هام جدا: هل لبن غبريط مشكلة مع الإسلام!!؟
02-07-2017, 05:30 PM
هام جدا: هل لبن غبريط مشكلة مع الإسلام!!؟
التهامي مجوري
ومثل هذه التعليمات هي: تعليمات تعبر عن موقف أيديولوجي من الدين وخيار مبدئي، كما فعلتها أخت لها من قبل، وهي لويزة حنون التي شاركت في نشاط سياسي مع بعض السياسيين، وكان من بينهم أعضاء من الفيس المحظور، ولما أرادوا إصدار بيان، اعترضت السيدة على البسملة أو على مخاطبة الشعب الجزائري بـ:"الشعب الجزائري المسلم"؛ لأن ذلك كما قالت يعبر عن مشروع، وهي معارضة لهذا المشروع!!؟، ولذلك أقسم عمار سعداني فيما بعد بمدة طويلة عندما كان أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني ذات أن لو قالت بسم الله الرحمن الرحيم لاستقال من الحزب!!.
وهذا الموقف المفضي لإلغاء البسملة من الكتب المدرسية، ليس مجرد مسألة تقنية يمكن تجاوزها، وإنما يعبر عن موقف مبدئي، وإلا ما يضير بن غبريط أن تكون هذه العبارة في كتاب من الكتب أو لا تكون!!؟، سواء كان هذا الكتاب في العلوم التقنية أو الإنسانية؟، ثم هل بقاء البسملة أو حذفها من الكتب المدرسية من الأولويات التي لا بد من التعجيل بها، وإلا انهارت المنظومة التربوية!!؟.
أعتقد أن السيدة بن غبريط تعتبر ذلك من الأولويات؛ لأن استبعاد الدين من المنظومة التربوية مع بقاء البسملة في الكتب المدرسية: لا يحقق إلغاء الدين من المنظومة!!؟.
إن معالي الوزيرة لا تريد للدين حضورا في قطاعها، فهي لائكية –لادينية- في علمها وعملها، سواء فيما أنتجت من دراسات قبل توليها قطاع التربية أو بعده، والشواهد على ذلك كثيرة لا سيما بعدما استلمت وزارة التربية، فقد اتهمت في إطار إصلاحاتها تلاميذ المدارس القرآنية بالقصور العلمي؟، وأرادت أن تفرض العامية كلغة تعليم؟، وأرادت استدراج وزارة الشؤون الدينية لجلب تلاميذ المدارس القرآنية وإدراجهم في برامجها في طور ما قبل التمدرس!!؟، ولكن كل تلك المبادرات باءت بالفشل؛ لأن تلك المدارس القرآنية خرَّجت أطفالا وشبابا يحصدون جوائز دولية، ويرفعون رأس الجزائر عاليا؛ ومنهم من استقبلته هي نفشها تكريما له!!؟، كما فوجئت بمواجهة شعبية منقطعة النظير رافضة لمشاريعها؛ بل إن تعليمات الرئيس مؤخرا داعمة ومشجعة للتعليم القرآني الذي أرادت إفساده وتعطيل عجلته.
وأبناء الجزائر اليوم من الشيوخ والكهول والشباب والأطفال أيضا، يجوبون العالم ويساهمون في ترقيته بجميع التخصصات، كل ذلك بفضل:"بسم الله الرحمن الرحيم"، وإن بعض شباب الجزائر خاصة، موزعون على القارات الخمس، منهم من غادر الجزائر طلبا للرفعة، ولا علاقة له بالتدين؛ لأن رفاق بن غبريط حرموه المكانة في بلاده، بعد أن شوهوا هويته بخطاباتهم العدائية لكل ما هو عربي وإسلامي، وشوشوا على استقراره الثقافي: قد اكتشفوا عالما آخرا، وهو: التدين، وإذا بهم يتحولون من مجرد طالبي خبزة ورفعة في الدنيا إلى حفظة لكتاب الله وقرّاء متقنين للقراءات القرآنية، ودعاة ناجحين، إضافة إلى التخصص الذي اصطحبوه معهم عندما غادروا البلاد.
وعندما تأمر بن غبريط بحذف البسملة من الكتب المدرسية، حتى لا يقرأ التلميذ: بسم الله الرحمن الرحيم؛ لأنها تواصل مشروعا متكاملا يرفض البسملة في المقررات الدراسية، وليست مجرد نزوة أو شهوة استهوتها، وستواصله ما لم تكن هناك وقفة وطنية جادة تحمي المنظومة التربوية من هذا العبث بأبنائها وبناتنا في جميع مراحل التعليم!!؟.
وعليه: لا أرى جدوى من سؤال بن غبريط باسم من نبدأ: عندما يمنع أبناؤنا من البدء بـ:"بسم الله الرحمن الرحيم"!!؟، فإذا لم يبدأ الطفل باسم الله، فمن هو الأولى ليبدأ باسمه!!؟.
فنحن مسلمون تعلمنا من ديننا: أن القراءة الصحيحة لا تكون إلا باسم الله، ثم إن المسلم في الجزائر وفي غيرها من بلاد العالم الإسلامي، تلقَّى هذا الدين كما تلقاه محمد صلى الله عليه وسلم، بآياته الأولى التي هي أول ما نزل من القرآن: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
والقراءة باسم الرب هي: القراءة الموقفة والمدركة لحقائق الوجود، وليست قراءة:" مدرسة جول فيري": التي لا تعير اهتماما للدين كما تريد بن غبريط لمدرستنا!!؟.
إن البسملة في المنظومة الثقافية والمناهج التعليمية التربوية الإسلامية: تمثل بناء لعلاقة الإنسان بالله في كل ما يقوم به: كلاما كان هذا الذي يقوم به أو فعلا أو حركة أو سكنة، أو أي شيء؛ لأن المؤمن يعتقد ألا شيء يقع على غير مراد الله سبحانه، ومن توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك قوله: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الل،ه فهو أبتر "، وقوله أيضا للطفل الذي أراد أن يوجهه إلى أدب الأكل، فقال له: "سمِّ الله وكل بيمينك"، وهذه الثقافة الدارجة في المجتمع الإسلامي هي: التي فرضت على كل المسؤولين مراعاتها، ولذلك لا يوجد مسؤول في أي بلد إسلامي إلا ويبدأ خطابه وكلامه كمسؤول بـ:"بسم الله الرحمن الرحيم"، وربما بالصلاة على الرسول الكريم أيضا، والترضية على الصحابة رضي الله عنهم.
على أن الثقافة الإسلامية، تعد مثل هذه العبارات الدينية: البسملة –بسم الله الرحمن الرحيم-، والحمدلة –الحمد لله-، والحوقلة –لا حول ولا قوة إلا بالله-، والتهليل –لا إله إلا الله-، وغيرها من العبارات والأذكار من التربية الإيمانية لا يغني عنها العلم وحده، ومن ثم، فإنها لا تفصل بين التربية والتعليم، وأفضل مكان لتلقي هذه الأمور: بربط التربية بالتعليم ارتباطا عضويا هو: المدرسة وقبل ذلك الأسرة، وبالتقاء العلم بالتربية والأخلاق والقيم، فذلك هو المطلوب في كل المجتمعات.
إن مثل هذا الكلام قد لا يعني شيئا في رأي بن غبريط، لأنها تريد أن تعلم التلاميذ الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية، حتى لا يبقوا:"في قل أعوذ برب الفلق": كما قالها رئيسها السابق ذات يوم!!؟، ولكن ما لا تريد له السيدة نورية: أن يكون هو: هذا الارتباط الوثيق بين التربية والتعليم، فهي في أحسن الأحوال تريد أن تخرج لنا علماء لا علاقة لهم بالدين والأخلاق!!؟، ولا يهم أن تكون لهؤلاء العلماء وطلبة العلم قبل ذلك علاقة بالتربية والأخلاق والقيم؛ لأنها هكذا ترى رسالة المدرسة ليس أكثر، ولا بأس إذا من أن تنتج لنا المدرسة الطالب الذي يتجرأ على قتل أستاذه، أو الأستاذ الذي يراود طالبته...