تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> تبديد الغوائل بما في إتباع السنة من الفضائل

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
hamza1989
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 18-09-2009
  • الدولة : أرض الله
  • المشاركات : 213
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • hamza1989 is on a distinguished road
hamza1989
عضو فعال
تبديد الغوائل بما في إتباع السنة من الفضائل
23-09-2009, 11:22 PM
تبديد الغوائل بما في إتباع السنة من الفضائل


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد :

فإن أحق ما اعتنى به المسلم , ,وأولى ما صرف فيه أوقاته : العمل الدؤوب على إقتفاء آثار النبي – صلى الله عليه وسلم – وتجسيدها في حياته اليومية ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

وذلك تحقيقا للأمر:" واتبعوه لعلكم تهتدون" (بعض الاية من سورة الأعراف).

وقوله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا (الأية 21 من سورة الأحزاب).

قال بن كثير – رحمه الله - : هذه الأية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله (تفسير القرءان العظيم 3/626) .

وهذه الأسوة إنما يسلكها , ويوفق لها من كان يرجو الله واليوم الآخر.

لكن من تلبيسات الشيطان على بعض الناس بل الادهى من ذلك على بعض الدعاة أن زين لهم بعض الغوائل(1) وصور لهم أن الحث على اتباع السنة مفرق للأمة و الهم هو إجتماعها – زعموا – ونسوا أو تناسوا أن السبيل لذلك هو السنة فلا جماعة إلا بسنة ولهذا سميت الطائفة المنصورة والفرقة الناجية بأهل السنة والجماعة .
ونوع آخر من الدعاة سموا السنن قشورا فقسموا الدين إلى لباب وقشور ولا ندري ماهو الضابط في هذا التقسيم إلا محض التخرص والظن الذي قال فيه تعالى :"
إن الظن لا يغني من الحق شيئا" .

وقال تعالى "كبرت كلمة تخرج من أفواههم" (بعض الأية 5 من سورة الكهف).

فلو كان نبينا بين أظهرنا صلوات ربي وسلامه عليه فهل سيكون قولهم له هو هذا ؟؟
وهل كان الصحابة يقولون هذا أي أن الدين فيه قشر ولباب ؟؟
والعاقل الحصيف لو فكر قليلا لوجد ان القشر له دور كبير كما سيأتي لكن من الناحية العملية الآن هل يمكن أن تشتري برتقالة من دون قشر ؟؟
أو تشتري بيضة من دون قشر ؟؟؟
أكيد العقل يقول : لا
إذن فمابالنا عندما يكون الأمر له علاقة بالدين ونجاة العبد في الدار الآخرة ورفعته في الدنيا يصبح الامر مختلفا ؟
وطائفة اخرى عندما تنصح باتباع السنة تقول أن الإيمان في القلب ونيتي سليمة ؟؟
فواعجبا اين الفقه والنظر والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب" (رواه البخاري ومسلم).

قال بن دقيق العيد – رحمه الله - :" قد جعل الله الجوارح مسخرة له ومطيعة فما استقر فيه ظهر عليها وعملت على معناه : إن خيرا فخير وإن شرا فشرفإذا فهمت هذا ظهر لك قوله صلى الله عليه وسلم [ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ]( شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد ص 26 )

فلو كان حقا قلبه سليما وبصيرته معافاة لظهر ذلك على جوارحه فالظاهر عنوان الباطن كما يقال .

وثبت في السنة من حديث النعمان بن بشير يقول : " أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال :"أقيموا صفوفكم ثلاثا والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم" قال فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه" (أخرجه أبوداود برقم 662 وصححه الألباني في الصحيحة برقم 32).

قال الألباني – رحمه الله – في فوائد الحديث : " إن فساد الظاهر يؤثر في فساد الباطن" (السلسلة الصحيحة 1/41).

فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – اختلاف الأبدان دليلا على الإختلاف في البواطن .
وآخر كان يستهزء بجلباب المرأة المسلمة ويقول : مثلها مثل زورو Zoro , كبرت كلمة تخرج من فيه .

وآخر يستهزء بجلباب المرأة ويقول تضع خيمة على رأسها , قاتله الله انى يؤفك

وآخر إذا نصحته بإتباع آثار النبي – صلى الله عليه وسلم – وترك البدع التي هو عاكف عليها رأيته فقيه عصره وفريد دهره في الرد والإستدلال فيقول : لماذا لا تترك أنت أيضا السيارة والالهاتف وغيرها من المصالح المرسلة في زمننا أليست هي أيضا من البدع ؟؟

وآخر إذا دعوت للسنة وحذرت من البدعة يقول لك : تركت اليهود والنصارى والعلمانيين والشيوعيين وتدعو إلى التوافه من الأمور ؟؟ عامله الله بما يستحق.

