صُهْ إنه العدمُ."*"
17-10-2017, 08:46 PM
اني فعلا ارى مشهد موت الجميع امام ناظريّ...الزجاج يهتز و يتحطم فجأة ليسقط تاركا الرياح تعبر بعبث عبر تجاويفه مارة على اعين الجميع التي تتسع فجأة ليشهقوا مع اتساعها الشهقة الاخيرة تاركين اجسادهم ترتطم بالارضية لتفكّ قوة الارتطام رؤوسهم شبه الفارغة ..البرد شديد كبرودة اجسادهم و الدماء تتسلل لاخر القاعة و تلطخ حذائي الابيض ببقع قانية امر عبر الاجساد الجامدة ادهس من ادهس و اخض البعض علّني اجد ناجيا واحدا لكني لم اجد سوى نفسي وسط هذه الجثث المقيتة ..اغلق باب القاعة بهدوء و اطلق قدماي للرياح ألمح عبر ابواب الاقسام الاخرى نفس المشهد حتى الدماء التي بدأت تتدفق من تحت الابواب اصبحت تصل الى ما هو ابعد من اطراف اصابعي و تلتصق البقع بالجدران حين اضرب بقدمي الارض راكضة دون وجهة بذاك الرواق المظلم الذي بدا اليوم كغير عادته فارغا من ضجيج تلامذة الصف الاول انه يمتد فقط دونما نهاية مهما ركضت لا استطيع الوصول الى مخرجه .. الاضواء التي لا تشتغل جميعها اعتادت على الانطفاء فجأة لكنها اليوم تومض بشكل مجنون لتدب بجسدي مزيدا من التوتر ..اشعر بالاختناق كأنما نزلت عشرات الامتار تحت الارض الهواء ينفذ الظلام يأكل الرواق كقطعة جبن فاسدة الهدوء يعتصر اعصابي .. و فجأة صراخ من العدم يدفعني للعودة ادراجي بعد ما قطعته من مسافة الصراخ يتعالى كأنما يدلني على المكان الذي ينبثق منه تبعته كدجاجة عمياء لا تعرف مصيرها ثم توقفت حين ادركت ان هذه القاعة هي المنشودة فتحت الباب بهدوء على غرار يدي المرتجفة و حدّقت بالمكان الذي كان فارغا من اي شيء .. لكن اعرف هذا القسم انه خاصتنا .. لقد عدت الى نقطة الصفر .. لا مهرب من هنا؟ ثم اين ذهب الجميع؟ الظلام تمكن من الانتشار كأن الخامسة الا ربع مساءا اضحت منتصف الليل هناك من يلمس خصري بانامله لكني كلما استدرتُ لامسكه لا امسك سوى العدم .. اسمع اسمي .. هل هذه هي النهاية؟
-رجاءاً دعْ موتِ الحزنْ يتلاشى.

إني اذوب في الجحيم صديقي أو ما أطلقته عنك الوتين ..أراني أنحدر في الهاوية أتمنى يا صديقي أن تغفر لي الندوب الظاهرة واللاظاهرة لم أتعمد إحداث كل هذه الكوارث العابرة لديك .

كنت تظن بانك تستطيع إخفاء الوجع لكنك مخطئ، مثلما أخطأُتُ_أنا_كثيرا يوم هربت و مازلت أهرب ظنّا مني أن ما نهرب منه لا يظهر على أجسادنا ، و أنه يمكننا أن نُخفي كل الثقوب بثوب أو قطعة قماش أو حتى كريم من كريمات التجميل القذرة.