لــعبــة الـصــنـدوق و الــرسـائــل الشعبــيــة الــمشـفـرة
20-01-2009, 06:04 PM
لــعبــة الـصــنـدوق و الــرسـائــل الشعبــيــة الــمشـفـرة
مقاطعة الانتخابات ظاهرة أصبحت أكثر ما يميز الانتخابات في الجزائر فخلافا لكل بلدان العالم التي يدور الحوار فيها حول من سيفوز في الانتخابات و ما هي نسبة فوزه في الانتخابات و من هو المرشح الأكبر الذي يرشحه الشارع للفوز . إضافة إلي إقامة سبر لآراء المواطنين و استطلاعات لمحاولة فك شفرة الانتخابات التي أصبحت معقدة جدا في الدول الديمقراطية ( اقصد الديمقراطية الحقيقة و ليس ديمقراطيتنا ) و يصعب التكهن بالفائز فشفافية الانتخابات و تأثرها الكبير بالشارع الذي لا تحكمه أي قواعد فأراء المواطنين شدة التغير بين لحظة وأخري فنجد أن الانتخابات في الدول الغربية كثيرا ما تكون نتائجها مفاجئة حيث تأتي مخالفة لكل التوقعات .
لكن الوضع عندنا متغير تماما و مختلف . فليس نتائج الانتخابات عندنا ما يقلق الرأي العام فبدون اللجوء إلي خبراء أو أخصائيين في نفسية الشعوب و تطلعاتهم ودون القيام باستطلاعات و سبر للآراء فاغلب المواطنين عندنا علا دراية تامة بما ستكون عليه نتائج الانتخابات و قد تجد حتى من يجزم لك من الفائز فابسط فلاح أو مزارع أو حتى بطال يمكن أن يعطيك نسبة الانتخابات و اسم الفائز دون أي عناء فالديمقراطية عندنا وصلت إلي درجة متطورة جدا لم تصل إليها كل الدول الغربية فأصبح كل مواطن بسيط خبير في النتائج الانتخابية و أخصائي في توقع أهواء الشعوب السياسية و التي من المفروض أن يصعب التكهن بها . و قليل ما يخطئ المواطن عندنا و المرة الوحيد التي اخطأ فيها كل الشعب الجزائري في تحديد نتائج الانتخابات كانت في بداية التسعينات و كانت نتائجها وخيمة علي البلاد و منها اكتسب الشارع خبرة كبير في علم الصندوق و أصبح من الشعوب التي يصعب قهرها في هذه اللعبة .
و لكن الحوار الحقيقي الذي يدور عندنا قبيل أي انتخابات فهو عن حجم المقاطعة وهل سينتخب الشعب في هذه الانتخابات و كم ستكون نسبة المشاركة و كم سيكون عدد الأوراق البيضاء أو الأظرفة الفارغة التي سينتخب الشعب بها علي طريقته الخاصة وهنا يقع الجدل الحقيقي و تكون الانتخابات الحقيقية فلا احد بعد من الساسة و الأخصائيين و الخبراء استطاع أن يتكهن بنسبة المشاركة أو عدد الأوراق البيضاء فعلم الصندوق لم يصل بعد إلي هذه الدرجة من التطور عندنا خاصة وان اغلب الجزائريين أصبحوا يستمتعون بالتعبير عن أصواتهم بالمقاطعة أو بالورقة البيضاء فالمقاطعة تشعر البعض بأنهم استطاعوا التغلب علي تكهنات النظام و الشياتين( و كم هي تلك السعادة ونحن نسمع وزير الداخلية زرهوني يعلن أن عدد المقاطعين أصبح بالملاين و أصبح أغلبية )
و عدد المقاطعين في ارتفاع من يوم إلي يوم حتى أصبحوا يمثلون أغلبية في الوطن و كل الأحزاب تتمني إغراء هذه الأغلبية إلي جانبها لعلها تستغلها في الوصول إلي السلطة و كذلك أصحاب الأوراق البيضاء فقد أصبحوا جمهور لا باس به و لو اجتمعت هاتين الفئتين في تحالف للرافضين للسياسة و النظام و المقاطعين للانتخابات فاعتقد أنهم سيحققون ما لم تستطع أي أحزاب أو تحالفات أخري أن تحققه لأنهم يمثلون و بكل بساطة أغلبية الشباب الجزائري بكل أطيافه المثقفين و الجامعيين و الحرفيين و العمال البسطاء و المهمشين في قبل النظام الرافضين لسياسة النظام و حكومته و الغير مقتنعين بالأحزاب الموجودة والخيارات القليلة التي تتيحها لهم السلطة .
