هل القباعة ايقونة المثقفين?
19-12-2015, 03:53 PM
ان الجزائر بتنوع مناخهاالطبيعي و الاجتماعي كعوامل بيئية ساهمت في انجاب نخبة من المفكرين و المبدعين ما لا يجحده الا مطموس بصيرة ; تلك العوامل لا زالت قائمة نفسها بين متغير ضئيل و ثابت ضخم فمبدئيا ما دامت نفس الاسباب قائمة يفترض جدلا ان تكون نفس النتائج و هو انجاب نخبة من المفكرين و المبدعين يوازون الرعيل الاول في القوة و الاتجاه او اكثر ; ; و القاريء لبعض مواضعنا السابقة قد يشم فيها رائحة قليل من التشاؤم فيما يتعلق بواقع الابداع و المبدعين الا اننا اصحاب نظرة تفاؤلية عندما يتعلق الامر بالابداع و المبدعين مستقبلا ان شاء الله ,

من منطلق فلسفة الايقونة عند اليونان .في نظرنا ان الايقونة هي تحويل اللا ملموس من طبيعته غير المحسوسة الى طبيعة تكسبه الحيز المكاني المرئي المنطوق بصريا ; فتزداد الطبيعة البشرية تعلقا به و تزداد تقربا منه و فهما له ما يحملها على دراسته حتى يصل درجة المقدس لطهارنه او درجة المدنس لفساده و هكدا فاسم الجلالة (الله)هو الايقونة المقدسة على الاطلاق حتى على غرار اسمائه الاخرى و لهدا جاء هدا الاسم حاملا لباقي الاسماء في محكم التنزيل ( و لله الاسماء الحسنى فادعوه بها); وصلت درجة القداسة الا يقلد اسم الجلالة على مخلوقات الله فلا يجوز تسمية احد بهدا الاسم على الاطلاق مسلما كان او غير مسلم.

تاريخيا كانت ايقونة هتلر هي الصليب المعقوف و ان كان البعض يصنفها شعارا و قناع المايا كان يعكس دوما فترة ما بعد الكلاسيكية ايقونة السيدة العدراء و هي تحمل الطفل يسوع عند المسيح و الايقونات القبطية في مصر القديمة .الغرض من كل دالك هو اضفاء شرعية المحسوس على اللا محسوس.
نحن كجزائريين مسلمين لنا خصوصياتنا لسنا مطالبن بالتقليد النمطي لفلسفة الايقونة لكن مطالبين باستقراء التلاريخ للاستفادة منه لا كمادة جوفاء.

حبداء لو كانت للثقافة الجزائرية ايقونتها تمثل الرمز و الشعار معا و تجمع في تصميمها خصوصية الشعب الجزائري على مختلف روافده من عرب و امازيخ كمسلمين ينصهرون في ايقونة واحدة لا تاليها لها و انما استشعارا للوحدة الوطنية من شرق الوطن و غربه شماله و جنوبه و تكريسا للهوية الوطنية ايضا و احبدها لو كانت بالوان العلم الوطني بل حبدا لو فتحت السلطة الوطنية القائمة بالشان الثقافي مسابقة وطنية لاحسن ايقونة تمثل الثقافة الجزائرية لا تمثل فقط حدثا ثقاقيا عابرا كشعار الجزائر عاصمة الثقافة العربية او شعار تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية و نامل ان يكون دالك قبل تظهرة قسنطينة لسنة 2015 بحول الله و قوته.

في غياب الايقونة الثقافية تتفشى ظاهرة التقليد عند الفنانين و المثقفين ففي فترة ما شاهدنا تفشي ظاهرة الاهتمام بتربية الشوارب ( la moustache )مرورا بكثير من الظواهر الاخرى الى غاية يومنا هدا لنشهد ظاهرة انتشار القباعات و التفنن في انوعها و الوانها عند الفنانيين و النخبة المثقفة حتى كادت القباعة في ايامنا هده ان ترتبط بالمثقف نحن لا نعيب دالك على مثقفينا بقدر ما ندرك جيدا انه البحث عن ايقونة الثقافة و المثقف ;
تلك شيم المثقفين و المبدعين التميز سلوكا و هنداما و الا لما وصفناهم بالنخبة او الصفوة. التقيت بزميل لي ضيفا على ادرار في اطار ملتقى السرديات . كان يضع على جيب معطفه بندقة او شارة بلون دهبي تحمل صورة حمام يحمل في فمه غصن زيتون . قلت له ما علاقة هدا بالملتقى قال لي اتريدني ان احمل صورة العلم الوطني .و الله انني استحي ان اعرضه الى اهانة حتى عن غير قصد لانني احترم فيه الجزائر و شهدائها و رموزها و الله كبر الرجل في عيني و ادركت ان لهدا الوطن رجالا لن نستبدلهم بوزن جبال الشفة دهبا الا انهم مثقفونا فالهمني كتابة هدا النص. فالمبدع اما كاتبا او ملهم كتابة .