المدارج في إبطال الموازنة في أحاديث الخوارج
26-09-2009, 09:06 AM
أحاديث الخوارج ومنهج الموازنات


الحمد لله ولي المتقين , وناصر السلفيين المجاهدين باللسانين , وأصلي وأسلم على خاتم النبيين الراد على الخوراج المارقين , وعلى من اتبعه في تلك السنة فانعم بهم تابعين وبعد :

ففي كل عصر مبتدعته , يأتون بأصول مجملة , وقواعد مخترعة , يصادمون بها النصوص , وينشرون بها أهوائهم , ويخالفون سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين , وائمة الهدى الميامين , لكن قيض الله - سبحانه - ضد أولئك الشرذمة القليلين علماء ربانيين , ينفون عن دينه تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , تأويل الجاهلين .

ومن أشهر القواعد التي نازل من أجلها الدعاة الحزبيون , والافراخ التكفيريون , قاعدة تعود على القرءان بالإبطال , ونسبة السنة إلى المحال , ويظنون أنهم بصنيعهم هذا ينصفون الرجال - زعموا - .

تلك القاعدة المشؤومة , ليس لها أم رؤومة , إلا أصحاب القلوب المريضة ,فيقولون إن الموزانة بين أخطاء وحسنات الشخص فريضة - قالوا - .

فحشدوا الأدلة , وتراؤوا الأهلة , عسى أن يأتي الشهر الجديد , بدليل على القاعدة فريد .

فتكايسوا وتسايسوا , وأزهم شيطانهم إلى دليل , فظنوه منارة السبيل , ولكن هيهات لما توعدون - إن هي إلى أماني - .

قالوا إننا نجد في سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في ذكر الخوارج , فذمهم على أفعال , وصحح لهم عبادات وأقوال فقال :"تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم , وصيامكم إلى صيامهم ",فقلنا سمعا وطاعة لسيد الآولين والآخرين .

فنظرنا وفتشنا ,فإذا التوجيه غير سديد , وكشف الحقيقة غير بعيد , فقلنا جوابا , وحررنا خطابا , عسى ان يكون ردا على باطلهم , فأقول وبالله التوفيق:

أولا : إن الله - سبحانه - قد ذم في كتابه من يبتع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وسبيل المؤمنين الناصحين رد المحكم إلى المتشابه حتى تتضح الصورة , ففعلنا بأمر ربنا وعدنا إلى أيات وأحاديث أخرى فوجدنا عكس ما الزائغ إليه يطمح , وما عليه يجادل وينطح .

فقد ذم الله - سبحانه - في كتابه إبليس اليهود والنصارى وأبي لهب ولم يذكر لهم حسنات ومؤكد أن كل مخلوق له حسنات الشر المحض لا يوجد .
ووجدنا في السنة أحاديث كمثل قوله - صلى الله عليه وسلم - :"بئس أخو العشيرة", "أفتان أنت يا معاذ" , "أما معاوية فصعلوك لا مال له , وأما أبوجهم فضراب للناس يضع العصا عن عاتقه"

فما جوابك على هذا ؟.

ثانيا : لم يمدح أحد من العلماء حسب علمي - المتواضع جدا - الخوراج ولا قال بأن تلك الالفاظ تعتبر تزكية ومدح لهم وإن كانت الاخرى فنبهنا على مواضع مدحهم حتى نكون على بينة .وسيأتيك في قول الآجري بعد أسطر ما يبطل هذا فحنانيك على نفسك واربع عليها .

ثالثا : في أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسها ذم شديد لتلك الطائفة فقد جاءت روايات كثيرة ولم تخص طائفة من طوائف المسلمين بمثل تلك الأحاديث وهذا لشرهم وكثرة مفاسدهم .

رابعا : أن هناك بعض العلماء من كفر الخوارج فإذا أخذنا بذلك فهل نقول أن الكفار فيهم حسنات فنذكرها أي أننا إذا قرأنا سورة المسد نتبعها بأن لأبي لهب حسنات ونبدأ في ذكرها ؟.
ام أننا إذا ذكرنا إبليس وحذرنا من تلبيساته وتدليساته نذكر بان له حسنات كالإعتراف بوجد الله - سبحانه - ؟.

فرحمك الله يا ابن الجوزي نسيت ذكر حسنات إبليس - ابتسامة - .

خامسا : أن السلف طعنوا في نيات الخوارج وليس ظاهرهم فقط فقد قال بن عمر رضي الله عنه لرجل منهم لما دعاه للقتال كما ورد في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير :"خرج علينا عبد الله بن عمر , فرجونا أن يحدثنا حديثا ,فبادرنا إليه رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول :"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"فقال :ثكلتك أمك وهل تدري ما الفتنة ؟إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين , وكان الدخول في دينهم فتنة , وليس كقتالكم على الملك".

قلت : فانظر - رحمك الله - لفقه بن عمر - رضي الله عنه - ضد هذا الخارجي الذي نزع أية ظنها تخدمه وهي نازلة في الكفار فأراد إنزالها على المسلمين فصحح له الصحابي فهمه ووجهه للطريق الرشيد فأين أنتم يا خوارج العصر من هذا ؟

وايضا لاحظ انه بادره بالسؤال عن الجهاد والقتال أما باقي التابعين فانتظروا أن يحدثهم وهذا أدب الطب مع شيوخهم أما الخوراج فلا أدب ولا علم ولا فقه .