و لهذا فقد أصبح هذه الفئة تسيل لعاب كل الأحزاب فكلهم أصبحوا يحاولون إغراء هذه الفئة لعلها تنتخبهم حتى الأحزاب المجهرية . ووصلت العدوى إلي الأحزاب المقاطعة للانتخابات ك FFS فأصبح هناك من يضن أن مقاطعة الشعب من مقاطعة هذا الحزب و أن كل تلك الأصوات تمثل هذا الحزب المقاطع رغم أن الانتخابات المحلية كشفت كذب هذه النظرية فقد فقد هذا الحزب كل شعبيته .
و لكن الأغرب هذه الأيام أن عدوي الطمع في أصوات هذه الفئة من الشعب و حمي الأصوات المقاطعة أصابت حتى النظام فأصبح النظام أيضا يحاول إغراءها و يبحث عن من يضمن له أصوت هذه الفئة فقد جند كل الأحزاب المشيتة المتكونة من التحالف بما يضمه من شياتين محترفين و أضاف لهم طواقم كاملة من الخبراء و العمال من البلديات و قام بإرسالهم إلي البيوت و المنازل ليتجولوا من منزل إلي منزل في مشهد يشبه التسول و يطالبوا من هذه الفئات المشاركة في الانتخابات كما سبق لهذه الهيئات أن أرسلت رسائل إلي منازل المقاطعين لمعرفة سبب المقاطعة ( و كأن النظام لم يفهم بعد سبب مقاطعة الشعب للانتخابات ) فحسب ما أراه أن الرسائل المشفرة التي أرسلها الشعب الجزائري و التي تعبر في مضمونها عن رفض الشعب لهذا النظام و عدم اقتناعه بالبدائل المطروحة و عدم ثقته في الصناديق الانتخابية لم تصل بعد أو أن النظام يتغابي و يتظاهر بأنه لا يعلم سبب المقاطعة و يحاول استقطاب المقاطعين للانتخاب مثله مثل الأحزاب فالذنب ليس ذنبه .
و تبقي الانتخابات عندنا من أكثر الظواهر غرابة في العالم فمن تمثل كل تلك الأصوات المقاطعة إذا كان كل الشعب مع بقاء بوتفليقة كما يقول البعض ?. و ما سبب المقاطعة إن كانت الأوضاع عندنا في غاية الروعة وانجازات الرئيس لا تعد و لا تحصي ?
![](http://208.66.70.165/ismemo/media//elgria.jpg)
![](http://www.annabaa.org/nbanews/63/images/120.jpg)
مقاطعة الانتخابات ظاهرة أصبحت أكثر ما يميز الانتخابات في الجزائر فخلافا لكل بلدان العالم التي يدور الحوار فيها حول من سيفوز في الانتخابات و ما هي نسبة فوزه في الانتخابات و من هو المرشح الأكبر الذي يرشحه الشارع للفوز . إضافة إلي إقامة سبر لآراء المواطنين و استطلاعات لمحاولة فك شفرة الانتخابات التي أصبحت معقدة جدا في الدول الديمقراطية ( اقصد الديمقراطية الحقيقة و ليس ديمقراطيتنا ) و يصعب التكهن بالفائز فشفافية الانتخابات و تأثرها الكبير بالشارع الذي لا تحكمه أي قواعد فأراء المواطنين شدة التغير بين لحظة وأخري فنجد أن الانتخابات في الدول الغربية كثيرا ما تكون نتائجها مفاجئة حيث تأتي مخالفة لكل التوقعات .
لكن الوضع عندنا متغير تماما و مختلف . فليس نتائج الانتخابات عندنا ما يقلق الرأي العام فبدون اللجوء إلي خبراء أو أخصائيين في نفسية الشعوب و تطلعاتهم ودون القيام باستطلاعات و سبر للآراء فاغلب المواطنين عندنا علا دراية تامة بما ستكون عليه نتائج الانتخابات و قد تجد حتى من يجزم لك من الفائز فابسط فلاح أو مزارع أو حتى بطال يمكن أن يعطيك نسبة الانتخابات و اسم الفائز دون أي عناء فالديمقراطية عندنا وصلت إلي درجة متطورة جدا لم تصل إليها كل الدول الغربية فأصبح كل مواطن بسيط خبير في النتائج الانتخابية و أخصائي في توقع أهواء الشعوب السياسية و التي من المفروض أن يصعب التكهن بها . و قليل ما يخطئ المواطن عندنا و المرة الوحيد التي اخطأ فيها كل الشعب الجزائري في تحديد نتائج الانتخابات كانت في بداية التسعينات و كانت نتائجها وخيمة علي البلاد و منها اكتسب الشارع خبرة كبير في علم الصندوق و أصبح من الشعوب التي يصعب قهرها في هذه اللعبة .
