مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين
13-01-2017, 03:24 PM

مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين

لابن الجوزي رحمه الله[1]

أحمد أبو زيد كامل

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


1) الويلُ كلُّ الويل لعاقٍّ والديه، والخزيُ كل الخزي لمَن ماتا غِضَابًا عليه، أُفٍّ له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه!؟.
أَتْبعِ الآن تفريطَك في حقهما: أنينًا وزفيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
♦♦♦♦
2) كم آثراكَ بالشهوات على النفس!؟، ولو غبتَ ساعةً صارَا في حبْس، حياتُهما عندك بقايا شمس، لقد راعياك طويلًا؛ فارعَهما قصيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
♦♦♦♦
3) كم ليلةٍ سهرَا معك إلى الفجر، يداريانك مُداراةَ العاشق في الهجر!، فإن مرضتَ أجريا دمعًا لم يَجْرِ، تالله لم يرضيا لتربيتِك غير الكفِّ والحِجْر سريرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
♦♦♦♦
4) يعالجان أنجاسك، ويحبَّان بقاءك، ولو لقِيتَ منهما أذى شكوتَ شقاءك، ما تشتاق لهما إذا غابا، ويشتاقان لقاءك، كم جرَّعاك حُلْوًا، وجرعتَهما مريرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
♦♦♦♦
5) أتحسُن الإساءةُ في مقابلة الإحسان؟!، أوَ ما تأنف الإنسانية للإنسان؟!، كيف تُعارِض حسنَ فضلهما بقبح العصيان؟!، ثم ترفع عليهما صوتًا جهيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
♦♦♦♦
6) تحبُّ أولادك طبعًا؛ فأحببْ والديك شرعًا، وارعَ أصلًا أثمر لك فرعًا، واذكر لطفَهما بك وطِيب المرعى أولًا وأخيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
♦♦♦♦
7) تصدَّق عنهما إن كانا ميتين، وصلِّ لهما واقضِ عنهما الدَّين، واستغفر لهما واستدمْ هاتين الكلمتين، وما تُكلَّف إلا أمرًا يسيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.


[1]من كتاب "التبصرة"؛ لابن الجوزي.