نقابات التربية تنتفض وتتوعد
30-07-2015, 07:53 PM
نادية سليماني
تصريحات بالجملة تشهدها الساحة الوطنية، منذ إعلان المفتش العام للتربية مسقم نجادي إدراج العامية في التعليم التحضيري والابتدائي... فبين "تخبّط" مسؤولي قطاع التربية في تصريحات متناقضة، فالوزيرة بن غبريط نفت عبر صفحتها الرسمية بالفايسبوك سعي الوزارة إلى إدراج اللهجة العامية في التعليم، معتبرة أن ما أثير حول الموضوع إشاعة و"ضجيج غير مقبول"، مؤكدة خلال استضافتها بإذاعة الأغواط المحلية أمس، أن اللغة العربية هي اللغة المدرسية الأولى المستعملة في التدريس، بحسب ما ينص عليه دستور الجزائر، مطالبة مُنتقديها الكُثر "أن يكونوا عقلاء ويهتموا أكثر بالمسائل البيداغوجية".. لكن قبلها بيوم صرّحت بن غبريط أن إدراج العامية في التعليم، عبارة عن توصية قدمها خبراء تربويون في "الندوة الوطنية لإصلاح التعليم" المنعقدة مؤخراً، وفي حالة وافقت الحكومة على هذا الأجراء التربوي سيتم إدراجه في المدارس، لتحسين نوعية التعليم.
الموضوع استنفر نقابات التربية، التي أجمعت على رفض هذا المقترح مؤكدين أنه لم يُطرح عليهم خلال ندوة إصلاح التربية المنعقدة مؤخرا، حيث أكد الناطق باسم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (اينباف) مسعود عمراوي لـ "الشروق"، رفض النقابة لموضوع إدخال اللغة الأم في التعليم الابتدائي، يقول: "المقترح نرفضه جملة وتفصيلا، لأن اللغة العربية هي ما يوحد أبناء هذا الوطن، وإدخال باقي اللهجات العامية هو تفريق وتشتيت للجزائريين، هل يعقل أن تجمع المدرسة أكثر من 20 لهجة عامية؟" وبحسب محدثنا "حاولت فرنسا انتهاج هذا الأسلوب ولم تفلح، فلا يعقل بعض مضي نصف قرن من الاستقلال أن نفرض ما عجز عنه الاستعمار... تبقى اللغة العربية والأمازيغية خطا أحمر". ونفى محدثنا أن يكون الموضوع تم التطرق إليه خلال ندوة إصلاح التربية الأخيرة، فيوضح: "من غير الأخلاقي إعطاء شرعية لموضوع لم نتفق عليه في الندوة". وبدوره، استنكر الأمين العام للنقابة الوطنية المنسقة لأساتذة التعليم الابتدائي (سناباب)، حميدات محمد، في اتصال مع "الشروق"، إن أبناء هذا الوطن في أمس الحاجة إلى شيء يجمعهم ويوحدهم، في ظل ما يعرفه العالم العربي والإسلامي من تشتت وفرقة، ولا شيء أقوى من وحدة اللغة والدين لمحاربة أعداء الأمة وتطوير البلد، ويضيف: "أبناؤنا في حاجة إلى تعلم أصول اللغة العربية الفصحى منذ نعومة أظافرهم، ليسهل تحكمهم فيها مستقبلا إضافة إلى باقي اللغات الأجنبية المعتمدة في التعليم... أما اللهجات العامية فيكفي أن أولادنا يتحدثون بها في المنزل والشارع".