و لكن الحوار الحقيقي الذي يدور عندنا قبيل أي انتخابات فهو عن حجم المقاطعة وهل سينتخب الشعب في هذه الانتخابات و كم ستكون نسبة المشاركة و كم سيكون عدد الأوراق البيضاء أو الأظرفة الفارغة التي سينتخب الشعب بها علي طريقته الخاصة وهنا يقع الجدل الحقيقي و تكون الانتخابات الحقيقية فلا احد بعد من الساسة و الأخصائيين و الخبراء استطاع أن يتكهن بنسبة المشاركة أو عدد الأوراق البيضاء فعلم الصندوق لم يصل بعد إلي هذه الدرجة من التطور عندنا خاصة وان اغلب الجزائريين أصبحوا يستمتعون بالتعبير عن أصواتهم بالمقاطعة أو بالورقة البيضاء فالمقاطعة تشعر البعض بأنهم استطاعوا التغلب علي تكهنات النظام و الشياتين( و كم هي تلك السعادة ونحن نسمع وزير الداخلية زرهوني يعلن أن عدد المقاطعين أصبح بالملاين و أصبح أغلبية )
و عدد المقاطعين في ارتفاع من يوم إلي يوم حتى أصبحوا يمثلون أغلبية في الوطن و كل الأحزاب تتمني إغراء هذه الأغلبية إلي جانبها لعلها تستغلها في الوصول إلي السلطة و كذلك أصحاب الأوراق البيضاء فقد أصبحوا جمهور لا باس به و لو اجتمعت هاتين الفئتين في تحالف للرافضين للسياسة و النظام و المقاطعين للانتخابات فاعتقد أنهم سيحققون ما لم تستطع أي أحزاب أو تحالفات أخري أن تحققه لأنهم يمثلون و بكل بساطة أغلبية الشباب الجزائري بكل أطيافه المثقفين و الجامعيين و الحرفيين و العمال البسطاء و المهمشين في قبل النظام الرافضين لسياسة النظام و حكومته و الغير مقتنعين بالأحزاب الموجودة والخيارات القليلة التي تتيحها لهم السلطة .
و لهذا فقد أصبح هذه الفئة تسيل لعاب كل الأحزاب فكلهم أصبحوا يحاولون إغراء هذه الفئة لعلها تنتخبهم حتى الأحزاب المجهرية . ووصلت العدوى إلي الأحزاب المقاطعة للانتخابات ك FFS فأصبح هناك من يضن أن مقاطعة الشعب من مقاطعة هذا الحزب و أن كل تلك الأصوات تمثل هذا الحزب المقاطع رغم أن الانتخابات المحلية كشفت كذب هذه النظرية فقد فقد هذا الحزب كل شعبيته .
و لكن الأغرب هذه الأيام أن عدوي الطمع في أصوات هذه الفئة من الشعب و حمي الأصوات المقاطعة أصابت حتى النظام فأصبح النظام أيضا يحاول إغراءها و يبحث عن من يضمن له أصوت هذه الفئة فقد جند كل الأحزاب المشيتة المتكونة من التحالف بما يضمه من شياتين محترفين و أضاف لهم طواقم كاملة من الخبراء و العمال من البلديات و قام بإرسالهم إلي البيوت و المنازل ليتجولوا من منزل إلي منزل في مشهد يشبه التسول و يطالبوا من هذه الفئات المشاركة في الانتخابات كما سبق لهذه الهيئات أن أرسلت رسائل إلي منازل المقاطعين لمعرفة سبب المقاطعة ( و كأن النظام لم يفهم بعد سبب مقاطعة الشعب للانتخابات ) فحسب ما أراه أن الرسائل المشفرة التي أرسلها الشعب الجزائري و التي تعبر في مضمونها عن رفض الشعب لهذا النظام و عدم اقتناعه بالبدائل المطروحة و عدم ثقته في الصناديق الانتخابية لم تصل بعد أو أن النظام يتغابي و يتظاهر بأنه لا يعلم سبب المقاطعة و يحاول استقطاب المقاطعين للانتخاب مثله مثل الأحزاب فالذنب ليس ذنبه .
و تبقي الانتخابات عندنا من أكثر الظواهر غرابة في العالم فمن تمثل كل تلك الأصوات المقاطعة إذا كان كل الشعب مع بقاء بوتفليقة كما يقول البعض ?. و ما سبب المقاطعة إن كانت الأوضاع عندنا في غاية الروعة وانجازات الرئيس لا تعد و لا تحصي ?
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة