تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد
02-07-2017, 05:27 PM
علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد
(1/2)
د. أحمد إبراهيم خضر

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

(إن الدين عند الله الإسلام): حقيقة سهلة بسيطة قاطعة الوضوح: لا لبس فيها، تعرف وتحدد: ما هو الدين؟، ولا سبيل لفهم الدين إلا في ضوئها، ولا تدرس الأديان الأخرى إلا كانحراف عنها، ولا سبيل لعلاج المشكلات النفسية والعصبية والعقلية إلا بها، ولا حل لمشكلات المجتمع وانهياره وتفككه وما يعانيه من أمراض الزنا والسرقة والإدمان والغش وغير ذلك إلا بتحكيمها، ولا طريق لإنهاء مشاكل العالم وحروبه وصراعاته إلا بالاعتراف والتسليم بها، ولا شريعة ولا قانون ينظم حياة الناس في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والتربية إلا الشريعة المنبثقة منها.
{الإسلام هو: شهادة أن لا إله إلا الله، والإقرار بما جاء من عند الله من عقيدة وتشريع أنزلهما على رسوله محمد صلي الله عليه وسلم.
هو: الإخلاص لله وحده وعبادته وحده لا شريك له.
هو: دين الله الذي شرعه لنفسه ودل عليه عباده، لا يقبل غيره، ولا يجزي إلا به، ولم يبعث رسولاً إلا بالإسلام}.
إذا أقدمت علي فهم الدين، وأنت تحمل في عقلك وفي قلبك وبين جنبيك هذه الحقيقة: استوقفك علم الاجتماع وقال لك:" إنك رجل لاهوتي!!؟، أو رجل دين: تعتمد في أحكامك علي أفكار مسبقة نابعة من وجهة نظرك المدافعة عن الإسلام!!؟، وإن هذه الحقيقة التي أتيت بها: ليست في منهجها وتحليلها دراسة علمية للدين!!؟، وإنك بتبنيك هذه الحقيقة: قد تعديت دورك - إذا كنت عالم اجتماع -، لأنك تتحدث من داخل تراث فكري معين في حين أن متطلباتك الرئيسية تقتضي منك: أن تضع نفسك في عقل المؤمن دون أن تنتمي إلي معتقده، وإنه يلزم عليك أن تتراجع عن هذا الإسلام لكي تفكر كعالم اجتماع!!؟".
إذا قلت: إن هذه الحقيقة نص قرآني منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أجابك عالم الاجتماع: نحن - في علم الإجتماع - لا نعبأ بالنص، وإنما بالوظيفة التي يؤديها النص في حياة الناس!!؟.
إذا قلت: إن استبعاد النص يعني استبعاد الاعتقاد، ويدعم فكرة هامشية الدين وعدم أهميته.
أجابك عالم الاجتماع: هذا صحيح، نحن نستبعد الاعتقادات كقوى سببية في تفسير الفعل الإنساني، وننظر إلى الدين عبر أنظمته والسلوكيات القابلة للقياس فقط!!؟.

إذا قلت: (أفي الله شك؟):
أجابك عالم الاجتماع: إن (الله) يقف حائلاً دون الدراسة والبحث في حقيقة الدين، ومقارنته في مختلف صوره، وفي تعبيره عن حياة الجماعة وتطورها، ذلك لأن فكرة الألوهية تفترض وجود موجود يختلف عن غيره من الموجودات، وتتجه إليه كل الموجودات.
هذه الفكرة تحول بيننا وبين البحث في حقيقة الدين!!؟.

إذا سألت: من هو (الله) في علمالاجتماع؟:
أجابك: (الله) عندنا مجرد (رمز!!؟)، وبعضنا يراه:" قوة العقل الخلاقة في المادة"، والآخر: يتبني المفهوم الفرويدي الذي يري أن (الله): تطوير إسقاطي لاعتماد الطفل علي والديه وخاصة الأب؛ لأن من الوظائف الرئيسة للدين: إعطاء الإنسان غطاء من الوهم ضد خوفه من الطبيعة والإحباطات التي يواجهها داخل المجتمع، وبتقدم العلوم سوف يصبح الجنس الإنساني أكثر عقلانية، ويتعلم كيف يخرج من تفكير التبعية الطفلية التي أخذت شكل الدين!!؟.

إذا سألت: إذ لم يكن (الله) حقيقة، فماذا يعني اعتقاد الناس فيه!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: إن الاعتقاد في وجود إله سام يعني: الوعي بأن الناس يرتبطون فيما بينهم بمشاعر وقيم عليا فقط، ومن ثم لا يحتاج هذا المتسامي إلي وحي أو نبي أو غير ذلك!!؟.

إذا سألت: ماذا يقولعلم الاجتماع في الوحي!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: ليس بحقيقة طبعاً، إن الدين يدعي التميز بهذا الوحي، ولهذا، فإن هذا الأخير هو: موضوع دراستنا وبحثنا.

إذا قلت: إذا لم يكنالدينوحياً من الله، فممن يكون!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: من المجتمع قطعاً.
إن الجماعة الاجتماعية هي المسؤولة عن تكوين الدين، الدين خاص بجماعة معينة، وعندما تتغير الجماعة يتغير الدين، والأشياء المقدسة في أي دين هي في الحقيقة رموز للمجتمع الذي يمارس هذا الدين، فعندما يتجمع الناس في مناسبات يقوى بينهم الإحساس، وبتكرار هذا الإحساس في المناسبات يأخذ شكل الشعائر التي تأخذ في ذهن المشاركين فيها صورة القوي المقدسة، وهذه الأحاسيس التي يعبر عنها في شكل شعائر تنعكس على الموضوعات التي تصبح ذات طبيعة خاصة في رأي الجماعة، وتضفي نوعاً من الخشوع الديني في مواجهة القوي الغامضة.

