رد: من أخلاق الرسول
04-03-2010, 09:30 PM
الخلق التاسع:الحياء
اختلفت عبارات العلماء في تعريف الحياء فقيل :
1.الحياء من قبيل الوقار وهو غض الطرف والانقباض عن الكلام حشمة للمستحى منه وهو عادة محمودة مالم يكن عن عي ولا عجز
2.هو انقباض النفس من شيء وتركه حذرا عن اللوم فيه
3.هو انحصار النفس خوف إتيان القبائح والحذر من الذم والسب.
4.هو خلق يبعث علي فعل الحسن وترك القبيح
5.هو خلق يبعث علي ترك القبيح من الأقوال والأفعال والأخلاق يمتنع صاحبه من التقصير في حق ذي الحق
6.هو ملكة راسخة في النفس تدفعها علي إيفاء الحقوق وترك القطيعة والعقوق
7.هو تغير وانكسار يعتري النفس من خوف مايلام منه.
أقسام الحياء
قسم ابن القيم الجوزية رحمه الله الحياء إلي عشرة أقسام وصار علي نهجه كثير من علماء الأخلاق.وهذه الأقسام هي :
1.حياء الجناية فمنه حياء آدم عليه السلام لما فر هاربا من الجنة فكان فراره هذا حياء من الله تعالي
2.حياء التقصير أن تؤدي ما عليك لكن تشعر بالتقصير فيظهر عليك الحياء كحياء الملائكة عليهم السلام فهم يسبحون بالليل والنهار ومع ذالك يشعرون بالتقصير في حق المولي تبارك وتعالي
3.حياء الإجلال:وهو حياء المعرفة بأن تعرف عظمة من تعصي فتستحيي منه.وعلي قدر المعرفة برب العالمين يكون الحياء منه
4.حياء الكرم بأن يأتي عندك جماعة فتقوم بإكرامهم ويظهرون شيئا من اللامبالاة أو الانتقاص فلا تستطيع أن ترد لهم كلمة لأنهم في بيتك وقد فعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن أتاه جماعة من الضيوف فقام بإكرامهم ولكن أطالوا الجلوس عنده فلم يستطع أن يقول لهم انصرفوا فانصرف هو
5.حياء الحشمة بأن يستحيي الكبير من الصغير والإبن من الأب وهكذا كما استحيا سيدنا علي رضي الله عنه أن يسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن المذي وكحياء ذالك الصحابي الجليل الذي أراد أن يسأل السيدة عائشة رضي الله عنها عن أمور تخص الرجال مع النساء فقالت له أنها بمثابة أمه فسألها
6.حياء الاستحقار واستصغار النفس كحياء العبد من ربه حين يتوسل إليه وهو مكبل بالذنوب
7.حياء المحبة.هو حياء المحب من محبوبه فمن شدة تعلقه به لايستطيع حتي النظر إليه أو التكلم معه .وأحسن الحب حب العبد لله جل وعلا قال تعالي : (يحبهم ويحبونه ) وقال (والذين آمنوا أشد حبا لله )
8.حياء العبودية .وهو حياء ممزوج بالخوف والرجاء وإجلال الله تبارك وتعالي .فالعبد يعلم لامحالة أنه لاغني له عن ربه وكل حياته وآخرته متعلقة بربه ومع ذالك يغفل عنه فيشعر بالتقصير والحياء
9.حياء الشرف والعزة.وهو حياء الخاصة من العلماء والكبراء .فالمعصية منهم ليست كالمعصية من غيرهم .هاهو ربنا تبارك وتعالي يقول لزوجات النبي عليه والصلاة والسلام (يانساء النبيء من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذالك علي الله يسيرا)فأنت تري زوجات النبي لمكانتهن العالية عقوبتهن لاتكون كعقوبة الناس العاديين وعقوبة العبيد علي النصف من ذالك.
10.حياء العبد من نفسه.وهو حياء النفوس الشريفة لاترضي بالدون وتشعر دوما بأنها دون المستوي هذا يتطلب مجاهدة ومزيدا من المراقبة والمحاسبة.
والحياء عموما كما قال العلماء ينقسم إلي ثلاثة أقسام
1.حياء من الله :ويكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه .ولهذا كان السادة الصوفية يقولون ينبغي ترك المعاصي لالأن الله جل وعلا يعاقب عليها ولكن لأنك مؤمن واستحياء من كرمه فلو فرضا أن الله جل وعلا لايؤاخذنا ببعض الذنوب ينبغي تركها استحياء من الله ولأنك مؤمن والمؤمن له مكانة عند الله
2.وحياء من النفس.ويكون باجتناب المعاصي في الخلوات فرفعة لنفسه وعفتها ومكانته وأن الله جل وعلا يراه وأن المعاصي تحط من قيمته يتركها .
3.حياء من الناس ويكون بكف الأذي وترك القبيح خوفا من الناس وهو أحسن من المجاهرة بالمعاصي لأن هذا علي الأقل يستحي من الناس ومن يأتي المعاصي مجاهرة لايستحيي من الله ولا من الناس
والحياء كما قال ابن حجر رحمه الله غريزي ومكتسب
والحياء المكتسب من الإيمان
منزلة الحياء
الحياء خلق جميل يدل علي نفس طيبة وقلب فيه شيء من الإيمان وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الحياء لايأتي إلا بخير)
ولولا الحياء لما تلاطف الناس بينهم ولا أكرموا ضيفا ولا وفوا بالعهد ولا أدوا أمانات.ولولا الحياء لم يؤدي شيء من العبادات لأن الباعث إما ديني فيرجوا عاقبتها المحمودة في الآخرة وإما باعث دنيوي يخشي مذمة الناس ويحب مدحهم.قال ابن القيم الجوزية رحمه الله (إن للإنسان آمرين وزاجرين آمر وزاجر من جهة الحياء.فإذا أطاعه امتنع من فعل كل ما يشتهي . وله آمر وزاجر من جهة الهوي والطبيعة.فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره أطاع آمر الهوي والشهوة)
وقد وصف الله جل وعلا نفسه بالحياء فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا)
والحياء هنا يليق بجلال الله وكرمه وبره وجوده كما يقول الفيروزآبادي
وقد رد الله جل وعلا علي المنافقين واليهود يوم ضرب أمثلة في القرآن الكريم فأنفوا منها .فأنزل الله (إن الله لايستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ).
مظاهر الحياء في حياة النبي صلي الله عليه وسلم
1.وصفه بعض الصحابة الكرام فقالوا (كان أشدا حياء من العذراء في خدرها فإذا رأي شيئا يكرهه عرفناه في وجهه).
2.كان بعض المسلمين يدخلون بيته يتحينون إنضاج الطعام وكان رسول الله يستحيي من إخراجهم .فأنزل الله (إن ذالكم كان يؤذي النبيء فيستحيي منكم والله لايستحيي من الحق ).
3.بعد زواجه من زينب بنت جحش وكانت زوجة لزيد بن حارثة وزيد بن حارثة كان يعرف عند الناس بأنه إبن رسول الله فكان من العار أن يتزوج الأب زوجة إبنه ولكن زيدا ليس بابن رسول الله فقال الله تعالي (وتخشي الناس والله أحق أن تخشاه)أي وتستحيي من الناس والله أحق ان تستحيي منه ثم قال جل وعلا (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين وكان الله بكل شيء عليما)
4.وكان رسول اله يستحيي ان يواجه إنسانا بما يكره فقد رأي مرة رجل عليه صفرة فقال (لو امرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة ) وحين رأي أبا قحافة أبو أبي بكر رضي الله فقال لهم :مروه فليغير من شعره
5.وكان إذا رأي خطأ من إنسان ما لايواجهه ولكن يلمح إلي ذالك فيقول (مابال أقوام يقولون كذا وكذا )
6.ومن شدة حيائه صلي الله عليه وسلم لم تكشف له عورة قط حتي قبل النبوة فتكشف يوما وهم في بناء الكعبة فسقط مغشيا عليه من شدة حيائه
7.وكان إذا أرد قضاء حاجة ابتعد عن الناس ولم يرفع له ثوب قط
8.وفي قصة المعراج حين كان سيدنا موسي عليه السلام يقول له lارجع إلي ربك )مرة بعد مرة حتي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (استحييت من ربي )
9.وكان الحياء خلقا عاما في حياة النبي صلي الله عليه وسلم فهاهي أم سليم تسأله (هل علي المرأة من غسل إذا احتلمت فيقول لها رسول الله lنعم إذا رأت الماء فتقول أم سليم :أو تحتلم المرأة؟ قال:نعم تربت يداك فبم يشبهها ولدها )فانظر إلي قوله (تربت يداك)
10.وتقول السيدة عائشة رضي اله عنها أن امرأة من الأنصار جاءت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تسأله عن الاغتسال من الحيض فقال لها lخذي فرصة ممسكة فتطهري بها )فقالت :كيف أتطهر بها يارسول الله ؟فقال لها : تتبعي بها أثر الدم قالت : كيف ؟ فأعلرض عنها رسول الله فجذبتها السيدة عائشة وشرحت لها .
11.ودخل رسول اله صلي الله عليه وسلم يوم فتح مكة مطأطأ رأسه مغطيا وجهه من شدة حيائه فلم يكن كقادة الجيش والظلمة والطواغيت يوم يفتحون مدينة يدخلونها وعليهم مخايل التكبر والعجب والغرور
حث رسول الله أمته علي الحياء
1.( الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)
2.(الحياء والإيمان قرنا معا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )
3.وجاء رجل وطلب من رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يزوده ببعض الوصايا فقال له رسول الله : (أوصيك أن تستحيي من الله عز وجل كما تستحيي رجلا من صالحي قومك )
4.وفي الحديث (استحيوا من الله حق الحياء فقالوا :يارسول الله :إنا نستحيي والحمد لله قال :ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعي والطن وما حوي ولتذكر الموت والبلي ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذالك فقد استحيا من الله حق الحياء).
5.(إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء ).
قال وهب بن منبه :الإيمان عريان ولباسه التقوي وزينته الحياء وماله العفة
وذكر لعمر بن عبد العزيز رضي اله عنه ان الحياء من الدين فقال : (بل هو الدين كله )
6.وها هو رسول اله صلي اله عليه وسلم يذكر لنا سيدنا موسي عليه السلام : (إن موسي كان حييا ستيرا لايري من جلده شيئا استحياء من الله فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا : ما يستتر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة)
7.(الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء من النار ).
8.ومر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي رجل من الأنصار وهو يعظه في الحياء فقال له : (دعه فإن الحياء من الإيمان )
9.ولما سأله أحد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فقال : يارسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ماملكت يمينك فقال :ارجل يكون مع الرجل ؟قال : (إن استطعت أن لايراها أحد فافعل فقال الرجل يكون خاليا .قال : (فالله أحق أن يستحيا منه ).
10(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستح فاصنع ماشئت )
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : خمس من علامات الشقاء القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل )
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ماتشاء
فلا والله مافي العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقي العود مابقي اللحاء
وخطب أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال : (يامعشر المسلمين استحيوا من الله .فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز وجل )
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه (من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه).
اختلفت عبارات العلماء في تعريف الحياء فقيل :
1.الحياء من قبيل الوقار وهو غض الطرف والانقباض عن الكلام حشمة للمستحى منه وهو عادة محمودة مالم يكن عن عي ولا عجز
2.هو انقباض النفس من شيء وتركه حذرا عن اللوم فيه
3.هو انحصار النفس خوف إتيان القبائح والحذر من الذم والسب.
4.هو خلق يبعث علي فعل الحسن وترك القبيح
5.هو خلق يبعث علي ترك القبيح من الأقوال والأفعال والأخلاق يمتنع صاحبه من التقصير في حق ذي الحق
6.هو ملكة راسخة في النفس تدفعها علي إيفاء الحقوق وترك القطيعة والعقوق
7.هو تغير وانكسار يعتري النفس من خوف مايلام منه.
أقسام الحياء
قسم ابن القيم الجوزية رحمه الله الحياء إلي عشرة أقسام وصار علي نهجه كثير من علماء الأخلاق.وهذه الأقسام هي :
1.حياء الجناية فمنه حياء آدم عليه السلام لما فر هاربا من الجنة فكان فراره هذا حياء من الله تعالي
2.حياء التقصير أن تؤدي ما عليك لكن تشعر بالتقصير فيظهر عليك الحياء كحياء الملائكة عليهم السلام فهم يسبحون بالليل والنهار ومع ذالك يشعرون بالتقصير في حق المولي تبارك وتعالي
3.حياء الإجلال:وهو حياء المعرفة بأن تعرف عظمة من تعصي فتستحيي منه.وعلي قدر المعرفة برب العالمين يكون الحياء منه
4.حياء الكرم بأن يأتي عندك جماعة فتقوم بإكرامهم ويظهرون شيئا من اللامبالاة أو الانتقاص فلا تستطيع أن ترد لهم كلمة لأنهم في بيتك وقد فعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن أتاه جماعة من الضيوف فقام بإكرامهم ولكن أطالوا الجلوس عنده فلم يستطع أن يقول لهم انصرفوا فانصرف هو
5.حياء الحشمة بأن يستحيي الكبير من الصغير والإبن من الأب وهكذا كما استحيا سيدنا علي رضي الله عنه أن يسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن المذي وكحياء ذالك الصحابي الجليل الذي أراد أن يسأل السيدة عائشة رضي الله عنها عن أمور تخص الرجال مع النساء فقالت له أنها بمثابة أمه فسألها
6.حياء الاستحقار واستصغار النفس كحياء العبد من ربه حين يتوسل إليه وهو مكبل بالذنوب
7.حياء المحبة.هو حياء المحب من محبوبه فمن شدة تعلقه به لايستطيع حتي النظر إليه أو التكلم معه .وأحسن الحب حب العبد لله جل وعلا قال تعالي : (يحبهم ويحبونه ) وقال (والذين آمنوا أشد حبا لله )
8.حياء العبودية .وهو حياء ممزوج بالخوف والرجاء وإجلال الله تبارك وتعالي .فالعبد يعلم لامحالة أنه لاغني له عن ربه وكل حياته وآخرته متعلقة بربه ومع ذالك يغفل عنه فيشعر بالتقصير والحياء
9.حياء الشرف والعزة.وهو حياء الخاصة من العلماء والكبراء .فالمعصية منهم ليست كالمعصية من غيرهم .هاهو ربنا تبارك وتعالي يقول لزوجات النبي عليه والصلاة والسلام (يانساء النبيء من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذالك علي الله يسيرا)فأنت تري زوجات النبي لمكانتهن العالية عقوبتهن لاتكون كعقوبة الناس العاديين وعقوبة العبيد علي النصف من ذالك.
10.حياء العبد من نفسه.وهو حياء النفوس الشريفة لاترضي بالدون وتشعر دوما بأنها دون المستوي هذا يتطلب مجاهدة ومزيدا من المراقبة والمحاسبة.
والحياء عموما كما قال العلماء ينقسم إلي ثلاثة أقسام
1.حياء من الله :ويكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه .ولهذا كان السادة الصوفية يقولون ينبغي ترك المعاصي لالأن الله جل وعلا يعاقب عليها ولكن لأنك مؤمن واستحياء من كرمه فلو فرضا أن الله جل وعلا لايؤاخذنا ببعض الذنوب ينبغي تركها استحياء من الله ولأنك مؤمن والمؤمن له مكانة عند الله
2.وحياء من النفس.ويكون باجتناب المعاصي في الخلوات فرفعة لنفسه وعفتها ومكانته وأن الله جل وعلا يراه وأن المعاصي تحط من قيمته يتركها .
3.حياء من الناس ويكون بكف الأذي وترك القبيح خوفا من الناس وهو أحسن من المجاهرة بالمعاصي لأن هذا علي الأقل يستحي من الناس ومن يأتي المعاصي مجاهرة لايستحيي من الله ولا من الناس
والحياء كما قال ابن حجر رحمه الله غريزي ومكتسب
والحياء المكتسب من الإيمان
منزلة الحياء
الحياء خلق جميل يدل علي نفس طيبة وقلب فيه شيء من الإيمان وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الحياء لايأتي إلا بخير)
ولولا الحياء لما تلاطف الناس بينهم ولا أكرموا ضيفا ولا وفوا بالعهد ولا أدوا أمانات.ولولا الحياء لم يؤدي شيء من العبادات لأن الباعث إما ديني فيرجوا عاقبتها المحمودة في الآخرة وإما باعث دنيوي يخشي مذمة الناس ويحب مدحهم.قال ابن القيم الجوزية رحمه الله (إن للإنسان آمرين وزاجرين آمر وزاجر من جهة الحياء.فإذا أطاعه امتنع من فعل كل ما يشتهي . وله آمر وزاجر من جهة الهوي والطبيعة.فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره أطاع آمر الهوي والشهوة)
وقد وصف الله جل وعلا نفسه بالحياء فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا)
والحياء هنا يليق بجلال الله وكرمه وبره وجوده كما يقول الفيروزآبادي
وقد رد الله جل وعلا علي المنافقين واليهود يوم ضرب أمثلة في القرآن الكريم فأنفوا منها .فأنزل الله (إن الله لايستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ).
مظاهر الحياء في حياة النبي صلي الله عليه وسلم
1.وصفه بعض الصحابة الكرام فقالوا (كان أشدا حياء من العذراء في خدرها فإذا رأي شيئا يكرهه عرفناه في وجهه).
2.كان بعض المسلمين يدخلون بيته يتحينون إنضاج الطعام وكان رسول الله يستحيي من إخراجهم .فأنزل الله (إن ذالكم كان يؤذي النبيء فيستحيي منكم والله لايستحيي من الحق ).
3.بعد زواجه من زينب بنت جحش وكانت زوجة لزيد بن حارثة وزيد بن حارثة كان يعرف عند الناس بأنه إبن رسول الله فكان من العار أن يتزوج الأب زوجة إبنه ولكن زيدا ليس بابن رسول الله فقال الله تعالي (وتخشي الناس والله أحق أن تخشاه)أي وتستحيي من الناس والله أحق ان تستحيي منه ثم قال جل وعلا (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين وكان الله بكل شيء عليما)
4.وكان رسول اله يستحيي ان يواجه إنسانا بما يكره فقد رأي مرة رجل عليه صفرة فقال (لو امرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة ) وحين رأي أبا قحافة أبو أبي بكر رضي الله فقال لهم :مروه فليغير من شعره
5.وكان إذا رأي خطأ من إنسان ما لايواجهه ولكن يلمح إلي ذالك فيقول (مابال أقوام يقولون كذا وكذا )
6.ومن شدة حيائه صلي الله عليه وسلم لم تكشف له عورة قط حتي قبل النبوة فتكشف يوما وهم في بناء الكعبة فسقط مغشيا عليه من شدة حيائه
7.وكان إذا أرد قضاء حاجة ابتعد عن الناس ولم يرفع له ثوب قط
8.وفي قصة المعراج حين كان سيدنا موسي عليه السلام يقول له lارجع إلي ربك )مرة بعد مرة حتي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (استحييت من ربي )
9.وكان الحياء خلقا عاما في حياة النبي صلي الله عليه وسلم فهاهي أم سليم تسأله (هل علي المرأة من غسل إذا احتلمت فيقول لها رسول الله lنعم إذا رأت الماء فتقول أم سليم :أو تحتلم المرأة؟ قال:نعم تربت يداك فبم يشبهها ولدها )فانظر إلي قوله (تربت يداك)
10.وتقول السيدة عائشة رضي اله عنها أن امرأة من الأنصار جاءت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تسأله عن الاغتسال من الحيض فقال لها lخذي فرصة ممسكة فتطهري بها )فقالت :كيف أتطهر بها يارسول الله ؟فقال لها : تتبعي بها أثر الدم قالت : كيف ؟ فأعلرض عنها رسول الله فجذبتها السيدة عائشة وشرحت لها .
11.ودخل رسول اله صلي الله عليه وسلم يوم فتح مكة مطأطأ رأسه مغطيا وجهه من شدة حيائه فلم يكن كقادة الجيش والظلمة والطواغيت يوم يفتحون مدينة يدخلونها وعليهم مخايل التكبر والعجب والغرور
حث رسول الله أمته علي الحياء
1.( الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)
2.(الحياء والإيمان قرنا معا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )
3.وجاء رجل وطلب من رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يزوده ببعض الوصايا فقال له رسول الله : (أوصيك أن تستحيي من الله عز وجل كما تستحيي رجلا من صالحي قومك )
4.وفي الحديث (استحيوا من الله حق الحياء فقالوا :يارسول الله :إنا نستحيي والحمد لله قال :ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعي والطن وما حوي ولتذكر الموت والبلي ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذالك فقد استحيا من الله حق الحياء).
5.(إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء ).
قال وهب بن منبه :الإيمان عريان ولباسه التقوي وزينته الحياء وماله العفة
وذكر لعمر بن عبد العزيز رضي اله عنه ان الحياء من الدين فقال : (بل هو الدين كله )
6.وها هو رسول اله صلي اله عليه وسلم يذكر لنا سيدنا موسي عليه السلام : (إن موسي كان حييا ستيرا لايري من جلده شيئا استحياء من الله فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا : ما يستتر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة)
7.(الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء من النار ).
8.ومر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي رجل من الأنصار وهو يعظه في الحياء فقال له : (دعه فإن الحياء من الإيمان )
9.ولما سأله أحد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فقال : يارسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ماملكت يمينك فقال :ارجل يكون مع الرجل ؟قال : (إن استطعت أن لايراها أحد فافعل فقال الرجل يكون خاليا .قال : (فالله أحق أن يستحيا منه ).
10(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستح فاصنع ماشئت )
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : خمس من علامات الشقاء القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل )
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ماتشاء
فلا والله مافي العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقي العود مابقي اللحاء
وخطب أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال : (يامعشر المسلمين استحيوا من الله .فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز وجل )
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه (من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه).
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة