فلسطين تسرق منا يوما بعد يوم
17-12-2014, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
سيدي عقبة في 17/12/2014
فلسطين تسرق منا يوما بعد يوم
في سويعات الظهيرة , أسقطت الشمس أوراق الخريف و انحنت أشعتها بلهفة تحضن المكان , فمدت الأرض ذراعيها في شوق المتلهف الولهان و عانقت بدفء ألوان قوس قزح المتربع في زاوية من السماء في أسى ينظر دمعة تدحرجت على وجنتي يتيمة قهرها الزمان و حاصرها الفقر من كل مكان و خيمت في انتظار ترحيلها من غزة إلى غزة , قذيفة يهودية أسقطت عنها عطف الأبوين و جعلت منها يتيمة بامتياز , و جلس جلادها يتجاذب أطراف الحديث مع ساسة من العرب و يتناولون مربعات الحلوى على جثث الأبرياء من أبناء فلسطين تحت ضحكات رنانة و كأن الذين سقطوا في غزة ليسوا من البشر و ليسوا من العرب لذلك وجب قتلهم ما دام الساسة من طينتهم يشربون نخبهم و يعانقون السفاح بارتياح و حيا على الفلاح ؟؟؟؟؟
أصابني الغثيان و وددت لو مسني طائف من النسيان , مر رمضان و أهلنا في غزة في انتظار و حل الخريف و لم يتغير المكان و حل الشتاء و الناس في العراء و نحن نأكل و نشرب و في الدفء نيام , و فينا من يقدم الولاء و الطاعة في جنح الظلام , المهم عندنا أن يعيش الملوك و الأمراء و الحكام حفظهم الله و أمد في عمرهم عقوبة لنا في آمان , أما الباقون من الرعية فيساق إلى الجحيم كالأنعام .
انتفخت قدماه و أعياه الروماتيزم الساكن في المفاصل بعدما حرم من السكن كباقي الغزاوين , فاختار هذا الشيخ الذي أنهكته الحروب و دمرت ما بقي له من ذكريات , بيت تخرج منه الشهداء , شباب في عز الربيع قدموا أنفسهم هدية و يا لها من هدية لفلسطين كل فلسطين يدفعهم إلى ذلك إيمانهم القوي و تربيتهم السليمة , سطرت تعاليم وجهه أعظم حكاية لو تفرسها حكام العرب لخجلوا سنينا , ارتفعت بيده راية فلسطين مكتوب عليها نحن هنا باقون , نحن هنا باقون , فأين انتم ذاهبون يا من نمتم و فلسطين تسرق منا يوما بعد يوم.
نورالدين عبد الكريم