'تلفزيون العائلة' يحتفل بـ'46 سنة ـ بقلم توفيق رباحي
28-10-2008, 07:39 AM
'تلفزيون العائلة' يحتفل بـ'46 سنة
بقلم توفيق رباحي
منقول، مع حذف العبارات المحرجة للمنتدى 28/10/2008
في مثل هذا الأسبوع من كل سنة يضطر الجزائريون لتحمل حملة تعذيب مصدرها التلفزيون وموضوعها التلفزيون. فهذا الأسبوع، يصادف في أحد أيامه حدثا اتُفق على تسميته بين الرسميين الجزائريين 'استرجاع السيادة على التلفزيون'.
حدث ذلك يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر) 1962، أي في الشهور التي تلت استقلال البلاد عن فرنسا رسميا في 5 تموز (يوليو) من نفس السنة والذي تفتقت عبقرية مؤرخي البلاط بتسميته يوم استرجاع السيادة الوطنية. من هنا جاءت تسمية يوم 'استرجاع' التلفزيون (هناك من يستعمل تعبير بسط السيادة على التلفزيون!) بتأميمه وبدء الاستغناء عن الموظفين الفرنسيين فيه.
لكن، ومن دون إطالة، هل استرجع التلفزيون الجزائري حقا سيادته؟ إذا أردتم فولكلورا وكلاما ديماغوجيا يُلقى أثناء 'لمّة الاحباب' في المناسبة، نعم وألف نعم، فهو مفخرة الجزائر ورمز علوها وعبقرية حكامها (خصوصا الحاليين). أما إذا أردتم الحقيقة مُرّة، حافية، مجردة ومؤلمة، فإياكم أن تصدّقوا، لأن آخر الجزائريين يعرف أن التلفزيون ليس ملكا للشعب أو البلد أو المجتمع،.
ما حدث ذلك اليوم أن جزائريين 'انتزعوا' التلفزيون من فرنسيين بأن قرروا أنه لم يعد فرنسيا، واستولوا عليه بينما كان المفروض أن يعيدوه لعامة الجزائريين. ومذاك لم يطلع على التلفزيون الجزائري ضوء نهار.
وإذا كانت تجربة السنوات الأولى من الاستقلال تشفع لمسترجعي التلفزيون استيلاءهم عليه بحكم حداثتها ككل، فالذي حدث في ما بعد، بدءا من الرئيس الراحل الكولونيل هواري بومدين (الذي كان الجزائريون في عهده يسافرون الى الخارج بإذن حكومي) الى اليوم، هو أن التلفزيون تعرّض لعملية اختطاف تشبه اختطاف طائرة في الجو في غفلة من ركابها. لكنها عملية اختطاف مستمرة ترفض الانتهاء.. تتغيّر اسماء ووجوه القراصنة وتستمر رحلة الاختطاف.
والذي حدث أن كل مَن في السلطة يشتركون في عملية القرصنة ويمارسون 'حقهم' في الهيمنة على التلفزيون، لكن ما أن تنتهي مدة صلاحيتهم أو يضعهم الأقوى منهم على الرف حتى يكتشفوا معنى الظلم وشؤم أن يكون التلفزيون بوقا دعائيا يسيطر عليه غيرهم.
'''
هذه السنة أطلقوا على الاحتفالات شعار 'أعياد التلفزيون.. أعياد الجزائر'. لكن صاحب هذا الشعار الجميل لم يحدد أية جزائر يقصد، هل هي جزائر محمية 'نادي الصنوبر' وقيادات الأسرة الثورية التي تضم 'سوبرمواطنين' يعشقون فن المدح مقابل العلاوات والامتيازات المادية، أم جزائر منكوبي وجوعى وعراة غرداية وعين الدفلى وبشار والبويرة والبلدات التي تنهار تحت 20 دقيقة مطر فتسارع الى الغرق في الأوحال (ولا تزورها كاميرا التلفزيون إلا برفقة وزير من حكومة الشؤم تلك).
لست أتطاول على أحد بهذا الكلام. البلد في حالة يرثى لها، والتلفزيون خير مؤشر رغم إصرار أصحابه على اثبات العكس. يكفي أن تشاهدوا نشرة أخبار هذا المساء لتتأكدوا من أنها لا تعني عامة الجزائريين في شيء لأنها نشرة أخبار 'العائلة' في تلفزيون 'العائلة'. فهي لا ترى إلا صاحب الفخامة ورسائل التهنئة والتعزية، فالوزراء الذين حيثما حلوا صاحبهم الفشل ثم مكونات 'الأسرة الثورية' التي تحتكر التاريخ والجغرافيا.
