“حضور الجزائر صدمة لنا.. ودبلوماسيتنا وقعت في الفخ”
05-12-2018, 06:32 AM

بدأ المغرب يتلاعب ويتهرب قبيل انعقاد لقاء جنيف الأربعاء والخميس، في سعي منه “لوأد” اللقاء الذي يتم برعاية أممية، وهو ما تعكسه التسريبات التي نقلها الإعلام عن “مصادر مطلعة” ومن ذلك “الأمر لا علاقة له بأي مفاوضات كما يتم الترويج لذلك، ومائدة جنيف تأتي في سياق خاص ومغاير عن المفاوضات التي جرت في مانهاست منذ سنوات بدليل أن الأطراف الأربعة المشاركة في الاجتماع (وهي المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا) تلقت الدعوة نفسها وبصيغة ومضمون موحدين”، مع تسجيل صدمة من حضور الجزائر كطرف ملاحظ، وفق دعوة الأمم المتحدة، ما يعني إسقاط الأطروحة التي كان يدفع بها، وهي أن المفاوضات تتم مع الجزائر لا مع جبهة البوليزاريو.
واعتبر، الأستاذ الباحث في الشؤون المغاربية، أحمد نور الدين، في تصريحات إعلامية، أن «حضور الجزائر للقاء جنيف لا يعد مكسبا للمغرب، لأنها تحضر بصفتها كملاحظ وليس كطرف في النزاع! وهذا ما أكدته تصريحات الناطق الرسمي باسم خارجيتها».
وسجل المتحدث نفسه أنه «لم يثبت إلى حدّ الساعة أن وصفت الأمم المتحدة الجزائر بالطرف في النزاع في الصحراء لا في بياناتها ولا حتى في صيغة الدعوة التي وُجهت لها على قدم المساواة مع موريتانيا. وبالتالي الحديث عن مكسب هو محاولة لتبرير القبول بالمشاركة في لقاء جنيف دون تحقق للشروط الموضوعية التي تحدثنا عنها مرارا حتى لا تقع دبلوماسيتنا في أخطاء قاتلة أو تنازلات وانزلاقات تمس بعدالة قضيتنا المقدسة في الدفاع عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه».
وتابع قائلا «يجب أن نستحضر أنّ العودة إلى المفاوضات دون شروط كان مطلبا جزائريا بالأساس، فالنظام الجزائري منذ سنتين وهو يركز على هذا المعطى كتكتيك، وأوضح الباحث في ملف الصحراء، أن «عودة المغرب إلى المفاوضات هو اعتراف بالمشروع الصحراوي”»، مشيرا إلى أن «الجبهة تجلس مع المغرب فقط من أجل إعطاء الانطباع أن الجبهة مازالت حية تسعى وأن مشروعها مازال قائما ويحظى بالدعم الدولي”.
ويقر المعني بوقوع دبلوماسية بلاده في الفخ، إذ يقول “وهنا مكمن الخطر وهذا هو الفخ الذي وقعت فيه الخارجية المغربية منذ أن قبلت بالجلوس مع الصحراويين، طبعا بعد عدة انتقادات لهذا الوضع حاولت خارجيتنا الموقرة أن تتدارك الوضع بإشراك المنتخبين في شخص رئيسي جهتي الداخلة وادي الذهب، والعيون الساقية الحمراء /المحتلتين/ في اللقاء السابق بلشبونة أو القادم في جنيف، ولكنها تبقى محاولات محدودة يغيب عنها البعد الاستراتيجي والنفس السياسي الذي يفتقده التكنقراط في التعاطي مع قضية سياسية بامتياز».