وآخر إذا كلمته على اتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ذلك عصر ولى ونحن في عصر غزو الفضاء ولسان حاله أن الشريعة لا تصلح لزمننا فهو أقرب للكفر يومئذ منه للإيمان لكن يمنعنا من تكفيره غلبة جهله وأئمة السوء المضلين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : "وأخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" (أبو داود برقم 4252 وصححه الألباني).

وآخر يقول : هذا سبب تخلفنا عندما تمسكنا بهذه المسائل وكأن السنة هي التي وقفت حاجزا أمام إختراعاته ووصوله للقمر
هذا غيض من فيض وقطر من مطر واللبيب بالإشارة يفهم فليس القصد تتبع جميع تلك الغوائل = الدواهي = ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق كما يقال .

وما أردته في هذه الكلمات القصيرات , عسى الله ان ينفع بها الإخوة والاخوات , تبديد تلك الغوائل بذكر بعض ما في اتباع السنة من فضائل , لعل يهتدي بها الحيران , ويكف عن الطعن ذوو البهتان


الفضيلة الأولى : محبة الله لعبده


إن محبة الله للعبد ليست بالأمر السهل أو البسيط بل تأتي بجهاد ومجاهدة ورباط ومصابرة , فكلنا ندعي أننا نحب الله لكن من منا الذي يحبه الله ؟
والله – سبحانه – وضع علامة في كتابه للدلالة على ذلك فقال : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" (بعض الأية 31 من آل عمران)

قال بعض العلماء الحكماء : "ليس الشأن أن تحب ولكن الشأن أن تحب " .

قال بن كثير – رحمه الله - : هذه الاية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله

وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الاية فقال { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } (تفسير بن كثير1/477).

قال سهل بن عبدالله : علامة حب الله حب القرآن وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة" (تفسير القرطبي 4/64).

قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : "فجعل محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول وجعل متابعة الرسول سببا لمحبة الله عبده "( مجموع الفتاوي 1/5)

فكل من ادعى انه يحب الله ولا يتبع السنة أو يحب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحب السنة فهو كاذب في دعواه حتى يثبت العكس أي أن يكون في أقواله وأفعاله وجميع حركاته موافقا للنبي – صلى الله عليه وسلم –
قال بعض السلف : إن استطعت أن لا تحك شعرك إلا بأثر فافعل .

قال بن القيم – رحمه الله - : "لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى , فلو يعطى الناس بدعواهم ,لادّعى الخلي حرقة الشجي ,فتنوع المدعون في الشهود , فقيل لاتقبل هذه الدعوى إلا ببينة : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
فتأخر الخلق كلهم , وثبت أتباع الحبيب في : أفعاله , وأقواله , وأخلاقه " (مدارج السالكين 3/8)

والدليل على ان اتباع السنة وفعل النوافل سبب محبة الله – سبحانه – ما رواه البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب , وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه – الحديث - (أخرجه البخاري /الرقاق , باب التواضع) .


الفضيلة الثانية : أن العمل بالسنة يعصم من الإفتراق ويجمع الأمة


قدمت فيما سبق دعوى بعض الدعاة أن الحث على التمسك بالسنة في زمننا مما يزيد الهوة ويكثر الشقاق ويصدع الصف فكان نتيجة ذلك التزهيد في اتباع السنة وتسميتها قشورا لكن علماء الإسلام فطنوا إلى أنه لا يمكن أن تجتمع الأمة إلا على السنة لأنها المعصومة وليبست آراء رجال يصيبون ويخطؤون , ثم لو سلمنا أننا نترك السنة الآن فمتى سنجتمع عليها ؟؟؟
ثم لو فرضنا معهم أننا نترك الآن السنة ونلتزم بدعواهم فعلى أي متبوع نجتمع ؟؟؟
إذا فرطنا في متبوعنا وهو الرسول – صلى الله عليه وسلم – فمن سيكون البديل عنه الذي سنجتمع عليه ؟
إن قلت لي نجتمع على فلان أقول لوما لا يكون علان ؟ وأي فرق بينهما ؟
فلاحظت أخي أن الإجتماع على الأشخاص لا يمكن بل هو سبب التفرق والإختلاف بعكس لو اتفقنا كلنا على أن متبوعنا فقط هو النبي – صلى الله عليه وسلم – فسيكون الاجتماع والإئتلاف .

قال بن تيمية – رحمه الله – "البدعة مقرونة بالفرقة , كما أن السنة مقرونة بالجماعة " الاستقامة 1/42.

ولهذا نجد من مسميات من يرجو النجاة والنصر تسمية : أهل السنة والجماعة , فلا جماعة إلا بسنة .

وقال أيضا – رحمه الله – " وسموا اهل الجماعة لأن الجماعة هى الإجتماع وضدها الفرقة " مجموع الفتاوي3/157.

ويقول الطحاوي – رحمه الله - في عقيدته : "ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة"

قال شارحها بن أبي العز – رحمه الله - :"السنة طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم – والجماعة جماعة المسلمين وهم الصحابة والتابعون لهم باحسان , فاتباعهم هدى وخلافهم ضلال " شرح الطحاوية 306.


وقال – تعالى - : "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات" بعض أية 105 من آل عمران .

قال قتادة – رحمه الله - : " يعني : أهل البدع ".
فأهل البدع هم أهل الفرقة والإختلاف لأنهم تركوا السنة واتبعوا السبل .
قال عبد الرحمن بن مهدي – رحمه الله : " وقد سئل الإمام مالك بن أنس عن السنة فقال : هي ما لا اسم لهم غير السنة وتلا
وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه" الإعتصام 1/77.

وفيما نقل عن مجاهد في قوله – تعالى – ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
قال في المختلفين : " إنهم أهل الباطل".
إلا من رحم ربك قال : "فإن أهل الحق ليس فيهم اختلاف" الاعتصام1/82.


قال أبو القاسم الأصبهاني – رحمه الله - : "وكان السبب في اتفاق أهل الحديث , أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة , وطريق النقل , فأورثهم الإتفاق والإئتلاف , وأهل البدعة , أخذوا الدين من المعقولات والآراء , فأورثهم الإفتراق والاختلاف" الحجة على تارك المحجة2/226.
.
وقال بن تيمية – رحمه الله - : "فإن القوم كلما بعدوا عن اتباع الرسول والكتب المنزلة كان أعظم في تفرقهم واختلافهم" الرد على المنطقيين 332 .

وقال – تعالى - :" إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " الانعام 159
قال البغوي – رحمه الله - :"هم أهل البدع والأهواء" شرح السنة1/210
وقال بن المبارك – رحمه الله - : "أهل الحق ليس فيهم اختلاف" رواه الطبري في تفسيره12/85

ومؤكد أن السنة وأصحابها هم أهل الحق فتبين من كل هذه النقول أن الواجب على المسلم الناصح لنفسه أن يتمسك بالسنة ويدعو إليها لأنها السبيل الوحيد لاجتماع الأمة ولا يهتم بتلك الدعاوي المثبطة القائلة ان الدعوة الى السنة تفرق الأمة .


الفضيلة الثالثة : العمل بالسنة يعصم من الوقوع في البدعة


من تمام نصح النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه حذرنا من البدع قبل وقوعها حيث نصح صحابته عند الاختلاف بالدواء الناجع الذي يقطع شأفته فقال في حديث العرباض بن سارية – رضي الله عنه - : فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين " فهذا هو الدواء عند وجود الاختلاف ومن أسباب الإختلاف ظهور البدع والتعصب لها والموالاة والمعاداة عليها من غير بينة ولا برهان بل مجرد أقوال رجال خاوية من الدليل فأصبحت البدع دينا
كما قال بن مسعود – رضي الله عنه - :"كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير , ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة , حتى إذا غيرت قيل غيرت السنة ".
فإذن السبيل للنجاة من الوقوع في البدع هو التمسك بالسنة ,والدعوة إليها ونشرها بين الناس , وإنكار ما خالفها وعلى من خالفها ولهذا تجد انتشار البدع في الأمصار التي يقل فيها الدعوة إلى السنة وكثير من البلاد الإسلامية هذا حالها والله المستعان .

يقول بن عباس – رضي الله عنه - :"ما يأتي على الناس من عام , إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة , حتى تحيا البدع وتموت السنن " رواه بن وضاح في البدع والنهي عنها.

ولهذا كان الصحابة أشد تمسكا بالسنن واقتفاءا لآثار النبي – صلى الله عليه وسلم –
قال بن عباس – رضي الله عنه - :"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء , أقول قال رسول الله – صلى لاالله عليه وسلم – وتقولون : قال أبوبكر وعمر".




