حديث الصباح.. "التعصّب"..البذرة التي أنبتت "الكراهية"
29-11-2017, 09:00 AM
عادة ما يؤدي التعصب في كل ألوانه إلى الكراهية و العدائية بين الأفراد و الجماعات ، فنسمع عن التعصب الديني و المذهبي ليس بين الأديان المتعددة ، و إنما بين الطوائف داخل الدين الواحد، مثلما يحدث الآن بين المسلمين، وقد تطور الصراع و تحول إلى حرب إعلامية عبر القنوات الفضائية و مواقع التواصل الاجتماعي، و هو في الحقيقة صراع بين جماعة و جماعة، احتكرت كل واحدة منها الرأي لها وحدها و تعصبت له، و جعلته قاعدة أساسية تحاول أن تفرضها على الآخر، الذي فضل أن يكون وسطيا ، و لم تترك المجال لفتح باب "المناظرات" ، كما كنا نتابعها في زمن غير بعيد، و التعصب هو شعور نفسي مشحون بانفعالات، لفكرة أو رأي أو لمذهب معين، يريد الإنسان المتعصب أن يتمسك به أو يفرضه على الآخر، و يراه البعض أنه نوع من الغلوّ في طرح الأفكار و العمل بها..
و المتعصبون لا يؤمنون بـ: "النِدِيَّة" من باب "أنا أرفع منكَ" مالا و جاها و ثقافة و مركزا، و عادة ما يستعمل المتعصبون حيلا و خُدَعا لفرض سيطرتهم على الآخر، و تمرير عن طريقه رسالة ما، أو تأييد جماعة ما، فالتعصب لفكرة أو لمذهب أو لدين كان سببا في نشأة الانقسامية بين أفراد الأمة الواحدة، مثلما نعيشه اليوم، من صراعات سنية شيعية، مالكية إباضية، سيخية هندوسية، كاثوليكية بروتستانتية، إسلامية مسيحية، أو يهودية، شيوعية رأسمالية وغير ذلك، بل أصبحنا نعيش التعصب الحزبي بين أتباع الحزب الواحد، و من له حق الشرعية، و زرع هذا التعصب الكراهية التي تولدت عنها العدائية و التطرف، و غالبا ما تكون الكفة في صالح الأغلبية حتى لو كانت هذه الأخيرة على باطل، الأسباب و العوامل كثيرة و متعددة..
و لعل الاختلاف في وجهات النظر الى الأشياء و الأفكار، واحد من هذه الأسباب و العوامل، التي يمكن أن نقول أنها أسباب ليست دينية فقط، و إنما سياسية مرابطة بالإستراتيجية التي ترسمها كل طائفة في محاولة منها إذكاء نار التعصب، و نقف على لون آخر من ألوان التعصب ، و هو التعصب الثقافي و اللغوي بالدرجة الأولى، و هو ناتج عن ظاهرة استعمارية، كون اللغة تمثل رمز من رموز السيادة الوطنية، و ما الصراع بين الفرانكفونية و اللغة العربية في الجزائر خير مثال ، لأنه يعبر عن هوية و انتماؤه الحضاري، و بوصف اللغة وعاء للثقافة، فهي تلعب دورا مهما جدا في تشكيل الشخصية الوطنية، و الحقيقة أن التعصب ما هو إلا نتاج للتخلف و التبعية و التقليد الأعمى، أي أن تكون مع أو ضد، و هذه السلوكات نابعة عن الأنانية و حب الذات، و هي سلوكات سلبية و هدامة.
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 29-11-2017 الساعة 09:11 AM