الباقي، وإذا شاهدتم شيئا آخر أو أناسا آخرين من 'شعيْب الخديم'، فتلك منّة من المذكورين أعلاه ومزية مما فاض من الوقت والبث.
وقبل أن يقول قائل انها سياسة وان ما دونها مقبول في التلفزيون، أرد بأن كل شيء يجب أن ترضى عنه 'العائلة'. حتى الغناء يجب أن يعجبها وترضى عنه، ولهذا سحقت من الوجود (الإذاعي والتلفزيوني) مطربا مسكينا اسمه 'رضا الطلياني' (الايطالي!) الذي غنى العام الماضي في حفل ساهر بالمغرب فوجد نفسه مضطرا لمجاراة جمهور غفير هتف بأن الصحراء مغربية. والنتيجة أنه ممنوع في تلفزيون وإذاعة 'العائلة'، والمسكين لا يعرف عن أي صحراء تكلم وأين تقع ومن يتنازعها (يجب توجيه الشكر هنا لبعض الصحافيين الذين لم يقصّروا في ذم ذلك المسكين ووصفه بالفضيحة ممهدين لاغتياله تلفزيونياً).
لهذا هناك جزائران، واحدة حقيقية هي لمواطنين جياع يقتاتون من المزابل، وشبان يسرقون ذهب أمهاتهم ليركبوا بثمنه قوارب الموت. وهناك الجزائر الافتراضية، جزائر التلفزيون، جزائر محمية 'نادي الصنوبر' وأحزاب 'التعالف الرئاسي' والأسرة الثورية. هذه جزائر وردية بلغت الكمال ولم يعد ينقصها سوى تتويج صاحب الفخامة رئيسا مدى الحياة.
'''
ثم تأتي الاحتفالات فلا تخلو من خبث وتصفية حساب أبرز ضحاياها مَن غادروا التلفزيون من أبنائه (حتى الهجرة والاستقالة حسدوهم فيها. ربما كان يجب أن يموتوا قتلا لينالوا شرف المواطَنة).
فعندما يقرر أصحاب الدكان تكريم العاملين والموظفين، يمارسون نوعا من القفز البهلواني فوق حبال الزمن والحقائق يمسح فترة التسعينات من الوجود. هذا ما يفسر أن الاحتفاء بالوجوه التلفزيونية يبدأ بزمن إبراهيم بلبحري ويمر بجماعة زهية بن عروس ثم (فراغ) ففريق كريم بوسالم. الأول كان من أوائل قارئي نشرات الأخبار بالأبيض والأسود، والثانية هي أول امرأة تقدم نشرة أخبار منفردة في الثمانينات، والثالث آخر ما هنالك.
ثم يتم الاحتفاء بصور القتلى، وهم أكثر من يستحق الاشادة والذكر، الذين راحوا ضحية موجة غدر شنيعة طالت خيرة الصحافيين في التلفزيون. وحتى هنا تكاد تشعر بأن هؤلاء المساكين يزعجون أحدا ما فتشاهد بسرعة صور خاطفة لاسماعيل يفصح ومصطفى عبادة ورشيدة حمادي وآخرين بالكاد تُذكر أسماؤهم.
أين الباقون من الأحياء.. كمال علواني، خديجة بن قنة، مراد شبين، عبد القادر مام، سعيد مانع، عبد الكريم سكار، عبد القادر دعميش وغيرهم؟
هؤلاء لا يُذكرون حتى بالإسم رغم أنهم ينتمون الى أيام أقل رداءة هي أجمل ما يذكر الجزائريون عن تلفزيون حكامهم. إنهم مغيّبون، فهم في ثقافة الغيرة والتخوين الشائعة حاليا 'جبناء قفزوا من المركب وهي في حال الخطر، هجروا التلفزيون (والبلد) بينما كان يجب أن يصمدوا' (كي يتم اصطيادهم كالخرفان برصاص مجهول ـ فأغلبهم غادروا في ذروة حملة قتل شنيعة تعرض لها الصحافيون والمثقفون الجزائريون).
ما يلفت الانتباه في الصحف الجزائرية منذ بداية الشهر، حديث مجتر عن تغييرات محتملة سيدخلها مدير التلفزيون على مناصب المسؤولية في القنوات الثلاث (هي واحدة يعتبرونها ظلما ثلاثا). وتتسارع الصحف الى التكهن بالأسماء كأنه تعديل حكومي سينقذ البلاد مما هي فيه، متجنبة السؤال الأساسي الذي يطرحه عموم الجزائريين: متى تنتهي عملية الاختطاف؟
بقليل من الواقعية كان يجب استبدال الاحتفال بالرثاء. وبقليل من الشجاعة كان يجب الصراخ: أعيدوا للجزائريين تلفزيونهم.
هوامش:
ـ في المناسبة المذكورة آنفا يكثر الحديث عن 'نجاحات' تلفزيون 'العائلة' وتطوره المستمر. لا أدري أين هو هذا النجاح وأقل شيء أن هذا التلفزيون عاجز عن نقل مباريات كرة القدم التي يلعبها الفريق الجزائري في المنافسات القارية. إذا كان هذا نجاح، فدلّوني على قاموس أبحث فيه عن معنى كلمة فشل.
ـ ربما النجاح هو أن هذا التلفزيون أخّر في نشرات أمس (الاثنين) أخبار عزل منطقة الجنوب الغربي للبلاد بسبب الأحوال الجوية الى ما بعد أخبار فخامته والسفراء والوزراء والنواب، وحتى بعد خبر وصول (مجرد وصول) المطربة كارول سماحة لاحياء حفل بدعوة من 'تلفزيون العائلة'.
منطقة تفوق مساحتها مساحة فرنسا معزولة بالكامل، تأتي، من حيث الأهمية الاخبارية، بعد (وصول) كارول سماحة. ونعمَ النجاح هذا.. أهلا أهلا.
ـ كم أعجبتني صور الرئيس علي عبد الله صالح بالتلفزيون اليمني (حتى ولو كانت لمجرد التمثيل أمام الكاميرا)، وهو يدير عمليات الاغاثة في سيول حضرموت والمهرة بمكان وقوعها. تذكرت فيضاناتكم يا سكان غرداية وعين الدفلى وبشار و(امس) تلمسان. آه يا بلدي.
toufik
بقلم توفيق رباحي
منقول، مع حذف العبارات المحرجة للمنتدى 28/10/2008
في مثل هذا الأسبوع من كل سنة يضطر الجزائريون لتحمل حملة تعذيب مصدرها التلفزيون وموضوعها التلفزيون. فهذا الأسبوع، يصادف في أحد أيامه حدثا اتُفق على تسميته بين الرسميين الجزائريين 'استرجاع السيادة على التلفزيون'.
حدث ذلك يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر) 1962، أي في الشهور التي تلت استقلال البلاد عن فرنسا رسميا في 5 تموز (يوليو) من نفس السنة والذي تفتقت عبقرية مؤرخي البلاط بتسميته يوم استرجاع السيادة الوطنية. من هنا جاءت تسمية يوم 'استرجاع' التلفزيون (هناك من يستعمل تعبير بسط السيادة على التلفزيون!) بتأميمه وبدء الاستغناء عن الموظفين الفرنسيين فيه.
لكن، ومن دون إطالة، هل استرجع التلفزيون الجزائري حقا سيادته؟ إذا أردتم فولكلورا وكلاما ديماغوجيا يُلقى أثناء 'لمّة الاحباب' في المناسبة، نعم وألف نعم، فهو مفخرة الجزائر ورمز علوها وعبقرية حكامها (خصوصا الحاليين). أما إذا أردتم الحقيقة مُرّة، حافية، مجردة ومؤلمة، فإياكم أن تصدّقوا، لأن آخر الجزائريين يعرف أن التلفزيون ليس ملكا للشعب أو البلد أو المجتمع،.
ما حدث ذلك اليوم أن جزائريين 'انتزعوا' التلفزيون من فرنسيين بأن قرروا أنه لم يعد فرنسيا، واستولوا عليه بينما كان المفروض أن يعيدوه لعامة الجزائريين. ومذاك لم يطلع على التلفزيون الجزائري ضوء نهار.
وإذا كانت تجربة السنوات الأولى من الاستقلال تشفع لمسترجعي التلفزيون استيلاءهم عليه بحكم حداثتها ككل، فالذي حدث في ما بعد، بدءا من الرئيس الراحل الكولونيل هواري بومدين (الذي كان الجزائريون في عهده يسافرون الى الخارج بإذن حكومي) الى اليوم، هو أن التلفزيون تعرّض لعملية اختطاف تشبه اختطاف طائرة في الجو في غفلة من ركابها. لكنها عملية اختطاف مستمرة ترفض الانتهاء.. تتغيّر اسماء ووجوه القراصنة وتستمر رحلة الاختطاف.
والذي حدث أن كل مَن في السلطة يشتركون في عملية القرصنة ويمارسون 'حقهم' في الهيمنة على التلفزيون، لكن ما أن تنتهي مدة صلاحيتهم أو يضعهم الأقوى منهم على الرف حتى يكتشفوا معنى الظلم وشؤم أن يكون التلفزيون بوقا دعائيا يسيطر عليه غيرهم.
'''
هذه السنة أطلقوا على الاحتفالات شعار 'أعياد التلفزيون.. أعياد الجزائر'. لكن صاحب هذا الشعار الجميل لم يحدد أية جزائر يقصد، هل هي جزائر محمية 'نادي الصنوبر' وقيادات الأسرة الثورية التي تضم 'سوبرمواطنين' يعشقون فن المدح مقابل العلاوات والامتيازات المادية، أم جزائر منكوبي وجوعى وعراة غرداية وعين الدفلى وبشار والبويرة والبلدات التي تنهار تحت 20 دقيقة مطر فتسارع الى الغرق في الأوحال (ولا تزورها كاميرا التلفزيون إلا برفقة وزير من حكومة الشؤم تلك).
لست أتطاول على أحد بهذا الكلام. البلد في حالة يرثى لها، والتلفزيون خير مؤشر رغم إصرار أصحابه على اثبات العكس. يكفي أن تشاهدوا نشرة أخبار هذا المساء لتتأكدوا من أنها لا تعني عامة الجزائريين في شيء لأنها نشرة أخبار 'العائلة' في تلفزيون 'العائلة'. فهي لا ترى إلا صاحب الفخامة ورسائل التهنئة والتعزية، فالوزراء الذين حيثما حلوا صاحبهم الفشل ثم مكونات 'الأسرة الثورية' التي تحتكر التاريخ والجغرافيا.
الباقي، وإذا شاهدتم شيئا آخر أو أناسا آخرين من 'شعيْب الخديم'، فتلك منّة من المذكورين أعلاه ومزية مما فاض من الوقت والبث.
وقبل أن يقول قائل انها سياسة وان ما دونها مقبول في التلفزيون، أرد بأن كل شيء يجب أن ترضى عنه 'العائلة'. حتى الغناء يجب أن يعجبها وترضى عنه، ولهذا سحقت من الوجود (الإذاعي والتلفزيوني) مطربا مسكينا اسمه 'رضا الطلياني' (الايطالي!) الذي غنى العام الماضي في حفل ساهر بالمغرب فوجد نفسه مضطرا لمجاراة جمهور غفير هتف بأن الصحراء مغربية. والنتيجة أنه ممنوع في تلفزيون وإذاعة 'العائلة'، والمسكين لا يعرف عن أي صحراء تكلم وأين تقع ومن يتنازعها (يجب توجيه الشكر هنا لبعض الصحافيين الذين لم يقصّروا في ذم ذلك المسكين ووصفه بالفضيحة ممهدين لاغتياله تلفزيونياً).
لهذا هناك جزائران، واحدة حقيقية هي لمواطنين جياع يقتاتون من المزابل، وشبان يسرقون ذهب أمهاتهم ليركبوا بثمنه قوارب الموت. وهناك الجزائر الافتراضية، جزائر التلفزيون، جزائر محمية 'نادي الصنوبر' وأحزاب 'التعالف الرئاسي' والأسرة الثورية. هذه جزائر وردية بلغت الكمال ولم يعد ينقصها سوى تتويج صاحب الفخامة رئيسا مدى الحياة.
'''
ثم تأتي الاحتفالات فلا تخلو من خبث وتصفية حساب أبرز ضحاياها مَن غادروا التلفزيون من أبنائه (حتى الهجرة والاستقالة حسدوهم فيها. ربما كان يجب أن يموتوا قتلا لينالوا شرف المواطَنة).
فعندما يقرر أصحاب الدكان تكريم العاملين والموظفين، يمارسون نوعا من القفز البهلواني فوق حبال الزمن والحقائق يمسح فترة التسعينات من الوجود. هذا ما يفسر أن الاحتفاء بالوجوه التلفزيونية يبدأ بزمن إبراهيم بلبحري ويمر بجماعة زهية بن عروس ثم (فراغ) ففريق كريم بوسالم. الأول كان من أوائل قارئي نشرات الأخبار بالأبيض والأسود، والثانية هي أول امرأة تقدم نشرة أخبار منفردة في الثمانينات، والثالث آخر ما هنالك.
ثم يتم الاحتفاء بصور القتلى، وهم أكثر من يستحق الاشادة والذكر، الذين راحوا ضحية موجة غدر شنيعة طالت خيرة الصحافيين في التلفزيون. وحتى هنا تكاد تشعر بأن هؤلاء المساكين يزعجون أحدا ما فتشاهد بسرعة صور خاطفة لاسماعيل يفصح ومصطفى عبادة ورشيدة حمادي وآخرين بالكاد تُذكر أسماؤهم.
أين الباقون من الأحياء.. كمال علواني، خديجة بن قنة، مراد شبين، عبد القادر مام، سعيد مانع، عبد الكريم سكار، عبد القادر دعميش وغيرهم؟
هؤلاء لا يُذكرون حتى بالإسم رغم أنهم ينتمون الى أيام أقل رداءة هي أجمل ما يذكر الجزائريون عن تلفزيون حكامهم. إنهم مغيّبون، فهم في ثقافة الغيرة والتخوين الشائعة حاليا 'جبناء قفزوا من المركب وهي في حال الخطر، هجروا التلفزيون (والبلد) بينما كان يجب أن يصمدوا' (كي يتم اصطيادهم كالخرفان برصاص مجهول ـ فأغلبهم غادروا في ذروة حملة قتل شنيعة تعرض لها الصحافيون والمثقفون الجزائريون).
ما يلفت الانتباه في الصحف الجزائرية منذ بداية الشهر، حديث مجتر عن تغييرات محتملة سيدخلها مدير التلفزيون على مناصب المسؤولية في القنوات الثلاث (هي واحدة يعتبرونها ظلما ثلاثا). وتتسارع الصحف الى التكهن بالأسماء كأنه تعديل حكومي سينقذ البلاد مما هي فيه، متجنبة السؤال الأساسي الذي يطرحه عموم الجزائريين: متى تنتهي عملية الاختطاف؟
بقليل من الواقعية كان يجب استبدال الاحتفال بالرثاء. وبقليل من الشجاعة كان يجب الصراخ: أعيدوا للجزائريين تلفزيونهم.
هوامش:
ـ في المناسبة المذكورة آنفا يكثر الحديث عن 'نجاحات' تلفزيون 'العائلة' وتطوره المستمر. لا أدري أين هو هذا النجاح وأقل شيء أن هذا التلفزيون عاجز عن نقل مباريات كرة القدم التي يلعبها الفريق الجزائري في المنافسات القارية. إذا كان هذا نجاح، فدلّوني على قاموس أبحث فيه عن معنى كلمة فشل.
ـ ربما النجاح هو أن هذا التلفزيون أخّر في نشرات أمس (الاثنين) أخبار عزل منطقة الجنوب الغربي للبلاد بسبب الأحوال الجوية الى ما بعد أخبار فخامته والسفراء والوزراء والنواب، وحتى بعد خبر وصول (مجرد وصول) المطربة كارول سماحة لاحياء حفل بدعوة من 'تلفزيون العائلة'.
منطقة تفوق مساحتها مساحة فرنسا معزولة بالكامل، تأتي، من حيث الأهمية الاخبارية، بعد (وصول) كارول سماحة. ونعمَ النجاح هذا.. أهلا أهلا.
ـ كم أعجبتني صور الرئيس علي عبد الله صالح بالتلفزيون اليمني (حتى ولو كانت لمجرد التمثيل أمام الكاميرا)، وهو يدير عمليات الاغاثة في سيول حضرموت والمهرة بمكان وقوعها. تذكرت فيضاناتكم يا سكان غرداية وعين الدفلى وبشار و(امس) تلمسان. آه يا بلدي.
toufik
من مواضيعي
0 نقطة نظام حول تعمد العضوين الافريقي و ابن عربي نشر الاكاذيب بالنقاش الحر
0 مقتل الاب الروحي للشيعة حسن شحاتة 3 آخرين
0 ادخل .....و اختبر نسبة ذكائك ـ طريقة يابانية
0 جريمة بشعة في حق الطفل مهدي 7 سنوات بعد اختطافه بغرداية
0 حريق مهول بحي ثنية المخزن بغرداية يسفر عن مقتل 6 اشخاص
0 هجوم كاسح على سوناطراك و مقدرات البلاد لحساب الإطاليين
0 مقتل الاب الروحي للشيعة حسن شحاتة 3 آخرين
0 ادخل .....و اختبر نسبة ذكائك ـ طريقة يابانية
0 جريمة بشعة في حق الطفل مهدي 7 سنوات بعد اختطافه بغرداية
0 حريق مهول بحي ثنية المخزن بغرداية يسفر عن مقتل 6 اشخاص
0 هجوم كاسح على سوناطراك و مقدرات البلاد لحساب الإطاليين
التعديل الأخير تم بواسطة كريم64 ; 28-10-2008 الساعة 07:49 AM