المشبّح.. البحّ والشّح!
25-05-2015, 07:16 PM


جمال لعلامي

التعديل الحكومي الأخير "لم يعجب" الكثير من الأحزاب والسياسيين، بل إن أغلبهم صرّح في الجهر والسرّ، بعدم رضاه، إمّا عن "الكوطة" في ما يتعلق هنا بأحزاب الموالاة، أو "إقصاء" أحزاب المعارضة، أو حتى "عدم استشارة" الوزراء الذين تمّ تسريحهم أو تعيينهم!
وإذا كانت المولاة "لم تقنع فلم تشبع"، فإن المعارضة في طريقة التعديل بأنه "سوء تسيير"، بينما غادر المرحّلون ودخل المعيّنون الجُدد بعدما تلقوا خبر إنهاء مهامهم أو إدماجهم من خلال "الأخبار العاجلة"، قبل أن يرنّ هاتفهم، فيُبلغون ويبلـّغون بالقرار!
المشكل في العديد من الوزراء أنهم ليسوا قادرين على إقناع الحكومة التي ينتمون إلى تشكيلتها، فكيف بهم يُقنعون الرأي العام الذي ينتظر حصيلتهم بفارغ الصبر ويُتابع نشاطهم ومدى علاقته بالخدمة العمومية وخدمة المصلحة العليا للوطن والمواطن!
الحكومة كهيئة "فاقت" لمعشر الوزراء، فأصبحت تعزلهم وتعيّنهم دون أن تستشيرهم أو تأخذ رأيهم، لأنها تعرفه جيّدا، وهي متيقـّنة أن لا أحد يُمكنه رفض التعيين، ولا أحد أيضا يُمكنه الاحتجاج على التنحية!
الأحزاب هي الأخرى، أصبحت في مأزق وفي زاوية حادة: فالموالاة لا يُمكنها أن "تطلب علنا" الوزارات، والمعارضة "تلعبها" زاهدة، ولذلك يسرّب النقد والغضب من وراء الكواليس والسراديب واجتماع الصالونات!
أحد الوزراء قال لي: البعض منـّا "يشبحو" بهم الحكومة، وقد يكون الرجل صادقا في تشخيصه، فمثلما هناك وزراء يزوّقون بهم واجهة الجهاز التنفيذي، هناك وزراء آخرون يعرقون، وآخرون "راقدة وتمونجي"، وآخرون يحترفون فنون عرقلة زملائهم داخل الطاقم الواحد!
حكاية عدم الانسجام داخل الحكومة الواحدة، و"حرب الوزراء"، وتقسيم الحكومة إلى نصفين أو أكثر: نصف "قادر على شقاه"، ونصف "حشيشة طالبة معيشة"، هو مشهد ليس وليد اليوم، وإنّما ظاهرة مرضية وقد تكون صحية، عانت ومازالت تعاني منها الحكومات المتعاقبة!
لقد اشتكى وزراء من وزراء آخرين، وتحوّل وزراء إلى "معارضين شرسين" بمجرد خروجهم من الحكومة، والتزم آخرون الهدوء والسكينة، فمنهم من عاد، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا!
نوع آخر من الوزراء "القدماء" وحتى "المتداولين" على الحقائب، ويعرفهم زملاؤهم جيّدا، "ياكلو الغلة ويسبّوا الملّة"، ومنهم من لا يُريد المغادرة، فيكون محلّ "تدوير" واستبدال للحقائب الوزارية مع زملائه، بينما ينتظر آخرون في الخارج رنين "التليفون" علـّه يحمل لهم بشرى طال انتظارها!