قنابل موقوتة في بيت خمري
22-05-2015, 08:24 PM
  • ياسين معلومي

    جولتان فقط ويسدل الستار على أغرب بطولة وطنية منذ الاستقلال، منافسة عرفت تغيرات وتقلبات أدهشت العالم وكل المتتبعين، فلم يظهر لا بطل الموسم الكروي ولا حتى الأندية النازلة إلى الرابطة المحترفة الثانية، فحتى أصحاب مؤخرة الترتيب يطمحون إلى لعب منافسة قارية، والذين يحتلون المقدمة مهددون بالسقوط إلى إشعار آخر.
    المتتبع لبطولة هذا الموسم يكون قد لاحظ أنها لم تلعب بالقوانين الكروية المعمول بها في كل دول العالم والمعتمدة من طرف الفيفا، لقاءات تباع وتشترى أمام أعين الجميع.. حكام متهمون بالرشوة وعنف في الملاعب، تبادل الاتهامات بين المسيرين الكرويين ولا أحد من المسؤولين تحرك من مكانه لإخماد هذه النيران، التي طالت حتى الأنصار في المدرجات الذين أصبحوا رغما عنهم يشاهدون "المنكرات"، ويباركونها على حساب الميثاق الكروي الذي هو بعيد كل البعد عن كرتنا، التي فقدت في السنوات الأخيرة هيبتها ومكانتها وأصبحت عقيمة لا تنجب لاعبين أكفاء بإمكانهم الدفاع عن الألوان الوطنية في المنافسات الدولية.
    هذا عرض حال بسيط لكرتنا المسكينة نرسله إلى معالي وزير الشباب والرياضة عبد القادر خمري، الذي عين مؤخرا وزيرا للقطاع خلفا لمحمد تهمي، الذي عاد إلى جراحة القلب بعدما أتعبه محيط رياضي مليء بالتناقضات والمكر على حساب النزاهة، التي أصبحت غائبة عنا في السنوات الأخيرة، فلم يستطع وزيرنا السابق رغم نزاهته وشجاعته وتحركاته اليومية عبر ولايات الوطن، تغييرها، لأنه اصطدم بمافيا "المال" التي لن يتمكن أبدا من زعزتها وإزاحتها لأنها ألفت العيش في المستنقعات التي تلد أموالا كبيرة، يستفيد منها أصحاب الجاه و"المعارف"، الذين حطموا الرياضة بكل أنواعها وخاصة كرة القدم التي أصبحت أضحوكة عند كل الجزائريين، لأننا أصبحنا نعرف نتائج المقابلات قبل أن تلعب، والجميع راض عن هذه الوضعية التي انتشرت في السنوات الأخيرة.
    سيدي الوزير "الجديد"، لن نشك أبدا في قدرتكم على الأقل في دراسة وتشخيص الوضع المتردي الذي تعيشه الرياضة في الجزائر، ومحاولة إيجاد حلول لها بالتشاور مع كل العائلة الرياضية التي تعرف خبايا رياضتنا التي تعاني من مشاكل جمة.
    تعرفون سيدي الوزير أننا فشلنا في احتضان كأس إفريقيا 2017 بسبب تكالب هيئة عيسى حياتو على الجزائر، وحرماننا من إقامة العرس الإفريقي بالجزائر، ولم نتمكن من إنهاء الأشغال بالملاعب التي هي في طور الإنجاز، والمشاكل الرياضية الكبيرة التي تتخبط فيها أغلب الاتحادات الرياضية التي أصبحت عاجزة عن جلب ألقاب للجزائر.. متأكدون أنكم لا تملكون العصا السحرية ولكنكم مجبرون على إعادة بعث الرياضة من جديد، هو هدفكم على الأقل في القريب العاجل.
    سيدي الوزير، هذه القنابل الموقوتة الموجودة بأدراج مكتبكم، تجعلنا نطلب منكم تنظيف محيطكم والضرب بيد من حديد على كل من يعرقل مسعاكم ويشوه حال رياضتنا، فكيف بحكم يتلقى رشوة أمام الجميع لا يحاسب، وكيف أيضا برئيس فريق كروي يعلن أمام الجميع بالتلاعب بنتائج المقابلات ولا يزج به في السجن، وأمور خطيرة أخرى تجعلنا نقرأ السلام على رياضتنا ما لم تتحركوا في أقرب وقت ممكن.