إذا قلت: أليسالدينهو الطريق الصحيح الذي يعطي صورة كلية عن الكونوالحياة، ويحميه من الخوف واللامعنى!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: لا، إنه المجتمع هو الذي يعطي هذه الصورة المتكاملة، وهو الذي يجهز الأفراد بإطار مرجعي للتوقعات، ويحميهم من اللامعنى واللامعيارية والخوف وعدم الاستمرارية، وإن أخذ شكل الدين!!؟.

إذا سألت: أليسالدينهو الذي يقدم ما يفيد الإنسان!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: هناك تناقض في جوهر الدين!!؟، فقد يكون الدين مفيداً في بعض الأحيان، لأنه يحمي الإنسان من الشذوذ، لكنه ضار أيضاً، لأنه يعزل الإنسان عن العالم!!؟، وهو يعمل علي إعاقة التطور الاقتصادي في المجتمع!!؟؛ إذا لو أعطيت حرية التعبير كاملة، فإن المصلحة الدينية قد تجعل الحياة الاقتصادية مستحيلة!!؟، إنه يقف ضد:( اقتصاد البنوك :الاقتصاد الربوي): كما يقف ضد استخدام حبوب منع الحمل وضد التعليم العلماني، وكل هذه الأمور تغيرات مطلوبة للمجتمع الحديث يعوقها الدين. وكما استخدم الدين لإنارة الطريق في عالم مجهول، وظهرت المثاليات باسم الدين، فإنه استخدم أيضاً ليقيد الناس بعادات وتقاليد بالية!!؟.

وإذا سألت: وماذا يقولعلم الاجتماع عن هؤلاء الذين يؤمنونبالدينفي مختلف بقاع الأرض!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: إن الإدعاءات المتنوعة للحقيقة الدينية تتصف بالعمومية والتناقض، وليس هناك دين يتسم بالكمال!!؟، ولهذا، فإنها جميعاً خاطئة!!؟، ويجب الاستغناء عنها، ومع التقدم العلمي ستختفي هذه الخرافات، وسيتزايد الاتجاه نحو رفض الدين باعتباره من بقايا العلم!!؟.

فإذا قلت: هلالدينكذب إذن!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: نحن لا يعنينا صدق الدين أو كذبه أو حتى نفعه أو ضرره!!؟، كل الذي يعنينا: هذا التفاعل بين الدين وبين ظواهر المجتمع ونظمه الأخرى!!؟.

فإذا سألت: أيعني هذا، أنالدينظاهرة أو نظام اجتماعي!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: هذا صحيح، بل علاوة علي ذلك هو: حركة وتجربة، بمعنى: إنه من صنع الناس والجماعة والمجتمع!!؟.

وإذا سألت: وماذا تقولون فيالرسالات السماوية!!؟:
أجابك عالم الإجتماع: إن الحقائق الدينية التي أخذت شكل رسالات سماوية أو وحي عن طريق رسل معينين: تم التعبير عنها وترجمت بلغات إنسانية، واللغة عندنا: ما هي إلا رموز!!؟.

فإذا سألت: وماذا تقولون إذن فيالإلهوالجنةوالنار، والملائكة والشياطين!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: كلها رموز وليست بحقيقة!!؟، ذلك لأن للإنسان قدرة متميزة علي ابتكار واستعمال الرموز والقدرة علي إضفاء معان علىالأشياء والأصوات والكلمات والأفعال، وهذه المعاني ليست قائمة في الأشياء، ولكنها من خلق الإنسان نفسه!!؟، وبخلق الإجماع حول تلك المعاني تستطيع الجماعات أن تتصل وتكتسب المعرفة، وليست اللغة إلا عملية رمزية استطاع الإنسان أن يتعامل بها مع المفاهيم المجردة والمشاعر الإنسانية، ويحتوي السلوك الديني - بطريق مباشر أو غير مباشر - على أفعال رمزية، ولهذا، فإن الله والجنة والنار والشياطين والملائكة: ما هي إلا معان ومفاهيم لا تفسر إلا رمزياً، وتأخذ شكل رموز معينة!!؟.


فإذا سألت: وما معنى الرمز، ومم يؤخذ!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: الرمز صورة تساعد نفس العابد على الإدراك والتعبير عن الله، وتستمد هذه الصورة من العالم المادي القريب كحواس الإنسان وظروف حياته، ومن نفسه ومن الآخرين ومن الانفعالات والأفعال والإرادة والقيم.
إن الناس لا يدركون في دينهم حقيقة خارج أنفسهم، ونظراً لأن بعض جوانب الوجود الإنساني غامضة، فإنهم يتخيلون وجود الله والقوى فوق الطبيعية، وبهذا يخضع تفكيرهم للنواحي الانفعالية!!؟.

وإذا سألت: ماذا تقولون في شعائرالدينكالصلاةوالصياموالحج!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: إنها مجرد وسائل، إما: أنها تلبي رغبة الإنسان في التحكم في الطبيعة وإزالة الخوف الذي ينتابه من القوى الطبيعية، وخاصة عند الأمور غير المتوقعة التي تثير لديه الرعب والخوف، كعدم إمطار السماء وموت المحاصيل والرياح والعواصف التي تثير الخوف، فيقابلها الناس بشعائر جمعية يستخدمونها كوسائل للتحكم في العالم، وهم لا يتساءلون وهم يؤدون هذه الشعائر لماذا يؤدونها؟، المهم: أنها تلبي رغبتهم في التحكم في الطبيعة، وتزيل عنهم القلق الذي ينتابهم.
وإما: إنها وسائل لحل مشكلة ما، ذلك لأن كل فعل إنساني هو: شكل أو درجة من فعل أو ميكانيزم لحل مشكلة معينة سواء في الحاضر أو المستقبل، والسلوك الديني مثله مثل أي سلوك آخر يحاول حل مشكلة ما بالصلاة والذهاب إلي دور العبادة ومراعاة الحدود الدينية، كما تساهم كل الأنشطة الدينية الأخرى بطريقة معينة في حل مشكلة ما موجودة أو متوقعة، فالناس ينشغلون بالأنشطة الدينية على اعتقاد منهم بأن هذا سوف يحل مشاكلهم!!؟، والركوع والسجود في الصلاة كالرقص واستخدام الموسيقي!!؟: كلها تعبيرات عن الاتصال بالحقيقة العليا، ويعتمد أداء الشعائر بصفة عامة علي الحالة العقلية والانفعالية التي يكونها أفراد المجتمع نحو الشعيرة، وعلي المحتوى الاجتماعي والثقافي الذي تمارس فيه هذه الشعيرة، وسلوك الإنسان سلوك عادي، لكنه إذا مورس في مناسبة معينة أخذ شكلاً مقدساً!!؟.

وإذا سألت: هل توصلعلم الاجتماع إلى تعريف محدد للدين!!؟:
أجابك عالم الاجتماع: الأمر الذي نتفق عليه في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا هو: أن الدين من صنع المجتمع والثقافة!!؟، وتكاد تجمع معظم العلوم الاجتماعية على أن الدين نوع من التضليل الاجتماعي، أو نوع من الأفعال الرمزية التي أسئ فهمها ونسيت معانيها، وأنه نوع من الجهل أو الوهم أو الخطأ الإنساني!!؟، إنه أنين الكائن المضطهد، وقلب العالم عديم الرحمة، وحس الظروف القاسية.
الدين أفيون الشعوب، والسحر مرحلة سابقة على أي شكل من أشكال الدين، والاعتقاد في السحر دليل على ذكاء الإنسان في محاولته المستمرة التحكم في العالم، وإذا ما فشل السحر في إرغام الطبيعة على العطاء، فإن الابتهال الديني قد يحثها علي ذلك.
الدين أسلوب من الأساليب البدائية في التفكير الذي لا يزال يميز بعض الثقافات الدنيا في سلسلة التطور، فكل متدين هو: بدائي ينتمي إلي ثقافة دنيا لم تتطور بعد!!؟.
الدين كان مناسباً لطفولة الإنسانية، أما الآن فإنه غير مناسب لها.
الدين خطأ فكري، ستؤدي العقلانية إلي إضعافه وإخفاقه عند أفراد المجتمع ككل!!؟، والاهتمام بالدين لا يكون إلا من الناحية التاريخية فقط، لكنه لا يناسب المجتمع الحديث!!؟.
خلاصة ذلك: أن الدين بمعني أو بآخر غير حقيقي وغير عقلي في المجتمعات الحديثة.

هذه هي التعريفات العامةللدينفيتراث العلوم الاجتماعية، أما في علم الاجتماع عندنا، فهناك اختلافات حتى الآن في تحديد معنى الدين، ولازالت المناقشات مستمرة لإيجاد تعريف له، وذلك حتى يمكن التمييز بينه وبين السحر من ناحية، وبينه وبين العلم والفلسفة والحماس الاجتماعي والسياسي من ناحية أخرى.
إذا ذهبت إلى (ماكس فيبر) وسألته ما هو الدين؟، قال لك:" إنه سيحدده لك بعد أن ينتهي من دراساته عنه"، ثم تجد أنه بعد أن أنهى هذه الدراسات أو بعد أن انتهى من جزء كبير منها: لم يصل بنا إلي التعريف المرتقب!!؟.
إذا تركت (فيبر)، وذهبت تلاحق علماء الاجتماع في محاولاتهم لتحديد معنى الدين: لا تصل إلي شيء محدد!!؟.
البعض الأول منهم: ممن يمثلون ثقافات مختلفة واهتمامات متنوعة: يعطون تعريفات تناقض بعضها بعضاً إلى درجة أن زملاءهم قالوا عنهم:" إنهم لا هم لها إلا التلاعب بالألفاظ!!؟".
البعض الثاني: يعد بأنه سيصل إلي هذا التعريف بعد أن ينهى بحوثه الأمبيريقية!!؟.
البعض الثالث، يقول لك:" كيف نبحث ونناقش شيئاً غير محدد!!؟، وإنه من الصعب تحليل شيء دون أن يكون لدينا معيار تعريفه!!؟".
أما عن المحاولات الفعلية لتعريف الدين، فهذا أحدهم يقول:" إن الدين هو طريق الخلاص الذي تعضده الجماعة"، لكن زملاءه يقولون له:" الخلاص من ماذا؟، من اللامعنى؟، من المعاناة؟، إن الطب يشترك مع الدين في هذا المعنى وفي هذه الطريقة، وعلى الدين أن يسلم للطب بذلك، خاصة بعد أن نمت المعرفة الطبية واتسعت".
وهذا ثان يقول لك:" إن الدين يعني رفض الاستسلام للموت!!؟".
وهذا ثالث يقول:" إن أي هدف حماسي أو أي ولاء قوي تشارك فيه الجماعة هو: دين!!؟".
وهذا رابع يقول:" إن الدين ما هو إلا نسق رموز تحاول خلق حالة نفسية عامة ومستمرة ودوافع عند كل الناس عن طريق تكوين مفاهيم عن النظام العام للوجود، وتغليف هذه المفاهيم بحالة من القدسية حتى تبدو هذه الدوافع على إنها واقعة متميزة".
وهذا خامس يدخل تحت مفهوم الدين: الحركات الواقعية والفاشية والعلمية والإنسانية والشيوعية!!؟.
وهذا سادس يرى: أن الدين اعتقاد في كائنات روحية!!؟.
وهذا سابع يرى: أن الدين بشكل أو بآخر: تعبير عن الإحساس بالاعتماد أو التبعية لقوى خارج الناس.
أما (دور كايم)، فقد ترك بصماته واضحة في علم الاجتماع في مسألة تعريف الدين، فقال:" إنه نسق موحد من الاعتقادات والممارسات المتصلة بالأشياء المقدسة"، أي: الأشياء التي تستبعد وتحرم وتتحدد في جماعة أخلاقية متفردة تسمي الكنيسة لكل المنتمين لها.

يتبع بإذنالله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد
08-07-2017, 10:56 AM
علم الاجتماع أقصر الطرق إلىالإلحاد

(2/2)



فإذا قلت إن هذه التعريفات تمثل درجة من الفوضيوالتشوشوالإضطراب لا حد لها، وتخرج الناس من دائرة الدين المحدد والدقيق عند الله: ليدخل تحته كل ما يعبد ويقدس من دون الله ولو كان بقرة أو صليباً أو توتماً!!؟، وإنها تهبط بالإسلام من علوه وتساويه، بل وتقر ما هو دونه!!؟، وإنه لم يعد من المستطاع تأكيد وجود الله والمغيبات بنفس القدر الذي لا يمكن نفيها، ويصبح تحديد معنى الدين وما يرتبط به من مقدس ودنس: ليس من الله عز وجل، وإنما من الناس أنفسهم!!؟، وإنه كان يجب علي علماء الاجتماع العرب حسم هذه المسألة بمفهوم الجرجاني عن الدين بأنه: "وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلي ما جاء به محمد صلي الله عليه وسلم، وتأكيد أن الدين عند الله الإسلام".
أجابك عالم الاجتماع:
من قال لك : إن علماء الاجتماع العرب يعرفون أويقرؤون للجرجاني؟، وحتي إذا قرؤوا له، فإنه إما لا يفهمونه أو يرفضونه.
إنهم يؤمنون إذا آمن الغرب، ويكفرون إذا كفرالغرب، إلي درجة أنهم قد دخلوا مع الغرب في لعبة التعريفات نفسها، فعرفوا الدين بأنه:" نسق من الاعتقادات والممارسات الذي تستطيع جماعة من الناس من خلاله أن تفسر وتستجيب لما تشعر به علي أنه مقدس!!؟".
وهكذا تري أنه تعريف علي النمطالغربي من الألف إلي الياء!!؟.

وإذا سألت عن أصلالدينفيعلمالاجتماع!!؟.
أجابك عالم الاجتماع: إن الأديان المتقدمة ليست إلا صورة معقدة من الديانة التوتمية البدائية، وهي: عبادة أفراد القبيلة لحيوان أو نبات يعتقدون أنهم ينحدرون منه، هذه التوتمية هي: الشكل الأول للدين ويتميز الإنسان بحب الاستطلاع الفكري، وبقدرته علي عقد مماثلات والخروج منها بتعميمات، من هنا: كان الاعتقاد الديني الأول للإنسان في الأرواح المشخصة، وليس في القوى اللامشخصة، ذلك لأن المبدأ الذي يعطيه الحياة هو: الروح، وتظل هذه الاعتقادات محل اختبار وتجربة الإنسان، وتخضع للمحاولة والخطأ، ويؤدي التعطش الفكري بالتدريج بالإنسان إلى الإيمان في قليل من الآلهة أو الكائنات التي لها مسؤولية عن قطاع كبير من الظواهر، أو عن مصير الجماعة ككل، وأخيراً يتوصل الإنسان بالخيال إلي الاعتقاد بوجود قوى مقدسة تحكم العالم، وتخلق نظاماً يجب أن يفهمه الإنسان!!؟.

فإذا قلت: إن الدين الذي جاء به الأنبياء له اسم واحد مشترك هو: الإسلام، وأن الله تعالى قال في ذلك: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾.
أجابك عالم الاجتماع: قلنا مراراً، إننا لا نعبأ بالنصوص، وإن الأسئلة التي يطرحها علم الاجتماع عن الدين كمسألة أصل الدين، لا يجيب عليها إلا علم الاجتماع والنظريات السوسيولوجية.

فإذا قلت: إن كل الرسالات دون إستثناء قامت وتقوم علي التوحيد، وهذا أمر مشفوع بالتحدي أن يثبت علم الاجتماع نقيضه، بدليل قوله تعالي: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾.
فماذا يقول علم الاجتماع في ذلك؟.
أجابك عالم الاجتماع: سبق أن قلنا إن الرسالات السماوية تم التعبير عنها وترجمت بلغات إنسانية، واللغة كما أوضحنا ما هي إلا رموز.
ولهذا، فإن لعلم الاجتماع إجابته الخاصة بمسألة التوحيد بعيداً عن النصوص التي لا يقيم لها وزناً، إن التوحيد في علم الإجتماع مرحلة متأخرة من العبادة، هناك تطور من المبدأ الحيوي، أي: أن الروح والنفس هي المنظمة للكون إلي مرحلة تعدد الآلهة إلي الوحدانية، إن العقل الإنساني تطور، وخاصة في تفكيره الديني، كان الناس في مرحلة طفولة الإنسانية ينسبون كل شيء إلي الدين وإلي الله، ثم تطور تفكيرهم، فنسبوا الظواهر إلي الطبيعة، أما الآن، فإن كل شيء يقع تحت الحقائق الكبرى للعلم الذي يفسر كل الظواهر!!؟.

وإذا سألت: كيف تفسر عبادة الناس لإله واحد يحكم كل الخلق؟.
أجابك عالم الاجتماع: إن أصل الدين كما قلنا هو: عبادة التوتم، ومع نمو المجتمعات في الحجم والاحتكاك بين الثقافات وتقدم العلم والتكنولوجيا، مال الناس من الانتقال من عبادة توتم القبيلة إلي أرواح الأسلاف أو آلهة المدينة أو القبيلة، إلي مفهوم الإله الواحد الذي يحكم كل الخلق.

وإذا سألت: هل لعلم الاجتماع رأي فيالتدين؟.
أجابك عالم الاجتماع: التدين عندنا هو: الحضور إلي دور العبادة، أو العضوية في التنظيمات الدينية، وعموماً كل إنسان عاقل عضو في مجتمع إنساني يعتبر متديناً.


وإذا قلت: فلننظر إليالإسلامبالتحديد، أيعترفعلم الاجتماع أنالإسلاميختلف عن النصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية، إلي غير ذلك من القائمة الطويلة من الأديان؟.
أجابك عالم الاجتماع: الأديان كلها عندنا تعامل في معني واحد، ولا يخرج الإسلام عن ذلك باستثناء بعض الفروق الطفيفة التي لا تذكر، الإسلام في علم الاجتماع:" ظاهرة اجتماعية وحركة وتجربة دينية"، ونعني بأنه (ظاهرة اجتماعية): أنه من صنع المجتمع، ولا يخرج عن كونه تفسيراً لمعني مجتمعي في فترة تاريخية معينة، نتج عن أوضاع اقتصادية أو اجتماعية في مجتمع معين وزمن معين، وهو أيضاً: (حركة دينية)، بمعني: أنه اعتمد علي شخصية مؤسسه (محمد) الكارزمية وما تمتع به من قدرة علي التعبير والإقناع التي جعلت الناس يلتفون حوله، وأمكنه به تطبيق تعاليمه المحمدية في نظام اجتماعي جديد، وقد مرت حركته هذه بنفس التطورات التي تمر بها الحركات الدينية الأخري حتي تحولت إلي روتين عادي.
والإسلام عندنا أيضاً: (تجربة) مع العالم الماورائي بكل ما تعنيه كلمة تجربة من عدم إمكانية الوحي المقدس، هذه التجربة عبر عنها في شكل عقيدة وأسطورة تحاول الإجابة عن بعض الحقائق، مثل: سبب وجودنا؟، ومن أين جئنا؟، وما الهدف من ذلك؟، ولماذا نموت؟، وغالباً ما يتغير مفهوم ومحتوى الأسطورة حسب كل عصر باختلاف الظروف الاجتماعية.

فإذا سألت: ومن الذي يشكل التجربة هذه؟.
أجابك عالم الاجتماع: إنه الإنسان، هو الذي يشكل التجربة، والمجتمع الديني هو المسؤول عن المشاعر والأفكار والأفعال التي تصنع الأديان.

وإذا سألت: وماذا يقولعلم الاجتماع عنالنبي محمدصلى الله عليهوسلم؟.
أجابك عالم الاجتماع متحدياً قوله تعالي:﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾:
نحن لا نفرق بين نبي يوحى إليه وآخر لا يوحى إليه، كلهم عندنا أنبياء، لكننا نقسمهم إلي نوعين: نبي أخلاقي، وهو الذي (يدعي): أنه يملك الحقيقةالدينية، وإنه يستقبل الوحي الإلهي، وله رسالة روحية تميزه عن غيره، بحيث يقول إنه ينفذ إرادة الله، ونبي مثالي يقدم بنفسه نموذجاً للدين، لكنه لا يدعي أنه يوحي إليه، محمد عندنا من النوع الأول، أما أنبياء الهندوس والبوذيين والصينيين، فهم من النوع الثاني.

فإذا سألت: ماذا تعنون بكلمة (يدعي) أنه يوحي إليه؟.
أجابك عالم الاجتماع: المسألة عندنا ليست وحياً حقيقياً يأتي إلى محمد، ولكنها صفة يتمتع بها نسميها في علم الإجتماع: الصفة (الكارزمية)، نسميها أيضاً (بالإلهامية) تخص شخصه هو، وبفضلها يتميز عن أقرانه ويعامل بمقتضاها علي أنه يملك قوي طبيعية، أو فوق إنسانية، أو قوي خاصة محددة، أو صفات معينة ليست في متناول الشخص العادي.
وهذه الصفة الكارزمية مؤقتة وليست دائمة، وينقاد أتباعه إليه بفعل الحماس وما يقدمه إليهم من كرامات تثبت الموهبة الإلهية لديه، ولا يحتكر الأنبياء فقط هذه الصفة، بل إنها يمكن أن توجد عند الفنانين ولاعبي الكرة، كما توجد عند رجال العلم والأدب والسياسة والجيش!!؟.

وإذا سألت وماذا تقولون في السنة النبوية؟.
أجابك علم الاجتماع: ليست كتب البخاري ومسلم إلا بمثابة تعبير نظري عن هذه التجربة الدينية التي أشرنا إليها لمرحلة ما بعد الأسطورة، وتكمن أهميتها في توحيد التراث وتقنينه باعتبار أنها تنظم وتفسر العقيدة على إنها نسق معياري لا ينبغي الانحراف عنه.

وإذا سألت وماذا تقولون في الجهاد؟.
أجابك علم الاجتماع: إن أحد معايير التجربة الدينية هو شدتها، ولهذا فإن الغيرة والحمية في الإسلام والجهاد ما هي إلا تعبير عن شدة التجربة الدينية.

وإذا سألت: هل لعلم الاجتماع قول في الكعبة المشرفة كما جاء في قوله عزوجل ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَة الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ؟.
أجابك عالم الاجتماع: قلنا نحن لا شأن لنا بالنصوص، إن الكعبة المقدسة عند المسلمين: لا تختلف عندنا عن البقرة المقدسة عند الهندوس أو الصليب المقدس عند النصارى.
إن الشيء الذي يوصف بالقداسة يختلف من شعب لآخر، والذي يقوله علم الاجتماع: أن الكعبة والبقرة والصليب ليست أشياء مقدسة في ذاتها، وإنما الذي أضفى عليها القداسة هو: طبيعة المشاعر والاتجاهات التي يظهرها الناس نحوها، والقداسة عندنا: اتجاه عقلي انفعالي يفصل بين الأشياء، فيميز أحدها بالتقديس، والآخر بعدم التقديس.

وإذا سألت: وماذا يقولعلم الاجتماع في امتناع المسلمين عن أكل لحمالخنزير امتثالا لقوله تعالى:﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ؟.
أجابك عالم الاجتماع: بعيدا عن النصوص التي لا شأن لنا بها نقول: إن امتناع المسلمين عن أكل لحم الخنزير: لا يختلف عن امتناع الهندوس عن أكل لحم البقر، ذلك لأن هذا الامتناع قيمة أخلاقية ارتبطت بمفهوم الناس عن المقدس.

وإذا سألت: لماذا لم يردمصطلح (المسجد) في دراساتعلم الاجتماع عنالدينرغم أنهم يحللونالإسلامفي ضوء نظريات علمالاجتماع؟.
أجابك علم الاجتماع: إن الموجهات النظرية والإمبيريقية لعلم الاجتماع الديني مستمدة أصلا من الديانة المسيحية، لهذا فإننا نستخدم لفظ (كنيسة) بمعناها العام للإشارة إلى كل أشكال الحياة الدينية لأي جماعة!!؟.

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد
20-07-2017, 09:16 AM
وإذا سألت: ولماذا لا يدرسالدينمن مفهومالإسلام؟.
أجابك عالم الاجتماع: إن دارس المجتمع علميا لا يدرس الدين من منظور معين، إنما يدرسه في ضوء نظريات علم الاجتماع.
والقرآن والسنة عندنا ليست مرجعا في أمور الاجتماع والنفس، وعلم الاجتماع الديني أوسع من أن يكون إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا، فكل هذه الأديان هي: المادة التي يستخدمها علم الاجتماع ويحللها ويقارنها، لا أن يحاول عنونتها حسب الدين المستمدة منه، ولو كان الإسلام أوسع من علم الاجتماع، لتحول الأخير إلى لاهوت ذلك الذي لا يبحث عن المعرفة، وإنما يسعى وراءها من أجل مصالح دينية معتمدة دائما على المذهب أو المعتقد الديني الذي تنطلق منه.

وإذا سألت: وماذايقولعلم الاجتماع فيمن يريد أن يؤسس علم اجتماع ذانزعة دينية (إسلامية) مثلا؟.
أجابك عالم الاجتماع: إن علم الاجتماع ذا النزعة الدينية: نوع من البحث يأخذ موجهاته واتجاهاته الأساسية من مصادر دينية، وليس من نظريات علم الاجتماع، ولهذا فإنه لا يدخل في مجال علم الاجتماع، إن علم الاجتماع قد يناقش بعض افتراضات عن طبيعة الإنسان مثلا يرفضها هؤلاء المتدينون كما يرفض علم الاجتماع أي مناقشة قد تأخذ شكل الدفاع عن الدين، لأنها تبعد عن مجال علم الاجتماع.
هناك في علم الاجتماع على سبيل المثال مداخل وطرق لا تصدر حكما بالنفي أو بالتأكيد لما يعتبره المتدينون وحيا صادقا، لكن علم الاجتماع بصفة عامة يعتبر إدعاءات الدين: مجرد وقائع اجتماعية فقط!!؟.

وإذا سألت: أنطرح بعيدا إذن: كل كتب أصولالدينوالفقه؟.
أجابك علم الاجتماع: بإمكانك فقط، أن تعدها من تراث الدين الضخم، وتضم إليها مؤلفات:( كومت وماركس ودور كايم وماكس فيبر)، ثم عليك أن تتقدم خطوة بأن تنظر إلى الآخرين على أنهم أكثر تحديدا فيما كتبوه عن الدين من علماء الفقه وأصول الدين، وأن تعتبر أن جهودهم خلاقة ومهمة، ثم تنظر في جهود تلامذتهم واستمرار هذه الجهود إلى أن يرتبط الدين بنظريات علم الاجتماع خاصة والعلوم الاجتماعية عامة، وليس بكتب الفقه والشريعة وأصول الدين.

وإذا قلت إن العقيدة ستضيع في هذا الإطار؟.
أجابك عالم الاجتماع: لا، لن تضيع، إنها ستدخل تحت لواء علم الإجتماع هي والممارسات والقيم والضوابط والأيديولوجيات.

فإذا سألت: وماذا لو رفضالدينذلك؟.
أجابك عالم الاجتماع: إنه سيحدث بين الدين وعلم الاجتماع صراع لاهوتي، سيحول دون إثراء علم الاجتماع للمعرفة وإفادة المجتمع.

وإذا قلت: إنعلم الاجتماع يعضد العلمانيةالتي هي: نقل جزء من المجتمع والثقافة من تحت سيطرة الدين إلى سيطرة العلم والتكنولوجيا، وترى في التنمية والبناءات الاقتصادية والسياسية الجديدة: كبدائل عن تلك التي يقدمها التشريع الديني بحيث يحول دون الاعتماد عليه.
ويقول بصراحة: إنك لكي تكون علمانيا، عليك أن ترفضاعتقادات أجدادك، وأن تجد: أن تحديد ما لا تعتقد فيه: أكثر سهولة من تحديد ما تعتقد فيه!!؟.
لكن المعروف أن الدعوة التي تتبني القيم العلمانية قد تنهار في وقت الأزمات والحروب، فهل أعد علم الاجتماع العدة لذلك!!؟.
أجابك علمالاجتماع: هذا صحيح، ولهذا: فإننا ندعو في هذه الحالة إلى العمل على تكامل شخصية الفرد بنوع من التقسيم المستقل، بمعنى: أن نقبل اعتقاد الفرد في الأديان المتوارثة، (ولكن) بتوجيه أكثر يؤكد علي القيم العلمانية، فلا يحدث هذا الصراع العلني بين القواعد الأخلاقية.

وتحسباً لاحتمالات انهيار هذا التقسيم، وإصابة الفرد باضطراب نفسي وعقلي، فإن إعادة التقسيم للقيم الدينية، لتكون في علاقة مع القيم العلمانية يساعد في ذلك كثيراً.

إذا سألتعالم الاجتماععن دوره المحدد مع الجماعاتالدينيةالتي يسميهابالمتطرفة؟.
أجابك: يقترح علم الاجتماع مع هذه الجماعات الأتي:
1-تأسيس جماعات دينية عديدة منافسة تجذب الناس نحوها، بحيث تتنافس هذه الجماعات مع بعضها في العمل علي تكييف أفرادها للظروف الجديدة في المجتمع، وتترجم معظم جوانب الحياة والأفكار والقيم الدينية في سلوك عملي جديد، ولكنه لا ديني بالمعني المعروف، وذلك للحيلولة دون وجود نسق عام مقبول لرؤية دينية صحيحة مع التركيز علي زيادة التأثيرالعلماني علي هذه الجماعات بالطبع.
2- تأسيس العديد من التنظيمات والروابط والجمعيات التي تشبع الشعور بالارتباط والانتماء دون أن تفرض علي أعضائها أيه مطالب أو قيود أخلاقية، بحيث تستوعب هذه التنظيمات والروابط رغبة الأفراد في التعبير الذاتي أو التعبير عن السخط علي النظام، أو إشباع النواحي الخيرية كمحاربة الإدمان والفقر مع التركيز علي استخدام هذه الجماعات للرقص والموسيقي والحفلات والرحلات كأشكال جديدة معوضة عن التعبير الديني.
3- الاستفادة من تقدم التخصص وزيادة نسبة التعليم، والاحتكاك بالثقافةالغربية في تشجيع ظهور جماعات الإلحاد والشك الديني.

فإذا سألت: ما هو دورعلم الاجتماع في الحيلولة دون عودة الشباب إليالدين؟.
أجابكعالم الاجتماع، لابد هنا من توجيه الشباب نحو الأتي:
أولاً: البحث عن بدائل دينية جديدة علي حساب الدين المتوارث، بشرط أن تركز هذه البدائل علي الطابع الذاتي لا الجمعي، وأن يشجع الشباب علي تمييز نفسه عن كل ما هو تقليدي ومتوارث، ولهذا: فإن علم الإجتماع يسلط الضوء علي الحركات الشبابية، ويبرز أنها ثقافة مضادة لشباب حائر غير راض عن الإجابات التقليدية، التي يرد بها علي الأسئلة التي يطرحها ويفسرها بأنها حركات لشباب يبحث عن الحب والقبول والانتماء الذي افتقده في حياته وعلاقاته الأسرية.
ثانياً: إقناع الشباب بأنهم ليسوا في حاجة إلي من يعلمهم أي شيء عن الحياة، وأنه ينبغي أن تعطي لهم الفرصة ليخبروها بأنفسهم.
ثالثاً: تعضيد الجماعات الإلحادية التي ترى أن الأديان ومضموناتها ما هي إلا مغالطات يجب أن يتحرر منها عقل الإنسان!!؟، ويساعدنا في ذلك خطوات مهمة أخرى هي:
1-إحالة مهمة التنشئة الأجتماعية برمتها إلي المدارس والجماعات بعد فصل هذه التنشئة عن الدين.

2- اعتبار الدين مسألة شخصية وخاصة في علاقته بالسلوك السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
3- زيادة الفجوة بين عالم الدين والشخص العادي، مع العمل علي تعميقالهوة بين الدين وممارسات الأفراد في حياتهم اليومية.
4-تشجيع التسامح إزاء وجود الاختلافات الدينية مع العمل علي سيطرة نسق القيم العلمانية.
5-الحيلولة دون وصول الشباب إلي الحقيقة المطلقة عن طريق الدين، والتأكيد لهم علي أن الوصول إلي هذا المتسامي الذي هو الله: لا يحتاج إلي نبي أو إلى وحي إلهي، وأن علي كل إنسان أن يبحث عنه بالطريقة التي تروق له!!؟.
وإذا سألت: ألا زالعلم الاجتماع يصر على فصل الأخلاق عنالدين؟.
أجابك عالم الاجتماع:- نعم، بل إن علماء الأجتماع يسعون إلي إحداث تغييرات أساسية في شكل الأخلاق الدينية، هذه التغييرات والتحديدات الأخلاقية تعتبر كعوامل مهمة في إحداث تحولات دينية واجتماعية يتم التأكيد فيها علي أنه ليست هناك أخلاق دينية - مهما كانت أصالتها - في عزلة تامة عن الأحداث والظروف الإجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع الذي نبعت منه!!؟.

وإذا قلت: إن هذه التحولات الأخلاقية المفصولة عن الدين، ستؤدى حتماً إلي انهيارات نفسية وعصبية، فماذا أعد علم الاجتماع لذلك؟.
أجابك عالم الاجتماع: هنا، يقوم عالما النفس والتحليل النفسي بأدوارهما عن طريق تقديم بدائل عن الدين، للتخفيف من حالات القلق وعدم الطمأنينة التي يصاب بها الناس بسبب مواقف الضغوط المتعددة، ويلتزم هنا: احتواء علماء الدين ورجاله، وجرهم إلي دراسة مسائل علم النفس والتحليل النفسي كما حدث في الغرب.

وإذا سألت: ما الذي يقصدهعلم الاجتماع بتحويلالدينإلي مؤسسةمتخصصة مثل التعليم والاقتصاد والسياسة، وماذا يعني بشغل التنظيماتالدينيةبالأنشطة العلمانية وترتيبالدينفي شكل بيروقراطي؟.
أجابك عالم الاجتماع: إننا نسعى إلي أن يتحول الدين إلى جزء من نظام اقتصادي كبير علي أساس أنه ليس صالحاً للمجتمع الصناعي المعاصر، ولهذا، فإن تحويل الدين إلي مؤسسة متخصصة كالتعليم والاقتصاد: يعمل علي عدم تثبيتالدين ورموزه، ثم اقتلاعالأسسالدينية من جذورها بعد أن نكون قد تمكنا من إحداث تطورات داخلية في العقيدة والشعائر بحيث تتناسب مع ظروف المجتمع الحديث وما يترتب علي ذلك من عزل الدين والقيم الدينية المتوارثة أو رفضها تماماً، وإقناع الناس أن المتدينين ما هم إلا قطاعات محدودة من الناس، وبهذا: نحيل الدين كله إلي أوقات وأزمنة محدودة، وهنا يفتح الطريق أمامنا، فنقدم تفسيرات لادينية عن أصل العالم ومكان الإنسان فيه، فيفقد بذلك الناس انتماءاتهم الدينية.

وإذا سألت: هل هناك علاقة بين الجهود المبذولة للقضاء على الدين وبين هذه الطقوس والمراسم والاحتفالات التي يراها الناس في وسائل الإعلام عند استقبال رئيس أو ملك قادم للبلاد، مثل: رفع الإعلام، وضرب المدافع، وحرس الشرف، والموسيقي، وكذلك الاحتفالات بالأعياد الوطنية والدورات الرياضية وغير ذلك؟.
أجابك عالم الاجتماع: في كل هذا، تقوم الحكومة بشيء مهم جداً، وهو: أنها تمزج وتحيط نفسها بهالة مقدسة، بحيث لا يظهر للناس: أن الولاء الكامل منهم للحكومة ولاء علماني، وإنما هو: ولاء شبه ديني يتم فيه تسخير الدين لحفظ القيم الوطنية العليا، مع العمل علي زيادة الاعتقاد فيها علي أنها قيم مطلقة عليا.
وإذا سألت: هل هناك محاولات ضدالدين يمكن وضع اليد عليها مباشرة علي المستوى العالمي؟.
أجابك عالم الاجتماع: نعم بالتأكيد، أما لاحظت نغمات السلام العالمي والبقاء الإنساني؟، إنها تهدف إلي تحديد دور جديد للدين في هذا العالم المتغير، بالتأكيد علي عدم كفاءة معايير الدين التقليدية التي يصعب الامتثال لها في المجتمعات التي تتغير بسرعة، ولهذا، فإن الدور المقترح هو:(تأمين سلام العالم والبقاء الإنساني) بالصورة التي هو عليها الآن، ومن ثم تسقط أساسيات الدين المرتبطة بالإيمان والكفر، ليدخل الدين والعالم في علاقة مختلفة تماماً عما كانت عليه من قبل.
ومن ناحية أخرى: أنسيت الفائدة العظمى التي بجنيها من اشتراك علماء الشرق في المؤتمرات الدولية التي يعقدها علماء الغرب عن الدين وغير الدين، يسعد علماء الشرق بفعل عقد النقص التي تتملكهم باشتراكهم في هذه المؤتمرات، لهذا نجدهم يقدمون إلينا بأمانة كل معاني الظواهر التي نريد دراستها ونحن نقدم إليهم (الطرق النقدية الغربية في دراسةالدين)، التي تسود عادة جو المؤتمرات، ويقوم علماء الشرق بدورهم باستخدام هذه الطرق مع أديانهم ومجتمعاتهم، مما أدى إلي إسهامات مهمة في طريق التخلص من الدين على يد أبنائه أنفسهم!!؟.

بقى أن نشيرأولا: إلى أن كل هذه الأسئلة التي طرحناها على علمالاجتماع، استنبطنا إجابتها من كتاب:(علم الاجتماع الدينى للدكتور: محمد أحمد بيومي، هذا الكتاب تم تدريسه في الجامعات المصرية والخليجية.

ونشيرثانيا: أن مصر قد منحت هذا الكتاب جائزة الدولة التشجيعية عام 1983.
ونشيرثالثا: أن مصر قد منحت في نفس العام جائزة تشجيعية أخرى للدكتور:علي عبد المعطي محمد- أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية عن كتابة:( سورين كير كيجارد مؤسس الفلسفة الوجودية المسيحية )، ومن المعروف أن:"كير كيجارد"، وهو: فيلسوف وجودى دانمركي، يرى أن الإيمان: لا يتم بتأمل باطني داخلي، ولا بمتابعة تعاليم الكتب المقدسة!!؟.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:12 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى