الجزائر تسلم فرنسا عينات من جماجم رهبان تيبحيرين
10-06-2016, 07:55 PM

محمد لهوازي

صحافي بموقع الشروق أونلاين ، متابع للشأن السياسي والوطني


سمحت الجزائر للمحققين الفرنسيين بأخذ عينات من جماجم الرهبان الذين قتلوا في دير تيبحيرين بولاية المدية سنة 1996.
وذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية، الجمعة، أن قاضية التحقيق الفرنسية، نتالي بو، تمكنت لدى زيارتها إلى الجزائر الأسبوع الماضي، من جلب عينات من جماجم رهبان تيبحيرين، واعتبرتها عناصر ستساعد على التقدم في التحقيق حول تاريخ وكيفية مقتل الرهبان الفرنسيين.

وحضر القاضي الفرنسي المكلف بالتحقيق في مقتل رهبان تيبحيرين، مارك تريفيديك مصحوبا بمساعدته ناتالي بو، إلى الجزائر في أكتوبر 2014 وحضرا عملية نبش وفحص جماجم الرهبان السبعة الذين قتلوا في 1996 بمرتفعات المدية، تحت إشراف قاض جزائري.

وضم الوفد القضائي الفرنسي-الجزائري، خبراء مكلفين بأخذ عينات من الحمض النووي واختبارات بالأشعة.

وكان وزير العدل، الطيب لوح، قد نفى وجود خلاف بين القضاء الجزائري والفرنسي بشأن ملف قتل رهبان تيبحيرين وأن القاضيين المكلفين بالتحقيق في البلدين يتعاونان "من أجل الوصول إلى الحقيقة".

وأكد الوزير، وقتها أن الجزائر قبلت مبدأ إعادة تشريح جماجم الرهبان الذين قطعت رؤوسهم ولم يعثر على بقية جثثهم، غير تشترط "أن يتم الفحص بيد خبراء جزائريين بحضور القاضي الفرنسي، وليس خبراء فرنسيين".

ولا يزال ملف "رهبان تيبحيرين" يلقي بضلاله على العلاقات بين الجزائر وفرنسا خصوصا في مجال التعاون القضائي، وظلت القضية "تسمّم" العلاقات بين البلدين، رغم كشف وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، عن تبادل الجزائر وفرنسا الإنابة القضائية في الملف، حيث تنقل قاضيان فرنسيان إلى الجزائر لفحص رفات الرهبان، بالتزامن مع جولة مماثلة لقاضيين جزائريين في باريس للاستماع إلى جهات فرنسية .

وقبل سنوات طرحت عدة فرضيات حول خطف وقتل الرهبان من ديارهم حيث اختاروا البقاء رغم الخطر الذي كان يتهددهم أثناء فترة الإرهاب بالجزائر، حيث تدافع الجزائر عن موقفها القائم على أن الجريمة اقترفتها الجماعة الإسلامية المسلحة التي كان يقودها جمال زيتوني، وكانت تنشط في المناطق المحيطة بدير سيدة الأطلس بتيبحيرين حيث خطف الرهبان ليلة 26 إلى 27 مارس 1996، بينما تدعي الرواية الفرنسية أن "الجيش الجزائري يمكن أن يكون قد قتل هؤلاء عن طريق الخطأ".

وكان الرهبان السبعة رفضوا زمن اشتداد الأزمة الأمنية في الجزائر كل مقترحات السلطات الجزائرية لمغادرة دير "تيبحيرين"، وبقوا مصممين على موقفهم رغم الذي عرفته ولاية المدية، وجرى اختطاف هؤلاء الرهبان مما كان يسمى آنذاك "الجماعة الإسلامية المسلحة" (الجيا) ليلة 26 إلى 27 مارس 1996، وجرى الإعلان عن مقتلهم في 21 ماي من نفس السنة، قبل العثور على رؤوسهم في الثلاثين ماي ذاته في مكان غير بعيد عن "المدية".