تسجيل الدخول

معنى الاستدلال: هو البرهان الذي يبدأ من قضايا مسلم بها ويسير إلى قضايا أخرى ينتج عنها بالضرورة دون اللجوء للتجربة، أو هو ذلك التسلسل المنطقي في الأفكار الذي ينتقل من مبادئ وقضايا أولية إلى قضايا أخرى تستخلص منها بالضرورة دون استعمال التجربة، وبصورة عامة فإن الاستدلال هو عملية منطقية يتم فيها الانتقال من قضايا منظور إليها في ذاتها إلى قضايا أخرى ناتجة عنها بالضرورة ووفقا لقواعد منطقية.
تعريف المنهج الاستدلالي: هو عملية عقلية منطقية بحتة وهو سلوك منهجي منظم للوصول للحقيقة العلمية وتفسيرها، وهو المنتج التحليلي الذي يهدف إلى إثبات صحة الفرضيات عن طريق الاستدلال النطقي الذي ينطلق من معطيات أولية وبديهيات إلى نتائج يستخلصها عن طريق المصادرة والتركيب بدون اللجوء إلى التجربة.
المنهج الاستدلالي هو ذلك المنهج الذي يتناول دراسة المسائل النظرية و الفلسفية بهدف التوصل إلى حقائق معرفية وقواعد عامة ويتكون النظام الاستدلالي من مجموعة من المبادئ والنظريات حيث تمثل تلك المبادئ مجموع القضايا والتصورات الأولية غير المستخرجة من غيرها، والنتائج المستخرجة من هذه القضايا والتصورات تسمى النظريات لذا فإن الاستدلال في صورة نظام يتكون من ميكانيزم المبادئ والنظريات.
مبادئ المنهج الاستدلالي:
§ البديهيات: هي قضايا مبنية بنفسها لا تحتاج على برهان وهي أولية منطقية بمعنى غير مستخرجة من قضايا أخرى وهي كذلك قاعدة صورية عامة أي مسلم بها من كافة العقول.
§ المصادرات: وهي قضايا تركيبية أقل تقنية من البديهيات وهي ليست مبنية بنفسها وغير عامة ومشتركة ولكن يصادر صحتها ويسلم بها تسليما بالرغم من عدم بيانها بوضوح وإنما تتمثل فائدتها في إمكانية استنتاج العديد من النتائج منها دون الوقوع في التناقض.
§ التعريفات: وهي قضايا وتصورات جزئية خاصة بكل علم وهي التعريف عن ماهية المعرف وحده وكله تعريفا جامعا مانعا وفي هذا الصدد هناك التعريف الرياضي الثابت في جوهره وهناك التجريبي كما هو الحال في العلوم الطبيعية والإنسانية.
أدوات المنهج الاستدلالي: للاستدلال كمنهج علمي مجموعة من الأدوات هي:
§ القياس: هو عملية منطقية تنطلق من مقدمات مسلم بها إلى نتائج افتراضية غير مضمون صحتها فالقياس هو عملية تقييم وموازنة نقيس فيها الشيء بمثيله والقياس غير البرهان فهو لا يضيف شيء للمعطيات ولا يحول الافتراضات إلى نتائج وإنما يسمح لنا بالانطلاق في عملية البرهنة.
§ التجريب العقلي: ومعناه أن يقوم الإنسان في داخل عقله بكل الفروض والتحقيقات ويتصور الطريقة المثلى لتركيبها حتى يتوصل للنتائج المرجوة.
§ التركيب: وهو عملية عقلية تسير وتبدأ من القضية الصحيحة المعلومة إلى استخراج كل النتائج ومعرفة هذه النتائج المراد استخلاصها من هذه القضية المعلومة والصحيحة فالتركيب يتمثل في تفكيك الافتراضات ومحاولة تركيبها عقليا لتبيين صحة مدلولها والتركيب عادة يكون من الخاص إلى العام.
المنهج الاستدلالي كمنهج علمي ثابت وجامد عاجز عن البحث العلمي للظواهر القانونية باعتبارها ظواهر حية ومتحركة وشديدة التغير والتعقيد وهذا ما أدى مع نضوج العقلية العلمية إلى ظهور مناهج جديدة تمتاز بالواقعية والموضوعية في معالجتها وتحليلها للظواهر الطبيعية والاجتماعية والقانونية وعلى رأسها المنهج التجريبي. و مع ذلك لازال المنهج الاستدلالي يؤدي في مجال العلوم القانونية خدمات بصورة جزئية ونسبية في مجال تفسير وتطبيق المبادئ والنظريات والقواعد والأحكام القانونية العامة والمجردة في المدونات والتقنيات القانونية النافذة.