الجزائر لن تسمح لـ"دواعش المغرب" بركوب طائراتها لدخول ليبيا
28-01-2016, 03:46 AM

سميـرة بلـعمري

رئيسة تحرير جريدة الشروق اليومي


وصف مصدر دبلوماسي رفيع قرار الجزائر تجميد الخط الجوي الرابط العاصمة الجزائر بالعاصمة الليبية طرابلس، بالإجراء الأمني البحت والاحترازي، مشيرا بأن معلومات ومعطيات بحوزة السلطات الجزائرية، تؤكد تدفق مجندين مغربيين على تنظيم داعش بليبيا، وهي المعلومات التي دفعت بوزارة الخارجية إلى استدعاء سفير المغرب بالجزائر، حيث أطلعته على التدفق "المكثف" و"غير العادي" لرعايا مغربيين متجهين إلى ليبيا عبر الجزائر.
وأوضحت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ"الشروق" أمس، أن قرار تعليق الخط الجوي الذي يربط الجزائر بطرابلس والحديث الاستغلال، لا يعني بأي شكل من الأشكال التشويش على نوعية العلاقات الجيدة التي تربط البلدين والتي جعلت الجزائر ترعى الحوار، وإنما لاعتبارات أمنية بالدرجة الأولى، قال محدثنا فضلت السلطات الجزائرية غلق باب أصبح يهدد أمن الجزائر، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية لا تتحرك من فراغ، والقرار المعلن من قبل وزارة النقل أمس، ما هو إلا ترجمة ووجه آخر لبيان وزارة الشؤون الخارجية الصادر يوم السبت الماضي والذي كشفت فيه عن فحوى اللقاء الذي جمع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل بممثل الدبلوماسية المغربية بالجزائر.

وأكدت مصادرنا أن السلطات الجزائرية تفادت إعلان القرار الذي كان جاهزا وموقعا، يوم كلفت مساهل بمهمة إخطار السفير المغربي بامتعاضها من وجود أمور غير طبيعية في حركة وتنقل مواطنين مغاربة نحو ليبيا، من خلال المرور عبر التراب الجزائري، حتى لا يحمل القرار الطابع الردعي، مشيرا إلى أن تقارير أمنية سجلت خلال أسبوع واحد عبور 600 رعية مغربي وضعيتهم مشبوهة لا يحوزون وثائق تبرر دخولهم التراب الليبي، وهو الأمر الذي أكد مصدرنا أنه شكل سببا لترحيل 200 رعية مغربي عادوا أدراجهم ومنعوا من العبور عبر خط الجزائر.

وقال مصدرنا أن الجزائر أخبرت رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج خلال زيارته في الأيام الأخيرة إلى الجزائر بقرارها، وبينت أهدافها من القرار، وتفهم بسب مصادرنا أن التوترات الأمنية وتوغلات الجماعات الإرهابية يتقدمها تنظيم داعش، يبرر تخوف الجزائر من الخطر الذي يترصد دول المنطقة بما فيها الجزائر، وأضاف بأن المملكة المغربية كذلك استوعبت وأدركت معنى الإشارات والملاحظات التي وجهتها الجزائر إلى الجارة الغربية حول تدفق رعايها، حتى وإن تفادى ممثل الدبلوماسية الجزائرية الخوض في مسألة التقارير الأمنية والإستخبارية التي تحذر من تدفق مجندين ضمن تنظيم داعش من المغرب في اتجاه ليبيا.

وأضاف محدثنا أن الجزائر أخطرت السلطات الليبية أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها بسبب الوضعية الأمنية المتوترة ستراجع بمجرد تشكيل حكومة الإتلاف الليبي، وظهور بوادر حل الأزمة الليبية.

تجميد خط الجزائر – طرابلس والذي يعد إجراء أمنيا بحتا يأتي بعد ثلاثة أيام من صدور بيان الخارجية الجزائرية الذي أكدت من خلاله إطلاع السفير المغربي على مسألة "التدفق المكثف وغير العادي لرعايا مغربيين قادمين من الدار البيضاء باتجاه ليبيا عبر الجزائر الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة". وأوضح مساهل أن "السياق الأمني الراهن بالغ الحساسية يستدعي التحلي بيقظة كبيرة"، كما يستدعي تعزيز التعاون بين بلدان المنطقة على غرار ذلك القائم بين الجزائر وتونس لاسيما في مجال ترحيل رعاياهما.

وأعلم مساهل السفير المغربي بـقرار السلطات الجزائرية القاضي "بالسماح هذه المرة وبصفة استثنائية بعبور الرعايا المغربيين المتواجدين حاليا بالعاصمة والحائزين على وثائق إقامة أو عمل في ليبيا"، وغير ذلك سيتم التعامل معهم وفق ما تقتضيه الحالة، وهو ما قالت مصادرنا أنه أدى إلى ترحيل 200 رعية مغربي يومها.