تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> وقفات مع البدعة والسنة :

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
وقفات مع البدعة والسنة :
10-12-2007, 01:13 PM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
وقفات بسيطة مع السنة والبدعة

ا- فرق بين البدعة اللغوية والبدعة الشرعية :
البدعة عموما يمكن اعتبارها عبارة عن كل ما هو جديد مما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويمكن تقسيم البدعة بهذا المعنى إلى قسمين : بدعة لغوية وبدعة شرعية :
ا- أما البدعة اللغوية : فنعني بها كل جديد متعلق بالمعاملات لا بالعبادات . وينطبق على البدعة بهذا المعنى أو على البدعة اللغوية الأحكام الشرعية الخمسة : الوجوب , الاستحباب , الجواز أو الإباحة , الكراهة , وأخيرا التحريم .
* من أمثلة البدع اللغوية الجائزة صنع أكلات مشهورة وجديدة وأكلها , شرب عصير جديد , لبس حذاء من الأحذية العصرية , صبغ جدران البيت بصبغة لم تكن في عصور سابقة , الكتابة على الورق بقلم حبر أو على السبورة بقلم خاص , الجلوس في المؤسسات التعليمية على كراسي وطاولات عوض الجلوس على الأرض أو على زرابي , وهكذا... ويقاس على هذا الذي ذكرتُ مئات وآلاف الأمثلة الأخرى .
* * ومن أمثلة البدع اللغوية المستحبة أو الواجبة طبع القرآن وكتابته والتلفزيون والسينما والكمبيوتر والأنترنت والفيديو والمسجلة والهاتف النقال والدراجة والسيارة والطائرة والبلدية والدائرة والولاية والانتخاب والمصعد وناطحات السحاب ومكبـرات الصوت ونحو ذلك من الأمور العادية الدنيوية المبتدعة ، إن استخدمت هذه الوسائل – بطبيعة الحال - في خير ونفع وفائدة ولم يكن فيها محذور شرعي ، ولم يكن في ذلك كذلك ظلم لأحد ولا نصر لبدعة أومنكر . إن هذه الأمثلة كلها ليـست داخلة في الأحاديث المحذرة من البدع , ولكنها أمور مستحبة في الدين أو واجبة . ويقاس كذلك على هذا الذي ذكرتُ مئات وآلاف الأمثلة الأخرى .
* * * ومن أمثلة البدع اللغوية المكروهة أو المحرمة إضاعة الوقت الطويل جدا مع متابعة مباريات كرة قدم مثلا أو مع اللغو من الحديث , وكذا نوادي الميسر والقمار , والفوائد الربوية المختلفة والمستحدثة , والغناء الخليع والمائع المصاحب لموسيقى صاخبة , وتصوير النساء في الأعراس وغيرها بواسطة الكاميرا ثم عرضها للتفرج عليها من طرف أجانب من الرجال , وشرب الدخان , وتناول المخدرات , وتبني النظريات الكافرة في علم الاجتماع أو علم النفس أو الاقتصاد أو تبني نظرية التطور لداروين التي تقول بأن " جدنا " قِـردٌ وليس آدم عليه الصلاة والسلام , و ... ويقاسُ على هذا الذي ذكرتُ مئات وآلاف الأمثلة الأخرى .
ب- وأما البدعة الشرعية : فلها معنى آخر , وهو أنها طريقة مخترعة في الدّين يُقصد بها التعبّد والتقرب إلى الله تعالى, وهذا يعني أنّه لم يرد بها الشّرع ولا دليل عليها من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس أو ... ولم تكن على عهد رسولـنـا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وواضحٌ من التعريف أن البدع الشرعية متعلقة فقط بالعبادات , لا بالمعاملات , كما أنه واضحٌ بـأنّ المخترعات الدنيوية لا تدخل في مفهوم البدعة الشرعية . والبدعة الشرعية مذمومة دوما عند كل العلماء , وحكمها أنها إما مكروهةٌ أو حرامٌ . والحرام منها قد يكون كبيرة من الكبائر وقد يكون صغيرة من الصغائر . والكبيرةُ من البدع الشرعية منها ما لا يُخرجُ صاحبها إلى الكفرِ , ومنها ما يُخرجُ صاحبَـها عن الملة مثل عبادة الأصنام أو سب الصحابة أو تأليه علي بن أبي طالب أو القول بأن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد عليه الصلاة والسلام , أو ...
2- البدعة الحسنة : البدع اللغوية المستحبة أو الواجبة هي التي يسميها بعض العلماء سـنة حسنة قال فيها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة " أو
يسمونها " بدعة حسنة " , في الوقت الذي يرفضُ فيه علماء آخرون هذه التسمية ويعتبرونـها تسمية باطلة وغير شرعية .
أما الأولون : فـيـعتبـرون أن في الدين بدع حسنة وبدع سيئة . أما البدع الحسنة فهي عندهم البدع اللغوية المستحبة أو الواجبة والمتعلقة بالمعاملات أو بالعادات والسياسات الشرعية والمعاملات أو بالمسائل التوفـيـقـيـة , والتي يمكن اعتبارها هي المصالح المرسلة , وأما البدع السيئة فهي عندهم البدع الشرعية التي هي دوما مكروهة أو حراما كما أنها متعلقة عموما بالعبادات وبالمسائل التوقيفية في الدين . وهؤلاء العلماء يـأخذون كلمة البدعة بمعناها اللغوي , وهي المستحدثات عموما . وبالتالي فإن بعض البدع بهذا المعنى لا يدخلها الذم لأن المستحدثَ ليس مذموما بالكلية وليس مذموما كله , ومنه فإن " العز بن عبد السلام" رحمه الله مثلا يعتبـر البدعةَ بهذا المعنى ( أي البدعة اللغوية ) بأنها قد تكون واجبة أو مستحبة أو مباحة أو مكروهة أو محرمة بحسب موقعها من مقاصد الشرع . إن " العز بن عبد السلام " ومعه الشاطبي ومعهما كثيرٌ من العلماء القدامى والمعاصرين يستخدمون هنا اللفظ بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي كما وصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه اجتماع الناس على صلاة التراويح بقولة " نعمت البدعة هذه " . وهؤلاء العلماء يُدخلون البدع اللغوية فيما يسمى بالمصالح المرسلة التي يعتمد عليها بعضُ الفقهاء كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي . والمصالح المرسلة يُـعرفها الأصوليون بأنها المصالح التي لم يشهد الشارعُ لها باعتبار أو بإلغاء , فهي مصلحة لأنها تجلب نفعا أو تدفع ضرا , وهي مرسلة من اعتبار الشارع أو إلغائه , أي أنها مسكوتٌ عنها لا نص فيها ولا نظيـر لها يقاس عليه . وهي مع ذلك وصفٌ مناسبٌ لتشريع حكم معين من شأنه أن يُحققَ مصلحة شرعية موافقة لأصول الشريعة . ومن أمثلة ذلك ما فعل الصحابة من جمع القرآن وتضمين الصناع وقتل الجماعة بالواحد , و... فهذه فتاوى وأقضيات لم يرد في الشرع نصٌّ عليها ولم يكن هناك نصٌّ له علـة تجتمع معها لنقيس عليه , وهي مع ذلك تُـحقِّقُ مصالح حقيقية شرعية لعموم المسلمين توافقُ مقاصدَ الشريعة . وقد جعل المالكيةُ المصالحَ المرسلة ضمن أصولهم وكذا الحنابلة وتوسعوا فيها كثيرُا , بينما رفضها ( فقط من حيث الشكل ) الشافعيةُ والأحناف , وإن تضمنت فتاواهم وأقضيتُـهم كثيرا منها معتمـدا على المصلحة . حتى أن الأحنافَ خصُّوا بالمصلحةِ العامَّ وقيدوا بها المطلقَ , أي أنهم لم يستطيعوا تجاهلَـها , لأن الشريعةَ أصلا مبنيةٌ على المصالحِ . ثم ولما كانت المصالحُ المرسلةُ مظـنةَ العبث بها بدعوى تحقيق المصلحة ومدخلا للـتـفَلُّـتِ من الأحكام الشرعية , فقد اهـتم العلماءُ بوضع الضوابط الكافية لحماية هذا الأصل وضبطه ليحقق مقصودَه .
ومما سبق نستنتج بأن المصالح المرسلة تكون في العادات والسياسة الشرعية والمعاملات وأمور الدنيا ومخـترعاتها لأنها معقولة المعنى , أما العبادات فلا تدخل فيها لأنها توقيفيةٌ وهي غالبا غير مقبولة المعنى . وكما قلتُ فإن بعضَ العلماء اعتبـروا البدعة اللغوية المستحبة أو الواجبة مصالح مرسلة , وسموها " بدعة حسنة " أو " سنة حسنة " . وأما البدعة الشرعية فالكل متفق على أنها سيئةٌ ولا يمكن أن تكون حسنة , وعلى أنها مكروهةٌ أو حرامٌ .
3- البدعة الشرعية:
* هي طريقة في الدين مخـترعة تضاهي الطريقة الشرعية يَـقصدُ بها صاحبُها المبالغة في العبادة من علم أو عمل أو حال .
* * أو البدعة الشرعية هي ما أُحدثَ بعد النبي صلى الله عليه وسلم على أنه دينٌ وشرع بتأويل أو شبهة غير معتد بها .
* * * أو البدعة الشرعية هي أمر مستحدثٌ في الدين على مثال العبادة يُـراد به الثوابُ .
* * * * أو البدعة الشرعية هو أمر مستحدثٌ لم يكن على عهد النبوة ولم يرد فيه نص أو نظير يقاس عليه
- تماما مثل المصالح المرسلة - , ولكنه يخالفها في أنه في العبادات لا المعاملات , وأنه يُـراد بفعله المبالغةُ في العبادة ونيل الثواب .
ولما كانت العبادات توقيفية الأصلُ فيها الحظرُ والمـنعُ , ولا يجوز استحداثُ شيء فيها , فقد وصفَ الحديثُ
"كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار" هذه البدعة بأنها ضلالة وأن كل ضلالة في النار وزجر الناسَ عنها . ولذلك فإن البدعة الشرعية هي دوما سيئةٌ عند كل العلماء والفقهاء , وهي إما مكروهة أو أنها حرام . ومن خلال ما سبق ندرك أن شروطا ثلاثة يلزم توافرها ليوصف الفعل بأنه بدعةٌ مذمومةٌ وهي :
ا- أن يكون الأمر مستحدثٌ .
ب- أن يكون في العبادات لا في المعاملات .
جـ- أن يقصدَ صاحـبُـه المبالغةَ في العبادة لنيل الثوابِ .
وإذا قلنا بأن علماء عدوا المصالح المرسلة بدعا لغوية حسنة أو " سنة حسنة " , فإنه لا خلاف بين العلماء جميعا في أن البدع الشرعية لا علاقة لها عند الكل , لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمصالح المرسلة ولا بالبدع اللغوية المستحبة أو الواجبة أو المباحة ولا بالبدع الحسنة ولا بالسنة الحسنة , وذلك بسبب الفروق الأساسية بينهما , والتي يمكن أن نذكر منها ما يلي :
ا- المصالحُ المرسلة تلائمُ مقاصدَ الشرعِ بـينما تناقضُ البدعةُ الشرعيةُ ذلك .
ب- المصالحُ المرسلةُ معقولة المعنى ومناسبةٌ للحكم , بـيـنما البدعُ الشرعية غير معقولة المعنى , لأنها متعلقةٌ بالعبادات .
جـ-المصالحُ المرسلة تكون لحفظ ضروري أو حاجي بالتخفيف ورفع الحرج , وأما البدعُ الشرعية فهي زيادة تكليف وهي لذلك مضادة للتخفيف .
د- المصالحُ المرسلة تكون في العادات والمعاملات والسياسة الشرعية , وأما البدعة الشرعية فتكون بشكل عام في العبادات .
يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 10-12-2007 الساعة 01:18 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع البدعة والسنة :
13-01-2008, 09:27 PM


4- العبرة بالمسمى لا بالإسم : ومنه فإنه ليس مهما أن نتـنازع ونختلف ونتصادم ونتعارك وأن ...من أجل الاختلاف في الإسم " هل هناك في الدين بدعة حسنة أم لا ؟ " , و"هل هناك في الدين بدعة لغوية حسنة أم لا ؟ " " و " هل هناك في الدين سنة حسنة أم لا ؟ " , وإنما الذي يُـهم بالدرجة الأولى أن نتفق على كل مسألة : هل هي جائزة أم حرام أم واجبة أم ... وكما أن الفقهاء الأربعة على سبيل المثال مهما اختلفوا في اعتبار المصالح المرسلة مصدرا من مصادر التشريع الإسلامي أو عدم اعتبارها مصدرا , إلا أن الكل – تقريبا – اتفقوا على ما يجوز وما يباح وما يجب حتى وإن اختلفوا بعد ذلك في الغطاء وفي اسم الدليل الشرعي وفي ... هل هو مصالح مرسلة أو هو استحسان أو غير ذلك من الأسماء ... ولذلك قلتُ قبل قليل " بـيـنما رفض الشافعيةُ والأحنافُ المصالحَ المرسلة أو البدعَ الحسنة , رفضوها فقط من حيث الشكل , وإن تضمنت فتاواهم وأقضيتهم كثيرا منها معتمدا على المصلحة . حتى أن الأحنافَ خصوا بالمصلحة العام وقيدوا بها المطلق , أي أنهم لم يستطيعوا تجاهلها ( ولو أعطوها إسما آخر غير المصالح المرسلة ) , لأن الشريعة أصلا مبنية على المصالح " .
ومن هنا فإنني أتمنى لنا نحن كذلك – عامة المسلمين- أن لا نـهتم كثيرا بالاسم وإنما يجب أن نـهتم بالدرجة الأولى بالمسمى .

5- " خير الأمور أوسطها " : إنني أرى في واقع المسلمين اليوم أن الناسَ في الكثير من الأحيان على طرفي نقيض :
ا- إما أنهمباسم التجديد في الدين والتحديث والعصرنة وباسم التيسير في الدين والتبشير به وتسهيله على النفس وعلى الناس و باسم التفتح و... تجدهم يتساهلون إلى درجة تشبه الميوعة والانحلال في الدين وتُدخلهم في الكثير من الأحيان في دائرة الابتداع السيء أو البدعة الشرعية التي لا خلاف في أنها بدعة سيئة مكروهة أو حرام , سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا , وسواء كانت نيتهم حسنة أم سيئة . ومن أمثلة ذلك :
1- حرص المأمومين على الدعاء مع الإمام جماعيا بعد كل صلاة من الصلوات المفروضة في بعض المساجد هنا وهناك .
2- الدعاء الجماعي بين الإمام والمأمومين بعد نهاية كل صلاة جنازة .
3- الاحتفال باليوم الأربعين بعد وفاة الميت .
4- قراءة القرآن الكريم جماعيا في بيت الميت وفي اليوم الذي يموت فيه الميت , بطريقة فيها من المنكرات ما فيها سواء تمت بأجر أم بلا أجر .
5- الطرق المتبعة عند الكثير من الناس من أجل الوقاية أو العلاج من العين من مثل " الأصابع الخمسة أمام باب الدار " أو " العجلة فوق سقف الدار " , أو " ذر الملح على رأس الشخص" أو ...
6- صيام يوم المولد النبوي الشريف .
7- إتاحة الفرصة أمام المرأة لتـزوج نفسها بنفسها , كما هو الحال بالنسبة للرجل .
الخ ...
ب- وإما أنهم باسم اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية , وكذا باسم محاربة البدعة الشرعية , وباسم التأسي بسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام , وباسم اتباع السلف الصالح من الصحابة والتابعين , وباسم الاتباع لا الابتداع , وباسم مخالفة الكفار في كل شيء , وباسم أنه لا يوجد في الدين إلا البدعة السيئة فقط وأما البدعة الحسنة فباطل في باطل , وباسم الاحتياط في الدين أو التشدد فيه , وباسم أنه لن يصلُـح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلُـح به أولها ... تجدهم يكادون يُـحرِّمون كلَّ شيء على الناس ويقولون عن كل شيء بأنه بدعةٌ محرمة , أو يقولون عما ليس بسنة في الدين بأنه سنة شرعية , أو … يقولون كلَّ ذلك وغيرَ ذلكَ ويُحرِّمون ويتشددون ويتعصبون ويتزمتون ويُـبَـدِّعون و… بلا دليل شرعي ولا برهان قوي أو ضعيف وبلا حجة أو شبه حجة وبلا سند من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس أو أي مصدر من مصادر التشريع الإسلامي . ومن أمثلة ذلك :
1- القول بأن كل مؤمن ومسلم , هو يدعو 17 مرة كل يوم بأن يهديه الله للسلفية , وذلك حين يقول في الصلاة " اهدنا الصراط المستقيم " !.
2- القول بأن مجرد سماع الأناشيد الدينية ولو بدون موسيقى ولو حتى بدون دف ولو في الأعراس والأعياد , بأن ذلك بدعة وهي حرام !.
3- القول بأن كل مصلي يذهب إلى المسجد ليصلي جماعة مأموما , عليه أن يؤذن أذانا خاصا به هو قبل أن يدخل في الصلاة جماعة خلف الإمام !.
4- عندما نـقول عندنا في الجزائر لمن انـتـهى من الأكل أو الشرب " صحَّ ليك " ( أي صحة وعافية بإذن الله ) يقول لنا قائل " هذا الدعاء بدعة , وهو حرام " !.
5- القول بأن اللباس الخاص بالطبيب ( وكذا بالتلميذ , والأستاذ , والممرض , والعامل في الشركة أو المصنع أو الإدارة أو …) هو بدعة مكروهة أو حرام لأن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم ينصح بذلك ولم يأمر به ولم ينبه عليه .
6- القول بأنه من السنة أن يتزوج الرجل وعمره 25 سنة !!!.
7- عندما ترسم خطوطٌ في المسجد من أجل المساعدة على تسوية الصفوف واعتدالها يقول لنا قائل " هذه بدعة , وهي حرام " !.
8- القولُ بأن دراسةَ غير العلوم الإسلامية من الابتدائي إلى نهاية الجامعة , دراسةَ غيرها من علوم الدين أو الدنيا هو كله بدعةٌ محرمة , وهو كله ضلالٌ وانحرافٌ , وأن المطلوبَ فقط هو دراسةُ العلوم الشرعية فقط !!!.
الخ...
والخير كل الخير في الوسط بين هؤلاء المتعصبين وأولئك المنحلين , ولا ننسى أن " خير الأمور أوسطها " . والله وحده أعلم , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
البرمجة السلبية
14-01-2008, 12:50 PM
البرمجة السلبية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهذه وقفات يسيرة مع ما تقدم به الاستاذ الفاضل من اراء وافكار تاصل بطريقة غريبة لخروج على القواعد الشرعية المعتبرة عند الائمة الراسخين ولسان حاله يقول

فاني وان كنت الاخير زمانه ... لات بما لم تستطعه الاوائل

والاستاذ الفاضل معذور فيما يذهب اليه وليس لاحد ان يشكك في نيته وقصده لكنها البرمجة.......
نعم انها البرمجة........
تلك البرمجة السلبية التي تجعل الانسان يكتب ويحاور بل ويناور وفي فكره تلك الصورة المشوهة التي تمنعه على علمه وفضله من ادراك الواقع بعيدا عن اصول ومباديء وافكار .........الجماعة
وماقرره مثقفوا وكتاب .......الجماعة
هذه الجماعة التي تنكر اليوم ما قررته بالامس القريب كل ذالك
في اطار حملة شرسة على المخالفين .......
ضبابية في الرؤية ......
اختلال في المفاهيم .....
تلك القواعد المغلوطة التي تحاول هذه الجماعة وبكل ما اوتيت من قوة
ووسيلة ويحاول دعاتها من كل فصيل وبكل سبيل برمجة الناشئة بسيل من الشبهات والافكار لازالت الامة تعاني من اثارها الى اليوم اما ما تقدم به الاستاذ من مفاهيم فنترك التعليق عليها للمتخصصين ونقول

يجيبك الدكتور لطف الله خوجه
لطف الله خوجه : ( ما من صاحب دعوة إلا ويحرص على تأييد دعوته بما يقدر عليه من جمل وألفاظ ودلائل، حتى يضمن قبولها ورواجها.. ولا نجد في أصحاب الدعوات من يحرص على صدق جمله وصحة دلائله، إلا إن كان يدعو إلى اتباع السنة وتقليد السلف، فهو الوحيد الذي يحرص على الصدق والصحة في كل ما يتلفظ به، يحرص أن يكون كما هو ظاهرا وباطنا..
بخلاف أهل الأهواء والبدع وأهل الفساد والتخريب، فإنهم:
يرفعون شعار الإسلام وهم يهدمونه..
ويرفعون شعار السنة وهم يخالفونها..
ويدعون اتباع السلف وليس كذلك..
وفي سبيل تدعيم مذاهبهم الباطلة الزائغة يوردون الكلام الكثير والأدلة المتنوعة، التي لا تصحح مذهبهم ولا تعطيه الشرعية..
يوردونها وهم يعلمون أنها ليست صحيحة، يوردونها لعلمهم بوجود طائفة كبيرة من الناس لا تفقه في الدين شيئا، وليس لديها العقل والفهم الصحيح للأمور، بل يغرها كثرة الكلام ومجرد تسويد الصحائف بالأحرف والجمل، فتظن بصاحبها الفهم وامتلاك الحجة الصحيحة..
فهذه الطائفة هي البيئة الخصبة لرواج ترهات وخزعبلات أهل البدع والأهواء، الذين يكرسون جهدهم في الرد والمناظرة والتأليف، بأي كلام كان، مع تتبع الشبه والسقطات من هنا وهناك من أجل التغرير بهؤلاء العامة وخداعهم، ونشر مذهبهم بينهم، فهم يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق..
وقد نجحوا في ذلك، وأضلوا أناسا كثيرين، ولبسوا على آخرين، ومن هنا فمن المستحسن على كل مسلم أن يتفقه في دينه، حتى لا يكون عرضة للضلال والانحراف عن دينه على أيدي أهل الأهواء والبدع..
وفي بدعة المولد مثال على ذلك، حيث نجد من الداعين إليه من يخلط في كلامه، ويتلاعب بالحقائق، ويتغابى عن الواضحات، ويجادل بالباطل.. فيورد لأجل نشر بدعة المولد في المسلمين أدلة غير صحيحة، من ذلك:
أولا: قولهم أن المولد بدعة حسنة.
يقسم بعض العلماء كالعز بن عبد السلام البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة، مندوبة، محرمة، مكروهة، مباحة، كمثل الأحكام التكليفية الخمسة، ويعتمدون في هذا على قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد: "نعم البدعة هذه"...
وهناك قول آخر: أن كل بدعة ضلالة، وليس في الدين ثمة بدعة حسنة، ودليلهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
فنحن هنا بين أمرين:
إما أن نتبع قول النبي صلى الله عليه وسلم أو نتبع قول الصحابي...
والذي لا ريب فيه ولا يختلف فيه اثنان، أنه إذا عارض قول الصحابي قول النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم..
وهنا إذا افترضنا أن عمر خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي يصف البدعة بأنها ضلالة، وقوله: "كل بدعة" نكرة في سياق العموم، يعم كل شيء، فكل محدثة في الدين فهي بدعة..
هذا وجه..
وجه آخر، عمر رضي الله عنه في الحقيقة لم يبتدع شيئا في الدين، بل صلاة التراويح مشروعة، وقد صلاها النبي صلى الله وسلم وأم فيها الناس ثلاث ليال، ثم ترك ذلك خشية أن تفرض، فلما مات وانقطع الوحي سنها عمر وأحياها، فهو في ذلك لم يأت بجديد، بل فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فأين البدعة هنا؟..
أما الجواب عن قوله: " نعم البدعة هذه".. فلها تخريجات عدة:
منها: أنه قصد البدعة اللغوية، أي أنها بدعة باعتبار إحيائها وإعادة العمل بها بعد أن توقف.
ومنها: أن هذا منه على سبيل الرد والمناظرة، ومعناه: إذا كان هذا الفعل بدعة، فنعم البدعة هذه، كأنه كان جوابا على معترض، وهذا مثل قوله تعالى: { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}.
ذلك من حيث قول عمر رضي الله عنه، أما من حيث الاحتجاج به على صحة المولد فيقال:
لا نسلم أن المولد بدعة حسنة، فكل بدعة ضلالة، بنص الحديث، وهو عام في كل محدث في الدين، والمولد محدث في الدين، ثم إن عمر رضي الله عنه الذي يحتج هؤلاء بقوله: "نعم البدعة هذه"، على وجود البدعة الحسنة، لم يحتفل بالمولد أبدا، فكيف يحتجون بقوله في البدعة الحسنة، ولا يحتجون بتركه للمولد؟..
وكيف يحتجون بفعله للتراويح الذي له أصل في السنة، على فعل المولد الذي ليس له أصل في السنة؟..
ثانيا:
قولهم: لو كان المولد بدعة لكونه لم يكن في عهد النبي لكان كل شيء بدعة..
المجيزون للمولد يحتجون في بعض الأحيان بأدلة ليست بشيء..
فمثلا يقولون: إذا قلتم المولد بدعة لأنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يعني أن الفرش وإنارة المساجد بدعة، وكذا استخدام كل جديد..
فيقال لهؤلاء: هذا هو السبب في وقوعكم في مثل هذه البدعة، قلة العلم والتفقه في الدين، وعدم التفريق بين المتمايزات بسبب ذلك، فكل من له أدنى فهم في الكتاب والسنة يعرف الفرق بين الشيء المحدث في الدين الذي هو البدعة، وبين الشيء المحدث في الدنيا..
فالمولد من المحدثات في الدين ذاته، فهو عبادة يقصد صاحبها التقرب بها إلى الله تعالى بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم يعتقد أنه ولد فيه..
أما الفرش والإنارة ونحوها فهذه ليست من المحدثات في الدين، بل هي من المحدثات في الدنيا، فهي أمور دنيوية محضة، ويمكن تسخيرها في خدمة الدين، كأي شيء آخر، فإذن لا علاقة لها بالموضوع من وجه.. والبدعة تنقسم إلى لغوية وشرعية:
فاللغوية: هو الشيء الذي لم يسبق، قال تعالى: { بديع السموات والأرض}، أي مخترعهما على غير مثال سابق.
والشرعية: هو كل أمر محدث في الدين يضاهي الشرعية، يقصد فاعله التقرب إلى الله تعالى.
ثالثا:
زعموا أن سبب ترك الصحابة للمولد كون النبي صلى الله عليه وسلم حيا في ضمائرهم.
هذا جواب ليس بسديد..
فإن الصحابة كانوا أسبق إلى الخير في كل شيء، ولم يكونوا يتوقفون عن خير أبدا، فلو كان المولد خيرا لفعلوه ولو مرة واحدة، لكنهم ما فعلوه، لعلمهم أن ذلك من الإحداث في الدين..
ثم لو سلمنا لهم جدلا ما قالوه، أفليس غير الصحابة بحاجة إلى التذكير؟..
وقد علمنا أن زمن الصحابة استغرق القرن الأول بكامله، وقد حدث في هذا العهد تغير كبير، وتحول خطير في حياة المسلمين، دخل كثير من الناس في دين الله أفواجا، فتعسر توجيه وتربية كل هذه الأفواج، وبعد الكثير عن دين الله، حتى عمت الشهوات وكثرت الحروب لأجل الدنيا والتنازع فيها، كل ذلك ألم يكن داعيا وحاملا للصحابة أن يخترعوا المولد، لا من أجل أنفسهم، بل من أجل الناس الذين معهم وانعدم ذكر النبي صلى الله عليه سلم من ضمائرهم، فما عادوا يذكرون إلا دنياهم؟..
لقد بلغ من سخط الصحابة على الناس ما لم يسعهم السكوت معه، روى البخاري في صحيحه عن أم الدرداء قالت: " دخل علي أبو الدرداء مغضبا فقلت له: ما لك؟، قال: والله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعا"..
وقال الحسن البصري: سأل رجل أبا الدرداء فقال: رحمك الله، لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، هل كان ينكر شيئا مما نحن عليه؟، فغضب منه، واشتد غضبه، وقال: وهل كان يعرف شيئا مما أنتم عليه؟.
وروى البخاري عن الزهري قال: "دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟، فقال: ما أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت".
وآثارهم في هذا المعنى متعددة، فالناس في زمن الصحابة كانوا بحاجة إلى التذكير، فلو كان التعليل في عدم فعل الصحابة للمولد أنهم ليسوا محتاجين إلى ذلك، فإن غيرهم ممن كان في عهدهم كانوا بحاجة، والصحابة مدركون لذلك، ومع ذلك لم يفعلوه..
ثم ما زال الناس في رقة من الدين قرنا بعد قرنا، والسلف يعاينون أحوال الناس ومع ذلك لم يخطر ببال أحدهم الاحتفال بالمولد تذكيرا وإحياء لسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى انقضى عهد السلف والقرون الثلاثة الأولى، وما أحدث المولد إلا في منتصف القرن الرابع..
ثم إن قولهم ذلك يفتح الباب لكل بدعة ويصبغها بالمشروعية، إذ يمكن لكل صاحب بدعة أن يحتج لبدعته - إذا قيل إن الصحابة لم يفعلوه - بأن الصحابة لم يكونوا بحاجة إلى ذلك لكمال إيمانهم، وأن الناس بحاجة إلى ذلك اليوم..
يمكنهم أن يقولوا ذلك في بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وشهر رجب وغير ذلك.
خلاصة القول: أن ما ذكروه ليس بحجة لا من حيث الشرع، ولا من حيث المنطق والعقل، ولا من حيث الواقع..
ثم التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكره في ضمائر الناس له طرق كثيرة وليس محصورا في الموالد.
رابعا:
قولهم أن الترك لا يقتضي التحريم.
هذه الحجة يدندن حولها كثير من المبتدعة، ويتخذونها غرضا لتثبيت بدعهم، فكلما قيل لهم: إنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، والصحابة من بعده، قالوا لك:
الترك لا يقتضي التحريم..
وينسبون مثل هذا الكلام إلى الأصوليين، بل ويبالغ بعضهم ويغلو عندما يزعم أنه إجماع..
ويقال في رد هذه الشبهة: نعم، الأصوليون لم يجعلوا الترك من أنواع التحريم، فالتحريم يكون بالنص ونحوه مما يدل على التحريم، لكن ههنا فرق لابد من التنبه له، هو سبب هذا الإشكال:
كلام الأصوليين إنما هو في العادات لا في العبادات..
فالأصل في العادات الإباحة، في الترك في باب العادات لا يدل على التحريم، فمثلا النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل الضب هل هذا يدل على تحريمه؟.. لا، لأن الترك لا يدل على التحريم، هذا في باب العادات، والنبي صلى الله عليه وسلم لم لم يأكل لحم الغزال؟.. لكن تركه لا يدل على التحريم، وهكذا كل شيء من المنافع الدنيوية الأصل فيها الإباحة، إلا إذا ورد ما يمنع، وهذا من التوسيع والرحمة.
وأما العبادات الأصل فيها التحريم إلا إذا ورد الإذن، وعلى ذلك فما تركه الشارع فهو محرم، إذ لو كان مشروعا لفعل، فالترك دل على عدم المشروعية، فكل ما نوقعه من عبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة كلها لم يكن لنا القيام بها لولا إذن الشارع، وهذا هو مقتضى التسليم وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله..
ولو كان لكل إنسان الحق أن يخترع عبادة كيفما شاء، لم يكن من داع لإرسال الرسول لتبليغ رسالة الرب إلى الخلق، بل يترك لكل قوم وكل إنسان أن يخترع ما شاء من العبادات، وهذا باطل.
والدليل على أن الأصل في العبادات المنع قوله عليه السلام: ( وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة). وعلى ذلك فالمولد هل من باب العبادات أو من باب العادات؟..
لننظر فيما يكون في المولد، إنه اجتماع لتلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة، ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد..
وهذا بلا ريب عبادة محضة، والأدلة على ذلك:
أولا: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليوم عيدا، والعيد هو ما يعتاد مجيئه في كل زمن، فالجمعة عيد، لأنه كل أسبوع، والفطر والأضحى عيد، لأنه كل عام، وعلى ذلك فقس المولد، فهو يحتفل به كل عام، وهذا تشريع، واتخاذ ليوم لم يأذن به الشارع أن يكون عيدا، ونحن نعلم أن المسلمين ليس لهم إلا عيدين يحتفلون فيهما، الفطر والأضحى، ولا يجوز لهم أن يتخذوا عيدا ثالثا ورابعا، والحاصل في المولد أنه صار عيدا يحتفل به، أي صار عيدا ثالثا في الإسلام، وهذه هي الضلالة.
ثانيا: أن الموالد ذكر، والذكر عبادة.
ثالثا: أن أهل الموالد يقصدون التقرب إلى الله تعالى بما يفعلون، والتقرب عبادة.
إذن الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: الأصل في العبادات المنع إلا بنص، ولا تدخل في باب: الأصل في العادات الإباحة إلا بنص..
ومن ثم لا يجوز الاحتجاج بقاعدة: " الترك لا يقتضي التحريم".. إذ هذه القاعدة يعمل بها في العادات لا في العبادات.
إن دعوى أن "الترك لا يقتضي التحريم".. هكذا بإطلاق يصادم النص النبوي: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة)..
فهذا النص لا معنى له إذا عمل بتلك الدعوى على إطلاقها دون تفصيل، فإن المحدثات هي التي لم تكن في عهد النبوة من العبادات، تركت فلم تفعل، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر منها، ويطلق وصف البدعة، وهؤلاء يقولون:
الترك لا يقتضي التحريم، وأنه يمكن لنا أن نفعل عبادة لم تكن في عهد النبوة..
فكيف نجمع بين القولين؟…
لا شك أنهما لا يجتمعان، فإما أن نأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو قولهم.. ولا ريب أننا ملزمون بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا بقولهم.
خامسا:
زعموا أن الموالد مثل المحاضرات والدروس والعلمية.
يجاب عن هذا بالاعتراض، فليست الموالد كالمحاضرات والدروس العلمية..
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، ويقرر لهم الدروس والخطب، وخصص يوما للنساء يعلمهن فيه، فإذن الدروس والخطب والمحاضرات مشروعة، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره: ( بلغوا عني ولو آية)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس ليخطب فيهم نادى بهم ليجتمعوا، فيجتمعوا، فيلقي عليهم ما أراد تعليمهم، والإعلان عن الدروس والمحاضرات هو من هذا النوع الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بمثل، سواء بسواء..
فأين هذا من المولد؟..
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين جواز جمع الناس لتعليمهم أمور دينهم، إذ لا يمكن تعليم الناس إلا بهذه الطريقة، أو قل هو طريق عظيم لتعليم الناس، لكنه ما بين للناس جواز أن يجتمعوا لأجل المولد، الذي في الحقيقة ليس فيه تعليم بشيء، إلا شيئا واحدا هو ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر إلى الغلو والمنكر..
وهذه الموالد حتى في حال خلوها من الغلو والمنكرات ليس فيها تعليم ولا تفقيه..
والدليل أنك تجد جل الذين يؤمون الموالد لا يفقهون في دين الله شيئا، وذلك أنهم لا يجدون في الموالد شيئا من العلم والفقه إلا المدائح النبوية الغالية والرد على الخصوم في جواز الاحتفال بالمولد...
أما قضايا الفقه والعقيدة وأحوال المسلمين فلا تجد منها شيئا، فكيف يكون طريقا للعلم؟، وكيف يصح تشبيه الموالد بالمحاضرات والدروس العلمية؟..
إن الذي يتابع ويحضر الدروس العلمية والمحاضرات تجده بعد مدة متفقها واعيا، مستدلا على طريق السنة، عارفا بحقيقة أحوال المسلمين، بخلاف الذي يؤم الموالد، لا تجد عنده شيء من ذلك، وهذا مما يؤكد الفرق بين الأمرين.
تلك أبرز شبه القوم، وقد علمنا بطلانها، وتبين لنا كيف أن القوم يحتجون بأي شيء، ولو كان مخالفا للدليل الصريح والعقل الصحيح، وكثير منهم يجادلون بالباطل، ويتبعون أهواءهم، ويكلمون بكلام كثير لا يقصد منه الوصول إلى الحق، بل تغرير عموم القارئين والمستمعين الذين يتابعون ما يدور من كلام.
وأخيرا.. فلا نجد المحتفلين بالمولد مقتدين بسلف الأمة، إنما هم مقتدون بالنصارى، حيث إن النصارى يحتلفون بعيد ميلاد المسيح، وهذا من جملة تحريفهم وابتداعهم في الدين النصراني، وهؤلاء يفعلون كما يفعلون، فقد تركوا التشبه بأهل الإيمان وصاروا متشبهين بأهل الكفر والتحريف.. ) .


ويقول الشيخ عبد القيوم السحيباني في مقال له بعنوان دعوة للتامل
أولا - نقول لهم : ماالضابط في تحسين البدع ومن المرجع فيه ؟؟
فإن قالوا : الضابط موافقة الشرع . قلنا : ما وافق الشرع ليس ببدعة أصلا
وإن قالوا : المرجع العقل . قلنا : العقول مختلفة فكل صاحب بدعة يزعم أن بدعته حسنة عقلا وبهذا لايمكن رد أي بدعة .
ثانيا - إذا جازت الزيادة في الدين باسم البدعة ( الحسنة ) - على قولهم - جاز أن يستحسن مستحسن حذف شيء من الدين باسم البدعة ( الحسنة ) فيضيع الدين بين الزيادة والنقص وكفى بهذا ضلالا.
ثالثا - إذا كان في الشريعة ( بدعة حسنة ) - على قولهم - فإننا نبتدع اطراح البدع ونبذها فإن كان قولنا هذا عليه دليل فلاتجوز مخالفته , وإن لم يكن عليه دليل فهو بدعة ( حسنة ) - وهم يقولون بشرعية البدعة ( الحسنة ) - فالبدعة علىجميع الافتراضات باطلة .
والتفصيل على الرابط ادناه
وباختصار شديد ادعوا القراء الكرام الى دراسة مثل هذه المسائل دراسة علمية دقيقة وعدم الاكتفاء بما يقرره بعض المنحرفين عن قواعد الدين من المتاخرين بل التشمير عن سواعد الجد وعلو الهمة في طلب العلم ودراسة كتب المتقدمين من العلماء الراسخين
اما الاستاذ الكريم ورغم احترامي لشخصه الا انه ليس من فرسان الميدان ومن تدخل في غير فنه اتى بالعجائب

وليسمح لي الاستاذ الفاضل في هذا المقام ان اقول
له ولامثاله من انصار منهج التيسير المعاصر بل من المتاثرين بالمدرسة العقلية الحديثة اصولا وفروعا ان روعة الاسلوب لاتغني عن الحق شيئا وفصاحة القلب قبل فصاحة اللسان.
ولي عودة ولو بعد حين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.khayma.com/kshf/B/Bed3-Breaking.htm
التعديل الأخير تم بواسطة algeroi ; 14-01-2008 الساعة 01:21 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
البرمجة السلبية
14-01-2008, 02:21 PM
البرمجة السلبية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهذه وقفات يسيرة مع ما تقدم به الاستاذ الفاضل من اراء وافكار تاصل بطريقة غريبة لخروج على القواعد الشرعية المعتبرة عند الائمة الراسخين ولسان حاله يقول

فاني وان كنت الاخير زمانه ... لات بما لم تستطعه الاوائل

والاستاذ الفاضل معذور فيما يذهب اليه وليس لاحد ان يشكك في نيته وقصده لكنها البرمجة.......
نعم انها البرمجة........
تلك البرمجة السلبية التي تجعل الانسان يكتب ويحاور بل ويناور وفي فكره تلك الصورة المشوهة التي تمنعه على علمه وفضله من ادراك الواقع بعيدا عن اصول ومباديء وافكار .........الجماعة
وماقرره مثقفوا وكتاب .......الجماعة
هذه الجماعة التي تنكر اليوم ما قررته بالامس القريب كل ذالك
في اطار حملة شرسة على المخالفين .......
ضبابية في الرؤية ......
اختلال في المفاهيم .....
تلك القواعد المغلوطة التي تحاول هذه الجماعة وبكل ما اوتيت من قوة
ووسيلة ويحاول دعاتها من كل فصيل وبكل سبيل برمجة الناشئة بسيل من الشبهات والافكار لازالت الامة تعاني من اثارها الى اليوم اما ما تقدم به الاستاذ من مفاهيم فنترك التعليق عليها للمتخصصين ونقول

يجيبك الدكتور لطف الله خوجه
لطف الله خوجه : ( ما من صاحب دعوة إلا ويحرص على تأييد دعوته بما يقدر عليه من جمل وألفاظ ودلائل، حتى يضمن قبولها ورواجها.. ولا نجد في أصحاب الدعوات من يحرص على صدق جمله وصحة دلائله، إلا إن كان يدعو إلى اتباع السنة وتقليد السلف، فهو الوحيد الذي يحرص على الصدق والصحة في كل ما يتلفظ به، يحرص أن يكون كما هو ظاهرا وباطنا..
بخلاف أهل الأهواء والبدع وأهل الفساد والتخريب، فإنهم:
يرفعون شعار الإسلام وهم يهدمونه..
ويرفعون شعار السنة وهم يخالفونها..
ويدعون اتباع السلف وليس كذلك..
وفي سبيل تدعيم مذاهبهم الباطلة الزائغة يوردون الكلام الكثير والأدلة المتنوعة، التي لا تصحح مذهبهم ولا تعطيه الشرعية..
يوردونها وهم يعلمون أنها ليست صحيحة، يوردونها لعلمهم بوجود طائفة كبيرة من الناس لا تفقه في الدين شيئا، وليس لديها العقل والفهم الصحيح للأمور، بل يغرها كثرة الكلام ومجرد تسويد الصحائف بالأحرف والجمل، فتظن بصاحبها الفهم وامتلاك الحجة الصحيحة..
فهذه الطائفة هي البيئة الخصبة لرواج ترهات وخزعبلات أهل البدع والأهواء، الذين يكرسون جهدهم في الرد والمناظرة والتأليف، بأي كلام كان، مع تتبع الشبه والسقطات من هنا وهناك من أجل التغرير بهؤلاء العامة وخداعهم، ونشر مذهبهم بينهم، فهم يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق..
وقد نجحوا في ذلك، وأضلوا أناسا كثيرين، ولبسوا على آخرين، ومن هنا فمن المستحسن على كل مسلم أن يتفقه في دينه، حتى لا يكون عرضة للضلال والانحراف عن دينه على أيدي أهل الأهواء والبدع..
وفي بدعة المولد مثال على ذلك، حيث نجد من الداعين إليه من يخلط في كلامه، ويتلاعب بالحقائق، ويتغابى عن الواضحات، ويجادل بالباطل.. فيورد لأجل نشر بدعة المولد في المسلمين أدلة غير صحيحة، من ذلك:
أولا: قولهم أن المولد بدعة حسنة.
يقسم بعض العلماء كالعز بن عبد السلام البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة، مندوبة، محرمة، مكروهة، مباحة، كمثل الأحكام التكليفية الخمسة، ويعتمدون في هذا على قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد: "نعم البدعة هذه"...
وهناك قول آخر: أن كل بدعة ضلالة، وليس في الدين ثمة بدعة حسنة، ودليلهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
فنحن هنا بين أمرين:
إما أن نتبع قول النبي صلى الله عليه وسلم أو نتبع قول الصحابي...
والذي لا ريب فيه ولا يختلف فيه اثنان، أنه إذا عارض قول الصحابي قول النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم..
وهنا إذا افترضنا أن عمر خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي يصف البدعة بأنها ضلالة، وقوله: "كل بدعة" نكرة في سياق العموم، يعم كل شيء، فكل محدثة في الدين فهي بدعة..
هذا وجه..
وجه آخر، عمر رضي الله عنه في الحقيقة لم يبتدع شيئا في الدين، بل صلاة التراويح مشروعة، وقد صلاها النبي صلى الله وسلم وأم فيها الناس ثلاث ليال، ثم ترك ذلك خشية أن تفرض، فلما مات وانقطع الوحي سنها عمر وأحياها، فهو في ذلك لم يأت بجديد، بل فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فأين البدعة هنا؟..
أما الجواب عن قوله: " نعم البدعة هذه".. فلها تخريجات عدة:
منها: أنه قصد البدعة اللغوية، أي أنها بدعة باعتبار إحيائها وإعادة العمل بها بعد أن توقف.
ومنها: أن هذا منه على سبيل الرد والمناظرة، ومعناه: إذا كان هذا الفعل بدعة، فنعم البدعة هذه، كأنه كان جوابا على معترض، وهذا مثل قوله تعالى: { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}.
ذلك من حيث قول عمر رضي الله عنه، أما من حيث الاحتجاج به على صحة المولد فيقال:
لا نسلم أن المولد بدعة حسنة، فكل بدعة ضلالة، بنص الحديث، وهو عام في كل محدث في الدين، والمولد محدث في الدين، ثم إن عمر رضي الله عنه الذي يحتج هؤلاء بقوله: "نعم البدعة هذه"، على وجود البدعة الحسنة، لم يحتفل بالمولد أبدا، فكيف يحتجون بقوله في البدعة الحسنة، ولا يحتجون بتركه للمولد؟..
وكيف يحتجون بفعله للتراويح الذي له أصل في السنة، على فعل المولد الذي ليس له أصل في السنة؟..
ثانيا:
قولهم: لو كان المولد بدعة لكونه لم يكن في عهد النبي لكان كل شيء بدعة..
المجيزون للمولد يحتجون في بعض الأحيان بأدلة ليست بشيء..
فمثلا يقولون: إذا قلتم المولد بدعة لأنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يعني أن الفرش وإنارة المساجد بدعة، وكذا استخدام كل جديد..
فيقال لهؤلاء: هذا هو السبب في وقوعكم في مثل هذه البدعة، قلة العلم والتفقه في الدين، وعدم التفريق بين المتمايزات بسبب ذلك، فكل من له أدنى فهم في الكتاب والسنة يعرف الفرق بين الشيء المحدث في الدين الذي هو البدعة، وبين الشيء المحدث في الدنيا..
فالمولد من المحدثات في الدين ذاته، فهو عبادة يقصد صاحبها التقرب بها إلى الله تعالى بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم يعتقد أنه ولد فيه..
أما الفرش والإنارة ونحوها فهذه ليست من المحدثات في الدين، بل هي من المحدثات في الدنيا، فهي أمور دنيوية محضة، ويمكن تسخيرها في خدمة الدين، كأي شيء آخر، فإذن لا علاقة لها بالموضوع من وجه.. والبدعة تنقسم إلى لغوية وشرعية:
فاللغوية: هو الشيء الذي لم يسبق، قال تعالى: { بديع السموات والأرض}، أي مخترعهما على غير مثال سابق.
والشرعية: هو كل أمر محدث في الدين يضاهي الشرعية، يقصد فاعله التقرب إلى الله تعالى.
ثالثا:
زعموا أن سبب ترك الصحابة للمولد كون النبي صلى الله عليه وسلم حيا في ضمائرهم.
هذا جواب ليس بسديد..
فإن الصحابة كانوا أسبق إلى الخير في كل شيء، ولم يكونوا يتوقفون عن خير أبدا، فلو كان المولد خيرا لفعلوه ولو مرة واحدة، لكنهم ما فعلوه، لعلمهم أن ذلك من الإحداث في الدين..
ثم لو سلمنا لهم جدلا ما قالوه، أفليس غير الصحابة بحاجة إلى التذكير؟..
وقد علمنا أن زمن الصحابة استغرق القرن الأول بكامله، وقد حدث في هذا العهد تغير كبير، وتحول خطير في حياة المسلمين، دخل كثير من الناس في دين الله أفواجا، فتعسر توجيه وتربية كل هذه الأفواج، وبعد الكثير عن دين الله، حتى عمت الشهوات وكثرت الحروب لأجل الدنيا والتنازع فيها، كل ذلك ألم يكن داعيا وحاملا للصحابة أن يخترعوا المولد، لا من أجل أنفسهم، بل من أجل الناس الذين معهم وانعدم ذكر النبي صلى الله عليه سلم من ضمائرهم، فما عادوا يذكرون إلا دنياهم؟..
لقد بلغ من سخط الصحابة على الناس ما لم يسعهم السكوت معه، روى البخاري في صحيحه عن أم الدرداء قالت: " دخل علي أبو الدرداء مغضبا فقلت له: ما لك؟، قال: والله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعا"..
وقال الحسن البصري: سأل رجل أبا الدرداء فقال: رحمك الله، لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، هل كان ينكر شيئا مما نحن عليه؟، فغضب منه، واشتد غضبه، وقال: وهل كان يعرف شيئا مما أنتم عليه؟.
وروى البخاري عن الزهري قال: "دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟، فقال: ما أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت".
وآثارهم في هذا المعنى متعددة، فالناس في زمن الصحابة كانوا بحاجة إلى التذكير، فلو كان التعليل في عدم فعل الصحابة للمولد أنهم ليسوا محتاجين إلى ذلك، فإن غيرهم ممن كان في عهدهم كانوا بحاجة، والصحابة مدركون لذلك، ومع ذلك لم يفعلوه..
ثم ما زال الناس في رقة من الدين قرنا بعد قرنا، والسلف يعاينون أحوال الناس ومع ذلك لم يخطر ببال أحدهم الاحتفال بالمولد تذكيرا وإحياء لسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى انقضى عهد السلف والقرون الثلاثة الأولى، وما أحدث المولد إلا في منتصف القرن الرابع..
ثم إن قولهم ذلك يفتح الباب لكل بدعة ويصبغها بالمشروعية، إذ يمكن لكل صاحب بدعة أن يحتج لبدعته - إذا قيل إن الصحابة لم يفعلوه - بأن الصحابة لم يكونوا بحاجة إلى ذلك لكمال إيمانهم، وأن الناس بحاجة إلى ذلك اليوم..
يمكنهم أن يقولوا ذلك في بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وشهر رجب وغير ذلك.
خلاصة القول: أن ما ذكروه ليس بحجة لا من حيث الشرع، ولا من حيث المنطق والعقل، ولا من حيث الواقع..
ثم التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكره في ضمائر الناس له طرق كثيرة وليس محصورا في الموالد.
رابعا:
قولهم أن الترك لا يقتضي التحريم.
هذه الحجة يدندن حولها كثير من المبتدعة، ويتخذونها غرضا لتثبيت بدعهم، فكلما قيل لهم: إنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، والصحابة من بعده، قالوا لك:
الترك لا يقتضي التحريم..
وينسبون مثل هذا الكلام إلى الأصوليين، بل ويبالغ بعضهم ويغلو عندما يزعم أنه إجماع..
ويقال في رد هذه الشبهة: نعم، الأصوليون لم يجعلوا الترك من أنواع التحريم، فالتحريم يكون بالنص ونحوه مما يدل على التحريم، لكن ههنا فرق لابد من التنبه له، هو سبب هذا الإشكال:
كلام الأصوليين إنما هو في العادات لا في العبادات..
فالأصل في العادات الإباحة، في الترك في باب العادات لا يدل على التحريم، فمثلا النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل الضب هل هذا يدل على تحريمه؟.. لا، لأن الترك لا يدل على التحريم، هذا في باب العادات، والنبي صلى الله عليه وسلم لم لم يأكل لحم الغزال؟.. لكن تركه لا يدل على التحريم، وهكذا كل شيء من المنافع الدنيوية الأصل فيها الإباحة، إلا إذا ورد ما يمنع، وهذا من التوسيع والرحمة.
وأما العبادات الأصل فيها التحريم إلا إذا ورد الإذن، وعلى ذلك فما تركه الشارع فهو محرم، إذ لو كان مشروعا لفعل، فالترك دل على عدم المشروعية، فكل ما نوقعه من عبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة كلها لم يكن لنا القيام بها لولا إذن الشارع، وهذا هو مقتضى التسليم وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله..
ولو كان لكل إنسان الحق أن يخترع عبادة كيفما شاء، لم يكن من داع لإرسال الرسول لتبليغ رسالة الرب إلى الخلق، بل يترك لكل قوم وكل إنسان أن يخترع ما شاء من العبادات، وهذا باطل.
والدليل على أن الأصل في العبادات المنع قوله عليه السلام: ( وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة). وعلى ذلك فالمولد هل من باب العبادات أو من باب العادات؟..
لننظر فيما يكون في المولد، إنه اجتماع لتلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة، ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد..
وهذا بلا ريب عبادة محضة، والأدلة على ذلك:
أولا: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليوم عيدا، والعيد هو ما يعتاد مجيئه في كل زمن، فالجمعة عيد، لأنه كل أسبوع، والفطر والأضحى عيد، لأنه كل عام، وعلى ذلك فقس المولد، فهو يحتفل به كل عام، وهذا تشريع، واتخاذ ليوم لم يأذن به الشارع أن يكون عيدا، ونحن نعلم أن المسلمين ليس لهم إلا عيدين يحتفلون فيهما، الفطر والأضحى، ولا يجوز لهم أن يتخذوا عيدا ثالثا ورابعا، والحاصل في المولد أنه صار عيدا يحتفل به، أي صار عيدا ثالثا في الإسلام، وهذه هي الضلالة.
ثانيا: أن الموالد ذكر، والذكر عبادة.
ثالثا: أن أهل الموالد يقصدون التقرب إلى الله تعالى بما يفعلون، والتقرب عبادة.
إذن الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: الأصل في العبادات المنع إلا بنص، ولا تدخل في باب: الأصل في العادات الإباحة إلا بنص..
ومن ثم لا يجوز الاحتجاج بقاعدة: " الترك لا يقتضي التحريم".. إذ هذه القاعدة يعمل بها في العادات لا في العبادات.
إن دعوى أن "الترك لا يقتضي التحريم".. هكذا بإطلاق يصادم النص النبوي: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة)..
فهذا النص لا معنى له إذا عمل بتلك الدعوى على إطلاقها دون تفصيل، فإن المحدثات هي التي لم تكن في عهد النبوة من العبادات، تركت فلم تفعل، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر منها، ويطلق وصف البدعة، وهؤلاء يقولون:
الترك لا يقتضي التحريم، وأنه يمكن لنا أن نفعل عبادة لم تكن في عهد النبوة..
فكيف نجمع بين القولين؟…
لا شك أنهما لا يجتمعان، فإما أن نأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو قولهم.. ولا ريب أننا ملزمون بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا بقولهم.
خامسا:
زعموا أن الموالد مثل المحاضرات والدروس والعلمية.
يجاب عن هذا بالاعتراض، فليست الموالد كالمحاضرات والدروس العلمية..
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، ويقرر لهم الدروس والخطب، وخصص يوما للنساء يعلمهن فيه، فإذن الدروس والخطب والمحاضرات مشروعة، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره: ( بلغوا عني ولو آية)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس ليخطب فيهم نادى بهم ليجتمعوا، فيجتمعوا، فيلقي عليهم ما أراد تعليمهم، والإعلان عن الدروس والمحاضرات هو من هذا النوع الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بمثل، سواء بسواء..
فأين هذا من المولد؟..
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين جواز جمع الناس لتعليمهم أمور دينهم، إذ لا يمكن تعليم الناس إلا بهذه الطريقة، أو قل هو طريق عظيم لتعليم الناس، لكنه ما بين للناس جواز أن يجتمعوا لأجل المولد، الذي في الحقيقة ليس فيه تعليم بشيء، إلا شيئا واحدا هو ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر إلى الغلو والمنكر..
وهذه الموالد حتى في حال خلوها من الغلو والمنكرات ليس فيها تعليم ولا تفقيه..
والدليل أنك تجد جل الذين يؤمون الموالد لا يفقهون في دين الله شيئا، وذلك أنهم لا يجدون في الموالد شيئا من العلم والفقه إلا المدائح النبوية الغالية والرد على الخصوم في جواز الاحتفال بالمولد...
أما قضايا الفقه والعقيدة وأحوال المسلمين فلا تجد منها شيئا، فكيف يكون طريقا للعلم؟، وكيف يصح تشبيه الموالد بالمحاضرات والدروس العلمية؟..
إن الذي يتابع ويحضر الدروس العلمية والمحاضرات تجده بعد مدة متفقها واعيا، مستدلا على طريق السنة، عارفا بحقيقة أحوال المسلمين، بخلاف الذي يؤم الموالد، لا تجد عنده شيء من ذلك، وهذا مما يؤكد الفرق بين الأمرين.
تلك أبرز شبه القوم، وقد علمنا بطلانها، وتبين لنا كيف أن القوم يحتجون بأي شيء، ولو كان مخالفا للدليل الصريح والعقل الصحيح، وكثير منهم يجادلون بالباطل، ويتبعون أهواءهم، ويكلمون بكلام كثير لا يقصد منه الوصول إلى الحق، بل تغرير عموم القارئين والمستمعين الذين يتابعون ما يدور من كلام.
وأخيرا.. فلا نجد المحتفلين بالمولد مقتدين بسلف الأمة، إنما هم مقتدون بالنصارى، حيث إن النصارى يحتلفون بعيد ميلاد المسيح، وهذا من جملة تحريفهم وابتداعهم في الدين النصراني، وهؤلاء يفعلون كما يفعلون، فقد تركوا التشبه بأهل الإيمان وصاروا متشبهين بأهل الكفر والتحريف.. ) .


ويقول الشيخ عبد القيوم السحيباني في مقال له بعنوان دعوة للتامل
أولا - نقول لهم : ماالضابط في تحسين البدع ومن المرجع فيه ؟؟
فإن قالوا : الضابط موافقة الشرع . قلنا : ما وافق الشرع ليس ببدعة أصلا
وإن قالوا : المرجع العقل . قلنا : العقول مختلفة فكل صاحب بدعة يزعم أن بدعته حسنة عقلا وبهذا لايمكن رد أي بدعة .
ثانيا - إذا جازت الزيادة في الدين باسم البدعة ( الحسنة ) - على قولهم - جاز أن يستحسن مستحسن حذف شيء من الدين باسم البدعة ( الحسنة ) فيضيع الدين بين الزيادة والنقص وكفى بهذا ضلالا.
ثالثا - إذا كان في الشريعة ( بدعة حسنة ) - على قولهم - فإننا نبتدع اطراح البدع ونبذها فإن كان قولنا هذا عليه دليل فلاتجوز مخالفته , وإن لم يكن عليه دليل فهو بدعة ( حسنة ) - وهم يقولون بشرعية البدعة ( الحسنة ) - فالبدعة علىجميع الافتراضات باطلة .
والتفصيل على الرابط ادناه
وباختصار شديد ادعوا القراء الكرام الى دراسة مثل هذه المسائل دراسة علمية دقيقة وعدم الاكتفاء بما يقرره بعض المنحرفين عن قواعد الدين من المتاخرين بل التشمير عن سواعد الجد وعلو الهمة في طلب العلم ودراسة كتب المتقدمين من العلماء الراسخين
اما الاستاذ الكريم ورغم احترامي لشخصه الا انه ليس من فرسان الميدان ومن تدخل في غير فنه اتى بالعجائب

وليسمح لي الاستاذ الفاضل في هذا المقام ان اقول
له ولامثاله من انصار منهج التيسير المعاصر بل من المتاثرين بالمدرسة العقلية الحديثة اصولا وفروعا ان روعة الاسلوب لاتغني عن الحق شيئا وفصاحة القلب قبل فصاحة اللسان.
ولي عودة ولو بعد حين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.khayma.com/kshf/B/Bed3-Breaking.htm
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع البدعة والسنة :
21-01-2008, 04:32 PM
أخي الحبيب شكرا لك على كل حال .
ومع ذلك أنا أنبهك إلى الفرق الكبير بيننا وبينكم .
نحن نقرأ لكل العلماء بلا استثناء , ثم نأخذ ما نطمئن إليه , ومع ذلك نبقى نحترم الأقوال الأخرى .
أما الكثير منكم فيأخذون أقوالا يعتبرونها هي الدين , ويرفضون بقية الأقوال وكأنها ليست من الدين في شيء .
أكتب ما تشاء وانقل ما شئت من أقوال العلماء , ومع ذلك أنت لن تغير من الأمر شيئا , لأن المسألة الخلافية ستبقى خلافية إلى يوم القيامة .
ومن ذلك الاحتفال بالمولد النبوي الشريف : قال قوم بأنه جائز وقال آخرون بأنه بدعة مكروهة أو حرام , ولكل فريق أدلته , والمسألة خلافية وستبقى خلافية , من أخذ بهذا القول له عذر , ومن أخذ بذاك فله عذر كذلك , وفي كل خير .
وأنت مهما حاولت أن تنتصر لأحد القولين فإنك لن تلغي القول الآخر أبدا أبدا أبدا .
شكرا لك أخي الكريم مرة أخرى .

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
ابو ايمن
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-12-2007
  • المشاركات : 361
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابو ايمن is on a distinguished road
ابو ايمن
عضو فعال
رد: وقفات مع البدعة والسنة :
21-01-2008, 04:43 PM
اقتباس:
أخي الحبيب شكرا لك على كل حال .
ومع ذلك أنا أنبهك إلى الفرق الكبير بيننا وبينكم .
نحن نقرأ لكل العلماء بلا استثناء , ثم نأخذ ما نطمئن إليه , ومع ذلك نبقى نحترم الأقوال الأخرى .
أما الكثير منكم فيأخذون أقوالا يعتبرونها هي الدين , ويرفضون بقية الأقوال وكأنها ليست من الدين في شيء .
أكتب ما تشاء وانقل ما شئت من أقوال العلماء , ومع ذلك أنت لن تغير من الأمر شيئا , لأن المسألة الخلافية ستبقى خلافية إلى يوم القيامة .
ومن ذلك الاحتفال بالمولد النبوي الشريف : قال قوم بأنه جائز وقال آخرون بأنه بدعة مكروهة أو حرام , ولكل فريق أدلته , والمسألة خلافية وستبقى خلافية , من أخذ بهذا القول له عذر , ومن أخذ بذاك فله عذر كذلك , وفي كل خير .
وأنت مهما حاولت أن تنتصر لأحد القولين فإنك لن تلغي القول الآخر أبدا أبدا أبدا .
شكرا لك أخي الكريم مرة أخرى .
كلام في الصميم جزاك الله كل خير يا شيخ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع البدعة والسنة :
21-01-2008, 06:17 PM
أبا أيمن : أسأل الله أن يحفظك في الدارين , وأن يجعلك هاديا مهديا , صالحا مصلحا .
الله يرضى عليك ويجعلك من أهل الجنة آمين .

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-10-2007
  • المشاركات : 4,860
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • algeroi has a spectacular aura aboutalgeroi has a spectacular aura about
الصورة الرمزية algeroi
algeroi
شروقي
رد: وقفات مع البدعة والسنة :
23-01-2008, 04:54 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ايمن مشاهدة المشاركة
كلام في الصميم جزاك الله كل خير يا شيخ

منع المرء من التفكير والنظر يكون بأن تنسلك في جماعة ، أتريد النصيحة الذهبية لكي تكون منغلق الفكر ؟ أدخل نفسك في جماعة وأعطي البيعة ، وحينئذ يصير عقلُك حجراً
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
( التعريف بابن تيمية الحراني وانحرافه عن منهج السلف )
الساعة الآن 10:57 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى