تحيّة ثورية من "كاسترو" إلى "محاربي الصحراء"
15-08-2016, 06:17 AM


  • كاسترو في احتفاله مرتديا لباس "الخضر"

إن اختيار الزعيم الثوري الكوبي فيدال كاسترو ارتداء اللباس الرياضي للمنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في عيد ميلاده الـ 90، محطّة لها أكثر من دلالة.
صحيح أن كاسترو دَرِج على ارتداء ملابس رياضية خفيفة منذ تنحّيه عن الحكم عام 2008، ربّما يتناسب ذلك مع تقدّمه في السن وتخلّصه من أعباء السياسة وثقل "البروتوكولات" وانضباط النضال الثوري. ولكن نزوع الرجل إلى ارتداء زيّ "محاربي الصحراء" نسخة مونديال البرازيل 2014، مرصّع برمزَيْ العلم الجزائري: النجمة والهلال، وبجانبهما أسد الجبال Puma، لا يُفسّر أبدا في أنه غرض دعائي تجاري وضيع أو هواية ظرفية أو نزوة شبابية أو مواكبة لموضة رائجة...
يعلم القاصي والداني أن كاسترو مازال شوكة في حلق الإمبريالية الإستعمارية، ولذلك فقد اختار الجزائر لأنه يؤمن بأنها تظلّ شعله ثورية متّقدة، كانت وستبقى مكّة الثوار وقبلة الأحرار، رغم الدّاء والأعداء تُحلّق كالنّسر فوق القمّة الشمّاء. كما لا يُذاع سرّا القول إن كاسترو يُكنّ احتراما شديدا للجزائريين، لأنهم ثوريون بالسليقة، ولا يحملون في جيناتهم فيروس الإنبطاح.
وإذا كان الأمريكان قد اضطرّوا إلى تغيير اللّهجة والإنفتاح على كوبا العام الماضي، بعد سنوات طويلة من الجفاء والقطيعة، ثم اقتفى أثرهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فإنه لا يُستبعد أن يُهرول البقية من الذين كانوا يُسبّحون بحمد اللييرالية بكرة وأصيلا للطواف حول أرجاء جزيرة كوبا وطلب العفو والغفران من الزعيم الثوري كاسترو.
لقد تعوّدت شعوب المعمورة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، عندما يُصدر "راعي البقر" الأمريكي "جان واين" قرارا ما، فما على "القطيع" سوى التنفيذ. حتى أن بعض الشخصيات السياسية العربية المحسوبة على التيّار الليبيرالي - والتي وُلدت تتمرّغ فوق نعيم القصر - نشرت مؤخرا صورا عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" تظهر مزهوّة بجانب فيدال كاسترو...وكأنّها تُردّد على لسان عبد الله بن أبيّ بن سلول ردّا على استفسار استنكاري وجّهته له زوجة أبي سفيان: نعم النّفاق والإعتناق يا هند!؟.
تحيّة ثورية حارّة للزعيم كاسترو من شعب نوفمبر الذي ركل العدو الإستعماري الفرنسي ستينيات القرن الماضي، وإلى كل شرفاء العالم وإنسانيي المعمورة. أمّا من يُصرّون على الذل والتبعية، فلكل داء دواء إلّا المنبطحين وأشباه الرجال حلوم الأطفال عقول ربّات الحجال ومخرومي المروءة، من العرب الذين يصطفّون في طابور طويل أمام بوّابة الكيان الصهيوني طلبا لخدمة سيّدهم، فقد أعيوا من يُداويهم.