الاحتراق النفسي وتأثيره على صحة الإنسان.
26-08-2015, 02:14 PM


بسم الله الرحمن الرحيم





السلام عليكم







الاحتراق النفسي يحرق صحة الرجل:


قال المركز الألماني للتوعية الصحية‬ ‫وهيئة صحة الرجال الألمانية إن المشاكل الجنسية لدى الرجل قد ترجع إلى‬ ‫الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي (Burn-out).‬
‫وأضافت الهيئتان الألمانيتان أن الأعراض الأخرى لمتلازمة الاحتراق‬ ‫النفسي تتمثل في السلوك العدواني والعزلة الاجتماعية وإنكار الشعور‬ ‫بالإجهاد النفسي، بالإضافة إلى بعض المتاعب الجسدية.‬
‫ولمواجهة الاحتراق النفسي، ينبغي على الرجل فور ملاحظة هذه الأعراض أخذ‬ ‫فترات راحة أثناء العمل لمدة خمس دقائق كل ستين إلى تسعين دقيقة، مع الحرص على‬ ‫تخصيص عطلة نهاية الأسبوع لممارسة الهوايات أو الرياضة أو مقابلة‬ ‫الأصدقاء، وذلك لخلق نوع من التوازن بين الحياة العملية والحياة‬ ‫الشخصية.‬

ما هو "الاحتراق النفسي"؟:

حذر اختصاصي الطب المهني توماس كراوس الموظفين من أن التداخل بين أوقات العمل وأوقات الراحة قد يتسبب على المدى الطويل في إصابة الموظف بما يعرف باسم "الاحتراق النفسي"، الذي تشمل أعراضه الإنهاك والتعب بسبب العمل.
وأوصى كراوس، عضو الجمعية الألمانية للطب المهني والطب البيئي، الموظف بألا يكون متاحا لمديره وزملائه في العمل طوال الوقت بعد انتهاء الدوام أو في العطلات والإجازات، وذلك كي يتسنى له الحصول على قدر من الراحة يساعده على تصفية ذهنه وتجديد نشاطه.
ولهذا الغرض ينصح كراوس الموظف بضرورة الاتفاق بوضوح مع المدير وزملاء العمل على أوقات محددة للاتصال، كأن يقول لهم مثلا "يمكن الوصول لي عبر الهاتف في الفترة الزمنية الفلانية فقط، بينما لن أقوم بالرد على أي مكالمات في الفترات الزمنية الأخرى.
ولمواجهة المشاكل النفسية الناتجة عن العمل، أوصى كراوس الموظف بملء أوقات فراغه وعطلاته بالأنشطة الفعالة، فبدلا من أن يستلقي على الأريكة في حالة من الإنهاك في فترات المساء، يفضل أن يقوم بعزف بعض المقطوعات الموسيقية أو يمارس الرياضة المفضلة له.
وأضاف الطبيب أن شعور الموظف بأنه لا يستطيع الانتهاء من مهام عمله ولا يمكنه التعامل مع ضغط الوقت يندرج ضمن المؤشرات الأولى للإصابة بما يعرف باسم "متلازمة التعب المزمن"، لافتا إلى أن كثرة تناول الأدوية يمكن أن يشير إلى ذلك أيضا.
ويشير كراوس إلى أنه من الأفضل أن يتوجه الموظف إلى اختصاصي في علم نفس، إذا ما شعر بالإنهاك والتعب بسبب العمل، إذ يمكن للاختصاصي النفسي تقديم إرشادات فعالة للموظف بشأن سبل مواجهة الاحتراق النفسي.

علامات الاحتراق النفسي:

هل تعتذر عن مقابلة أصدقائك في المساء لشعورك بالتعب والإرهاق؟ هل تفقد الرغبة في ممارسة أية أنشطة ترفيهية خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ إذا كانت الإجابة "نعم"، فينبغي عليك أن تدق ناقوس الخطر، لأن هذه الأعراض قد تشير إلى إصابتك بما يسمى "الاحتراق النفسي".
وأوضحت اختصاصية العلاج النفسي الألمانية كاتري تيغتماير أنه من الطبيعي أن يشعر الموظف بهذه الأعراض من وقت لآخر نتيجة إيقاع الحياة المحموم وأعباء العمل "اللانهائية"، ولكن إذا لاحظ الموظف استمرار هذه الأعراض على مدار فترة طويلة، كسنة أو أكثر، فينبغي عليه حينئذ أن يتخذ إجراءات فورية كي لا يقع فريسة للاحتراق النفسي.
وأشارت تيغتماير إلى أن الدراسات المجراة في هذا الشأن أظهرت أنه إذا لم يقم الموظف باتخاذ إجراءات للتصدي لهذه الأعراض بمجرد الشعور بها، فيمكن أن يصاب بعد ذلك بنحو أربع إلى خمس سنوات بالاحتراق النفسي الذي قد تترتب عليه عواقب وخيمة كالإصابة بالاكتئاب، كما قد يصل الأمر في أسوأ الحالات إلى حد التفكير في الانتحار.
وأردفت المعالجة النفسية أنه من الصعوبة بمكان اكتشاف الاحتراق النفسي مبكرا، إذ يشعر الكثير من الموظفين في المراحل الأولى للمرض بأنهم في حالة صحية جيدة، وغالبا ما يرجعون هذه الأعراض إلى ضغوط العمل وأعباء الحياة.
ولتجنب الإصابة بالاحتراق النفسي، أوصت تيغتماير الموظف بضرورة إعادة تنظيم أوقات يومه عند الشعور بهذه الأعراض، مؤكدة أنه يمكن للموظف التأثير بالإيجاب على حالته بشكل كبير من خلال إدخال بعض التعديلات البسيطة على حياته اليومية.
وتضرب تيغتماير مثالا على ذلك بأنه يمكن لموظفي العمل المكتبي مثلا تحقيق ذلك من خلال الإكثار من ممارسة الرياضة، إذ يعمل ذلك على الحد من شعورهم بالضغط العصبي. مشيرة إلى أن من يمرح في المساء أثناء ممارسة السباحة فإنه يستمتع ويسترخي بقدر أكبر ممن يستلقي أمام التلفاز في المنزل.
وكبديل لذلك أشارت المعالجة إلى إمكانية أن يحاول الموظف اكتشاف الأشياء التي تتسبب له في الشعور بالضغط العصبي في العمل من الأساس. وإذا تبين له أن شعوره بذلك يرجع مثلا لمحاولته تحقيق الكمال في إتمام مهام عمله، تنصحه تيغتماير حينئذ بتجربة ما إذا كان يكفي أحيانا إنجاز هذه المهام بنسبة 80% فقط.







المصدر:

الجزيرة نت





...