العثور على "مخطوطة أثرية لأبقراط" في دير سانت كاترين بجنوب سيناء
07-10-2017, 08:09 PM
علي جمال الدين - سانت كاترين



عثر رجال دين على نصوص أثرية لأبقراط، الملقب بأبي الطب، في دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء المصرية.

ويعتقد أن هذه النصوص تمثل الأبحاث المكتوبة الأقدم للطبيب الذي عاش في الفترة من 460 - 370 قبل الميلاد.

وتتضمن الكتابات وصفات طبية ورسوم لأعشاب من بينها وصفة للعلاج من لدغ العقرب. وحصلت بي بي سي على صور حصرية لهذه الكتابات الأثرية.

ويقول الأب جاستين أمين مكتبة دير سانت كاترين إن النصوص الأصلية طمست من أجل تدوين نصوص الإنجيل على أوراقها باللغة العربية.

لكن تقنيات التصوير الحديثة كشفت تفاصيل الكتابات باللغة اليونانية القديمة.

وقال الأب جاستين لبي بي سي "ما لفت انتباه الدارسين إلى هذه المخطوطة، التي تضم الأناجيل الأربعة، أن الخط العربي الذي كتبت به يكشف أن تاريخها يعود للفترة ما بين عامي 750 إلى 800 ميلادية وفي ذلك الوقت كان من المستحيل العثور على رقاع جديدة للتدوين عليها، ولذا اضطر المحرر لاستعمال قطع من مخطوطات أقدم بعضها باللاتينية وبعضها باليونانية، واكتشفنا أن معظم النصوص اللاتينية هي لأبقراط".

وتنامت الحاجة لترجمة النصوص الدينية من السريانية واليونانية إلى العربية حينما تبنى المسيحيون اللغة العربية كلغة أم بعد وصول الحكم العربي للمناطق المقدسة.

علاج لدغة العقرب
وبمطالعة المخطوطة تظهر آثار الكتابات القديمة بخط باهت أسفل النص العربي الواضح السميك المكتوب بالخط الكوفي العتيق، كما تظهر إحدى الصفحات وقد خيطت من عدة رقاع.

وأضاف جاستين "في واحدة من الصفحات لاحظنا شيئا أشبه بالبقع، لكن باستخدام تقنيات التصوير متعدد الأطياف وبتفسير النصوص السفلى يتضح أن البقع ما هي إلى رسم دقيق لعشب مصحوب بنص يوضح كيفية استخدامه لعلاج لدغ العقرب".

وما تزال الكتابات تخضع للدراسة لترجمة نصوصها الأصلية كاملة. ويعتقد الدارسون أن الكثير من الأبحاث الطبية استقدمت إلى الدير الكائن في واد ناء ومحاط بجغرافية وعرة حتى يتعرف الرهبان على أساليب العلاج باستخدام أعشاب صالحة للزراعة في جنوب سيناء.



"الانتقال إلى المناطق الحضرية المجاورة كان يستغرق عشرة أيام على ظهر الجمال" حسبما قال جاستين.

أقدم مقتنيات سانت كاترين
وتعتبر نصوص أبقراط أقدم ما عثر عليه الرهبان أثناء أعمال تحديث مكتبة دير سانت كاترين المسجل ضمن قائمة التراث العالمي.

وتعد هذه المكتبة المسيحية الأهم بعد مكتبة الفاتيكان، حسبما يقول خالد عليان مدير آثار منطقة سانت كاترين وفيران، الذي أشار أيضا إلى أنه يجري توثيق محتويات المكتبة وتصويرها بآلات تصوير رقمية متعددة الأطياف ضمن مشروع متكامل لترميم الكنيسة الأثرية وتسجيل محتوياتها، وخاصة الأيقونات المسيحية العتيقة.

وأضاف عليان "تضم مكتبة أكثر من 5 آلاف مخطوطة ووثيقة يرجع تاريخها لمئات السنين.كان سكان المنطقة يستأمنون رهبان الدير على وثائقهم المهمة باعتبارهم محل ثقة".