الفضيلة الرابعة : المحافظة على النوافل يجبر ما كسر من الفرائض


الإتيان بما فرضه الله – سبحانه – علينا كما أمر به متعسر إلا على من يسره عليه وقليل ما هم , إذ لا يخلو عمل من نقص , كترك الخشوع في الصلاة , وعدم الطمأنينة فيها و وكالغلو والغيبة والنميمة حال الصيام , والجدال والفسق حال الحج ... الخ
ومن فضل الله – سبحانه ورحمته بعباده المؤمنين , جعل لهم ما يتمم هذا النقص ويقوم الخلل , وذلك يتأتى بالمحافظة على السنن

أخرج أبودواد في سننه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة , قال : يقول ربنا : جل وعز – لملائكته – وهو أعلم - : انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة , وإن كان انتقص منها شيئا , قال : انظروا عل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه , ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " كتاب الصلاة 1/540 برقم 864 وصححه الألباني .

فهذا فضل النوافل بعد الفرائض ونسأل من يستهزء بالنوافل والسنن : تخيل لو أنك فرطت في النوافل وكان نقص في فرائضك فكيف تعمل ؟

وأيضا تعتبر النوافل كالحاجز أمام العبد حتى لا ينتهك حرمة الفرائض فلو كان الشخص محافظا على النوافل فمن الصعب جدا أن يفرط في الفرائض .


الفضيلة الخامسة : أن لك اجر من تبعك في العمل بتلك السنة


أخرج مسلم – رحمه الله – في صحيحه حديثا برقم 1017 عن جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلال فإذن وأقام فصلى ثم خطب فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } [ 4 / النساء / الآية 1 ] إلى آخر الآية { إن الله كان عليكم رقيبا } والآية التي في الحشر { اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله } [ 59 / الحشر / الآية 18 ] :"تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره ( حتى قال ) ولو بشق تمرة

قال فجاء رجل من الانصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثبات رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ".

قال النووي – رحمه الله – في شرحه لمسلم 7/104 : " كان الفضل العظيم للبادى بهذا الخير والفاتح لباب هذا الاحسان".

فالرجل أحيا سنة الصدقة بعد نيصحة النبي – صلى الله عليه وسلم – فتتابع الناس عند ذلك فيكون له أجر كل من تصدق في ذلك الموقف وقس على ذلك باقي السنن والأعمال .

ويفهم الكثير أن الدعوة تكون بالمقال فقط وهذا غلط , بل الدعوة أيضا تكون بالفعال فأنت لو حرصت على سنة وفعلتها فشاهدك شخص آخر ففعلها وهكذا فيكون لك أجر من اقتدى بفعلك كما جاء مصرحا به في الحديث فلنحرص على السنن بعد الفرائض ولتكن دعوتنا بالمقال و وبالفعال ولكل درجات مما عملوا والله بصير بالعباد .


الفضيلة السادسة : تطبيق السنن دليل تعظيم القلب لشعائر الله


يقول ربنا – سبحانه - : " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب الحج 32

قال الشنقيطي –رحمه الله – في أضوا البيان 5/692 : "شعائر الله : عام في جميع الشعائر ".

وقال السعدي – رحمه الله - في تفسيره 5/293: "ومعنى تعظيمها : إجلالها , والقيام بها , وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد ".

وقال أيضا : " فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه , لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله".

فنعلم من هذا أخي وفقك الله أن المستهزء بالسنن دليل على خلل في قلبه وضعف إيمانه بنص الأية السابقة .

هذا ما أردت التنبيه عليه ببعض ما في اتباع السنة والتزامها ظاهرا وباطنا من فضائل وكل ما ذكرته تشترك فيه معظم السن الشاملة للصلاة والزكاة والحج الجهاد وغيرها ويوجد فضائل أخرى خاصة بالصلاة او الزكاة أو الصيام لكن القصد العموم للشمول , والغرض الرد ولو بشيء بسيط على تلك الغوائل "الدواهي" النكراء والحملة الشعواء على المتمسك بالسنة والداعي إليها .

----------
1 - الغوائل : هي الدواهي , وانظر غير مأمور لسان العرب مادة :"غول".
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية nadji03
nadji03
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 25-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 168
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • nadji03 is on a distinguished road
الصورة الرمزية nadji03
nadji03
عضو فعال
رد: تبديد الغوائل بما في إتباع السنة من الفضائل
24-09-2009, 06:49 AM
السلام عليكم
نحن اليوم نعيش جهل في الذين برغم من تيسير في التفقه ولو نسبي ولكن الايام دول
فاصحاب البدع هم من يتصدرون المجالس وخير دليل تشجيع الدولة لطرقية والصوفية و التجانية وهبرية حتى الاباظية لتصدي الى اهل السنة وجماعة بخصوص والسلفية على قولهم لله المشتكى


كـمـبـيـوتـر
التعديل الأخير تم بواسطة nadji03 ; 24-09-2009 الساعة 06:53 AM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:35 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى