البدلاء "قنبلة موقوتة" تهدد استقرار المحاربين
05-09-2016, 10:36 PM



غادر مهاجم المنتخب الوطني ونادي أندرليخت البلجيكي، سفيان هني، سهرة الأحد، وهو غاضب على المدرب الوطني، الصربي ميلوفان راييفاتش، فيما لم يخف لاعب ليل الفرنسي، ياسين بن زية، امتعاضه من وضعيته بمقعد البدلاء وقاطع احتفالات رفاقه بالفوز العريض 6-0 أمام منتخب ليزوتو داخل غرف تبديل الملابس، مفضلا التعبير عن تذمره بطريقته الخاصة.
ويبدو أن مهمة المدرب الوطني، الصربي ميلوفان راييفاتش، ستكون معقدة للسيطرة على مجموعته في المواعيد المقبلة، فخياراته الفنية خلال أول ظهور رسمي له على رأس العارضة الفنية لـ"محاربي الصحراء"، يوم أول أمس، في آخر مواجهة لتصفيات "كان2017"، أثارت حفيظة بعض اللاعبين الذين التحقوا في الأيام الأخيرة للمدرب الوطني السابق، الفرنسي كريستيان غوركوف، والذين أصبحوا لا يطيقون الجلوس على مقعد البدلاء، فعلامات التذمر كانت بادية بوضوح على وجوههم عند مغادرتهم ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث أصبحت دكة الاحتياط بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة، وهو الأمر الذي لا يصب بتاتا في مصلحة الخضر، الذين يحتاجون للاستقرار في هذه المرحلة الحساسة، التي يقبل فيها "محاربو الصحراء" على تصفيات كأس العالم 2018، لاسيما أن الطريق إلى روسيا سيكون صعبا في مجموعة قوية تضم منتخبات الكاميرون ونيجيريا وزامبيا.
وستكشف لنا الأيام القادمة عن الأسلوب الذي سيعتمد عليه راييفاتس لتسيير دكة الاحتياط، الملغمة بالأسماء الثقيلة التي يعتبر مستواها متقاربا جدا مع اللاعبين الأساسيين، وهذا إما بتدوير التعداد وإعطاء الفرصة لجميع اللاعبين بعض النظر عن الأسماء، مثلما كان الحال مع المدرب الوطني الأسبق وحيد خليلوزيتش الذي كان يعتمد على تشكيلات مختلفة حسب طبيعة كل مباراة، ما مكنه من التحكم في المجموعة، أو التركيز على الأسماء وإهمال اللاعبين الاحتياطيين، وهذا ما حدث مع غوركوف الذي تسبب في تمرد بعض اللاعبين مثل سوداني وجابو في "كان2015 " وقبلهما نبيل غيلاس خلال التصفيات.
الكاميرون ليس ليزوتو وعلينا كسب نقاط المباراة "الافتتاحية"
أجمع لاعبو المنتخب الوطني على صعوبة مواجهة الكاميرون، المرتقبة في 9 أكتوبر القادم، برسم الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2018، وعلى عدم التفريط في نقاط هذه المباراة التي ستقام داخل الديار بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة .
وقال هداف الخضر، إسلام سليماني، إن مواجهة ليزوتو مختلفة تماما عن مباراة الكاميرون من حيث المستوى وأهمية المباراة، التي تدخل في إطار تصفيات مونديال روسيا، التي لا مجال فيها لإهدار النقاط داخل القواعد، "تصفيات المونديال ليست مثل تصفيات الكان، إنهما منافستان مختلفتان واللاعبون محفزون أكثر في تصفيات كأس العالم، أمامنا ثلاثة أسابيع لتحضير هذه المواجهة ونتمنى أن نكون جاهزين لها".
كما يتفق قائد الخضر، كارل مجاني، في الرأي مع زميله حول مباراة الكاميرون، حيث طالب زملاءه بالتركيز جيدا لكسب نقاط هذه المباراة، وقال: "علينا أن نرفع من تركيزنا في هذه المباراة، التي تختلف عن تصفيات كأس إفريقيا، التي التقينا فيها بمنتخبات متواضعة.. منافسونا في تصفيات كأس العالم أقوياء ولا يستهان بهم. علينا الحذر منهم.. وحصد النقاط الثلاث من أول جولة مهم لبقية المشوار". وأما هلال سوداني، فطالب زملاءه بطي صفحة تصفيات كأس إفريقيا والتركيز على مباراة المونديال القادمة، قائلا: "ليس لدينا متسع من الوقت لتحضير مباراة الكاميرون، علينا استجماع قوانا بسرعة لترويض الأسود في أول مباريات تصفيات كأس العالم". وكان لمدرب الخضر، الصربي ميلوفان راييفاتس، نفس الرأي مع لاعبيه، مشيرا إلى أن منتخب الكاميرون ليس مثل ليزوتو.
"الزعامة الرقمية" تؤرق سليماني وتدخله في ملاسنات مع بودبوز

فقد مهاجم المنتخب الوطني، إسلام سليماني، تركيزه المعهود في مباراة ليزوتو يوم الأحد الماضي رغم سهولة المنافس وعدم أهمية نتيجة اللقاء، إلا أنه كان منفعلا ومتسرعا في العديد من اللقطات، ما أدى إلى عجزه عن التهديف وهذا رغم الحصيلة الثقيلة التي انتهت عليها المباراة بسداسية نظيفة للمحليين.
وأصبحت "الزعامة الرقمية" في المنتخب الوطني، تؤرق الهداف السابق لنادي ليشبونة البرتغالي، الذي يسعى لتجريد اللاعب الدولي السابق عبد الحفيظ تسفاوت، من لقبه كأحسن هداف في تاريخ المنتخب الوطني الجزائري، الأمر الذي نال من أعصابه، حيث دخل في ملاسنات مع زميله رياض بودبوز بسبب ضربة الجزاء التي تسبب فيها محرز، وحاول منع صانع ألعاب نادي مونبييله من تنفيذها ليحظى بالهدف 24، علما أن غلام تنازل لبودبوز عن هذا الشرف، على اعتبار أنه اللاعب الأول المكلف بتنفيذ ضربات الجزاء في المنتخب الوطني.
وعلى غير العادة اعتمد سليماني على الخشونة ضد لاعبي ليزوتو في عدة لقطات، إلى درجة أنه وجه لكمة إلى وجه لاعب منتخب ليزوتو في واحدة من اللقطات، كحركة تعبر عن حالة القلق التي كانت تسيطر عليه .
وفي سياق متصل، دافع المدرب الوطني، ميلوفان راييفاتس، عن مهاجمه خلال الندوة الصحفية، التي عقبت المباراة عن المردود، الذي قدمه أمام ليزوتو ومن عدم تسجيله لأي هدف من الأهداف الستة، مشيرا إلى أن مستوى سليماني في هذا اللقاء تأثر بالمستجدات التي وقعت له بعد التحاقه في اللحظات الأخيرة من الميركاتو بصفوف ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنهى المدرب الصربي الجدل القائم حول لقطة ضربة الجزاء مع بودبوز، مؤكدا بأنه من الآن فصاعدا سيتولى مدافع نابولي الإيطالي فوزي غلام تنفيذ هذه الضربات .
الفوز على المنتخب الكاميروني مفتاح العبور إلى كأس العالم
ظهر منافسو المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2018 (نيجيريا، زامبيا، الكاميرون)، بوجه شاحب للغاية خلال تصفيات كأس إفريقيا للأمم التي اختتمت الأحد، وشهدت فشل المنتخبين الزامبي والنيجيري في التأهل، في وقت ضمن فيه المنتخب الكاميروني مشاركته بعد احتلاله المركز الأول في مجموعته.
رغم وصف جميع المتتبعين للمجموعة الثانية التي وقع فيها المنتخب الوطني في تصفيات مونديال روسيا 2018، بالصعبة ومجموعة "الموت" إن صح التعبير، قياسا بتاريخ وإمكانات المنتخبات المنافسة له، على غرار بطلي كأس إفريقيا في نسختي 2012 و2013 زامبيا ونيجيريا على التوالي، فضلا عن المنتخب الكاميروني الذي يملك تقاليد كروية في المنافسات القارية والعالمية، إلا أن ما تعيشه هذه المنتخبات في الآونة الأخيرة، يضع المنتخب الجزائري في المقام الأول للتأهل إلى الموعد العالمي للمرة الثالثة على التوالي، ولو يحدث ذلك فسيكون حدثا تاريخيا بالنسبة للجزائر التي لم يسبق لها وأن تأهلت ثلاث مرات إلى المونديال، بالرغم من أن اللقاءات تختلف.
ولم يتمكن بطل كأس إفريقيا 2013 المنتخب النيجيري من التأهل إلى دورة الغابون، بعد أن اكتفى بالمركز الثاني في الترتيب العام للمجموعة السابعة برصيد 5 نقاط، خلف المنتخب المصري صاحب الريادة، وسجل خط هجومه هدفين، بينما تلقى دفاعه نفس العدد من الأهداف، في أربع مقابلات خاضها على اعتبار أن هذه المجموعة عرفت انسحاب منتخب تشاد، الأمر الذي فوت أيضا الفرصة على المنتخب النيجيري للدخول في منافسات الصعود كأفضل منتخب احتل المركز الثاني، وإعلان الاتحاد الإفريقي أن هذه المجموعة سيتأهل منها صاحب المركز الأول ولن يتم النظر لصحاب المركز الثاني، مع العلم أن منتخب "النسور الممتازة" تغيب للمرة الثانية على التوالي عن المحفل القاري بعد فشلها في التأهل خلال دورة غينيا الاستوائية 2015.
من جانبه احتل المنتخب الزامبي المركز الثالث ضمن المجموعة الخامسة برصيد 7 نقاط، أمام منافسين أقل ما يقال عنهم أنهم متوسطو المستوى (غينيا بيساو – تأهل في المركز الأول- والكونغو الديموقراطية وكينيا)، ولم يتمكن بذلك منتخب "الرصاصات النحاسية" من التأهل إلى كأس إفريقيا، مع العلم أن خط هجومه سجل 7 أهداف في وقت تلقى الدفاع نفس العدد من الأهداف أيضا.
وبلغة الأرقام ووضعية المنتخبات في تصفيات "الكان"، يبقى المنتخب الكاميروني المنافس الشرس والقوي للمنتخب الوطني، بعد تألقه نسبيا في تصفيات "الكان" بتصدره المجموعة 13 برصيد 14 نقطة، ما يعني أن فوز المنتخب الوطني في اللقاء المقبل أمام الكاميرون بملعب البليدة يوم 9 أكتوبر القادم، يبقى أكثر من ضروري وهو بمثابة مفتاح الفوز والعبور إلى مونديال "روسيا".
"الخضر" يؤكدون هيمنتهم على القارة السمراء
أكد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم هيمنته على القارة الإفريقية، بعد أن حطم الكثير من الأرقام وسيطر على الإحصائيات الخاصة بتصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 التي ستجرى مطلع العام المقبل بالغابون، متفوقا على عمالقة الكرة في القارة الإفريقية، إثر تألقه في التصفيات وحيازته أفضل هجوم وأحسن هداف، فضلا عن تسجيله أرقام وإحصائيات أخرى ترشحه ليتسيّد إفريقيا على مدار سنوات طويلة، على أمل تحقيق الهدف الأسمى، وهو التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه.
نصّب "الخضر" أنفسهم ملوك إفريقيا بامتياز بعد نهاية تصفيات "كان 2017"، حيث حازوا على أفضل هجوم برصيد 25 هدفا، متفوقين بفارق شاسع (4 أهداف) عن أقرب ملاحقيهم منتخبي الكونغو الديمقراطية وتونس بـ16 هدفًا لكل منهما، وأصبح المنتخب الوطني الأفضل من الناحية التهديفية على مستوى القارة السمراء منذ تصفيات دورة 1992 التي جرت بالسنغال، والتي كانت تصفياتها حديثة العهد بالنظام الجديد للتصفيات، منذ أن لجأت "الكاف" إلى صيغة المنافسة عن طريق المجموعات.
وكان التأهّل إلى نهائيات "الكان" قبل ذلك يمر عبر تصفيات بنظام الإقصاء المباشر (مقابلتان ذهابا وإيابا)، وتأهل 8 منتخبات إلى المحطة الختامية، وبدأت هذه الصيغة بمجموعات تضم كل واحدة منها 4 منتخبات (11 دورة ما بين 1992 و2017)، باستثناء طبعات تصفيات 1994 (تونس) و1996 (جنوب إفريقيا) و2006 (مصر)، فأُجريت المنافسة بأفواج تضم كل واحدة منها 6 فرق وطنية وبالتالي لا تُحتسب نتائجها.
12 لاعبا تداولوا على تسجيل 25 هدفا وسوداني الأفضل


وسجل أهداف المنتخب الوطني في التصفيات 12 لاعبا، وبرز مهاجم نادي دينامو زغرب الكرواتي، هلال العربي سوداني في التصفيات مسجلا 7 أهداف نصّبته زعيما لهدافي القارة، والمنتخب في التصفيات، وبلغ هدفه رقم 20 مع الخضر ويعد وصيفا لهدافيهم وراء إسلام سليماني الذي يملك 23 إصابة، وحل في المركز الثاني في قائمة هدافي الخضر برصيد 4 أهداف في التصفيات، ويليه كل من محرز، غلام، فيغولي، تايدر بهدفين، ثم بودبوز، ماندي، بن طالب، براهيمي، بن زية، غزال بهدف لكل واحد منهم.
تفوق واضح في فارق الأهداف والنقاط وثاني أكبر فوز في التصفيات
وأكد الخضر تفوقهم من ناحية فارق الأهداف العام المسجل بعد نهاية التصفيات، وبلغ الفارق 20 هدفا كاملا، مقابل 13 لتونس و11 لغانا والسنغال، بينما احتل المنتخب الوطني المركز الثاني في عدد النقاط برصيد 16 نقطة رفقة المغرب ومالي، وراء السنغال التي حققت العلامة الكاملة (18 نقطة)، من حيث عدد الانتصارات، يحتل الخضر المركز الثاني بـ5 انتصارات، على غرار الكونغو الديمقراطية ومالي والمغرب، وتتصدر السنغال القائمة بستة، ومن حيث تحقيق أكبر فوز في التصفيات، حل الخضر في المركز الثاني وراء تونس، التي سحقت جيبوتي بثمانية أهداف لواحد، بينما فاز الخضر على إثيوبيا بنتيجة 7/1.
الدفاع الحلقة الأضعف
ويعد دفاع المنتخب الوطني، الحلقة الأضعف، حيث تلقى 5 أهداف في المباريات الست بالتصفيات، وحل في المركز العاشر وراء كل من المغرب ومصر المتصدرين بتلقي شباكهما لهدف واحد فقط، علما بأن مصر خاضت 4 مباريات فقط بعد انسحاب منتخب تشاد، كما تفوقت على الخضر، كل من دفاعات تونس، مالي، أوغندا، غانا، السنغال، زيمبابوي، الكاميرون.


الشروق الرياضي