ومن مفاسدهم انهم يشوشون على الطلاب في الحلقات بذكر الجهاد والقتال فالتبعيون انتظروا أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى تحيا القلوب وتزكو النفوس , ويهتدي الاعمى , لكن الخارجي المقيت يتكلم فقط عن الخروج والقتال ثم بعد ذلك فقاعات صابون فالله المستعان .


وأيضا أن ابن عمر - رضي الله عنهما - طعن في نية ذلك الثوري فقال :"قتالكم على الملك".

ومما يؤيد هذا الطعن ايضا قول علي - رضي الله عنه - في كلمته المشهورة :"كلمة حق أريد بها باطل" فطعن في نياتهم.

وقد بوب البخاري - رحمه الله - في صحيحه بابا بعنوان :"باب إثم من راءى بقرءاة القرءان ,أو تأكل به , أو فجر به" ثم ذكر حديثين عن الخوارج فبالله عليك لم ؟

أليس هذا لينبهنا على أن قرائتهم رياء وتسميع؟ ألا قاتل الله الجهل ما يفعل بصاحبه .

قال الفيقه الفقيد الشيخ بن عثيمين - رحمه الله - كما في لقاء الباب المفتوح - 11 - :"ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتالهم ,لأنهم وإن تشددوا في الدين فهم مارقون منه , لو فتشت على قلويهم لوجدتها سوداء لا يصل إليها الخير والنور".

فهل بعد كل هذه التجريحات , ينادي أفراخ الموازنات بأن :"تحقرون صلاتكم غلى صلاتهم" من التزكيات ؟ ألا فاتقوا رب الأرض والسموات , والزموا أقوال العلماء الثقات في منهج الموازانات وأنه لا تذكر عند ذكر السيئات .

سادسا : على فرض أن ذلك تزكية فقد استجرت بالنار من الرمضاء فأردت العدل والإنصاف , فوقعت في الجور والإعتساف وبيان ذلك :
أن فعلهم موافق للشريعة وهم لا صحابيا معهم , و إجماع الصحابة حجة فبأيهم نقتدي ؟
آ بالصحابة نقتدي فنهتدي ام بعبادة الخوراج فنعتدي ؟ نبئني بعلم إن كنت من الشاهدين الحاضرين .

أنا لم أحضر معهم لكن وجدت أن الصحابة هم القدوة وعدلهم ربنا في كتابه وهو إجماع أهل السنة فتبين انهم قدوتي فبطل إذن تصحيح عبادة الخوراج وهو المطلوب هذا مع الطعن في نياتهم فهم طلاب دنيا ولاحظ أيضا لفقه الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه حيث ذكر أحاديث الخوراج ضمن باب الزكاة فلماذا لو كنت فطنا ؟

لينبهنا على هذه القضية وهي أنهم طلاب رئاسات ووجاهة ومال وفقط .

شبهة وجوابها :

قد يتفطن متحذلق , ويتحذلق متطفن ويقول : نبئنا عن سبب ذلك الذكر , وتلك الإشارة , فنقول بأوجز عبارة :

إنما كان ذلك على سبيل ذكر ما عندهم من عبادة حتى لا يغتر الجاهل أمثالك يا متحذلق فيقول أقوام اصحاب نفوس طائعة , وقلوب خاشعة , ورؤوس راكعة , فتتبعهم فيكون حتفك بظلفك ويصدق فيك قول الشاعر :

وكنت كعنز السوء قامت لحتفها . . . إلى مدية تحت التراب تثيرها.

وقد قال الآجري - رحمه الله - : "لم يختلف العلماء قديما وحديثا ان الخوارج قوم سوء ,عصاة لله تعالى ورسوله ,وإن صلوا وصاموا ,واجتهدوا في العبادة ,فليس ذلك بنافع لهم ,لأنهم يتأولون القرءان على ما يهوون , يموهون على المسلمين ,وقد حذر تعالى منهم , وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم , وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده , وحذرناهم الصحابة - رضي الله عنهم - , ومن تبعهم بإحسان , والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس".الشريعة 325 - 326 .

اين الحسنات يا إمامنا الآجري - رحمك الله - ما أفقهك .


فلاحظ تحذير الله - سبحانه - ثم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم الصحابة - رضوان الله عليهم - ثم التابعون - رحمهم ربي - وهكذا سلسلة التّحذير ...

اتواصوا به ؟ نعم .. هم ناصحون .

هذا ما تيسر لي من ردود ومن كان له رد آخر فلا يبخل علي وجزاه الله خيرا

أخوكم في الله
--------------------
بعض الفوائد استفدها من الشيخ الداهية , قاهر الخوراج ومن عاونهم : عبد المالك رمضاني الجزائري - حفظه الله ومتعنا بعمره وعلمه -
التعديل الأخير تم بواسطة hamza1989 ; 26-09-2009 الساعة 09:11 AM