نصيحة لأصحاب الهواتف الذكية
20-07-2017, 09:30 AM
نصيحة لأصحاب الهواتف الذكية
{فائدةٌ تقشعرُّ لها الأبدان}

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

كتب أحدُ طلبة العِلم الفضَلاء فائدة عجيبة: فتح بها الله تعالى عليه؛ وفيها يقول:
" هل تعلم أن اللهَ ابتلى الصحابةَ رضي الله عنهم، وهم في حال الإحرام - والمُحرم بالحج أو العمرة يحرُم عليه الصيد -؛ ابتلاهم الله بأن الصيدَ اقترب منهم حتى إن أحدهم يستطيع أن يصيده بيده دون استخدام آلةٍ للصيد!.
اقرأ قولَه تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
وفي هذا الزمن يتكرر ابتلاءٌ عظيمٌ جِدًّا ، ولكن بشكل مختلف!!؟.
كـــيـــف!!؟.
قبل عشرة أعوام تقريباً: كان الحصولُ على الصُّوَر والمقاطع المحرمة صعبا نوعاً مـا، أمَّا الآن، فبلمسةٍ خفيفةٍ على شاشة الجوال أو بضغطة زر على الحاسب الآلي: تشاهد هذا حتى من دون برامج فك الحجب - أعاذنا الله وإياكم من كل سوء.
تـَـــــذَكَّــــــر:
﴿ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
في خلوتك: لا يغرنك صمتُ أعضائـك، فـإن لهـا يـومـاً تتكلـم فـيـه!!؟:
﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
مرة أخرى: تأمل جيداً قول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
وفي هذا المعنى يقول أحد السلف:
" خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك - وأنت على الذنب-: أعظم من الذنب إذا فعلته".
الله المستعان.
يقول أحد من ابتلي بالنظر للحرام:
" سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب؛ فوجدتها هرَّة!!؟".
الله أقرب!!؟.
ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا: جدار مراقبة الله.
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله:
" أجمع العلماء أن الله لم يُنزِل إلى الأرض أعظم واعظ، ولا أكبر زاجر أعظم من:( المراقبة ).
فمن هدم الجدار؛ فقد تجرَّأ.
وما أقبح الجرأة على الله!!؟".
قال بعض السلف:
" لا تكن ولياً لله في الظاهر، عدواً لله في الباطن".
في الوقت الذي نقول فيه:
هذا زمانٌ الوصول فيه إلى الحرام: أسهل من غيره، يجب أن نقول:
هذا زمانٌ القرب فيه من الله بترك الحرام: أعظم من غيره!.
الهواتف مثل الصناديق إما: حسنات جارية أو سيئات جارية، فضع فيها: ما تشاء أن تجده في صحيفتك يوم القيامة.
خذوا حذركم من ذنوب الخلوات- وخاصة مع الجوالات والكمبيوتر والتلفاز عند غياب الأهل والناس-، فإنه يطعن في خاصرة الثبات، وعليكم بعبادة السر، فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات.
فإذا أردت الثبات حتى الممات، فعليك بالمراقبة في الخلوات.
قال الإمام العلامة: ابن القيم رحمه الله:
" ذنوب الخلوات: سبب للانتكاسات، وعبادة الخلوات: سبب للثبات.
" كلَّما طيَّب العبد خلوته بينه وبين الله, طيَّب الله خلوته في القبر".
أما يوم القيامة، فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ﻷعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا.
قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا: أن ﻻ نكون منهم، ونحن ﻻ نعلم.
قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم
أقوام إذا خلوا بمحارم الله: انتهكوها". رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معصيتك.
اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلانية.
اللهم انفع بهذه النصيحة من قرأها وتأملها ونشرها: نصحاً للخلق.

جزى اللَّهُ تعالى خيراً مَن أعانَ على نشر هذا الموضوع.

منقول بتصرف بيسير.