استظهار حقائق القرءان
04-11-2015, 04:46 PM
السلام عليكم
إخوتي الكرام لا نغالط بعضنا و لا نناقش أمور فصل فيها الدستور الرباني فصلا مبين، الإيمان كان وارد في كل بقعة من الارض ،لأن الله كتب على دينه الرجعة إلى الفرض في كل الأزمان، و ذالك عبر التسلسل البشري ،و حتى الخط الحجري ، أي ما نقش على الطين و الصخر و حتى الشجر اليابس و الأخضر ، ما ظهرت الكتابة إلا لتأخذ المحل بالنيابة ،و تُسري الرسالة الربانية نحو جموع البشرية كما فعلت الاساطير الوثنية الدينية منها و العلمية. ورقة ابن نوفل كان المثال الاكبر على ذالك التسلسل الفقهي، الذي مال حتى على الجبال المنعزلة و الاماكن النائية ،و كل شخص في مكة إلا و كانت له قصة مع التوحيد ،حتى و لو كان مدهون ببعض قضايا الجهل و مجون التعبيد ، و كان جل دعائه يتمركز حولى ولائه للأقدر، و في كل إله كان يجد من يتولاه في الماضي و الحاضر ، فذاد على صنمه بالوفاء و أعزه كما نعز العظماء، او الوكلاء مادامت الالهة مرجعية فقهية و مملكة ربانية تعمل جاهدة لتمليك البشر قاعدة القوة و العزوة و المنظرة. عبد المطلب كان من بين هؤلاء المولعين بالوفاء للخالق الأعظم، ألم يقل مقولته المشهورة أن" للبيت رب يحميه" ألم يقل في تلبيته كما تقول أفواج الحجاج الوافدة الى مكة" لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك ،تملكه و ما ملك" لكنه و للأسف، سقط كما الجميع في مخمصة الافلاس و التيه، و هَمَّ بذبح إبنه قربانا لربه الكريم، رغم أنه كان من أحكم الحكماء و أشرف الشرفاء، فكان يتأرجح بين هذا وذاك ، يرتشف من الإشراك قطرات و من التوحيد قطرات، لأن الأزلام أو الأقداح و ثقافة الانبطاح، كانت سائدة آنذاك كما هي سائدة الآن رغم الفارق، و تمتعنا بالإيمان الصادق. لم يعترض الكافرون على الفكرة التي تجود بالمنطق و هي عبادة الخالق المعروف بالله لأنهم كانوا يدركون صلاحها و قوامها و ثبوت حقها ، ما اعترضوا عليه حقا هو المساس بقدس الأقداس، عفوا العرف القديم الذي كان يقر بتعدد الأولياء والناصرين، أي الذرية و الآلهة الثانوية و قد بدى لهم استحالة التخلي عن عرفهم القديم ،و حاولوا برغبة الابتعاد عن الغربة، بسبب القرابة التي كانت تجمع أفراد قبيلة قريش، و ناقشوا الأمر بطريقة سلسة قبل أن ينتقلوا الى التعصب، و التعري من مبادئ الرحمة أو الاخوة المزعومة ،و قالوا في بادئ الأمر ما نعبد الآلهة ،إلا ليقربونا الى الله زلفى ،أي مودة و مرحمة، و أجابوا بالصواب حين أجبروا على مناقشة أمور الخلق، فقالوا الأمر لله و لا خالق سواه ،هو القائم على سن الأنعم و الحياة بأكملها ،ولقد ورد ذالك في كتاب الله الحكيم مجزأ و مستقيم
بسم الله الرحمان الرحيم
و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله فأنى يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده و يقدر له إن الله بكل شيء عليم و لئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون سورة العنكبوت
و فعلوا ما فعل قوم إبراهيم حين أعلنوا انحيازهم ناحية أسلافهم فقالوا فرحين
بسم الله الرحمان الرحيم
إذ قال لأبيه و قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين
سورة الأنبياء
قالوا بل وجدنا آباءنا كذالك يفعلون
سورة الشعراء
و هذا بعض ما بدر من قوم هود و قوم فرعون
قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده و نذر ما كان يعبد آباؤنا
سورة الأعراف
قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا و تكون لكما الكبرياء في الأرض و ما نحن لكما بمؤمنين
سورة يونس
أما أهل الكتاب فقد فصل الله في أمرهم بجملة أعادها القرءان ،في كل مرحلة عتاب موجهة لهؤلاء "يقولون على الله الكذب و هم يعلمون " فقدّر بها الموقف و حسب بها تراتيل العزف التي انفرد بها القس المتقن لخطاب الرقص، و الحبر أو الكاهن المتقن لخطاب المفاتن ،و يبقى الراهب محل تجاوب مع هؤلاء إلا في وقت الخلاء ،هناك يجود بالمجهود الذاتي ،و الكل يعلم ما المقصود بالمجهود الذاتي، لدى من عزف عن ملذات الحياة
و في ختام الأمر هل نقر بعدم محاسبة هؤلاء لأنهم افتقدوا الرسل و الأنبياء، و نمنح شهادة استفادة للفقهاء و شهادة نجاة للقدماء ،أم نقول يحاسب الله هؤلاء على المدلول، أي ما فعلوه من منكر أو خير زاخر و هنا نجد النتيجة
بسم الله الرحمان الرحيم
كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون
آل عمران
ليسوا سواءا من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله اناء الليل و هم يسجدون يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولائك من الصالحين و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه و الله عليم بالمتقين
آل عمران
قد تتشابه معاني الكتب و يتوحد المضمون توحد الإمام و المأموم، لكن نية المؤمن هي الضامن الوحيد لانتصاره على الوعيد، فنقول لا خلاص إلا إذا صادق القلب على وجود رب واحد عادل، لن يتكفل بالتنازل عن ملكه لإرضاء عبده المتجبر، فما دور الجنة إذا كنا نعشق منة الحياة ،الله نور السماوات فلنقف عند هذه الكلمات لنرى أن البصر قاصر لا يتجاوز حد النظر، فأي نور سنراه من الله العظيم و الكون كله مشرق بالنعيم او بتنظيم مطلق ،لا نرى منه إلا الشفق أو العبق المنتسب لكل جذع منتصب، طبعا سيحاسب كل فرد على ما استثمره من جهد سواء في الخير أو الشر ،و هؤلاء سيحسم الميزان أمرهم و سيراعي الله في هؤلاء الضعيف الفاقد لنعمة القيام بالمهام و مثله الكفيف و الفاقد للعقل لأنهم عاشوا في عصر غير متقدم ،عصر لا يهديهم متاعا و متعة لمعرفة امور الدنيا و الدين كما هم عالمين الوقت الراهن