفوضى في الأفكار وهي لاتملك رؤيا واضحة المعالم لمشروع حضاري رسالي إسلامي يبعث النهضة الإسلامية من جديد، ومع ذلك فهي تملك رصيدا روحيا لابأس به ويمكن أن تتحول إلى حركة إيجابية تجدد الطاقة الروحية للحركة الإسلامية وتبعث العمل الإسلامي الدعوي بعثا جديدا إذا ما انفتحت على الفكر الحضاري الإسلامي الذي سيحتضنها، وتخلصت من نظرتها الفقهية الجزئية لترفع عملها إلى مستوى الأعمال الاجتماعية التاريخية إذا ما أرادت تغيير المجتمع والتاريخ وذلك لايتسنى لها إلا إذا فتحت باب الحوار الجاد والنافع مع جميع التيارات والفعاليات الإسلامية الأخرى لوضع قاعدة لعمل دعوي رسالي مشترك، وإلا فإنها ستتحول إلى طرقية جديدة في بعض أجنحتها تتبنى بشكل غير مقصود الأطروحات العلمانية التي تسعى إلى تقزيم الدين في الشعائر التعبدية وإبعاده عن قيادة الحياة، وعن الحياة السياسية، كما أن تيارها المخاصم للحكام سيؤول في النهاية إلى تنظيم القاعدة ويقحمها في متاهة العنف الأعمى الذي لن تجني منه غير الويلات والدمار، وأنا أردت النصح وتوضيح الطريق لإخواني وأدعوهم كما أدعو جميع الفعاليات الإسلامية إلى مناقشة واسعة للموضوع لإضاءة الطريق.
  • ملف العضو
  • معلومات
بويدي
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 21-01-2007
  • المشاركات : 3,462
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • بويدي is on a distinguished road
بويدي
مستشار
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
21-02-2007, 07:49 PM
خوجة يرد على خوجة

إليكم ما أورده المدعو خوجة عن السلفية

(السلفية جذور ومنعطفات
يرجع ظهور الحركة السلفية الكبرى إلى شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى فيه المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله العقل الذي استطاع أن يحس بالمشكلة الإسلامية حينما أعلن أن المسلمين ابتعدوا عن مناهج السلف في تعاملهم في رسالتهم.) [ شهادة ]


غير أن هذا التيار ساح "دخل" في أرضية المجتمع الإسلامي حتى هيئ له أن ينبثق من جديد على يد المجدد الإسلامي محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الذي بعث أفكار ابن تيمية من جديد واتخذ منها سندا مرجعيا لتحطيم ركام التقاليد والبدع الزائفة التي تراكمت في عالم الإسلام عبر قرون الإنحطاط ولاشك أن ذلك كان عاملا هاما في تاريخ حركة الإسلام الإصلاحية مهد لها الطريق كما يرى مالك بن نبي لتنعكس فيما بعد في الميدان السياسي على يد باعث النهضة الإسلامية الحديثة ورائدها جمال الدين الأفغاني، والتي تركت أصداء قوية في عالم الإسلام لعل أهمها جهود محمد عبده وتلميذه رشيد رضا في مصر، والشيخ عبد الحميد بن باديس في الجزائر، وقد حاول جميع هؤلاء انتشال الإسلام من الخرافات والبدع وأوزار القرون التي ألصقت به وحجبت نوره عن العالمين.

وقد ساهمت تلك الجهود بشكل قوي في بعث الثورات التي قامت ضد الإستعمار،(1) وانتهت بطرده من بلاد المسلمين غير أن الدول الوطنية التي ورثت الإستعمار اعتمدت الأطروحات السياسية الغربية بشقيها الرأسمالي والإشتراكي بدافع الظروف التاريخية التي حتمت مثل هذا الإختيار [ شهادة ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1) كذب من قال " إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانوا عملاء للاستعمار " ..... ألا لعنة الله على الكاذبين
( بدون تعليق ) !!!!!! لا حول و لا قوة إلا بالله
التعديل الأخير تم بواسطة بويدي ; 21-02-2007 الساعة 08:11 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
خوجة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2007
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • خوجة is on a distinguished road
خوجة
عضو فعال
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
22-02-2007, 08:54 PM
- السلام . الى السيد / بويدي لا تلوم نفسك فأنا من أصحاب القلوب المسالمة والمسامحة . واستدلك بكتاب موجود باللغة العربية واللغة الفرنسية للمؤلف ( محمد عصامي ) الجبهة الاسلامية في قلب جهنم .le F.I.S. au coeur de l enfer . ; و شكرا
  • ملف العضو
  • معلومات
بويدي
مستشار
  • تاريخ التسجيل : 21-01-2007
  • المشاركات : 3,462
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • بويدي is on a distinguished road
بويدي
مستشار
رد: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ... نجوم الحق
23-02-2007, 02:24 AM
- بيان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين 15 نوفمبر 1954

نداء إلى الشعب الجزائري المجاهد …
نعيذكم بالله أن تتراجعوا …
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون الجزائريون :
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

حياكم الله وأحياكم ، وأحيا بكم الجزائر ، وجعل منكم نورا يمشي من بين يديها ومن خلفها .هذا هو الصوت الذي يسمع الآذان الصم ، هذا هو الدواء الذي يفتح الأعين المغمضة ، وهذه هي اللغة التي تنفذ معانيها إلى الأذهان البليدة ، وهذا هو المنطق الذي يقوم القلوب الغلف ، وهذا هو الشعاع الذي يخترق الحجب والأوهام .
كان العالم يسمع ببلايا الاستعمار الفرنسي لدياركم ، فيعجب كيف لم تثوروا ، و كان يسمع أنينكم و توجعكم منه ، فيعجب كيف تؤثرون هذا الموت البطيء ، على الموت العاجل المريح، وكانت فرنسا تسوق شبابكم إلى المجازر البشرية ، في الحروب الاستعمارية ، فتموت عشرات الآلاف منكم في غير شرف ولا محمدة ، بل في سبيل فرنسا، وتوسيع ممالكها، وحماية ديارها ولو أن تلك العشرات من الآلاف من أبنائنا ماتوا في سبيل الجزائر ، ماتوا شهداء وكنتم بهم سعداء .
أيها الإخوة الجزائريون :
اذكروا غدر الاستعمار و مماطلته .
احتلت فرنسا وطنكم منذ قرن و ربع ، و شهد لكم التاريخ ، بأنكم قاومتموها مقاومة الأبطال ، وثرتم عليها مجتمعين ومتفرقين نصف هذه المدة . فما رعت في حربها لكم دينا و لا عهدا ، ولا قانونا و لا إنسانية ، بل ارتكبت كل أساليب الوحشية من تقتيل النساء و الأطفال المرضى ، و تحريق القبائل كاملة ، بديارها و حيواناتها و أقواتها .ثم حاربتم معها و في صفها ، و في سبيل بقائها نصف هذه المدة ، ففتحت بأبنائكم الأوطان و قهرت بهم أعداءها ، و رحمت بهم وطنها الأصلي فما رعت لكم جميلا ، و لا كافأتكم بجميل ، بل كانت تنتصر بكم ، ثم تخذلكم وتحيا أبناءكم ، ثم تقتلكم كما وقع لكم معها في مايو 1945 ، وما كانت قيمة أبنائكم ، الذين ماتوا في سبيلها وجلبوا لها النصر ، إلا أنها نقشت أسماء بعضهم في الأنصاب التذكارية ، فهل هذا هو الجزاء .
طالبتموها بلسان الحق ، و العدل ، و القانون ، و الإنسانية ، ومن أربعين سنة ، بأن ترفق بكم ، وتنفس عنكم الخناق قليلا ، فما استجابت ، ثم طالبتموها ، بأن ترد عليكم بعض حقوقكم الآدمية، فما رضيت، ثم طالبتموها بحقكم الطبيعي ، يقركم عليه كل إنسان ، وهو إرجاع أوقافكم ومعابدكم وجميع متعلقات دينكم ، فأغلقت آذانها في إصرار و عتو ، ثم ساومتموها على حقوقكم السياسية بدماء أبنائكم الغالية التي سالت في سبيل نصرها ، فعميت عيونها عن هذا الحق الذي يقرره حتى دستورها ، ثم هي في هذه المراحل كلها ، سائرة في معاملتكم من فظيع إلى أفظع .
أيها الاخوة الجزائريون الأبطال :
لم تبق لكم فرنسا شيئا تخافون عليه ، أو تدارونها لأجله ، و لم تبق لكم خيطا من الأمل تتعللون به أتخافون على أعراضكم و قد انتهكتها ، أم تخافون على الحرمة و قد استباحتها ، لقد تركتكم فقراء تلتمسون قوت اليوم فلا تجدونه أم تخافون على الأرض و خيراتها ، وقد أصبحتم فيها غرباء حفاة عراة جياعا ، أسعدكم من يعمل فيها رقيقا زراعيا يباع معها ويشترى ، وحظكم من خيرات بلادكم ، النظر بالعين و الحيرة بالنفس ، أم تخافون على القصور، وتسعة أعشاركم يأوون إلى الغيران كالحشرات و الزواحف ، أم تخافون على الدين ، و يا ويلكم من الدين الذي لم تجاهدوا في سبيله ، و يا ويل فرنسا من الإسلام ، ابتلعت أوقافه و هدمت مساجده ،و أذلت رجاله ،و استبعدت أهله ، و محت أثاره من الأرض ، و هي تجهد في محو آثاره من النفوس .
أيها الاخوة المسلمون :
إن التراجع معناه الفناء
إن فرنسا لم تبق لكم دينا و لا دنيا ، و كل إنسان في هذا الوجود البشري ، و يحيا بدنيا فإذا فقدهما فبطن الأرض خير له من ظهرها .و إنها سارت بكم من دركة إلى دركة ، حتى أصبحت تتحكم في عقائدكم و شعائركم ، و ضمائركم فالصلاة عل هواها لا على هواكم ، و الحج بيدها لا بيدكم ، و الصوم برؤيتها لا برؤيتكم . وقد قرأتم و سمعتم من رجالها المسؤولين عزمها على إحداث إسلام جزائري و معناه إسلام ممسوخ ، مقطوع الصلة بمنبعه في الشرع و بأهله من الشرقيين .إن الرضى بسلب الأموال ، قد ينافي الهمة و الرجولة ، أما الرضى بسلب الدين و الاعتداء عليه فانه يخالف الدين ، و الرضى به كفر بالله و تعطيل للقرآن .إنكم في نظر العالم العاقل المنصف ، لم تثوروا ،و إنما أثارتكم فرنسا بظلمها الشنيع و عتوها الطاغي ، و استعبادها الفظيع لكم قرنا و ربع قرن ، و امتهانها لشرفكم و كرامتكم ، و تعديها على مقدساتكم .
إن أقل مما وقع على رؤوسكم من بلاء الاستعمار الفرنسي يوجب عليكم الثورة عليه ، من زمان بعيد ، و لكنكم صبرتم ، ورجوتم من الصخرة أن تلين ، فطمعتم في المحال و قد قمتم الآن قومة المسلم الحر الأبي فنعيذكم بالله و بالإسلام ، أن تتراجعوا أو تنكصوا على أعقابكم ، إن التراجع معناه الفناء الأبدي و الذل السرمدي .
إن شريعة فرنسا ، تأخذ البريء بذنب المجرم ، و أنها تنظر إليكم مسالمين أو ثائرين نظرة واحدة ، وهي أنها عدو لكم و إنكم عدو لها ، والله لو سألتموها ألف سنة لما تغيرت العدائية لكم وهي بذلك مصممة على محوكم ،و محو دينكم وعروبتكم ، وجميع مقوماتكم .إنكم مع فرنسا في موقف لا خيار فيه ونهايته الموت، فاختاروا ميتة الشرف على حياة العبودية التي هي شر من الموت .إنكم كتبتم البسملة بالدماء ، في صفحة الجهاد العريضة ، فاملئوها بآيات البطولة التي هي شعاركم في التاريخ ، وهي إرث العروبة و الإسلام فيكم .ما كان للمسلم أن يخاف الموت وهو يعلم أنها كتاب مؤجل ، و ما كان أن يبخل بماله و بهجته ، في سبيل الله والانتصار لدينه ، وهو يعلن أنها قربة إلى الله ، وما كان له أن يرضى الدنيه في دينه ، إذا رضيها في دنياه .
اخلصوا العمل و اخلصوا بصائركم في الله ، و اذكروا دائما و في جميع أعمالكم ، ما دعه القرآن ، من الصبر في سبيل الحق ، و من بذل المهج و الأموال في سبيل الدين ، و اذكروا قبل ذلك كله قوله : { جاهدوا في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم } و قول الله { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين } .
أيها الاخوة الأحرار :
هلموا إلى الكفاح المسلح .
إننا كلما ذكرنا ما فعلت فرنسا بالدين الإسلامي في الجزائر ، وذكرنا في معاملة المسلمين لا لشيء إلا لأنهم مسلمون، كلما ذكرنا ذلك احتقرنا أنفسنا و احتقرنا المسلمي ، وخجلنا من الله أن يرانا و يراهم مقصرين في الجهاد لإعلاء كلمته، وكلما استعرضنا الواجبات وجدنا أوجبها وألزمها في أعناقنا ، إنما هو الكفاح المسلح فهو الذي يسقط علينا الواجب، ويدفع عنا وعن ديننا العار، فسيروا على بركة الله ، وبعونه وتوفيقه إلى ميدان الكفاح المسلح، فهو السبيل الواحد إلى إحدى الحسنيين، إما موت وراءه الجنة، وإما حياة وراءها العزة و الكرامة.و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته .

عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة
محمد البشير الإبراهيمي ، الفضيل الورتلاني
القاهرة 15 نوفمبر 1954
[IMG]http://www.fustat.com/dimashq/63.jpg[/IMG]
رحمكم الله يا أعلام الهدى يا حماة الإسلام
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 01:38 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى