إمام يتضرع لفريقه على المنبر.. آخر يدعو بعدم نزول المطر وشيخ يخطب عن البحر..!
14-01-2016, 11:33 PM

حكيمة حاج علي



تعتبر صلاة الجمعة من الفرائض التي يوليها الجزائريون أهمية قصوى، حيث تكتظ المساجد بالمصلين الذين تهفو قلوبهم إلى الاستمتاع بحلاوة الإيمان والذكر الجميل، وكذا الاستفادة من المواعظ التي تحملها الخطبة.
غير أن بعض خطب الجمعة تلقى استياء المصلين الذين استغربوا نوعية المواضيع التي يختارها العديد من الأئمة التي تحيد عن الواقع وتغرق في التفاهات، متسائلين عن المسؤول عن برمجة مثل هذه المواضيع .

يقدم بعض الأئمة خطبا غريبة وطريفة تلقى استغراب واستياء المصلين، على غرار خطبة الجمعة التي ألقاها أحد الأئمة في ولاية من ولايات الشرق الجزائري، الذي دعا بألا تهطل الأمطار بدل الدعاء بنزول الغيث، وسط دهشة المصلين الذين اعتقدوا أن إمامهم قد أصابه الجنون، ليدركوا فيما بعد أنه يستعد لإقامة "الدالة" في منزله الجديد. وهو ما جعلهم يطلقون عليه نكتا ساخرة وتعليقات تحمل الكثير من الطرافة.

أما أحد الأئمة في العاصمة، فقرر أن يخصص خطبة الجمعة للحديث عن حفل زفاف أحد المواطنين في البلدية التي يقطنها، حيث راح يعدد الأغاني التي صدح بها "الديسك جوكي" أغنية أغنية مع ذكر اسم المغني. وهو ما جعل خطبة الجمعة منبرا للضحك والقهقهات بدل الاستفادة من المواعظ والدروس.

ويبدو أن بعض الأئمة لا يركزون جيدا وهم يستعدون لإلقاء خطبة الجمعة، حيث في إحدى ولايات الجنوب اختار الإمام أن يتحدث عن شواطئ الولاية وسط ذهول المصلين، بعدما تقرر توحيد خطب الجمعة عبر كامل ولايات الوطن، بحيث تتناول موضوع العري، فقال إن بناتنا يجب أن يلتزمن الحشمة وهن جالسات على شواطئ مدينتنا، بالرغم من أن ولاية أدرار تقع في الجنوب ولا يوجد بها بحر.

أما أحد الأئمة في ضواحي العاصمة، فخصص خطبة الجمعة للحديث عن الفتيات اللواتي يتعرفن على الشبان ويخرجن برفقتهن، مستعملا عبارات جعلت الكثير من المصلين يغادرون المسجد.

وأخذ الحماس إماما آخر في ولاية من ولايات الوسط، يبدو أنه مناصر وفي للفريق الوطني، فراح يشيد بأمجاد "الخضرة"، ويدعو الشبان إلى الاقتداء بلاعبيها، ويدعو لهم بتحقيق الانتصارات طيلة خطبة الجمعة، وهو ما جعله عرضة لانتقادات المصلين وحتى سكان الحي الذين كانوا يستمعون إلى الخطبة.

وفي تعليقه على الموضوع، أكد الشيخ جلول حجيمي، الأمين العام لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، أن الخطاب الديني يجب أن يحمل الكثير من الرقي، ويراعي شعور الناس كما يشترط أن يدعو إلى عبادة المولى عز وجل، وأن يكون مواكبا للأحداث الحاصلة في المجتمع، قائلا إن هنالك بعضا من الأئمة- سامحهم الله- لا يتقنون الخطاب، بل يتناولون مواضيع في غير محلها، إلا أنها- يضيف الشيخ- حالات نادرة لا يمكن أن نقول عن كل من يلقي مثل هذه المواضيع إماما على حد قوله.